كافاني ولافيتزي نجما نابولي يحولان كل ما يلمسانه إلى ذهب

المدرب ماتزاري نجح في استهداف نقطة ضعف تشيلسي في ذهاب دوري الأبطال

TT

تكمن قوة فريق نابولي في احترامه التوجيهات الفنية، فكل لاعب لديه واجب أوكله إليه المدرب، ويقوم بفعله باهتمام والتزام تام وعناية فائقة من دون الذهاب للبحث عن حلول فردية غريبة الأطوار. ويتحرك الفريق بروح واحدة، حيث يتراجع في الملعب ويهجم على الأجناب بإيقاع متناغم مثل آلة الأكورديون الموسيقية مع قدرته على تمييز نقاط ضعف الخصم وإصابته فيها. وتشير الأرقام في المباراة الماضية التي حقق فيها نابولي الفوز أمام تشيلسي 3 - 1 في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن فريق نابولي المعتاد على الهجوم على الخصم دائما على الأجناب اختار الهجوم على الجانب الأيمن لدفاع الإنجليز ليضرب ضربته، مما يعني أن ماتزاري، مدرب نابولي، أدرك إن إيفانوفيتش، مدافع تشيلسي، قد كان يمثل الحلقة الضعيفة في صفوف تشيلسي، ومن خلال بعض التأكيدات والحركات التكتيكية جعل هجمات لاعبيه تنصب على هذا الجانب. ونتج في النهاية أن إيفانوفيتش هو اللاعب الذي أهدر أكثر عدد من الكرات (أهدر 16 كرة تقريبا)، بينما نجح زونيغا، مدافع نابولي، الذي كان يلعب أمامه في استخلاص 10 كرات جيدة. وباكتشاف المنطقة الحرجة في دفاع الخصم، ارتفع إصرار فريق نابولي بشدة، حيث ركل ماجيو، زميل الكولومبي زونيغا في الدفاع على الجانب الأيمن، بإصرار ولكن بشكل أقل من زميله (لمس الكرة 50 مرة مقابل 68 مرة لزميله الكولومبي).

كما تستحق أرقام المهاجمين أيضا أن نتناول تحليلها، حيث حقق كافاني ولافيتزي نتيجة الفوز بتسجيلهما على الرغم من حصولهما على عدد كرات متاحة أقل مما حصل عليه هجوم الخصم، حيث حصل مهاجما أميركا الجنوبية على 84 كرة في المجمل مقابل 96 كرة حصل عليها دروغبا وستوريدجي في هجوم تشيلسي، وإذا أضفنا الكرات التي حصل عليها ماتا، مهاجم تشيلسي الذي أحرز الهدف الأول والأخير في المباراة الماضية، فسيصل الإجمالي إلى 170 لمسة للكرة، مما يعني أن رؤوس حربة ماتزاري في ظل تناغمهم الحاسم مع طريقة لعب كل عناصر الفريق، جعلوا من واقعية التسديد إحدى أهم ميزاتهم مع القليل من تألق المظهر، والكثير من لمعان الجوهر، والقليل من المراوغة بالكرة، والكثير من الركض في الملعب.

ويعد العنصر الحاسم في توازن فريق نابولي هو إنلر، نظرا لأنه صانع ألعاب غير نمطي ولديه القدرة (واللمعان) ليركل الكرة في العمق، وعلى هذا النحو، يضع مهاجمو نابولي الخصم في مأزق حرج. وبركله الكرة 6 مرات بدقة عالية، يصبح إنلر حاسما في قلب الهجمة رأسا على عقب، مع الوضع في الاعتبار أن نابولي يدافع دائما بمركز ثقل متراجع للغاية، فيكون دور صانع الألعاب بالغ الأهمية في إطلاق القذائف النارية. ولم يكن على سبيل المصادفة أن يحقق فريق ماتزاري هجمات أكثر من تشيلسي (61 هجمة لنابولي مقابل 51 هجمة للإنجليز) في محاولة تجاوز خط الوسط واستهداف رؤوس الحربة مباشرة. ولذا، فإن هجمات نابولي مع النظر لنتيجة 3 - 1 النهائية، عسيرة الهضم على البرتغالي فياس بواس، مدرب تشيلسي.