نابولي يكتسح تشيلسي بثلاثية في ذهاب ثمن نهائي دوري «الأبطال»

المهاجم الأرجنتيني لافيتسي تألق بثنائية هزت أرجاء ملعب سان باولو

TT

اكتسح نابولي ضيفه تشيلسي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد للإنجليز في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال، أول من أمس (الثلاثاء)، حيث افتتح ماتو، لاعب تشيلسي، التسجيل في الدقيقة 27 من الشوط الأول، وجاء رد لافيتسي بتسجيل هدفه الأول في الدقيقة 38، ثم سجل كافاني الهدف الثاني لصالح نابولي في الدقيقة 47 من الشوط ذاته، وحسم لافيتسي المباراة بالهدف الثالث في الدقيقة 20 من الشوط الثاني. يا لها من مباراة رائعة تلك التي تألق فيها الأرجنتيني إزيكوييل لافيتسي بثنائية عبقرية، حيث يرجع جزء كبير من الفضل في الفوز بهذه المباراة إلى المهاجم الأرجنتيني بسبب الثنائية وعدد غير متناه من التمريرات الحاسمة، والتي جعلت فريق نابولي يقترب من هدف تاريخي. ولم يسبق للأرجنتيني التسجيل أبدا في دوري الأبطال، ولكنه أحسن اختيار المباراة المناسبة للتسديد والتألق. وكادت الثنائية تتحول إلى ثلاثية لو لم يخطئ في التسديد في أسهل فرصة له بمفرده أمام حارس المرمى. وقد كانت مباراة كرة قدم حقيقية التي قدمها البوتشو لافيتسي، وسيكفي بعض التسريع حتى تهز هجماته أرجاء استاد سان باولو دائما. فقد لعب لافيتسي بأفضل أداء له واستمر في الركض سريعا في الملعب والتحرر من الدفاع الإنجليزي أكثر من مرة، حيث حاول إيفانوفيتش، مدافع تشيلسي، أكثر من مرة تطويق الأرجنتيني ليبقيه متراجعا في الملعب ولكنه لم ينجح في ذلك إلا مرات قليلة أثناء المباراة.

هدف لتوماس: وقد مضت أول 27 دقيقة من اللعب الحذر من جانب كلا الفريقين، ولكن لم يكف ذلك بالنسبة للمهاجم الأرجنتيني أو بالنسبة لعناصر نابولي لمنح الخصم فرصة التسجيل. وعلى العكس أهدى كانافارو، مدافع نابولي، الكرة إلى ماتا، مهاجم تشيلسي، الذي حقق التقدم للإنجليز في بداية المباراة، وحينها قرر البوتشو التسريع من إيقاعه، وقد كان يشاهده ابنه الصغير توماس في مدرجات التشجيع في انتظار الهدف الذي وعده والده بتسجيله، ولم يدم انتظاره طويلا حتى جاء الهدف المنتظر في الدقيقة 38 حينما فاجأ لافيتسي، تشيك حارس المرمى تشيلسي، بتسديد هدف التعادل بقدمه اليمنى الرائعة. وعم الاستاد فرحة عارمة بينما كان لافيتسي يبحث عن ابنه ليرى سعادته بالفوز. وقد صرح المهاجم الأرجنتيني عقب المباراة، قائلا «لقد كان فوزا لكل الفريق وأشعر بأننا قدمنا مباراة رائعة. ولكن علينا الحفاظ على هدوئنا لأن فريق تشيلسي قوي ولم ينته الأمر بعد حتى وإن كان دخول مرماه ثلاثة أهداف لا يعد بالأمر القليل. وسنذهب إلى لندن ونحن ندرك إمكانية فوزنا بالمباراة والتأهل لدور ربع النهائي. هل رأيت ماتزاري؟ لا، لا أعلم أين كان. فمن يدري قد يكون وجد طريقه إلى غرفة خلع الملابس».

أهداف صعبة: وقد غاب عن المهاجم الأرجنتيني تسجيل ثنائية منذ زمن، ولكن تلك الثنائية التي اخترق بها مرمى تشيلسي هي الأهم على الإطلاق. كما استطرد لافيتسي في حديثه، قائلا «أتقولون إنني أسجل فقط الأهداف الصعبة؟ من يعلم فهذا أمر محتمل، خاصة أني لا أعلم كيف يمكنني أن أخطئ في تسديد أهداف في غاية السهولة». ثم تناول تحليل أداء الفريق بشكل عام، قائلا «أعد ماتزاري للمباراة وطلب من المهاجمين المساعدة في الشق الدفاعي، وأعتقد أننا قمنا بذلك. هل أصبحنا أكثر نضجا؟ أظن ذلك، فلقد لعبنا عدة مباريات في دوري الأبطال، إذن تعلمنا كيفية خوض مباريات مهمة بعينها فنحن بصدد اكتساب الخبرة. وكان من المهم في تلك المباراة تسجيلي لهدف التعادل، فقد كانت مخاطرة أن نفقد التحكم في أعصابنا قائمة إن لم ندرك التعادل. وقد حدثت الصحوة بالفعل في نهاية الشوط الأول».

وفي سياق متصل، كان الأزرق لون السعادة في مدينة نابولي، وكان على مقعد تدريب نابولي مساعد المدرب نيكولو فروستالوبي، نظرا لإيقاف ماتزاري، مدرب نابولي، من جانب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد دفعه للبرازيلي نيلمار أثناء مباراة التأهل لثمن النهائي أمام فياريال. ولقد شاهد مدرب نابولي المباراة من مكان خفي في استاد سان باولو، بينما كان مساعده يستمتع بالمباراة الرائعة - مثلما كان يفعل فياس بواس، مدرب تشيلسي، لأعوام ماضية حينما كان مساعد مورينهو - بإعطاء التوجيهات مشمرا عن ساعديه مثلما يفعل ماتزاري.

تهاني: وقد كان أوريليو دي لاورنتيس، رئيس نادي نابولي، سعيدا في نهاية المباراة، حيث استعاد أحداث المباراة بالإشادة بطريقة إدارة المباراة من جانب الطاقم الفني، حيث أهداه الفريق ليلة من السعادة لا تقدر بثمن، كما أثنى بقوة على الطاقم الفني، قائلا «أعتقد أن اللاعبين استحقوا الفوز، حيث أظهروا إصرارا وشجاعة كبيرة في الملعب. وبغض النظر عن الخطأ الذي وقع في الدفاع، فلقد رأيت فريقا منظما للغاية ومدربا بشكل جيد. وقد منح أمر بقاء المدرب خارجا ثقة مضاعفة للاعبين نظرا لأن ماتزاري يعد للمباراة بشكل جيد للغاية وحينما يغيب عن المباراة يشعر اللاعبون بمسؤولية أكبر. ماذا عن التأهل إلى دور ربع النهائي؟ من وجهة نظري كمشجع أقول دائما: إلى الأمام للفوز بكل شيء، ولكني أضع في اعتباري الحسابات الواقعية نظرا لأن في مباراة العودة سنلعب في استاد معاد في ظل بيئة تشعر فيها بالضغط، ولكن لاعبونا يتمتعون بالنضج الكافي لإدارة المواقف في اللحظات الصعبة أيضا».

يا للعجب: قد كان التقدم الذي حققه تشيلسي في البداية بنتيجة 1 - 0 بإمكانه تشتيت فريق نابولي، ولكن على العكس غيرت هجمة فورية من مسار كل شيء إلى النقيض، وهكذا أظهر لاعبو نابولي، المنظمون والمنتبهون، رغبتهم الجنونية في الفوز في دوري الأبطال، كما واصل الرئيس حديثه، قائلا «لقد كان رد فعل اللاعبين صلبا ومتحدا، وشكل سوء الحظ الذي جعل كانافارو يمنح الخصم الإنجليزي الهدف الأول حافزا لقيام اللاعبين بدفاع ذاتي مشترك، حيث بذل الجميع كل ما بوسعهم في الملعب لتعويض هذا الهدف في أداء يفوق الوصف». وفي النهاية، عند احتفال نابولي بالفوز الرائع، ظهر والتر ماتزاري بوجه يعكس معنى السعادة الحقيقية وهو يعانق كل لاعب من لاعبيه، ثم صرح قائلا «أشعر بالأسف فقط تجاه ماجيو. ولقد أعجبني أداء اللاعبين كلهم من كل النواحي. وصحيح إنه دخل مرمانا هدف من كرة مرتدة للأسف، ولكن استحق اللاعبون المتألقون التقدم والفوز، ودائما ما يفاجئني هذا الفريق أكثر من ذي قبل. على أي حال، يمكننا قول أي شيء إلا أن المنافسة انتهت لأن مراوغات الخصم نعرفها جيدا وعلينا الاستعداد لها في مباراة الإياب المقبلة. أين شاهدت المباراة؟ لقد شاهدتها في غرفة بمفردي وليس مهما أين شاهدتها ولكن المهم هو هذا الفوز المستحق». كما اختتم كافاني، مهاجم نابولي، الحديث في النهاية بصرخة الفرحة، قائلا «إنه فوز أمام فريق قوي عالميا. وفي المباريات الأوروبية عادة ما أنجح في إيجاد مساحات أكثر لأن الفرق تلعب لتحقيق الفوز. ويتعين علينا الآن الذهاب إلى لندن لخوض مباراة الإياب بقوة».