يوفنتوس يسقط على ملعب بارما ويخفق في استعادة صدارة الدوري الإيطالي

غضب عارم يجتاح الفريق لعدم احتساب ركلتي جزاء

TT

تعادل يوفنتوس أمام مضيفه بارما سلبيا في المباراة المؤجلة من الجولة الـ21 في الدوري الإيطالي لكرة القدم، ليصبح رصيد اليوفي 46 نقطة في المركز الثاني من الترتيب، وينتزع فريق بارما نقطة ثمينة ليصبح رصيده 28 نقطة في المركز الـ12 من الترتيب.

ولا يبدو اعتراض مسؤولي اليوفي على حكم المباراة الذي لم يحتسب ركلتي جزاء طريقة للهروب من التعادل السلبي الذي أعاق تقدم الفريق، لكنه بات شكا واضحا في نفوس المسؤولين الذين يخشون أن يكون الحكام غير مطمئنين بسبب حادثة «الكالتشيو بولي»، ولهذا لا يحتسبون ركلات الجزاء كي يتجنبوا المشكلات. وقد نشأ ذلك الشك في أول 21 مباراة من الدوري الإيطالي، وتفجر بعد التعادل السلبي أمام فريق بارما وركلتي الجزاء اللتين لم يتم احتسابهما لليوفي (خطأ ارتكب بحق جياكيريني وبيرلو). وعقب انتهاء المباراة كان هناك شبه شجار في الملعب خاصة بين بارزالي مدافع اليوفي، وميرانتي لاعب بارما الذي كان موجودا على مقعد البدلاء، وانطلقت كلمات ثقيلة من كلا الطرفين، لكن لا يُعد ذلك شيئا أمام ما قاله أنطونيو كونتي، مدرب اليوفي، الذي يشعر بمرارة شديدة ومستعد لتوجيه رسالة قوية للمسؤولين.

ولا يعرف كونتي التلاعب بالكلمات، حيث صرح مدرب اليوفي بوضوح، قائلا «لقد بدأت في الشعور بالأجواء السيئة، فالحكام يخشون احتساب ركلة الجزاء لصالح اليوفي. ونشعر بالانزعاج لأن الفرق الأخيرة في الترتيب تحصل على ركلات جزاء أكثر منا، والحقيقة أنه حينما يطلق الحكم صافرته ضد اليوفي فهو غير مخطئ، أما إذا أطلق صافرته لصالحنا فعليه أن يصلي ويدعو الرب لكي لا يتم الهجوم عليه في اليوم التالي. ولا يمكنني قبول هذا، ثم أسمع الهتاف المعتاد: (تعرفون السرقة فقط). ولكن من الذي يفعل ذلك الآن؟ كفانا نظرا في الماضي الذي انقضى منذ عدة سنوات. وكنا لنسدد هدفين أمام سيينا وبارما لو كان الحكام أكثر حرصا ويقظة، وهو ما كان قد يعني انتزاعنا لـ6 نقاط إضافية، فنحن نتحدث الآن عن فارق كبير ليس عن المركز الثاني فحسب. وسنجد تفسير كل ذلك بالرجوع بالزمن إلى سنوات مضت وإلى سر بولتشينيللا. ولست غاضبا لكني أشعر بخيبة الأمل لأن رجلا رياضيا من الصعب عليه تقبل بعض الأشياء بعينها»، في إشارة إلى شبح فضيحة «الكالتشيو بولي» الذي لا يزال يصم اليوفي.

بعد اعتراضات ماروتا، مدير عام اليوفي، على ركلة الجزاء التي لم يتم احتسابها في المباراة الماضية أمام فريق سيينا أجابه براسكي، مسؤول تعيين الحكام للدوري الإيطالي، قائلا إن الفرق الأخيرة في الترتيب تستحق الاحترام والمساواة، وأكد كونتي ذلك، قائلا «هذا هو ما نريده.. أن تتم معاملتنا بالمثل. وبدأت الآن أفقد هدوئي نظرا لأنهم لن يحتسبوا لنا ركلة جزاء أيضا إذا قُتل أحد لاعبينا في منطقة الجزاء. وإننا نتدرب بقسوة شديدة ونبذل كل ما بوسعنا للحصول على الأفضل، وأطلب من اللاعبين الكثير، وما إن نعود إلى غرفة خلع الملابس حتى أكون غاضبا منهم لأنهم لم يسجلوا، لكنهم يجيبونني قائلين: (أيها المدرب.. وماذا عن ركلات الجزاء التي لم يتم احتسابها؟)، وفي هذا الوقت لا أعلم بماذا يتعين علي إجابتهم. وهناك ملاعب ما إن يسقط فيها أي لاعب حتى يتم احتساب ركلة جزاء لصالح فريقه. وأثق في أنه في أول موقف لصالحنا علي الشعور بتلك الأخلاقيات التي أتلقى عليها اللوم وأواجه تلك الكلمات من أجلها. وما يجعلني أشعر بالأسف هو أن ماتسوليني حكم بارع، وهو ما يثير قلقي أكثر. ولم أقل له شيئا (حتى وإن قال لاعبو بارما إن مدرب اليوفي أبدى اعتراضه لماتسوليني)، وماذا يمكنني أن أقول له؟ لماذا لم تمنحنا ركلتي جزاء؟».

ولم يكن مدرب اليوفي الوحيد الذي يشتكي من التحكيم، حيث يجد بافيل نيدفيد، عضو مجلس إدارة اليوفي، صعوبة في استيعاب ما حدث، قائلا «اللاعبون سألوني عما يحدث، وقد شعرت بالحرج لأنني لا أعلم بماذا يمكنني إجابتهم، حيث يتعين على المسؤولين الدفاع عن إدارة النادي والمدرب واللاعبين، ولكني لم أنجح في الرد على اللاعبين. والواقع أن الحكام تغيب عنهم الشخصية ولا يضعون في اعتبارهم أن هناك فرقا تلعب لتحقق أهداف مهمة بانتزاع الصدارة. ولا يروق لي ما حدث أبدا».

ويعد الشاهد الأقوى والأكثر قيمة هو أندريا بيرلو، لاعب اليوفي، الذي نادرا ما يشتكي من الحكام، حينما قال «الخطأ الذي ارتكب بحقي يستحق احتساب ركلة جزاء بشكل واضح، لأنني دافعت عن الكرة وشعرت بركلة وضربة بالكتف في ظهري، فنحن لا نسألهم منحنا هدية لكن نطالب بحقنا في الحصول على ركلة الجزاء حتى وإن كانت في اللحظة الأخيرة. ولا نلعب دور الضحية ولكن في مباريات من هذا القبيل يصنع كل شيء فيها فارقا. ولهذا نطالب بتحقيق العدل والمساواة».

وعلى الجهة الأخرى، يستمتع روبرتو دونادوني، مدرب بارما، بنقطة التعادل التي انتزعها من فريق السيدة العجوز الذي يحتل المركز الثاني، قائلا «إن أداءنا كان رائعا في هذه المباراة، واستحققنا انتزاع نقطة التعادل التي ستزيد من ثقتنا بأنفسنا». ويتحدث مدرب بارما عن أداء لاعبيه في المباراة بعيدا عن قرارات الحكام، حيث لعب عناصر بارما مباراة جيدة بأداء متصاعد مثلما صرح المدرب، قائلا «في الشوط الأول كنا بارعين في الدفاع أكثر من القيام بالهجمات المرتدة وتمرير الكرة. وتحدثت في الاستراحة مع اللاعبين قائلا إن علاوة على الدفاع يتعين علينا تقديم أداء جيد من دون إلقاء المسؤولية فقط على من يستحوذ على الكرة. وانطلقنا في الشوط الثاني بأداء أفضل وقدمنا المزيد، فقد كان الشوط الثاني بمثابة مباراة أخرى مختلفة. وكان اللاعبون بارعين مع وجود بعض الأشياء التي ما زالت تحتاج إلى تقويم وبعض الخوف الزائد الذي علينا التخلص منه، ولكني أشعر بالسعادة في اللحظة الحالية». ويذكر أن هذه هي المباراة الخامسة بالنسبة لروبرتو في تدريب بارما وقد حقق الفوز في مباراتين والتعادل في 3 مباريات.

ولقد أقنع أداء لاعبي بارما أيضا توماس غيراردي، رئيس النادي، الذي صرح، قائلا «المواقف ستكون أفضل بعدم تعليقنا عليها، فمن وجهة نظري جوفينكو استحق ركلة جزاء بوضوح وربما جياكيريني أيضا كذلك، لكني أهنئ الحكم. وأشيد بمهارات المدرب دونادوني كثيرا الذي لم يقبل الهزيمة حتى الآن بعد 5 مباريات، وهو الرجل المناسب في العمل الذي يقوم به على المستوى الخططي والنفسي أيضا. ولعل مدربا يتمتع بالحضور مثله هو حقا من سينجح في تغيير عقلية فريق بارما مثلما تمنينا منذ زمن أنا وليوناردو».