3 مباريات تحسم مصير فيلاس بواس مع تشيلسي

وسط شائعات عن الاتصال ببينيتيز ونفي من وكيل أعماله وصمت إدارة النادي

TT

أكد مدير أعمال المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز، أمس، أن تشيلسي الإنجليزي لم يتصل بموكله من أجل البحث معه في إمكانية أن يحل بدلا من البرتغالي اندريه فيلاس بواس، الذي أصبح في وضع حرج بسبب النتائج المخيبة التي يحققها النادي اللندني هذا الموسم. وكانت وسائل الإعلام البريطانية ذكرت أن تشيلسي اتصل ببينيتيز لمعرفة ما إذا كان مستعدا لتولي مهام الإشراف على الفريق في حال التخلي عن فيلاس بواس الذي أصبح مهددا بفقدان منصبه بعد الخسارة أمام نابولي الإيطالي (3/1) في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

لكن مدير أعمال مدرب فالنسيا وليفربول وإنتر ميلان السابق، مانويل غارسيا كويلون، نفى أمس صحة هذه الأخبار، قائلا «ليس هناك أي شيء رسمي، إنها ليست سوى شائعات من وسائل الإعلام، لأن تشيلسي لم يتصل بنا. سنفكر في هذا الاحتمال عندما نحصل على عرض رسمي». وما زال بينيتيز (51 عاما) من دون عمل منذ إقالته من إنتر ميلان في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2010، وهو يعيش حاليا في إنجلترا حيث يمني النفس بأن يشرف مجددا على أحد فرق الدوري الممتاز هناك، بحسب ما أكد مدير أعماله، قائلا «الدوري الإنجليزي الممتاز يشكل الأولوية بالنسبة لبينيتيز».

وكان بينيتيز أشرف على ليفربول بين عامي 2004 و2010 قادما إليه من فالنسيا، وهو قاده إلى لقب دوري أبطال أوروبا عام 2005 على حساب ميلان الإيطالي، وكأس السوبر الأوروبية في العام ذاته، والكأس الإنجليزية عام 2006، لكنه ترك الفريق في الثالث من يونيو (حزيران) 2010 بعد أن فشل في قيادته إلى مركز مؤهل لإحدى المسابقتين القاريتين باحتلاله المركز السابع في الدوري المحلي.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي وضع فيه فيلاس بواس لنفسه هدف قيادة فريقه الجديد تشيلسي إلى لقب بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا في أول موسم له مع النادي اللندني، لكن هناك فارقا شاسعا بين التخطيط والواقع الذي يبدو مريرا لـ«البلوز» هذا الموسم. ورفع فيلاس بواس منذ أن تسلم مهام الإشراف على تشيلسي خلفا للإيطالي كارلو أنشيلوتي شعار منح النادي اللندني لقب دوري الأبطال الذي سعى جاهدا في الأعوام الأخيرة للظفر به من دون أن يحصل على مبتغاه، مستندا إلى النجاح الذي حققه الموسم الماضي مع بورتو حين قاده إلى ثلاثية الدوري والكأس المحليين ومسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

لكن يبدو أن البرتغالي الذي أصبح الموسم الماضي اصغر مدرب يتوج بلقب أوروبي عن عمر 33 عاما و213 يوما، في طريقه للخروج من الباب الصغير لملعب «ستامفورد بريدج»، لأن تشيلسي مهدد بتوديع دوري أبطال أوروبا من الدور الثاني بعد خسارته الثلاثاء في الذهاب أمام مضيفه نابولي الإيطالي (3/1). ولم يكن فيلاس بواس بحاجة إلى هذه النتيجة المحرجة في مباراة نابولي لكي يجد نفسه تحت مجهر مالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، وذلك لأن تشيلسي كان يعاني أصلا الأمرين على الصعيد المحلي، حيث يحتل حاليا المركز الخامس بفارق 17 نقطة عن مانشستر سيتي المتصدر، كما أنه أحرج في مسابقة الكأس الإنجليزية بعدما أجبره فريق الدرجة الأولى برمنغهام على خوض مباراة معادة معه بالتعادل معه 1/1 في الدور ثمن النهائي.

وما يزيد من حراجة موقف «تلميذ» جوزيه مورينهو هو أنه يواجه مشاكل جمة داخل غرف ملابس فريقه، لأنه لا يحظى بدعم جميع لاعبيه، وهذا ما أكده بنفسه قبل عدة أيام من دون أن يعيره أهمية، لأن ما يهمه هو دعم مالك النادي أبراموفيتش، وهو قال بهذا الصدد «ليس من واجبهم (اللاعبين) دعم مشروعي، بل إن الأمر من اختصاص مالك النادي». وفي رد على سؤال حول ما إذا كان يشعر بأن منصبه بات مهددا قال «لا أعتقد ذلك، لكن يجب توجيه هذا السؤال إلى مالك النادي، وأعتقد أن الأخير ما زال يثق بي».

ثم جاء تصريح مدافع النادي أشلي كول ليؤكد فتور العلاقة بين المدرب ولاعبيه، إذ ذكرت صحيفة «ذا صن» الواسعة الانتشار أن الظهير الدولي قال لمدربه خلال اجتماع لغسل القلوب «جئت إلى تشيلسي كي أحرز الألقاب، لكني لن أحرز أي لقب في ظل تكتيكاتك». وأضافت الصحيفة أن كول يشعر بأنه «رجل آلي» تحت إشراف فيلاس بواس، بدلا من منحه الحرية المطلقة. وما زاد من حنق كول تركه على مقاعد البدلاء في مباراة نابولي لعدم جهوزيته، ثم الزج به اضطراريا بدلا من البرتغالي جوزيه بوسينغوا المصاب، مما دفع بالمدرب السابق والمحلل الحالي غراهام سونيس للقول «إذا كان كول جاهزا بنسبة 90 في المائة، فإنه أفضل من بوسينغوا إذا كان الأخير جاهزا 100 في المائة».

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كان المدرب البرتغالي لا يحظى بثقة معظم لاعبيه، فهل ما زال يحظى بثقة أبراموفيتش الذي اشتهر منذ وصوله إلى سدة رئاسة النادي بتغييره المتواصل للمدربين، وأبرز دليل على ذلك تناوب خمسة مدربين على الفريق منذ رحيل مورينهو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، وهم الإسرائيلي افرام غرانت والبرازيلي لويز فيليبي سكولاري والهولندي غوس هيدينك والإيطالي أنشيلوتي، وصولا إلى فيلاس بواس؟! ويبدو أن أبراموفيتش مل من التغيير لأنه وعد المدرب البرتغالي بمنحه ثلاثة أعوام من أجل تحقيق الخطط التي وضعها للفريق اللندني، لكن الأوساط المقربة من الملياردير الروسي قد تدفعه لتغيير رأيه مجددا، ولعل أبرزهم المدير التنفيذي للنادي روني غورلاي الذي شوهد في نهاية الأسبوع الماضي جالسا في مقصورة أبراموفيتش في «ستامفورد بريدج» وهو يهز رأسه لأنه لم يكن سعيدا على الإطلاق بما قدمه الفريق ومدربه أمام برمنغهام.

ما هو مؤكد أن فيلاس بواس ليس مسؤولا بمفرده عن الوضع الحالي لفريقه، لأن اللاعبين يتحملون جزءا مهما من المسؤولية، والجميع يعلم أن المدرب يزود لاعبيه بالخطط وكيفية التمركز داخل الملعب، لكن ليس بإمكانه أن يلعب بدلا عنهم، وليس بإمكانه تحمل مسؤولية خطأ مشابه لذلك الذي ارتكبه المدافع البرازيلي ديفيد لويز أمام نابولي، مما تسبب في الهدف الثالث للفريق الإيطالي، وليس بإمكانه أن يسجل الأهداف بدلا عن العاجي ديدييه دروغبا الذي كان أمام فرصة تغيير مجرى اللقاء لو نجح في ترجمة فرصة سهلة في الشوط الثاني، وليس بإمكانه أن يعوض شخصيا غياب لاعبين مؤثرين جدا مثل فرانك لامبارد والغاني مايكل إيسيان والقائد المدافع جون تيري. وخلاصة الأمر، ما يحتاج إليه فيلاس بواس في الأيام المقبلة هو أن يتخلص من برمنغهام ونابولي، وأن يحسم المواجهة مع الجار اللدود توتنهام من أجل أن ينقذ رأسه، وأي نتيجة غير ذلك ستدفع أبراموفيتش إلى فقدان صبره.