الإنتر يعاني من سوء النتائج.. وسوق الانتقالات المتهم الأول

مشجعات يتظاهرن أمام النادي ويطالبن برحيل الرئيس موراتي

TT

أعلن نادي الإنتر يوم 24 أغسطس (آب) 2011 عن بيع نجمه الكاميروني صمويل إيتو لنادي أنزهي الروسي. ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن سجل زاراتي وفورلان وكاستاينيوس، بدلاء إيتو في صفوف الإنتر وخط هجومه، ثلاثة أهداف فقط. ولا شك أن هذه الصفقات تعتبر مرآة صادقة لسوق الانتقالات في نادي الإنتر بعد رحيل مورينهو. فقد أنفق نادي الإنتر منذ ذلك الحين 68.7 مليون يورو لشراء اللاعبين وحصل على 90 مليون في صفقات البيع وهو ما يعني اتباع سياسة تقشفية أثرت بالسلب على مستوى الفريق. ولم يشهد نادي الإنتر أي صفقات قوية تؤثر في مسيرته من بعد رحيل مورينهو وحتى وقتنا هذا. ولا يقع اللوم في ذلك فقط على مسؤولي النادي الذين يختارون اللاعبين، لأن اللاعبين ينبغي عليهم أن يحاولوا التأقلم مع فريقهم الجديد ولم يكن جميع اللاعبين المنضمين للإنتر مناسبين لطريقة اللعب. وإذا نظرنا إلى مدربي الإنتر بعد مورينهو نجد أن بينيتيز حظي بسوق انتقالات ضعيف للغاية، بينما كان ليوناردو الأوفر حظا مع سوق الانتقالات، ولم يجن غاسبريني أو رانييري حتى الآن أي جدوى من صفقات النادي. وباستثناء باتزيني جاءت جميع الصفقات التي قام بها الإنتر باهتة ولم تضف أي شيء للفريق.

صيف 2010: وسنعرض هنا لأهم صفقات نادي الإنتر في سوق الانتقالات خلال الموسمين الماضيين. فقد طالب بينتيز في صيف عام 2010 بضم ثلاثة لاعبين، ماسكيرانو وكويت وإيفرا، وحاول النادي ضمهم دون جدوى. وبالتالي كان بيابياني هو أفضل صفقات تلك الفترة (مقابل 4.5 مليون يورو)، وتبعه كوتينهو الذي أنضم في ذلك الوقت للإنتر بعد الاتفاق على شرائه في الموسم السابق مقابل ثلاثة ملايين يورو. وشهدت تلك الفترة أيضا ضم كاستيلاتسي وفاروني ومانشيني. ورغم أن كوتينهو سجل للإنتر في دوري الأبطال وبيابياني أحرز الهدف الثالث في نهائي بطولة العالم للأندية لم يعد الاثنان يلعبان مع الإنتر بعد أن تم بيع الأول لنادي بارما وانتقال الثاني لنادي إسبانيول على سبيل الإعارة. ولعل أهم ما يمكن استخلاصه من سوق الانتقالات في صيف عام 2010 هو أن النادي كان يعتقد أن الدفعة المعنوية الناتجة عن الفوز بالثلاثية تكفي ليستمر الفريق في تألقه، لكن هذا الأمر لم يكن صحيحا.

يناير 2011: وأدرك موراتي رئيس النادي ذلك جيدا وبدأ في شراء لاعبين جدد، لا سيما بعد تولي ليوناردو تدربي الفريق خلفا لبينيتيز. وهكذا أنضم للإنتر باتزيني وناغاتومو، كما قام النادي بشراء النصف الثاني من بطاقة رانوكيا عقب إصابة صمويل. ونجح باتزيني في تغيير شكل هجوم الإنتر وتمكن النادي من الفوز بكأس تيم الودية في ظل تألق رانوكيا في الدفاع وناغاتومو في الوسط. لكن الغريب أن الأمور اختلفت بشدة في الوقت الحالي. ولم يعد باتزيني في نفس مستواه السابق رغم حفاظه على تألقه، بينما أصبح رانوكيا يجلس عل مقاعد البدلاء أكثر مما يشارك في المباريات وهو ما ينطبق أيضا على ناغاتومو. وبلغ حجم إنفاق الإنتر في سوق الانتقالات في يناير (كانون الثاني) 2011 نحو 20 مليون يورو، لكن النادي لم يستفد من تلك الصفقات بالقدر الكافي بعد.

صيف 2011: ومع حلول صيف عام 2011 بدأ الإنتر انتفاضة جديدة في سوق الانتقالات تحت قيادة مدربه الجديد غاسبريني. فقد رحل إيتو عن الفريق (بعد إحرازه 37 هدفا في موسم واحد) وحاول النادي بشتى الطرق تعويض رحيله. فضم اللاعب الشاب كاستاينيوس وفورلان وزاراتي. ونجح كاستاينيوس في إنقاذ الفريق أمام سيينا لكنه يبقى خارج تشكيلة الفريق منذ ذلك الحين، بينما ظهر فورلان يوم الأحد الماضي بعد سلسلة من الإصابات المتعددة. وأصبح زاراتي حبيسا خارج التشكيل بشكل دائم. ولم يسجل اللاعبون الثلاثة سوى ثلاثة أهداف، بمعدل هدف واحد لكل منهما في حين كان إيتو قبل عام واحد فقط قد سجل بمفرده 24 هدفا. وانضم للفريق في هذا الوقت أيضا جوناثان، وكالديرولا وبولي والفاريز الذي يتأرجح مستواه من مباراة لأخرى.

يناير 2012. وها نحن عند المحطة الأخيرة في سوق الانتقالات. فقد ضم النادي كلا من خوان خيسوس (الذي يلعب الآن في فريق الناشئين) وغوارين (الذي سيشارك في شهر مارس (آذار) وبالومبو الذي لعب أول مباراة له أمام باليرمو وظهر بمستوى سيئ أمام روما ثم لعب احتياطيا أمام نوفارا. وما زال الارتباك في حقبة ما بعد مورينهو مستمرا.

الاحتجاج: ولا شك أن مستوى الإنتر ونتائجه الأخيرة أصبحت مثارا للجدل. وكانت آخر حلقات هذا الجدل هو ما قامت به اثنتان من مشجعات الإنتر، تحملان اسم دانييلا وإيفانا، بعد الهزيمة الأخيرة أمام نوفارا. فقد توجهت المشجعتان إلى مقر النادي في اليوم التالي للمباراة وهما تحملان عدة لافتات كان أبرزها لافتة كتب عليها: «فلتخجلوا، انتهت اللعبة». وانضمت إليهما بعد ذلك بعض المشجعات الأخريات. وانتشرت صور هؤلاء المشجعات بصورة كبيرة في وسائل الإعلام وعلى شبكة الإنترنت لتؤكد الأزمة الحالية التي يعاني منها نادي الإنتر ويبدو أنه لن يخرج منها في القريب العاجل.

على أحدهم أن يرحل: وحملت المشجعات لافتة أخرى كتب عليها: «لقد وصلنا في منتصف النهار، وبعد عدة ساعات سنرحل، رغم أن هناك شخصا آخر في الإنتر يجب أن يرحل». وغادرت المشجعات موقعهن من أمام مبنى النادي بعد عدة ساعات من وصولهن انتظارا لوصول موراتي رئيس الإنتر الذي لم يحضر.

أي صفقات هذه؟: وعلقت دانييلا على أزمة الإنتر قائلة: «لماذا نشتري لاعبين غير أكفاء منذ رحيل مورينهو؟ يجب أن نفتح عيوننا. لقد نظمت مظاهرة من أجل عودة مورينهو عندما جاء ليواجه الميلان مع نادي ريال مدريد. وقد خرج من المؤتمر الصحافي والدموع في عينيه. وقد جئنا إلى هنا يوم 24 مايو (أيار) 2010 لإقناع مورينهو بالبقاء. فنحن مشجعات لنادي الإنتر منذ طفولتنا». واستمرت المشجعة في الحديث عن النادي وكيفية الخروج من الأزمة: «أنا غاضبة من الجميع تقريبا. وأستثني اللاعبين فقط عندما لا يطردون المدرب. رانييري؟ ليس له ذنب فيما يحدث الآن ويجب أن يبقى. غاسبريني؟ كنت لأقيله من منصبه قبل حتى إن يصل إلى ميلانو. وأرسل تحية لستانكوفيتش، فقد كان الوحيد الذي أمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ بعد مباراة نوفارا».

موراتي وبيدي: وتحدث ماسيمو موراتي رئيس الإنتر للصحافيين عن الأزمة الحالية قائلا «هل جئتم إلى هنا لتسألوا كيف حالي؟ لا بد أنكم تعرفون..». وكانت بيدي موراتي شقيقة ماسيمو قد دافعت عن شقيقها وعن نادي الإنتر ضد انتقادات الجماهير عبر حسابها على موقع «تويتر» عندما كتبت: «إن كلمة العار كلمة لا تخص نادي الإنتر. فالعار لغير الشرفاء واللصوص والأفاقين. وليس لنا. إلى الأمام أيها الإنتر».