دروغبا: ابتعاد تشيلسي عن المربع الذهبي «كارثة» لا يمكن احتمالها

أكد أن الجميع يتحمل مسؤولية كبوة فريقه وليس بواس وحده

TT

بعدما أضاع ركلة جزاء في نهائي أمم أفريقيا وأطاح بآمال وطموحات منتخب بلاده في الحصول على البطولة الأفريقية، عاد الفيل الإيفواري ديدييه دروغبا إلى نادي تشيلسي الإنجليزي وهو في حالة مزاجية لا تسمح له بتكرار ما حدث في مسيرته الكروية، خاصة مع فريقه اللندني؛ لذلك يصر النجم الإيفواري على مساعدة فريقه في الخروج من المأزق الحالي، معترفا بأن الفشل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل سيكون بمثابة كابوس لا يمكن احتماله.

وخلال المواسم السبعة الماضية مع «البلوز»، نجح دروغبا في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات، وابتعد عن المركزين الأول والثاني مرة واحدة فقط عندما احتل الفريق المركز الثالث في جدول الترتيب منذ 3 سنوات. ومع ذلك، من المرجح أن يكون الموسم الحالي هو أسوأ موسم للنجم الإيفواري في «ستامفورد بريدج»، وهو ما يضع ضغطا هائلا على المدير الفني البرتغالي للفريق، أندريه فيلاس بواس.

ويقول دروغبا، البالغ من العمر 33 عاما: «سوف تكون هناك كارثة إذا ابتعدنا عن المراكز الأربعة الأولى. لم يُنهِ تشيلسي المسابقة منذ قدومي للنادي بعيدا عن أول 4 فرق في جدول الترتيب. وفي الواقع، يتعين على تشيلسي أن يكون ضمن الأربعة الكبار؛ لأنه فريق كبير، على الرغم من وجود احتمال بطبيعة الحال أن ينهي تشيلسي الموسم الحالي خارج المربع الذهبي».

وأضاف دروغبا: «كان الفريق في المركز الثاني عندما انضممت لصفوفه وساعدته للصعود إلى المركز الأول، لكن الموسم الحالي هو الأصعب منذ قدومي للنادي؛ حيث اعتاد لاعبو وعشاق النادي أن يحتل الفريق أحد المراكز الثلاثة الأولى، لكن ما يحدث في الوقت الحالي هو شيء مختلف. إننا نمر بموسم صعب للغاية، ودائما ما تكون الأمور صعبة عندما يأتي مدير فني جديد، علاوة على وجود لاعبين جدد في حاجة إلى بعض الوقت للتأقلم في صفوف الفريق. أنا أعلم ذلك جيدا لأنني لعبت تحت قيادة 6 مديرين فنيين منذ انضمامي للبلوز. أنا لا أهتم كثيرا بعمر المدير الفني ويجب علينا أن نحترم منصبه وسلطته».

وفي الوقت الذي يكافح فيه بواس، البالغ من العمر 34 عاما، من أجل إعادة تشيلسي إلى الطريق الصحيح، أصبح الملياردير الروسي ومالك النادي رومان إبراموفيتش موجودا باستمرار في الفريق للشد من أزره ومساعدته في تخطي هذه المحنة. وعن ذلك يقول دروغبا: «إنه ليس هذا الرجل الذي يمكنك رؤيته كثيرا في التدريبات؛ لذا كان الجميع يشعر بدهشة كبيرة عندما يرونه متابعا لتدريبات الفريق على هذا النحو. لكني أعتقد أنه يجب ألا يكون هناك أي نوع من الدهشة؛ لأنه مالك كل شيء في هذا المكان القابع في ضاحية تشيلسي، وبالطبع فهو مالك لهذا النادي ويمكنه المجيء إلى هنا كلما أراد ذلك. إنه شخص رائع وما يقوم به من أجل النادي هو أمر مهم للغاية، كما أنه دائما ما يساعد اللاعبين على أن يكونوا في أفضل حالة ممكنة، ودائما ما يسعى إلى تحسين مستوى النادي.. هذا هو إبراموفيتش».

ومع ذلك، لا يعد هذا هو تشيلسي الذي اعتاد عليه دروغبا في عهد إبراموفيتش والذي كان دائما هو المنافس الأشرس لمانشستر يونايتد على صدارة الدوري الإنجليزي. وقال دروغبا: إن الجميع، بدءا من المدير الفني، يدرك ما هو مطلوب جيدا، مضيفا: «عندما تنضم لتشيلسي، فإنك تعرف ما هو مطلوب من هذا النادي الكبير؛ حيث دائما ما يكون من المتوقع أن يحصل الفريق على الألقاب والبطولات حتى يشعر عشاق النادي بالسعادة. ويتعين على الفريق الفوز بالدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس رابطة المحترفين ودوري أبطال أوروبا؛ لذلك، فإن الأمر صعب على الجميع في الوقت الحالي وعلى اللاعبين والمدير الفني».

وأضاف دروغبا: «أعتقد أنه رجل عظيم ويتعلم مما يحدث هو الآخر، ولا توجد سن معينة يمكنك أن تقول إنك لن تتعلم بعدها، وأكبر دليل على ذلك هو المدير الفني لمانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، الذي لا يزال يتعلم حتى الآن، وهذا هو ما يحقق النجاح في نهاية المطاف؛ لذا سوف يتعلم بواس ويصبح أفضل عاما بعد عام».

وهناك شعور بأن أسلوب اللعب المفتوح الذي يتبعه بواس مع الفريق لن يجدي، لكن بالنسبة لتشيلسي المهم هو إيجاد وسيلة للعودة إلى طريق الانتصارات مرة أخرى بغض النظر عن الطريقة التي يلعب بها. وقال دروغبا: «لقد جاء بواس إلى النادي بفلسفته الخاصة التي تعتمد على جماليات كرة القدم بشكل أكبر مما يقوم به المديرون الفنيون الآخرون، وهذا هو سبب نجاحه في بورتو البرتغالي؛ لذا أراد أن يقوم بالشيء نفسه مع تشيلسي. كلنا نعرف مدى الصعوبة عندما يكون هناك كثير من الطموح، لكن لا تسير الأمور بالطريقة التي نتمناها. الأمر ليس سهلا عليه بالمرة، لكنه ليس المسؤول الوحيد عن ذلك، وكل منا يتحمل جزءا من المسؤولية».

واستطرد دروغبا: «دائما ما يكون المدير الفني للفريق هو كبش الفداء، وهو أمر في غاية الصعوبة عليه؛ لأننا نحن من نلعب داخل الملعب، لكن هذه هي كرة القدم. الأمر صعب لأننا نحاول تغيير الطريقة التي كنا نلعب بها والتي تكيفنا عليها، ونحاول التكيف الآن على فلسفته الخاصة، وربما يكون هذا هو السبب في أننا بحاجة إلى بعض الوقت، وسوف نقاتل حتى الرمق الأخير حتى نكون ضمن أول فريقين في جدول الترتيب، لكني لا أعتقد أن المشكلة تتعلق بطريقة المدير الفني في المباريات، لكنها تتعلق بالفوز بالمباريات؛ لأنه يمكنك تحقيق الفوز عن طريق فلسفات مختلفة وطرق مختلفة». وأضاف النجم الإيفواري: «دائما ما تكون الطريقة الأفضل هي الطريقة التي تمكنك من تحقيق الفوز، ويمكنك الشعور بالراحة في طرق لعب معينة مثل 4 - 4 – 2 أو 4 - 3 - 3، لكن صدقوني، عندما يفوز الفريق فإنه يتم نيسان الطريقة التي لعب بها والتي نجحت في تحقيق هذا الفوز».

وعلى الرغم من الضغوط الهائلة على بواس، فإن دروغبا لا يستبعد أن يكون يوما ما هو المدير الفني للبلوز؛ حيث قال: «سيكون شيئا رائعا أن أكون المدير الفني للبلوز يوما ما. أنا أعشق هذا النادي وأحاول دائما أن أساعد من أحبهم، ولم لا؟ ولو أصبحت مديرا فنيا في يوم من الأيام، فسأمنح اللاعبين مزيدا من الحرية داخل المستطيل الأخضر. يجب عليك أن تظهر لهم أنك تهتم بكافة التفاصيل وأنك الأفضل، وسيقومون هم بالتالي باللعب بكل قوة».

ويسعى الفيل الإيفواري للعودة مجددا إلى أجواء اللعب الأوروبي بعد الإخفاق في أمم أفريقيا والحصول على المركز الثاني عقب الهزيمة في النهائي أمام منتخب زامبيا الذي حصل على البطولة لأول مرة في تاريخه. وابتسم دروغبا قائلا: «يجب عليَّ أن أعتاد مجددا على برودة الطقس لبضعة أيام. إن المشاركة في كأس الأمم الأفريقية شيء رائع بكل تأكيد، وأتمنى أن أستغل الطاقة الموجودة لديَّ بعد العودة من تلك البطولة لمساعدة زملائي هنا. ولم يعد هناك وقت للراحة؛ حيث ما زلنا نشارك في كأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، وهما بطولتان في غاية الأهمية». واختتم دروغبا حديثه قائلا: «لقد اشتقت لفريقي كثيرا. لقد قمنا بكل شيء سويا وحققنا كثيرا من الانتصارات سويا في السابق؛ لذلك يجب أن نكون سويا أيضا في أصعب الظروف».

جدير بالذكر أنه على مدار 4 بطولات متتالية لكأس الأمم الأفريقية، كان المنتخب الإيفواري هو المرشح الأقوى للفوز بلقب البطولة، لكن الحظ أدار ظهره في كل من هذه البطولات وفشل الأفيال في رفع كأس البطولة للمرة الثانية في تاريخ بلادهم.

وبينما كان ديدييه دروغبا، نجم هجوم الفريق وأخطر لاعبيه، هو العامل الرئيسي في هذه الترشيحات الكبيرة التي ترافق الفريق في البطولة، كان هو نفسه صاحب طعنة الإخفاق على الأقل في اثنتين من هذه البطولات الأربع.