الإنتر يسقط أمام مرسيليا بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة

رانييري يعترف بعدم فاعلية هجومه وينتظر «الرد» في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال

TT

نجح مرسيليا الفرنسي في حسم الفصل الأول من مواجهته مع إنتر ميلان الإيطالي بالفوز عليه بهدف قاتل في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وبعد شوط أول خلا من إحراز أي أهداف، نجح الغاني آندريه أيوو في خطف هدف الفوز لمرسيليا في الوقت بدل الضائع من اللقاء من إحدى الفرص النادرة لبطل 1993 في هذا اللقاء.

ويمكن القول إن الحال في دوري الأبطال مثلها في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، حيث استمر الإنتر في عدم إحراز أي أهداف، وبالأحرى يواصل خسارته، حيث باتت هذه هي الخسارة الرابعة على التوالي للفريق ما بين إيطاليا وأوروبا. وبشكل عام أكثر، فإن هذه الهزيمة هي السادسة في سبع مباريات رسمية (والنتيجة الوحيدة الإيجابية كانت التعادل على أرضه أمام نظيره باليرمو). والأمر يشبه الفيلم الذي تمت مشاهدته من قبل كما لو أننا نشاهد المشهد نفسه على جهاز الـ«دي في دي» حيث لم يتغير أي شيء على الإطلاق. يذكر أن كلاوديو رانييري مدرب الإنتر قد دفع بلاعبين متوسط أعمارهم هو 31 عاما و10 أشهر و25 يوما.

وكان الجميع مستعد بالفعل في مباراة مرسيليا - الإنتر لكي يقول بالفرنسية: «يحيا الصمود والمقاومة»، حيث سارت المباراة على ما يرام حتى قبل النهاية؛ حيث خطف أيوو هدف الفوز لصالح أصحاب الأرض. ودائما ما نتحدث داخل اللقاء عن مباراة أخرى يقدمها خوليو سيزار حارس مرمى الإنتر، لكن هذه المرة الذنب لا يتحمله اللاعب البرازيلي لأن المشكلة تتعلق بعدم التغطية الجيدة (وفي هذه الحالة، فالأمر يتعلق بكيفو). ويذكر أن المرة الأخيرة التي لم تتلق شباك الإنتر فيها أي أهداف، كانت في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي عندما فاز بنتيجة 1 -0 في مباراة الديربي أمام الميلان وبعد ذلك سكن شباكه كثير من الأهداف، ونظر للصدفة؛ حيث ستغرق هذا الأمر أربعين يوما.

ومنذ تلك الأمسية، فاز الإنتر في بطولة كأس إيطاليا أمام جنوا وفي الدوري الإيطالي أمام لاتسيو (وسكن مرماه هدف واحد) وبعد ذلك استمر في تلقي العديد من الأهداف. وتشير الإحصاءات إلى هزيمته في ست مباريات على التوالي في اللقاءات السبعة الأخيرة، وبالتحديد سكانه مرماه 18 هدفا في 9 مباريات، أي على الأقل هدف كل مباراة، وأيضا أربعة أهداف في الملعب الأوليمبي أو على ملعبه أمام باليرمو. وهي القصة التي لا تتغير، وهو الشيء الذي يمكن أن نطلق عليه: «لا شيء يتحسن على الإطلاق». والحديث عن المباريات التسع الأخيرة يعني أنه ينبغي الأخذ في الاعتبار أنه منذ 19 يناير الماضي (لقاء الإنتر - جنوا الذي فاز فيه بثنائية مقابل هدف في «كأس تيم») وحتى اليوم والفريق في انحدار.

وصرح المدير الفني للإنتر عقب المباراة قائلا: «إنهم يمتلكون مدافعين أقوياء بدنيا، وأنا دفعت بمهاجمين يتميزون بالسرعة العالية من أجل استغلال الهجمات المرتدة. وعلى العكس، كان يمكن الاستفادة من باتسيني أكثر على الأجناب مع الكرات العرضية، وكان ميليتو عائدا من الإصابة بالإنفلونزا قبل سبعة أيام. واخترت الاستعانة برأسي حربة علاوة على الهولندي ويسلي شنايدر لأنهم أبطال وينبغي لهم تفسير هذه المباراة بطريقة معينة». لكن، إنها الهزيمة التي لا تبدو أنها وضعت منصب المدير الفني محلا للجدل.. ويتابع: «ما الذي يمكن أن يتغير إذا شعرت بأنني تحت ضغط؟». وفي هذه الأثناء، كان ماسيمو موراتي رئيس نادي الإنتر قد ترك الاستاد دون أن يلفظ بكلمة واحدة أو حتى ينزل إلى غرفة تغيير الملابس مع الفريق.

وبعد ذلك، ليس هناك أي شيء يمكن أن يبرر مسألة ملاقاة 6 هزائم في المباريات السبع الأخيرة. ويضيف: «كان ينقصنا فقط تسجيل هدف. وبدأت المباراة بنتيجة 0 - 0 واستمرت على هذا النحو كثيرا حيث كنا نتمتع باستحواذ على الكرة أكثر، وكنا نسيطر على المباراة ونحرك الكرة بيننا في أرجاء الملعب. وأثبت الفريق أنه جدير بالصحوة واستعادة نغمة انتصاراته في استاد ممتلئ. وتحولت المباراة كما كنت قد رسمتها، وقام خوليو سيزار بصد كرة واحدة. والآن، إن اللاعبين مكتئبون، لكنهم ليس لديهم أي خوف بالتأكيد. وأثبتنا أنفسنا في استاد مرسيليا ولعبنا كرة قدم جيدة. وسيكون الأمر صعبا في مباراة العودة. وسينبغي لنا أن نهاجم بقوة، لكن مع تحلينا بالصبر. وإذا كان استاد سان سيرو ممتلئا، سيكون الإنتر قادرا على تسجيل هدفين على أرضه». لكن سينبغي أيضا للاعبي الإنتر تجنب دخول أي أهداف مرماهم، وهو الشيء الذي لم يحدث من مباراة الديربي وحتى مساء أول من أمس.

وفي البداية، قال المدرب: «تنقصنا الثقة» لكن تحدث بعد ذلك قائلا: «إنه موسم خاص وينبغي لنا المثابرة وأن نكون أكثر قوة وعنادا وإيجابية وجاهزية. وكنت أتوقع انطلاقة قوية منهم وكنا نرغب في تسجيل بعض الأهداف أيضا وخلقنا الفرص من أجل ذلك. لكنهم نجحوا في تسجيل هدفهم. وكانت مباراة لم يكن يمكننا الخسارة فيها». وعلى العكس، انطلق لاعبو الإنتر في المباراة وهم يحملون خلف ظهورهم هزائم الأيام الماضية مع إيقاف كييلليني مهاجم الفريق وإصابة مايكون.

من جهة أخرى، يظل كل شيء مفتوحا في ضوء مباراة العودة المقرر إقامتها في 13 مارس (آذار) في استاد سان سيرو. وصرح ديديه ديشامب المدير الفني لفريق مرسيليا عقب المباراة قائلا: «إذا لم تتلق شباكنا أي أهداف في مباراة العودة، فسنكون نحن المؤهلين. وبالتالي، فإن الأمر يسير على ما يرام. ويعتبر الإنتر خصما كبيرا، لكن هذه المرة أهدى لنا هدية الهدف. وكانت مباراة مغلقة كثيرا، وربما كان التعادل مناسبا أكثر، لكننا تمتعنا بالحماس والحافز القوي في الربع ساعة الأخير. ووصل الهدف في الوقت المثالي لأنه عند هذا الحد لم يعد لديهم وقت ليقوموا برد فعل. وهذه واحدة من أجمل الانتصارات منذ أن أصبحت في فريق مرسيليا، وينبغي تكرار الفوز في مدينة ميلانو. وبالتأكيد نحن الآن نتمتع بميزة أكثر من الإنتر».

واعترف ديشامب: «التشكيلة التي اختارها رانييري وضعتني في مأزق» وقال: «استمتعت كثيرا بالتطور والنضوج على المستوى العقلي الذي رأيت فيه فريقي. وأثبتوا أنهم تعلموا من دور ثمن نهائي بطولة دوري الأبطال، الذي خسروا فيه في الموسم الماضي أمام فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي. ولم نكن نتمتع بتركيز أقل وتجاوزنا الأمر مع التحلي بالصلابة والخبرة التي تفصلنا عن الإنتر. ولم يكن من السهل تسجيل هذا الهدف في هذا الفريق. وأوجه عبارات التهنئة إلى الغاني أيوو الذي عاد بعد 50 يوما من بطولة كأس أفريقيا، وقدم أداء جيد للغاية». ويغلق ديشامب صفحة الماضي؛ حيث اختتم حديثه قائلا: «هل أشعر بالحنين إلى إيطاليا؟ لا، لا أفتقدها، حتى وإن كنت بحالة جيدة للغاية في إيطاليا». وكل هذا يمكن أن يكون درسا طيبا من أجل مباراة العودة.