اعتذر أرسين فينغر مدرب آرسنال الذي ينافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لمشجعي الفريق بعد الهزيمة المذلة 4 - صفر أمام ميلانو الإيطالي في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم منتصف الأسبوع الماضي. وقال المدرب الفرنسي للصحافيين قبل انطلاق مباراة آرسنال في الدور الخامس لكأس إنجلترا خارج ملعبه ضد سندرلاند: «الجماهير كانت رائعة حقا في ميلانو ولا يمكننا سوى القول إننا نعتذر عن هذه النتيجة».
وأضاف فينجر، «ستكون هناك مباريات أخرى ونريد منهم أن يقفوا إلى جوارنا. أنا واثق من أنهم سيقومون بذلك». وتابع: «الهزيمة لا تخرج من حساباتك مطلقا لأنك تضعها في حسبانك حتى اليوم الأخير من حياتك. لكن عندما تحب المنافسات فإنك تكافح دوما من أجل المباراة التالية وتثبت أنك مستعد للمباراة المقبلة». وربما شعر آرسنال بهزة قوية عقب تعرضه لأسوأ هزيمة في البطولة الأوروبية يوم الأربعاء الماضي إلا أن فينغر قال: إنه يرغب الآن في رؤية رد فعل من كل فرد في معسكر الفريق.
وقال فينغر: «يمكن أن تجد 100 تبرير لحقيقة أننا أدينا بشكل سيئ وإننا لم نكن في يومنا». وأضاف: «أومن بقدرتنا حتى نهاية الموسم ومن المهم ألا نسهب في هذا الأمر كثيرا وأن نركز على أدائنا في المباراة المقبلة وأن نرد بشكل إيجابي ونضمن أننا نمتلك القدرات العقلية التي تمكننا من البقاء مع هذا النادي». وتابع: «يجب أن نضمن قدرتنا على الرد بشكل مستمر فهذا هو الاختبار الحقيقي».
ومرت 7 سنوات على آرسنال تحت قيادة فينغر من دون أن يحرز أي لقب ويحمل لقب كأس الاتحاد الإنجليزي أهمية أكبر بالنظر لاحتلال الفريق الواقع في شمال لندن للمركز الرابع في الدوري الإنجليزي بفارق 17 نقطة خلف مانشستر سيتي المتصدر. وقال فينغر في إشارة إلى أقدم بطولات الكأس في العالم «إنها مهمة دوما. لكن ونظرا لمعاناتنا من إحباط كبير في المباراة السابقة فإنها ستصبح أكثر أهمية». وأضاف: «نمتلك فرصة تعويض ما فات. لكن من المهم أن نكون مستعدين لذلك وألا نشعر بالأسف على أنفسنا بسبب أدائنا في ميلانو».
من جهة أخرى بعث مهاجم ميلان زلاتان إبراهيموفيتش برسالة للمهاجم الهولندي «رون فان بيرسي» مفادها «الرحيل عن آرسنال يساوي الفوز بالألقاب»، معتقدا بأنه من حق بيرسي البحث عن ناد معتاد على معانقة البطولات كما فعل زميله الإسباني سيسك فابريغاس الذي رفض الاستمرار مع المدفعجية وفضل الانتقال لبرشلونة الذي أعاده لمنصات التتويج التي حرم منها لـ6 سنوات في شمال لندن.
وصرح الدولي السويدي لصحيقة «الصن» البريطانية «عندما لا يفوز فريقك ببطولة لعدة سنوات، فإن الناس يفهمون لماذا تطلب الرحيل، وكلنا نعلم أن الفوز بالألقاب يعتبر أهم شيء بالنسبة للاعب الكرة المحترف، ولذا فإن بيرسي مهاجم عالمي ويجب أن يحرز كثيرا من الألقاب قبل فوات الأوان».
وقال: «عندما لا يفوز بأي شيء فالناس ستتفهم لماذا غادر كما فعل فابريغاس». وأضاف: «أنا لا أعرف روبن شخصيا ولكن أتذكره من هولندا عندما كان موهبة وهو الآن لاعب كامل». وتابع: «أنا لا أعرف ماذا يفكر لكنني أعرف ماذا أفعل لقد بذلت الكثير من التحركات في حياتي - وأنا أعتبر ذلك بمثابة تحد، ومغامرة ولهذا نجحت في الحصول على كثير من الألقاب مع الفرق التي دافعت عنها في 8 سنوات ومع أندية مختلفة وفي بلدان مختلفة».
وأضاف: «لقد فزت 8 مرات في 8 سنوات مع أندية مختلفة في بلدان مختلفة». وقال: «إذا كنت تفضل البقاء في مكان واحد طوال حياتك فهذا ليس بالشيء الصعب، لكن إذا انتقلت لـ5 أماكن مختلفة فهذا هو الاختبار الحقيقي، وأفضل شيء هو أن تحقق النجاح حتى تشعر أنك البطل الحقيقي».
وكان قائد آرسنال لا حول له ولا قوة في مباراة فريقه الأخيرة التي خسرها أمام الميلان برباعية نظيفة والتي قربتهم من الخروج من البطولة وقد لا يتواجدون فيها في العام المقبل في حال فشل الفريق في احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى.
ونقلت قناة «سكاي» الإيطالية في إطار معالجتها لهذه المباراة الاستثنائية التي قدمها ميلان أمام ضيفه آرسنال، إعجاب أدريانو غالياني المدير التنفيذي لميلان ببيرسي، الأمر الذي دفع الأخير إلى التنقل نحو غرف تغيير الملابس الخاصة بالميلان لشكر غالياني. وقد علقت وسائل الإعلام الإيطالية بأن هذه الخطوات قد تعني قرب فان بيرسي من ميلان.
وعاش المهاجم الهولندي الذي بقي لشهور يمانع في تجديد عقده الذي ينتهي في 2013 مع المدفعجية، عاش ليلة الأربعاء إحدى أسوأ فترات مسيرته الكروية. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. هل أصبح بيرسي يفكر بالفعل في الالتحاق بصديقه الكبير فابريغاس في برشلونة، على أساس أن هذا الإحباط الأخير يضاف إلى قائمة الإحباطات والضربات القوية نفسيا التي تلقاها فان بيرسي. ولا شك، وكما سيسك قبله، فان بيرسي صار مؤمنا بأن الآرسنال منذ سنوات أصبح ليس هو الفريق الذي لديه عقلية الفوز وقد يكون اللاعب بدأ بالفعل يفكر بنفس الطريقة وفي نفس الفريق الذي فكر فيه سيسك قبله.
بالإضافة إلى الهزيمة المذلة في دوري الأبطال، الآرسنال حاليا مبتعد عن صدارة الدوري الإنجليزي بـ17 نقطة. ومنذ سنوات، يقدم فينغر الوعود إلى نجوم فريقه بتكوين فريق قادر فعليا على الفوز بالألقاب ولحد الآن لا شيء من ذلك تحقق. وكما هو معروف، فإن بيرسي صديق حميم لفابريغاس وسيكون سعيدا باللعب بجانبه في برشلونة لو اهتم به النادي الكتالوني وتقدم بعرض لجلبه للكامب نو. وهو يرى كيف أن صديقه سيسك الذي لم يقض سوى أشهر معدودة قليلة في برشلونة، فاز لحد الآن بـ3 ألقاب ويضع قدمه في ربع نهائي دوري الأبطال وسيلعب نهائي الكوبا.
بعد رحيل سيسك، ورث فان بيرسي شارة كابتن المدفعجية. وهو يعلم أنه في عمر 28 سنة لم يعد أمامه وقت طويل في مسيرته الكروية وحان وقت اتخاذ قرار حاسم لو يريد فعلا الفوز بالألقاب. عقده مع الآرسنال ينتهي في 2013 ومنذ شهور وهو يماطل فينغر في موضوع تجديد عقده رغم الإلحاح الشديد للمدرب الفرنسي. في الواقع، يعيش فان بيرسي نفس المسلسل الذي عاشه من قبله سيسك وسمير نصري.
النقطة الإيجابية في صفقة فان بيرسي هو أنه سيكون لاعبا حرا في السنة المقبلة وبالتالي سيكون خروجه من الآرسنال في الصيف المقبل أسهل مما كان عليه خروج سيسك. ولن يعقد جلبه للبارسا سوى حالة واحدة: أن تكون هناك مزايدة على سعره. لكن اللاعب قادر على حسم هذه النقطة لو صمم على القدوم لبرشلونة.
جدير بالذكر أنه في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن احتمال انتقاله لريال مدريد لكن اللاعب نفى ذلك نفيا قاطعا في كل تصريحاته. ويمكن اعتبار أنه ليس مستعدا للدخول في منافسة مع كريستيانو رونادو وهيغواين وبنزيما حول مكانة كلاعب أساسي في الهجوم المدريدي. كما أن أسلوب برشلونة في العب يناسبه أكثر.
فان بيرسي هو الهداف الحالي للدوري الإنجليزي بتسجيله 22 هدفا. وبأسلوبه الخاص في اللعب وميزاته، هو قادر على اللعب في قلب الهجوم كما على الأطراف كما أنه قادر على اللعب في مركز لاعب وسط هجومي. وهذه القدرة على اللعب في عدة مراكز تجعل منه لاعبا مثاليا بالنسبة لبرشلونة. ومن جهة أخرى، فإن بيرسي معروف عنه انضباطه وسلوكه الجيد سواء في الملعب أو في خارجه. مما يرفع من قيمته في أعين النادي الكتالوني.
وكان بيرسي قد اعترف في وقت سابق بإعجابه وتقديره لفريق برشلونة بطل أوروبا والعالم ليؤكد بذلك رغبته بالانتقال إليه الصيف المقبل.
وقد كشف فان بيرسي في أكثر من مقابلة إعلامية عن بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام بقوله: «أعتقد أن بإمكانك تحقيق الكثير عبر لعب كرة قدم جميلة» وأوضح: «انظروا إلى برشلونة، أسلوبهم فريد للغاية، وجميل للمشاهد، لن ينساه أحد، إلا أنهم مثل غيرهم من الفرق يعتمدون أحيانا على اللمحات الفردية لنجوم مثل ليونيل ميسي أو غيره». وأوضح: «لا يستطيع أي فريق تقديم أداء جميل في جميع الأحيان، وهذا ما أقوله لزملائي في آرسنال حينما لا تسير الأحداث بسلاسة، وأؤكد عليهم بضرورة قتل وإنهاء المباراة».
وختم بقوله: «ما زلت محبا لهذا الأسلوب من اللعب، إلا أنني أصبحت أكثر واقعية، من الرومانسية التفكير أن بإمكانك الفوز بلعب كرة القدم الجميلة، إلا أن برشلونة هو الاستثناء».