«كابوس» ميلان أفاق فينغر من غفوته فهاجم لاعبيه

وصف الأداء بـ«الكارثة».. و«الرباعية» بالأسوأ في تاريخه

TT

بدا الذهول واضحا على وجه مدرب آرسنال أرسين فينغر بعد الخسارة المذلة التي مني بها فريقه أمام ميلان الإيطالي صفر - 4 في ذهاب الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وبات في حاجة إلى معجزة لقلب تخلفه الكبير إيابا على استاد الإمارات الشهر المقبل. والخسارة هي الأقسى لآرسنال في دوري الأبطال ولم يكن فينغر في وارد الدفاع عن فريقه بقوله «لم ندخل أجواء المباراة إطلاقا، كنا ضعيفين هجوميا ودفاعيا، لقد صدمت من الطريقة التي هزمنا بها في جميع الأصعدة، إنه أسوأ عرض في المسابقات الأوروبية على الإطلاق».

وتابع «لم ندخل أجواء المباراة ولو دقيقة واحدة طوال المباراة، وما زاد الأمور سوءا أنه تعين علينا أن نعود في المباراة وبالتالي فتحنا المجال أمام الفريق المنافس الذي استغل هذا الأمر بشكل تام من خلال الكرات الطويلة».

ولم يعد أمام آرسنال سوى الفوز بكأس إنجلترا حيث تنتظره مباراة صعبة خارج ملعبه غدا ضد سندرلاند المتجدد بقيادة مدربه الجديد مارتن أونيل. وقال فينغر «لدينا مباراة كبيرة السبت ضد سندرلاند ويتعين علينا أن نؤكد امتلاكنا لذهنية قوية ونستطيع النهوض بعد هذه الهزيمة الصدمة». وتابع «كان اللاعبون يملكون طموحا كبيرا في هذه البطولة ومن الطبيعي أن يشعروا بالحزن». واعترف «كنا ضعفاء في بعض المراكز لكننا لم نكن نتوقع عدم تسجيل أي هدف في المباراة.

يجب أن نكون واقعيين فنحن لا نملك فرصة كبيرة لقلب الأمور في مصلحتنا إيابا، النسبة لا تتخطى الخمسة في المائة».

وإذا كان خط هجوم آرسنال غائبا تماما باستثناء محاولتين للهداف الهولندي روبن فان بيرسي، فإن خط الدفاع غرق تماما وسط هجمات ميلان المتكررة بقيادة المهاجم المتألق زلاتان إبراهيموفيتش، تماما كما حصل عندما أمطر مانشستر يونايتد شباكه بثمانية أهداف في أغسطس (آب) الماضي. والواقع أن الهدف الأول جاء نتيجة خطأ قاتل لقلب الدفاع الفرنسي لوران كوسييلني الذي ترك الغاني كيفن برينس باوتنغ يتوغل داخل المنطقة من دون اللحاق به وذلك بعد تشتيت خاطئ أيضا من الحارس فويتشك تشيتشني. أما الهدف الثاني فجاء إثر هفوة أخرى من الظهير الأيمن باكاري سانيا الذي لم يكترث للتصدي لإبراهيموفتيش على الجهة اليمنى فدخل الأخير المنطقة بسهولة بالغة ومرر الكرة التي سجل منها روبينهو الهدف الثاني برأسه.

وسقط المدافع البلجيكي توماس فيرمايلين لدى محاولته تشتيت الكرة فوصلت إلى روبينهو الذي أطلقها زاحفة في الزاوية بعيدا عن متناول حارس آرسنال. وازداد الأمر سوءا بالنسبة إلى آرسنال عندما ارتكب المدافع السويسري يوهان دغورو خطأ داخل المنطقة احتسب على أثره الحكم ركلة جزاء ترجمها بنجاح إبراهيموفيتش إلى الهدف الرابع. وكان بإمكان ميلان زيادة غلته من الأهداف لولا تسرع مهاجميه في الدقائق العشر الأخيرة وتحديدا البرازيلي الكسندر باتو الذي كان يخوض أول مباراة له بعد غياب استمر شهرا عن الملاعب لإصابة في ساقه علما بأنه شارك في ربع الساعة الأخير من المباراة.

هذه الأخطاء الدفاعية جاءت لتؤكد هشاشة هذا الخط حتى في مواجهة أندية إنجليزية أقل قوة من آرسنال بدليل ولوج مرماه 35 هدفا في الدوري الإنجليزي بينها 26 خارج ملعبه هذا الموسم في 13 مباراة أي إنه ثالث أسوأ خط دفاع في الدوري المحلي. وبدأت أصابع الاتهام تشير إلى السياسة التي اعتمدها فينغر ويؤخذ على المدرب الفرنسي عدم استعانته بأي مدافع من الطراز الدولي في المواسم الأخيرة.

وانتقد المدرب الفرنسي كثيرا أيضا للسماح برحيل أفضل لاعبين لديه وهما سيسك فابريغاس (برشلونة) وسمير نصري (مانشستر سيتي) في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفية من دون أن يلجأ إلى الاستعانة بلاعبين بالمستوى ذاته. ويحتاج فينغر لتبييض صفحته، إحراز كأس إنجلترا، والأهم من ذلك احتلال مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل خصوصا إذا أراد الاحتفاظ بأفضل لاعبيه وعلى رأسهم فان بيرسي علما بأنه يحتل حاليا المركز الرابع بفارق الأهداف عن جاره تشيلسي.

وهكذا أنعش ميلان ذكريات أكثر فترات تألقه وإنجازاته على الساحة الأوروبية من خلال الفوز الساحق 4 على ضيفه آرسنال. وكما أثارت هذه الهزيمة الثقيلة غضب وارتباك فينغر المدير الفني لآرسنال فإنها أيضا دفعت وسائل الإعلام البريطانية إلى شن حملة انتقادات عنيفة ضد فينغر والمدفجية. وقبل أربع سنوات، تغلب آرسنال على ميلان 2/صفر بنفس الملعب في استاد «جوسيبي ميازا» وسبقه فوزه كبير 5/1 لآرسنال على إنترميلان بنفس الملعب في عام 2003. ولكن آمال أرسنال في تكرار ذلك تبددت تماما أول من أمس بالهزيمة الثقيلة بينما أصبح ميلان قاب قوسين أو أدنى من دور الثمانية.

وشنت وسائل الإعلام البريطانية انتقادات عنيفة على الأداء وأوضح المعلقون أن هذه الهزيمة تكشف بوضوح عن التراجع الذي حدث في النادي. وأوضح الإعلام البريطاني أن هذه الهزيمة بددت آمال آرسنال منطقيا في بلوغ دور الثمانية ليصبح تشيلسي هو الفريق الوحيد الباقي ليدافع عن الكرة الإنجليزية في دوري الأبطال علما بأنه يواجه اختبارا صعبا أيضا في هذا الدور حيث يحل ضيفا على نابولي الأسبوع المقبل. وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية «بالنسبة لآرسنال. كان هذا هو الدليل على مدى تراجع الفريق خلف أبرز الأندية الأوروبية». وأوضحت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية «فشل فينغر المروع في الاستثمار بشكل جيد في تدعيم صفوف الفريق خلال الصيف الماضي آتى ثماره أخيرا.. مدرب قدير أهين بتراجع الفريق الذي بناه بذكائه».

وفي المقابل، تمكن ميلان أخيرا من الاحتفال ببعض النجاح على الأندية الإنجليزية التي أطاحت به ثلاث مرات من دور الستة عشر في المواسم الأربعة الماضية.

وذكرت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية «ميلان أصبح أكثر تعطشا عن ذي قبل».

وأوضحت صحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» الإيطالية «ميلان، الأداء الشامل».

بينما ذكرت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية «دوري الأبطال: ميلان حجز مكانه في دور الثمانية».

أما مدرب ميلان ماسيميليانو أليغري فقال «لعب الشباب بشكل جيد ككتلة واحدة، لم نمنح آرسنال فرصا كثيرة وكنا رائعين في خط الهجوم. نحن نستحق الفوز الليلة وأنا سعيد بالطبع». وأضاف «كان بإمكاننا تسجيل أكبر عدد من الأهداف، وأعتقد أننا خضنا أفضل مباراة لنا منذ مطلع العام الحالي». وأضاف أليغري «اليوم، سنحت لنا العديد من الفرص خاصة في الجزء الأخير من المباراة.. وعندما يكون باستطاعتك هز الشباك، يكون من الضروري أن تستغل هذه الفرص». وأضاف «الفوز برباعية نظيفة أمر جيد ولكن تسجيل خمسة أو ستة أهداف يكون أفضل. ما زالت هناك مباراة إياب ولا يمكنك أن تعرف كيف تسير فيها الأمور. مستوانا يتحسن خاصة في ظل عودة اللاعبين المصابين. ولكننا لم ننجز شيئا بعد».

وبدت السعادة أيضا على سلفيو برلسكوني مالك نادي ميلان ولكنه قال إن مستوى فريقه ما زال أقل من فرق أخرى مثل ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين. وقال برلسكوني «عندما تفوز بهذه النتيجة الكبيرة، يجب أن تشعر بالسعادة. كان الأداء جماعيا ورائعا.. إنها خطوة أولى جيدة. أتمنى أن نكرر ذلك في لندن. لسنا مثل برشلونة وريال مدريد. إنهما يحكمان سيطرتهما الآن على الساحة الأوروبية».

زينيت سان بطرسبرغ - بنفيكا وفي مباراة أخرى في دوري أبطال أوروبا حقق زينيت سان بطرسبرغ الروسي فوزا هاما على ضيفه بنفيكا البرتغالي 3 - 2 في ذهاب الدور ثمن النهائي.وسجل رومان شيروكوف في الدقيقتين 27 و87 وسيرغي سيماك في الدقيقة 71 أهداف زينيت، والأوروغواياني ماكسيميليانو بيريرا في الدقيقة 20 والباراغواياني أوسكار كاردوسو في الدقيقة 87 هدفي بنفيكا. وتقام مباراة الإياب في السادس من الشهر المقبل.

فعلى ملعب «بتروفسكي» في سان بطرسبرغ وأمام 21 ألف متفرج، بلغت الحرارة 10 درجات مئوية تحت الصفر، وظهر تأثر عشب الملعب من إزالة الثلوج التي كانت تغطي الملعب في الشهرين الأخيرين. وخاض الفريق الروسي المواجهة في خضم العطلة الشتوية في روسيا، علما بأنه أحرز كأس دبي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وخضع لمعسكر تدريبي في فلورنسا حيث واجه تشيزينا في مباراة ودية.

ويحقق الفريق نتائج مميزة مع سباليتي (52 عاما) مدرب روما وسمبدوريا وأودينيزي السابق، إذ أحرز الثنائية الموسم الماضي، ويتصدر الدوري المحلي بفارق 6 نقاط عن سيسكا موسكو.

أما بنفيكا، بطل البرتغال 32 مرة، فيتصدر الدوري المحلي دون خسارة في 18 مباراة. وتأهل بنفيكا إلى الدور الثاني مع بال السويسري في مجموعة ضمت مانشستر يونايتد الإنجليزي، وهو اعتمد على هدافه الباراغواياني أوسكار كاردوسو، صاحب 10 أهداف في 20 مباراة في دوري الأبطال، لهز شباك الفريق الروسي.

وبعد بداية عادية من الفريقين، ارتكب مدافع زينيت البرتغالي برونو الفيش، لاعب بورتو البرتغالي السابق، خطأ قاسيا على الإسباني رودريغو مورينو، ليفلت من نيل البطاقة الحمراء، ويتم تبديل رودريغو لاحقا بلاعب الوسط الأرجنتيني بابلو ايمار (32 عاما) الذي مدد عقده حتى صيف 2013، بدلا منه.

وافتتح الضيوف التسجيل عندما تابع الاوروغواياني ماكسيميليانو بيريرا ضربة حرة سددها كاردوسو بيسراه ارتدت من الحارس البيلاروس يوري جيفنوف الذي قدم مباراة كارثية إلى بيريرا الذي سددها من مسافة قريبة داخل الشباك، صد بعدها حارس بنفيكا البرازيلي ارتور كرة خطيرة لإلكسندر كيرجاكوف. وجاء هدف التعادل سريعا عن طريق رومان شيروكوف الذي سجل هدفه الرابع في 7 مباريات في المسابقة، عندما سدد من لمسة واحدة الكرة ببطن قدمه في الزاوية اليسرى الأرضية لآرتور.

ومن جملة فنية رائعة لعب كيرجاكوف الكرة بكعبه عرضية فحولها البديل فلاديمير بيسرتوف من لمسة واحدة إلى البديل الآخر سيماك المتربص داخل المنقطة، فلعبها بكعبه أيضا في مرمى بنفيكا. وأهدى حارس زينيت جيفنوف الهدف الثاني لبنفيكا عندما أفلت الكرة أمام كاردوسو الذي سدد بسهولة من مسافة قريبة في الشباك.

واشتعلت المباراة الجليدية في دقائقها الأخيرة، إذ استعاد زينيت التقدم بعد ثوان عندما ارتكب آرتور خطأ بدوره ليسجل شيروكوف هدفه الثاني والثالث لفريقه والخامس له هذا الموسم في الدقيقة 88.