«المنتخب السعودي يعيش شعورا مزدوجا بين الأمل والخوف»، عبارة تصدرت التقرير الذي أصدره موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم حينما سلط الضوء على صعوبة المواجهة المرتقبة التي تنتظر الأخضر في الـ29 من فبراير (شباط) الحالي أمام المنتخب الأسترالي ضمن الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، خصوصا أن المنتخب السعودي لم يعتد أن يجد نفسه في هذا الموقف الصعب منذ أن تأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى عام 1994، محافظا على إيقاعه المنسجم خلال النسخ الثلاث التي تلتها، وحتى عندما لم ينجح في المشاركة بنسخة عام 2010 فإنه استطاع الوصول إلى الدور النهائي إلا أنه لم يتمكن من تجاوزه.
وأشار التقرير إلى أن صعوبة مواجهة المنتخب السعودي تكمن في أنه سيلاقي متصدر مجموعته وهو المنتخب الأسترالي الذي سيخوض اللقاء فوق ميدانه وبين جماهيره، إلى جانب المطاردة الشرسة من منتخبي عمان وتايلاند التي لا تزال حظوظهما للتأهل قائمة في حال لم يستطع الأخضر تحقيق نتيجة إيجابية في أستراليا، حيث لا مجال للتفريط بالنقاط الثلاث لضمان الصعود، واللعب بالنار أسلوب لا يمكن للمنتخب السعودي عمله إن أراد قطع الطريق على المنتخبين الآخرين، وهو الأمر الذي كشفه المدرب الهولندي فرانك ريكارد عندما قال: «نذهب لأستراليا لتحقيق الفوز، هذا ما نريده كي نحرز ورقة الترشح الثانية، سنعد أنفسنا للعب مباراة قتالية، التأهل لكأس العالم حلم يراود الجميع، وهذا هو التحدي الأكبر أمامنا، أتطلع لأن أكون جزءا من التاريخ السعودي، نأمل التوفيق في النهاية وأن نعود فرحين بالتأهل».
ولم يغفل التقرير المشوار المتذبذب للأخضر خلال هذه التصفيات بعد أن تجاوز مباراة هونغ كونغ في الدور التمهيدي بسهولة، إلا أن بدايته في المجموعات لم تكن جيدة بعد التعادل مع المنتخب العماني في مسقط، ثم الخسارة المؤلمة من أستراليا (3/1) في الدمام، وامتدت المعاناة بعد الذهاب إلى بانكوك لمواجهة تايلاند على ملعب «راغامانغالا» والخروج منه بتعادل سلبي، مما جعلهم ينهون مرحلة الذهاب بنقطتين وبهدف وحيد. الأوضاع بدأت تتحسن عندما استضافوا تايلاند وأمطروا شباكهم بثلاثية نظيفة وهي التي أعادت بارقة الأمل مجددا إلى الأخضر وفتحت له أبواب التأهل من جديد، إلا أن التعادل السلبي أمام عمان في الرياض جعل الأمور أكثر تعقيدا لجميع المنتخبات ما عدا أستراليا، وتظهر مدى صعوبة المرحلة في الحديث عندما قال ريكارد: «لم نكن نتوقع هذه الطريق، فقد سارت الأمور على غير ما نريد، كنا نحاول في كل مباراة السيطرة على الملعب وصنع الفرص وتسجيل الأهداف، وربما جانبنا التوفيق في بعض المرات، لكن في النهاية هذا هو الواقع، ولا تزال الآمال مشرعة والتأهل بين أيدينا».
وأبان موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم في تقريره أن هناك عبئا ثقيلا تحمله المدرب فرانك ريكارد من أجل إعادة الأخضر إلى جادة الصواب مجددا، بعد غيابه في نسخة كأس العالم الماضية، إلى جانب التراجع الملموس في المستوى حتى على صعيد كأس آسيا التي أقيمت مؤخرا في قطر، إلا أن مسيري المنتخب السعودي والجماهير يعقدون آمالا كبيرة على الهولندي نظير تاريخه الحافل عندما كان لاعبا مع منتخب بلاده، إلى جانب تمثيل فرق كبير كـ«إي سي ميلان» الإيطالي وأياكس الهولندي، وتبعها عمله في برشلونة، وجميع ذلك جعل من حق السعوديين أن يحلموا بالمشاركة في المونديال المقبل، خصوصا أنهم يمتلكون مواهب متعددة في الفرق المحلية، وكان ريكارد قد عمل على إحداث عدد من التغييرات في شكل الفريق، حيث يقول: «منذ قدومي للسعودية، بدأت بمتابعة اللاعبين من كثب لاختيار الأنسب منهم للمنتخب، وعملنا على إحداث بعض التغييرات على الأسلوب الذي نلعب به، ولكن لم نجازف بكل شيء، فالتغيير الشامل صعب خلال مرحلة التصفيات، وقد ركزت على منح الثقة للاعبين لكي يؤدوا أفضل ما لديهم، وأعتقد أن اللاعب السعودي قادر على العطاء والوصول لأفضل المراتب بشرط التدريب المستمر والاستفادة من الخبرات».
واختتم التقرير المخصص عن المنتخب السعودي بأن «الجيل الحالي للكرة السعودية يجد نفسه يرزح تحت وطأة المقارنة بينه وبين الأجيال السابقة التي حققت التأهل لبطولات كأس العالم أربع مرات متتالية، وعليه فإن نجوم الأخضر يدركون أهمية تأدية لقاء بطولي أمام أستراليا في الجولة الأخيرة بهدف العودة رفقة بطاقة الترشح للدور النهائي، التي تعني تجدد آمال التأهل لكأس العالم بعد 8 سنوات على الغياب، فكيف ستؤول نهاية الحكاية في موقعة ملبورن المنتظرة؟».