دوري «النقاط» حلم شبابي لم يتحقق بعد.. والجعيثن: برودوم ترك بصمة واضحة

تألق لافت خارج «الأرض».. الشمراني يسجل ويصنع.. والتعاقد مع «ويندل» ضربة معلم

TT

يبدو الفريق الكروي الأول بنادي الشباب، متصدر دوري «زين» السعودي للمحترفين، واقفا على أعتاب عدة إنجازات «ربما» ينجح في تحقيقها في حال استطاع مواصلة تحقيق الانتصارات في الجولات الـ6 المتبقية من الدوري، التي تكفل له الفوز بلقب الدوري لأول مرة في تاريخه بنظام «النقاط» الذي لم يستطع طوال مسيرته «الدورية» الفوز بها منذ انطلاقة الدوري عام 1976، علما بأنه نجح في الفوز بلقب الدوري بأنظمة مختلفة لنحو 4 مرات في التسعينات الماضية.

الشباب لن تتوقف إنجازاته عند هذا الحد، إن استطاع إضافة أكثر من 14 نقطة إلى رصيده خلال الجولات المقبلة من أصل 18 نقطة متاحة، فعميد أندية الوسطى الذي جمع 50 نقطة حتى نهاية الجولة 20 يهدد أعلى رقم نقطي في الدوري، الذي حققه الهلال في العام الماضي عند وصوله للنقطة 64، ذلك فضلا عن أنه أمام الشباب فرصة تسجيل اسمه كثالث فريق يتوج ببطولة الدوري دون التعرض لخسارة أي مباراة بعد الاتفاق والهلال.

ووسط مزاحمة الأهلي والهلال والاتفاق للشباب على بطولة الدوري، أجاب الخبير الفني، ومدرب المنتخب السعودي للبراعم، بندر الجعيثن، لـ«الشرق الأوسط» عن التساؤلات حول مدى الفرص الشبابية في الوصول أولا لدرع الدوري، وفقا لقيمة ومعطيات الفريق الفنية قياسا بالفرق الأخرى، كما قيم المرحلة السابقة للفريق، مبينا مخاطر المراحل المتبقية في الدوري، وتطرق في النهاية للنواحي الفنية الأخرى المتعلقة بمتصدر الدوري.

وأكد الجعيثن أن الشباب أثبت نفسه من خلال استمراره في المنافسة على المراكز المتقدمة، مبينا الأثر الإيجابي لوجود العناصر الجيدة في الخارطة الشبابية، وقال: الشباب هذا الموسم صنع شخصية الفريق البطل وهي النظرة التي شوهد بها في العقدين الأخيرين من خلال الوجود الدائم في النهائيات، وهناك تأثير قوي لاختيار العناصر الأجنبية والمحلية أثناء تدعيم الفريق تأهبا للموسم الحالي، وذلك أهم ما يحتاجه الفريق للمنافسة، والشباب يملك جميع عوامل التفوق كما أن الفريق يتميز بالارتقاء بمستواه، ولديهم سمة المهاجمة بأكثر عدد ممكن وكذلك الدفاع بأعلى عدد متوافر، إضافة إلى الجدية الكبيرة، وبالتالي في بعض المباريات تحسم ثقافة الفوز للاعبيه النتائج لصالحهم نظير الخبرة الدولية لدى لاعبي الشباب، فنصفهم يمثلون المنتخب الأول كركائز أساسية مثل ناصر الشمراني ووليد عبد الله وأحمد عطيف وحسن معاذ وعبد الله شهيل، ومعظم البقية هم لاعبون في الأخضر الأولمبي.

وأشار الجعيثن إلى أن العطاء المبذول في الشباب لا يتجاوز 70 في المائة، نسبة إلى المقدرة الفنية على الرغم من توهج الفريق، مقيما خطوط الفريق بدءا من الحراسة، التي وصفها بالمقتدرة على الرغم من وجود الهفوات، مضيفا أن بقية الخطوط تظهر ملتئمة غالبا بسبب القدرات المهارية العالية لدى أحمد عطيف والأوزبكي جيباروف إضافة إلى انضباطية عمر الغامدي والبرازيلي مينغازو، لافتا إلى تحركات الأطراف المزعجة، إلا أن ذلك لا يمنع من القول إن هناك هبوطا، في المستوى، خلال مباراة أو اثنتين للاعبي الشباب، وذلك يبدو طبيعيا لعوامل متباينة.

وأبدى الجعيثن ثقة كبيرة في قدرة الشباب على الاستمرار في المنافسة على صدارة الدوري، مشيرا إلى الكفاح والجهد المبذول والإصرار خلال الفترة الماضية، وقال: شخصية المدرب واضحة على الفريق، وبرودوم نقل الشباب إلى احترافية أعلى، وهي التي يكشفها حرصه على نقاط كل مباراة، حيث استطاع الفريق بذل الجهد وحصد النقاط، والعمل الفني في الشباب جيد للغاية، وقدرات المدرب على قراءة سير المباريات، وتنويعه في اختيار العناصر بعثت مؤشرات مطمئنة لمناصري الفريق، والفترة بعد التوقف لن تؤثر كثيرا، حتى وإن كان ذلك بعد الصدارة يسرب الخمول إلى عناصر الفريق، ومن المعلوم أن أي توقف للدوري له انعكاسات سلبية أكبر على الفرق المتصدرة، بسبب حالة الارتخاء التي تعتري عناصر الفريق، وما يميز الشباب وجود صف ثان في المستوى الأساسي، وتلك ميزة أسهم في وجودها الجهاز الفني، وذلك الأمر يعتبر خاصية مفقودة لدى الفرق باستثناء الشباب والهلال.

الجدير بالذكر أن الشباب بدأ منازعته على أولى المراكز في لائحة الترتيب منذ الجولة الثانية، واستمر يسقط منافسيه عن كرسي المقدمة بشكل زوجي «كما في الجولتين الرابعة والسادسة، قبل أن تستمر هيمنته متصدرا في السابعة والثامنة، وبعدها اعتلى القائمة عقب نهاية 6 جولات، وتزحزح عنها في الـ6 الأخريات (الجولة الـ9 والـ14 والـ15 والـ16 والـ17 والـ18)»، وجاء ذلك الحراك للفريق الذي لم يفرط في أي نقطة خارج أرضه بفعل 15 انتصار (6 منها فقط على أرضه)، و5 تعادلات «أحدها سلبي أمام الهلال ضمن الجولة 15 وجميعها على أرضه، وسجل الفريق خلال الجولات السابقة 42 هدفا كثالث أفضل خط هجومي بعد الأهلي والاتحاد، وفي نفس الحين ولج مرماه 14 هدفا كثاني أفضل خط دفاعي بعد الاتفاق.

واللافت في مسيرة الشباب أنه يتألق خارج أرضه إذ تشير الأرقام إلى أنه لعب 9 مباريات خارج مقر إقامته، فاز في 9 مباريات، ولم يخسر ولم يتعادل وسجل 20 هدفا، مقابل 5 أهداف استقرت في شباكه بعكس المباريات التي تقام على أرضه، إذ لعب 11 مباراة، فاز في 6، وتعادل في 5، وأحرز 22 هدفا، مقابل 9 أهداف سكنت شباكه.

وسجل اللاعبون السعوديون أهدافا بنسبة 68 في المائة، مقابل 31 في المائة للاعبين الأجانب، وأشهر الحكام 40 بطاقة صفراء؛ واحدة لحارس المرمى وليد عبد الله و15 بطاقة صفراء للدفاع و20 بطاقة لخط الوسط وأربع بطاقات صفراء للهجوم، في حين لم يتحصل سوى على بطاقة حمراء واحدة خلال 20 مباراة.

ويتصدر لاعبو الفريق على الصعيد التهديفي مهاجم الشباب ناصر الشمراني برصيد 15 هدفا مقابل 4 أهداف للغيني ياتارا، و3 أهداف للبرازيلي ويندل وحسن معاذ ومينغيزوا ومختار فلاتة وفهد حمد، علما بأن ناصر الشمراني يتزعم لاعبي فريقه في عدد مرات صناعة الأهداف، إذ صنع 7 أهداف، يليه حسن معاذ ومنيغيزوا.

أما أكثر اللاعبين خوضا للمباريات فهم وليد عبد الله وناصر الشمراني وأحمد عطيف وعبد الله الأسطا وحسن معاذ والبرازيلي تفاريس وعمر الغامدي ومينغيزوا ووليد عبد ربه والأوزبكستاني جيباروف والغيني ياتارا، علما بأن جميع هؤلاء اللاعبين خاضوا ما لا يقل عن 1000 دقيقة طوال الـ20 مباراة.

وتبقى للشباب في الدوري 6 مباريات أمام النصر (في الرياض)، وأمام الفتح («في الرياض) وضد هجر (في الأحساء) وسيكون ضيفا في موقعة حاسمة أيضا أمام الاتفاق (في الدمام)، ثم يحل ضيفا على الأهلي (في جدة)، وهو الوصيف والمنافس له على اللقب بحضور الهلال الذي يأتي ثالثا في لائحة ترتيب دوري «زين» السعودي للمحترفين.

بقيت الإشارة إلى أن الشبابيين نجحوا في خطف أبرز لاعبي الدوري الأجانب المتمثل في لاعب الاتحاد البرازيلي ويندل، الذي أثبت نجاحاته في تسجيل أهداف حاسمة للشباب فضلا عن صناعة اللعب في آخر 4 مباريات بالدوري.