برلسكوني يحلم بالثلاثية.. وأليغري حزين لعدم تسجيل هدف خامس

بعد أن تحرر الفريق من السلاسل الإنجليزية وسحق آرسنال في دوري الأبطال

TT

أعرب ماسيميليانو أليغري المدير الفني لفريق ميلان الإيطالي عن سعادته البالغة بالفوز الساحق الذي حقق فريقه على ضيفه آرسنال الإنجليزي بأربعة أهداف نظيفة في ذهاب دور الستة عشر للبطولة. من جانبه قال سلفيو برلسكوني رئيس نادي الميلان إن تعادل يوفنتوس أول من أمس في الدوري الإيطالي والفوز الساحق على آرسنال في دوري أبطال أوروبا جعل حلم الفوز بالثلاثية أمرا يمكن تحقيقه.

وقال أليغري: «أسفي الوحيد أننا صنعنا فرصتين محققتين قرب النهاية ولم نسجلهما لزيادة عدد الأهداف». وأضاف: «إنني سعيد بالتأكيد، ولكن إذا كنا نجحنا في تسجيل هدف خامس لكان الأمر أفضل». وأكد: «آرسنال يمتلك إمكانيات كثيرة كفريق وكذلك في لاعبيه، وإذا لم يظهروا إمكانياتهم الحقيقية فإن الأمر كله يرجع إلى ميلان».

من جانبه صرح عقب المباراة قائلا: «باتت المباريات والتحديات مع اللاعبين الإنجليز شيئا محظورا والذي أتمنى أن يتم تحطيمه لأننا في الأعوام الأخيرة لم نفز على الإطلاق على المستوى الدولي بأي شيء. وأنا واثق من أننا سنفعل ذلك ودائما ما أكون واثقا في الفريق». وعقب برلسكوني على المباراة قائلا: «راق لي كل شيء في هذه الأمسية، وكان أداء اللاعبين جيدا للغاية. وكانت الأهداف كلها رائعة كثيرا ونحن سعداء لأن الآرسنال سدد ثلاث كرات فحسب نحو شباكنا والتي صدها كريستيان أبياتي حارس المرمى بشكل جيد. وهي الخطوة الأولى الجيدة من أجل تحطيم هذا المحظور الإنجليزي، وكان بإمكاننا أن نسجل أهدافا أكثر».

وبعد أن أهدر فريق يوفنتوس فرصة استعادة صدارة الدوري الإيطالي بعدما تعادل سلبيا على ملعب بارما في مباراة مؤجلة من المرحلة الحادية والعشرين من المسابقة.

يبتسم برلسكوني قائلا: «الآن، لدينا المزيد من الأمل في الفوز بدرع الدوري الإيطالي». ويضيف رئيس الوزراء السابق: «إن الأمل لم يعد يتوقف فقط على الفوز بلقب الدوري أو بلقبي الدوري والكأس المحليين.. بل إن الفوز الكبير على آرسنال جعل الاستحواذ على الثلاثية أملا غير بعيد المنال».

ومن جهة أخرى، لم يفقد زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم الميلان والمنتخب السويدي تماسكه أمام الفوز برباعية نظيفة في دور ثمن نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا. وكان اللاعب السويدي رجل التمريرات الحاسمة (وسجل روبينهو الهدف الثاني إثر تمريرة حريرية من زلاتان)، ثم أحرز الهدف الرابع بأداء مذهل. وصرح إبراهيموفيتش عقب المباراة قائلا: «لعبنا بشكل جيد للغاية، والآن نرى ماذا سيحدث في مباراة الإياب في لندن. وبعد ذلك، لا يزال هناك العديد من المباريات من أجل الوصول إلى الدور النهائي». لكن، زلاتان ليس راضيا بشكل كامل، ويوضح: «أنا غاضب بشدة لأننا في بطولة كأس إيطاليا لدينا فرص أقل ولا يمكننا الخطأ وغالياني على حق حيث كان يمكننا أن نسجل المزيد من الأهداف. لكن، لا يعتبر دوري أبطال أوروبا هاجسا بالنسبة لنا وتعد كل بطولة مهمة لكن إذا لم نفز بها، لن يصيبني اليأس».

وفي الهدف الذي سجله في المباراة الخامسة على التوالي في دوري أبطال أوروبا، يثير السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إعجاب الجميع كما هو معتاد بسبب إمكانية التحاور مع زملائه على أرض الملعب والتي أنتجت كرتين عرضيتين وثلاث كرات تسليم وتسلم وأربع تمريرات حاسمة وتمريرة واحدة اخترقت الخطوط. وما يرغب فيه المدرب هو امتلاك مهاجم يعمل بهذه الطريقة. لكن، كان إبراهيموفيتش هو اللاعب الأكثر ارتكابا للأخطاء في فريق الميلان برصيد 4 أخطاء. وهذا الرقم يعلن عن أهمية وثقل اللاعب السويدي في آلية الفريق.

وبعد هذا الفوز الكبير على آرسنال في دوري الأبطال يحلو للبعض أن يعودوا إلى الماضي. إن المشجعين الأكثر تقدما في السن يتذكرون أنه في يوم 14 مايو (أيار) 1958، في مباراة الإياب في دور نصف نهائي البطولة التي كانوا يطلقون عليها كأس الأبطال، وجد الميلان نفسه أمام شياطين مانشستر يونايتد الإنجليزي الحمر. وكيف انتهى اللقاء؟ انتهت المباراة بفوز الميلان برباعية نظيفة كما حدث بالفعل أول من أمس. وحملت الأهداف توقيع سكيافينو (الذي سجل ثنائية)، والسويدي ليدهولم إثر ركلة جزاء، ودانوفا. وبعد ذلك، خسر ذلك الفريق في مباراة الدور النهائي أمام الأسطورة ريال مدريد بقيادة دي ستيفانو، لكن تلك الحادثة كانت رواية أخرى. وما يهم الآن هو الكشف عن أنه مع الفوز برباعية نظيفة أمام آرسنال، يكون الميلان قد كرر أفضل فوز إيطالي على الإطلاق. ولم يتلق الفريق الإنجليزي بقيادة فينغر هزيمة كبيرة هكذا على الإطلاق في 222 مباراة شارك فيها في البطولات الأوروبية. والجدير بالذكر أن آرسنال في استاد سان سيرو أول من أمس تلقى أربع «صفعات» رغم استحواذه على الكرة (برصيد 57 في المائة) والذي كان أكبر من معدل فريق الخصم (43 في المائة). وهو ما يؤكد أكثر من مرة على أنه ليس مهما مقدار الاستحواذ على الكرة، لكن كيف تستغل هذا الأمر. وإذا استغللت الكرة بالتمريرات والتحركات بين اللاعبين دون القيام بضربات قوية في شباك الخصم ودون أن تساهم في زيادة إيقاع الأداء، فمن السهل أن تواجه مشهدا وانطباعا سيئا.

ويعتبر القيام بتحليل الأداء الدفاعي لكل من التشكيلتين من خلال الأرقام كافيا، حيث استعاد الميلان الكرة 49 مرة واستعادها الآرسنال 37 مرة فقط. وهناك معلومة أخرى مثيرة للاهتمام وهي أن اللاعب الذي لمس الكرة أكثر من الجميع في المباراة هو الإسباني ميكل أرتيتا لاعب وسط آرسنال برصيد 92 لمسة. ولاعب الميلان الأكثر «حضورا» في اللقاء هو لوكا أنطونيني برصيد 65 لمسة. وتبدو المسألة في أن لاعبي الميلان قد شاركوا جميعا بمعدل متوسط في إنشاء الهجمة وتطور أسلوبها وزيادة الأداء، في حين أن اللاعبين الإنجليز قد اعتمدوا على أداء أرتيتا وسونغ وروزيسكي. وإذا توقفوا هم، توقفت أيضا عجلة فريق آرسنال.