هزيمة تشيلسي أمام نابولي تنذر بتوديع أندية إنجلترا دوري الأبطال

الريال يفرط في فوز على سيسكا موسكو.. وأشلي كول ينضم لمعارضي فيلاس بواس

TT

حول نابولي الإيطالي تخلفه بهدف أمام ضيفه تشيلسي الإنجليزي إلى الفوز 3-1 وعمق جراح أندريه فيلاس بواس في ذهاب دور الستة عشر ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بينما أهدر ريال مدريد الإسباني فوزا ثمينا خارج أرضه وتعادل مع مضيفه سيسكا موسكو الروسي 1-1.

وانضم ظهير أيسر تشيلسي الإنجليزي الدولي أشلي كول إلى حملة منتقدي مدربه البرتغالي أندريه فيلاس بواس في ظل الفترة السيئة التي يعيشها الفريق اللندني. وذكرت صحيفة «ذي صن» الواسعة الانتشار أن كول قال لمدربه خلال اجتماع لغسل القلوب: «جئت إلى تشيلسي كي أحرز الألقاب، لكني لن أحرز أي لقب في ظل تكتيكاتك».

وخاض تشيلسي المباراة في وقت يواجه فيه مدربه الشاب وقتا عصيبا بعد حلوله في المركز الخامس راهنا في الدوري المحلي، وتعادله مع برمنغهام من الدرجة الأولى في مسابقة الكأس، وصيام الإسباني فرناندو توريس عن التسجيل رغم دفع النادي اللندني 50 مليون جنيه لضمه من ليفربول. وأضافت الصحيفة أن كول، الذي يعتبر أفضل ظهير أيسر في البلاد، يشعر بأنه «رجل آلي» تحت إشراف فيلاس بواس بدلا من منحه الحرية المطلقة.

وما زاد من حنق كول تركه على مقاعد البدلاء في مباراة نابولي لعدم جهوزيته، ثم الزج به اضطراريا بدلا من البرتغالي جوزيه بوسينغوا المصاب، مما دفع بالمدرب السابق والمحلل الحالي غراهام سونيس بالقول: «إذا كان كول جاهزا بنسبة 90 في المائة، فإنه أفضل من بوسينغوا إذا كان الأخير جاهزا 100 في المائة». وتتحدث التقارير عن مشادات عدة حصلت بين فيلاس بواس ولاعبيه داخل غرف الملابس الذين انتقدوا طريقة لعبه، وهو اعترف الخميس الماضي بأنه لا يحظى بدعم جميع لاعبيه. ويحتل تشيلسي المركز الخامس حاليا في الدوري الإنجليزي بفارق 17 نقطة عن مانشستر سيتي المتصدر وهو يصارع مع نيوكاسل وأرسنال وليفربول على المركز الرابع، الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

وفي العاصمة الروسية موسكو، افتتح النجم البرتغالي الدولي كريستيانو رونالدو التسجيل لريال مدريد متصدر الدوري الإسباني في الدقيقة 28. وسيطر ريال مدريد على مجريات اللعب وكان في طريقه إلى مواصلة انتصاراته المتتالية في البطولة الأوروبية، حيث حقق الفوز في جميع مبارياته الست بدور المجموعات.

وكاد ريال مدريد يعزز تقدمه لكن حارس المرمى البديل سيرخي تشيبشوجوف، الذي شارك بدلا من إيجور أكينفييف المصاب، تألق في التصدي للعديد من الكرات الخطيرة. وفي المباراة التي حضرها 75 ألف مشجع، أخفق سيسكا موسكو في تشكيل الضغط الهجومي الكافي على ضيفه. لكن الفريق الروسي حقق المفاجأة في الثواني الأخيرة وأدرك التعادل بهدف سجله بونتوس ويرنبلوم ليحرم ريال مدريد من تحقيق فوزه السابع على التوالي في البطولة الأوروبية. وسجل السويدي الدولي ويرنبلوم هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع إثر تمريرة من فاسيل بيرزوتسكي.

وهكذا وبعد سنوات طويلة ظلت فيها فرق الدوري الإنجليزي لكرة القدم هي موضع الحسد في أوروبا بل وفي العالم من خلال تألقها ومنافستها القوية في بطولة دوري أبطال أوروبا، شهد الموسم الحالي كبوة هائلة للفرق الإنجليزية في أبرز بطولات الأندية بالقارة العجوز. ومع الهزيمة المهينة لأرسنال أمام ميلان الإيطالي صفر-4 الأسبوع الماضي ثم الهزيمة الثقيلة 1-3 لتشيلسي أمام نابولي الإيطالي مساء أول من أمس في ذهاب دور الستة عشر للبطولة، قد يصبح الموسم الحالي نقطة تحول في تاريخ مشاركات الأندية الإنجليزية بدوري أبطال أوروبا. وإذا فشل أرسنال وتشيلسي في تعويض هاتين الهزيمتين إيابا، سيخلو دور الثمانية للبطولة من أي ممثل للكرة الإنجليزية للمرة الأولى منذ عام 1996 لتكون صدمة كبيرة للكرة الإنجليزية التي اعتادت في السنوات الماضية على المنافسة بقوة على لقب البطولة، حيث شهدت المباراة النهائية طرفا إنجليزيا على الأقل خلال ستة من آخر سبعة مواسم وكان التتويج من نصيب أحد الفرق الإنجليزية في مرتين منها.

وفشل مانشستر يونايتد وجاره مانشستر سيتي، طرفا الصراع على لقب الدوري الإنجليزي بالموسم الحالي، في عبور دور المجموعات إلى دور الستة عشر في دوري الأبطال هذا الموسم وانتقل الفريقان معا للعب في مسابقة الدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي سابقا).

وصرح غراهام تايلور المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي، إلى هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس، قائلا «التفاخر (بأن الدوري الإنجليزي هو الأفضل) يسبح الآن إلى قاع النهر». وضاعفت الهزيمة أمام ميلان في الأسبوع الماضي من الضغوط المتزايدة على المدرب الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لأرسنال الذي بدأ مسيرته مع الفريق في عام 1996 بالذات. وتعرض فينغر لانتقادات عنيفة بسبب سماحه للاعبيه البارزين بالرحيل عن صفوف الفريق دون التعاقد مع البدلاء القادرين على تعويض رحيلهم. كما تعرض المدرب البرتغالي أندريه فيلاس بواس المدير الفني لتشيلسي لانتقادات لاذعة من الصحف البريطانية أمس لاختياراته في مباراة نابولي، حيث ترك كلا من فرانك لامبارد وأشلي كول والغاني مايكل إيسيان خارج التشكيل الأساسي للفريق في المباراة أمام نابولي. ورد فيلاس بواس على هذه الانتقادات قائلا «سيستمر الجدل طالما لم يحقق الفريق النتائج المرجوة.. يمكنك إبداء رأيك ولكن الأمر يتعلق بأفضل تشكيل من وجهة نظري». وأضاف «مهما قدمت من تفسير، يمكن أن يكون التفسير جيدا فقط إذا نجحنا في تحقيق الفوز. أي تفسير لن يكون مفيدا الآن في ظل هذه النتيجة». ومع نجاح الفريق في تسجيل هدف خارج ملعبه أول من أمس، لا تبدو مهمة تشيلسي مستحيلة في تحويل النتيجة لصالحه في مباراة الإياب حيث يحتاج للفوز بهدفين نظيفين ليتأهل إلى دور الثمانية على حساب نابولي. وقال الخبير الكروي الإيطالي جابرييل ماركوتي إن الموسم السيئ للفرق الإنجليزية في دوري الأبطال هذا الموسم لا يعكس أي مشاكل في المسابقة المحلية (الدوري الإنجليزي). وأوضح، في تصريحات إلى «بي بي سي» أن هزيمة أرسنال الثقيلة لا تعبر عن شيء في الدوري الإنجليزي وإنما تكشف عن قوة ميلان وربما قصور في أرسنال (المدفعجية).

وأشار إلى أن الدوري الإيطالي «اصطدم بصخرة القاع في عامي 2007 و2008 ثم عاد ببطء. الدوري الإيطالي يشهد منافسة شرسة وحضورا جماهيريا ومشاهدة تلفزيونية متصاعدة. إنه الدوري صاحب ثاني أكبر عقد للبث التلفزيوني في العالم (بعد الدوري الإنجليزي)». وأضاف ماركوتي «إذا تحدثت عن بطولات الدوري فيما يتعلق بالمسابقة التي تضم أفضل فريقين، فإنه الدوري الإسباني. إذا تحدثت عن الدوري الذي يشهد منافسة أكبر عدد من الفرق على اللقب، فإنه الدوري الألماني. ولكن الدوري الإيطالي يشهد موسما رائعا حاليا». وأشارت الشائعات في الأيام الماضية إلى وجود خلاف بين اللاعبين الكبار في تشيلسي ومديرهم الفني البرتغالي فيما يتعلق باختيارات التشكيل وخطط المباريات.

ويحتاج الفريق إلى مزيد من التماسك في خط الدفاع نظرا لتأكد غياب اللاعب جون تيري لمدة شهر آخر. وقال المهاجم الإيطالي السابق جانفرانكو زولا، الذي لعب في الماضي لفريقي تشيلسي ونابولي، إنه يعتقد أن المشكلة التي يعاني منها تشيلسي هي مشكلة ذهنية «أو نفسية على وجه الخصوص.. خاصة في هذه الفترة من الموسم».