الإنتر يعمق جراح جماهيره ويسقط على أرضه بثلاثية بولونيا

كافاني ولافيتسي يقودان نابولي للفوز على فيورنتينا في «الكالتشيو»

TT

واصل الإنتر مسلسل الإخفاق محليا بالتعرض للخسارة الثالثة له على التوالي أمام ضيفه بولونيا أول من أمس (الجمعة) على ملعب سان سيرو، في افتتاحية الجولة 24 من الدوري الإيطالي، والتي انتهت بخسارة أصحاب الأرض بثلاثية دون مقابل. وحملت أهداف بولونيا توقيع كل من دي فايو في الدقيقتين 37 و38 وأكوافريسكا في الدقيقة 85. وارتفع رصيد بولونيا إلى النقطة 25 في المركز الـ16، فيما تجمد رصيد الإنتر عند النقطة 36 في المركز السادس.

يذكر أن فريق كلاوديو رانييري دخل إلى اللقاء وهو قادم من هزيمتين متتاليتين (أمام روما 4/0 وأمام نوفارا متذيل الجدول 1/0)، غير أنه لم يتمكن من استعادة نغمة الانتصارات، وظهر الفريق دون المستوى المتوقع، فيما كان بولونيا قويا واستحق الفوز بجدارة. وغادر ماسيمو موراتي، رئيس الإنتر، الاستاد قبل نحو نصف ساعة من نهاية اللقاء، وكان ذلك وارد الحدوث من قبل، لكن في حالة وجود ارتباطات عمل أو تعرضه لنزلة برد أو انشغاله بزواج أبنائه، غير أن ذلك التصرف الصارخ الذي قام به رئيس النادي يعكس صورة التخبط التي يعانيها الإنتر.

وفي الدقيقة 20 من الشوط الثاني نهض موراتي واقفا، وتبعته زوجته ميللي، ثم تريث لحظة على منحدر الدرج، غير أنه فضل العودة إلى المنزل عن ذلك العرض غير الأنيق الذي كان يتابعه. ولعل هذا القرار أنقذ رئيس الإنتر من مشاهدة هدف أكوافريسكا الذي جاء في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني. وفي أثناء عودة موراتي بالسيارة استرجع الرجل رقم واحد في الإنتر أنه قام في الماضي القريب بإقالة مدرب لأسباب أقل من هذه بكثير. ويبقى فحسب أن مباراة مارسيليا يوم الأربعاء المقبل في ذهاب دور الـ16 من دوري الأبطال تمثل عبئا أمام الإنتر، وربما تكون الحل الوحيد الذي سيقود موراتي على الفور نحو لويس فيغو وبيبي باريزي لخلافة رانييري. لكن في غضون ذلك تتبقى فحسب تلك الكلمات التي صرح بها رئيس نادي الإنتر قبل مباراة بولونيا «ستكون مباراة مهمة للغاية، ليس فحسب من أجل الوصول إلى المركز الثالث. نحن أمام جماهيرنا وينبغي علينا القيام بشيء ما للإقرار بجميل هؤلاء المشجعين الذي يتابعوننا بشغف واهتمام. رانييري يقول إننا تحت اختبار؟ يبدو ذلك صحيحا»، لكن الإنتر أخفق في الاختبار.

والآن ينبغي كشف المسؤوليات، لأنه إذا كان صحيحا أن اللاعبين هم من ينزلون إلى الملعب، فالذي يدير الأمر من الخارج ربما يزيد من ارتباك الفريق. فبعد تثليجه صدور لاعبي الإنتر عقب الخسارة أمام نوفارا في الجولة الماضية قام رانييري أول من أمس بالدفع، بشكل مفاجئ، بفاراوني في قلب الوسط، وبولي كصانع ألعاب، وشنايدر كجناح، وبشأن هذا التغيير الخططي قال مدرب الإنتر «لا نقدم ما بوسعنا. ربما أن التغيير المستمر في طرق اللعب يجعل لاعبي الفريق في حالة ارتباك، لكن ثمة تغييرات بعينها كانت مثمرة. كنا قد استعادنا صلابة معينة، غير أننا فقدناها مرة أخرى. هذه هي المباراة الثانية التي نضيع فيها فرصة التقدم، وبعدها مباشرة تتعرض شباكنا لاستقبال هدف مع أول خطأ مرتكب. نحن نلعب وهناك 10 كيلو غرامات فوق ظهرنا». يذكر أن رانييري كان قد استقال من تدريب روما بعدما لاحظ أن الفريق لم يعد يستجيب لتحفيزاته «لكني الآن لا أفكر حتى في الاستقالة. يتعين علينا فحسب استعادة تماسكنا. لكني أولا أود طلب الاعتذار من موراتي، لأن تركه للاستاد قبل نهاية المباراة يعني أنه لم يكن راضيا عما نقدمه، ومن جماهير الفريق التي ظلت تساندنا والنتيجة 0/2 ثم بعدها كان لديها الحق في الغضب. الآن من المهم أن نتحدث في ما بيننا ونعيد التفكير. أنا على قناعة بأن الفريق يتبع تعليماتي ولا أنتظر استدعاء من موراتي».

وعلى الجانب الآخر، تبدو الأرقام في أيدينا: بولونيا هذا لم يتعرض للخسارة مطلقا منذ بداية عام 2012، فقد حقق ست نتائج إيجابية على التوالي. ويضم بولونيا مهاجما قناصا اسمه دي فايو سجل حتى الآن أكثر من 200 هدف خلال مسيرته الكروية. وخلال فترة الاستراحة بين الشوطين قال صاحب ثنائية الشوط الأول في تواضع «إحراز الأهداف في سان سيرو؟ قناعة رائعة. هذا الأمر افتقده منذ زمن غير أنهم يعودون إلى الملعب بالطاقة. سيكون الأمر جيدا لو حملت تلك الثنائية في طياتها فوز بولونيا». وقد تحقق ما أراد للمهاجم. وقبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بنحو ربع ساعة قام بيولي، مدرب بولونيا، بتبديل دي فايو والدفع باللاعب أكوافريسكا بدلا منه.

التلميذ: إن الفوز في سان سيرو زاد من توثيق العلامة التجارية التي تحمل اسم المدرب بيولي الذي كان لعب من قبل تحت قيادة كلاوديو رانييري عندما كان الأخير مدربا لفيورنتينا (في الفترة من 1993 - 1995) واستطاع أن يتفوق على أستاذه. وعقب نهاية المباراة قال بيولي «كنت أعلم أن الإنتر سيبدأ اللقاء بخط وسط مكون من أربعة لاعبين، وعلى ذلك أحسنت استغلال المساحات بين الخطوط. لقد أظهرنا الشخصية وجعل لاعبي الفريق المنافس يركضون». ثم أثنى مدرب بولونيا على لاعبي فريقه «رأيت أفضل أداء لفريق بولونيا خلال الموسم حتى الآن. عندما تفوز بهذه النتيجة الكبيرة أمام خصم قوي فهذا يعني أنك قدمت مباراة تقريبا مثالية. تحقيق الفوز أمر مهم من أجل تحسين ترتيبنا، لأن الفرق المتأخرة لا تستسلم. نحن نستهدف الوصول إلى النقطة 40 وضمان البقاء في الدوري الممتاز. ليلة رائعة علينا أن ننساها رغم الفوز ونفكر في المستقبل».

وفي مواجهة أخرى، نجح فريق نابولي في تحقيق الفوز أمام مضيفه فيورنتينا بثلاثية، إذ استهل كافاني بعد مرور ثلاث دقائق من الشوط الأول مهرجان التهديف، وفي الشوط الثاني تألق الأوروغواياني مرة أخرى بتسجيله الهدف الثاني في الدقيقة 10، وأعقبه لافيتسي بالهدف الثالث في الدقيقة 46 من الشوط ذاته. وارتفع رصيد نابولي إلى 37 نقطة في المركز الخامس، في حين تجمد رصيد فيورنتينا عند 28 نقطة في المركز الـ11 بالدوري الإيطالي. وقد تألق هامسيك وكافاني ولافيتسي لاعبو نابولي، وبرز هامسيك في صنع أول تمريرة حاسمة في اللقاء، واستغلها كافاني وسجلها في شباك أصحاب الأرض. وتألق كافاني أيضا عندما نجح في تسجيل الهدف الثاني بقوة وحماس. وقام فريق نابولي بأكمله بعمل مميز خارج ملعبه الذي كان يفتقد إلى الفوز بعد الانتصار بثلاثية مقابل هدف أمام نظيره باليرمو في بداية العام.

وقال هامسيك عقب المباراة «التمريرة الحاسمة إلى كافاني؟ أجل، كانت مفيدة في الشوط الأول الذي قدمنا فيه أداء طيبا. لكن، المباراة كانت معقدة وصعبة لأن فريق فيورنتينا بعد أن سجلنا الهدف الأول جعلنا نواجه صعوبات، إلا أننا نجحنا في التركيز بشكل جيد على الناحية الدفاعية والهجمات المرتدة».