الإنجليز يتساءلون: هل يستطيع فينغر الحفاظ على منصبه مديرا فنيا؟

طالب لاعبي آرسنال بالاتحاد والقتال من أجل إنقاذ الموسم

TT

ناشد الفرنسي أرسين فينغر المدير الفني لنادي أرسنال فريقه «بالاتحاد والقتال» عقب الهزيمة المخزية التي تعرض لها المدفعجية على ملعب سندرلاند صفر-2 في دور الستة عشر لكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.

ويعيش أرسنال حالة من الإحباط تحت قيادة فينغر، حيث خاض الفريق سبعة مواسم تحت إشراف المدرب الفرنسي دون أن يحقق أي لقب. ويواجه أرسنال شبح الخروج مبكرا من دوري أبطال أوروبا، عقب هزيمة الفريق صفر-4 على ملعب ميلان في ذهاب دور الستة عشر للبطولة، كما أن وضع الفريق غير مستقر في الدوري الإنجليزي، حيث يحتل المركز الرابع برصيد 43 نقطة، بفارق 17 نقطة خلف مانشستر سيتي المتصدر.

وقال فينغر: «علينا أن نتعامل بموضوعية مع الانتقادات، ينبغي أن نظل متحدين لمواجهة الانتقادات، رد الفعل الوحيد الذي يمكننا اتخاذه هو الاتحاد والكفاح في قادم المواجهات».

وأشار: «من الصعب للغاية في الوقت الحالي أن نحدد متطلباتنا، علينا أن نركز على إنهاء الموسم المحلي بشكل جيد، مع وجود بصيص من الأمل في دوري أبطال أوروبا».

ويقدم المدير الفني لأرسنال أدلة على أنه حتى المدربون العظام يمكن أن يضلوا طريقهم لسبب غير مفهوم ودون رجعة.

وفي تحليل نشرته صحيفة «الغارديان» أمس عن أحوال أرسنال مع أرسين فينغر أشارت إلى أن إنجازات أرسين فينغر من الضخامة بحيث إنه لن يكون من السهل بالنسبة لنا أن نجد أنفسنا في مرحلة ينبغي علينا تجاهلها، أو الاعتراف بها على مضض، كما أن الواقع يقول إنه من الوهم إذا كان يعتقد أن استعادة العظمة الحقيقية لفريق لأرسنال مهمة سهلة، فهي لن تكون سوى مشروع مروع طويل الأجل.

كانت الأدلة طاغية على أن أرسنال في أزمة حتى قبل خسارتهم أمام سندرلاند، التي أطاحت بهم، مرة أخرى، خارج المنافسة وجعلتهم يبدون أكثر سخافة، خاصة أن فينغر بدأ هذا الأسبوع في التعبير عن اعتقاده بأن لديهم طموحا حقيقيا بالفوز على ميلان وبرشلونة وريال مدريد وباقي الفرق للفوز بدوري الأبطال.

لم يأخذ أحد هذا الكلام على محمل الجد، لا سيما أننا نعتقد أن رجلا بهذا الثقل من المؤكد أنه أكثر ارتباطا بالواقع، وأن ما حدث في سان سيرو أمام ميلان (لم يكن كرة قدم بل مذبحة، كما وصفتها صحيفة «لا رببليكا») أوضح هذه النقطة بصورة لا تقبل التشكيك.

بعد ذلك إذا كان حكم فينغر منحرفا بما يكفي للاعتقاد بأن تلك كانت ليلة سيئة بدلا من الاعتقاد بأن ذلك مرده إلى التراجع الذي طال الفريق أكثر مما ينبغي على مشجعي الأرسنال احتماله، فهذا دليل مؤكد على أنه حتى أفضل رجال كرة القدم يضلون طريقهم بصورة غير مبررة وإلى غير رجعة.

لا يمكن التصريح بكلمات مثل التي قالها فينغر وتلقاها الجمهور باستخفاف في عصر يمكن لثقافة اللوم في كرة القدم والطلب اللامتناهي على كباش فداء أن تكون مرهقة على نحو كبير. وتتساءل الصحيفة: «إلى أي مدى يمكننا الاعتماد على الشك عندما يتضح لنا على نحو لا يقبل الشك أن السحر القديم لم يعد مجديا الآن؟ التراجع عاما تلو الآخر وعندما يبدو أن الشخص المسؤول يعتقد أن الأمر بحاجة إلى بعض تعديل في الأداء يصبح من الصعب دعم الدفاع عنه». لقد طور أرسين فينغر أرسنال وحقق معه إنجازات كبيرة، لكن يبدو أن التساؤل الآن حول مدى أهليته للاستمرار، وهل سيكون ذلك نوعا من التجديف ضد التيار؟. قد شهدنا هذا الأسبوع تمردا مفتوحا في استاد الأرسنال والاعتداء الذي لم يشهده فينغر على الإطلاق من جمهوره. هذا الإحباط كان يتراكم منذ سبع سنوات حين فاز الفريق بآخر بطولة، بل بات من المستحيل ضمان أن الفريق يستطيع أن يتحسن في القريب العاجل وهو المرشح لافتقاد لاعب رائع مثل روبين فان بيرسي في نهاية الموسم.

لقد رأى فينغر من قبل أفضل لاعبيه يخطفون من قبل منافسيه. وتم إحلال بدلاء ضعاف المستوى بدلا منهم، وأنت تعلم أن الأمور تزداد سوءا عندما يبدأ السير أليكس فيرغسون في الإشارة إليه بنوع من حميمية القرن التاسع عشر والتي تجعلك تفكر أنهما كانا عضوين في نادي روتاري لا خصمين سابقين. لكن بالطبع لا يمكن لأي شخص في مانشستر يونايتد يتوقع ألا يبالغ في الانزعاج بشأن مديره الفني وهو يتخلف بسبع عشرة نقطة خلف مانشستر سيتي في قمة الدوري كما هو وضع أرسنال الآن.

الحقيقة هي أن أرسنال يقع في المركز الرابع على الرغم من تسجيله انتصارا ذا مضمون حقيقي طوال الموسم، والذي كان 5 ـ 3 على تشيلسي في أكتوبر (تشرين الأول) عندما خرجوا من كبوتهم. وعوضا عن ذلك خسروا كل المباريات أمام الفرق الأربعة الأخرى بطموحات الوصول إلى المراكز الأعلى. والمقياس الجيد لروح التنافسية للفريق يمكن أن يظهر عادة في مبارياته الخارجية، وأرسنال في هذه السفريات خسر بأهداف أكثر من أي فريق آخر عدا فريقين من بين أربعة فرق في قاع الدوري، بلاكبيرن، روفرز، وويغان. والحقيقة أن المركز الرابع هو إطراء للأرسنال. ما لدينا هو فريق بات يوصف بأنه يمكن التغلب عليه بسهولة، فقبل حتى أن تنطلق صافرة البداية أمام ميلان في سان سيرو، قال مدربو ميلان السابقون، كارلو أنشيلوتي، وأريغو ساكي وبينهما أربعة كؤوس أوروبية إنهما قادران على التغلب على رجال فينغر بنقرة أصبع ولم ير أحد في ذلك قدرا قليلا من الوقاحة.

كان دينيس بيرجكامب ومارتن كيون وباتريك فييرا لاعبين لهم ثقل في عصر ذهبي لأرسنال الذي لا يقهر. كان هؤلاء أبطالا لم يجدوا من يحل مكانهم بعد أن تركوا الفريق أو اعتزلوا. روي كين نجم مانشستر يونايتد والخصم القديم الذي يعمل في البرامج الرياضية الآن، كان لا يزال يهز رأسه حسرة وهو يصعد الطائرة أثناء رحلته من مطار مالبينزا الإيطالي يوم الخميس عائدا إلى لندن بعد مشاهدته هزيمة أرسنال أمام ميلان. وقال إن هذا الفريق يتجه نحو المجهول بسرعة كبيرة. وقد تطوع ساكي قائلا إن هذا أسوأ فريق شهده لأرسنال منذ 10 سنوات».

لعل ذلك هو السبب في أن أحدا لا يستطيع إلقاء اللوم على فان بيرسي، إذ يرغب وهو الثامنة والعشرين الانتقال إلى فريق آخر بعد الإحباط الذي يعانيه الآن. ربما هذا هو الموسم الأول بالنسبة لأرسنال في ظل قيادة فينغر الذي ربما لا يتمكن فيه من التأهل لدوري الأبطال، وستكون أيضا المرة الوحيدة خلال إدارته للفريق التي يحل فيها تاليا لنادي توتنهام. هذا التراجع الرهيب يجعلنا نتساءل: هل سيستمر فينغر في منصبه! أم إذا كان يخطط للموسم المقبل لأجل الانضمام لقائمة عظماء كرة القدم الذين عمروا طويلا.