الفشل في الفوز على بولتون اليوم يضع مستقبل بواس في مهب الريح

إما أن يتحرك بسرعة أو يصبح ماضيا في تاريخ تشيلسي

TT

يمر فريق تشيلسي بفترة عصيبة للغاية في الوقت الحالي، كما يتعرض المدير الفني الشاب للفريق، أندريه فيلاس بواس، لضغوط هائلة خاصة بعدما سقط فريقه في فخ التعادل على أرضه ووسط جماهيره في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام برمنغهام سيتي، ثم الهزيمة القاسية في دوري أبطال أوروبا أمام نابولي.

ولا شك في أن عدم خبرة فيلاس بواس قد تكلفه غاليا، إذا لم ينجح في وضع فريقه على السكة الصحيحة اعتبارا من مباراة اليوم ضد بولتون، في الوقت المطالب فيه أيضا باحتلال مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.

وكان بواس تعرض لانتقادات لاذعة، خصوصا بعد المباراة ضد نابولي، بسبب التشكيلة الأساسية التي أشركها في المباراة، حيث استبعد الظهير الأيسر أشلي كول، ولاعب الوسط فرانك لامبارد، وكلاهما من اللاعبين المخضرمين في الفريق. ويقينا أنه في حال فشل تشيلسي في الفوز على بولتون اليوم، فإن مصير بواس سيكون في مهب الريح، خصوصا أن فريقه لم يفز سوى أربع مرات في مبارياته الـ14 الأخيرة في مختلف المسابقات.

وطبقا لما كتبه هنري وينتر في صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية فإنه يبدو أن البرتغالي الذي أصبح الموسم الماضي أصغر مدرب يتوج بلقب أوروبي عن عمر 33 عاما و213 يوما، في طريقه للخروج من الباب الصغير لملعب «ستامفورد بريدج»، لأن تشيلسي مهدد بتوديع دوري أبطال أوروبا من الدور الثاني، بعد خسارته في الذهاب أمام مضيفه نابولي الإيطالي (1 - 3). وكما حدث من أخطاء أمام نابولي، فإن مدرب تشيلسي، الذي يفتقر للخبرة، فشل أيضا في إيجاد طريقة اللعب المناسبة لمواجهة برمنغهام، بعدما بدا بواس وكأنه صبي صغير يحاول تعلم لعبة الشطرنج، حيث ظهر عليه الارتباك والاضطراب وعدم القدرة على التعامل مع مناورات الخصم.

وكما جاء هذا التعادل بطعم الخسارة للبلوز، كانت الخسارة في دوري الأبطال التي جعلت الكثيرين يتشككون في مصير المدرب في الفريق اللندني، كما زادت النتيجتان من معاناة فيلاس بواس، الذي قد يرحل عن «ستامفورد بريدج» قريبا إذا ما استمر الفريق في التعثر خلال المباريات القليلة المقبلة، ولم يتمكن من إيجاد تصور حقيقي لشكل الفريق وتغيير الوتيرة البطيئة التي يلعب بها، والتي تسبب الإزعاج لكل الأطراف في «ستامفورد بريدج». ولاحظ الجميع في المباريات الأخيرة أنه بمجرد إطلاق حكم اللقاء لصافرة النهاية تعلو صافرات الاستهجان، وتتحول الكاميرات مباشرة إلى أعضاء مجلس إدارة تشيلسي لتنقل حالة التجهم والغضب الشديد التي كانوا عليها.

ويصر فيلاس بواس على أن الدعم الذي يتلقاه من مجلس إدارة الفريق هو دعم «غير مشروط»، وأنه إذا كانت مهمته هي تجديد صفوف الفريق وضخ دماء جديدة، فإنه يجب أن يحصل على وقت أطول لكي ينتهي من «مشروعه» على أفضل وجه. وفي الحقيقة، لا يجب أن يتحمل فيلاس بواس المسؤولية بمفرده، حيث يتحمل مجلس الإدارة جزءا كبيرا من تلك المشكلة، بسبب إطاحته بالمديرين الفنيين واحدا تلو الآخر بشكل متهور يفتقر إلى الحكمة، وإنفاقه بسخاء على بعض اللاعبين الذين لم يظهروا الرغبة المطلوبة للبقاء في ناد كبير بحجم تشيلسي.

ويتعين أن الجميع الاعتراف بمسؤوليته عما يحدث في «ستامفورد بريدج»، حيث لم يكن فيلاس بواس هو المخطئ عندما فشل مدافعو الفريق في التركيز في مباراتي برمنغهام ونابولي، أو إخفاق المهاجمين في التهديف. وتتلخص مهمة أي مدير فني في وضع الخطة المناسبة للفريق والتعامل مع الحالة النفسية والمزاجية للاعبين، أما المديرون الفنيون العظماء، من أمثال الاستثنائي جوزيه مورينهو الذي ما زال يتغنى باسمه مشجعو تشيلسي، فدائما ما يكونون مصدر إلهام للاعبين.

وفي الواقع، يفتقر تشيلسي للعب كوحدة واحدة داخل المستطيل الأخضر، وهو الأمر الذي اعترف به فيلاس بواس حينما صرح بأنه ليس في حاجة إلى أسماء كبيرة ورنانة في صفوف فريقه. وعلى الرغم من أن المدير الفني السابق لنادي بورتو البرتغالي يحظى بدعم كبير من الملياردير الروسي أبراموفيتش، فإن هذا الدعم وحده لا يمكنه مساعدة فيلاس بواس داخل المستطيل الأخضر، ولكن من يستطيع مساعدته هم اللاعبون الكبار في الفريق، من أمثال الفيل الإيفواري ديديه دروغبا، والنجم الإنجليزي فرانك لامبارد، إذا ما كانا في حالتيهما المعهودتين.

ويتعين على بواس أن يعامل هذين النجمين بطريقة خاصة ترفع الضغوط من على كاهلهما، وأن يقوم باستبدالهما من الملعب في الوقت المناسب والتعامل معهما بمزيد من الاحترام.

ولا شك أن خبراء تحليل الإشارات ولغة الجسد يستمتعون في الآونة الأخيرة كثيرا بما يحدث بين بواس ولاعبيه خلال المباريات، الذي يظهر حالة التوتر التي تخيم على فريق تشيلسي، حيث يحدث على سبيل المثال أن يخرج اللاعبون الذين يتم استبدالهم ببطء شديد من أرضية الملعب، للدرجة التي تجعل مساعدي المدرب يشيرون لهم بسرعة الخروج نحو مقاعد البدلاء.

وفي الحقيقة، تسيطر حالة من السخط والغضب العارم على جمهور تشيلسي، لأن فريقهم يفتقر إلى الإصرار والإبداع، وهما أهم أساسيات كرة القدم الحديثة، حيث لا يملك راميريس أو جون أوبي ميكيل أو ميريليش القدرة على تغيير سرعة الأداء وإطلاق سراح الماتادور الإسباني فرناندو توريس، من خلال الكرات السريعة التي كان يتلقاها من ستيفن جيرارد وغيره في ليفربول.

وبعد ذلك، يقول بواس إنه لا يشعر بالقلق بشأن «الحالة البدنية» لتوريس، مشيرا إلى أن اللاعب الإسباني بحاجة إلى استعادة الثقة بنفسه، مشيرا إلى أن توريس سيعود إلى سابق عهده عندما «يسجل عددا قليلا من الأهداف»، وأنه سوف ينطلق بعد ذلك لتسجيل الأهداف كثيرا.

ويعمل بواس في تشيلسي منذ سبعة أشهر، وما زال بحاجة إلى حل الكثير من الألغاز، ومنها لغز مستوى توريس مع الفريق حتى الآن.

وهناك الكثير من العلامات الأخرى التي توضح أن الأمور لا تسير بالشكل الصحيح في «ستامفورد بريدج»، على فيلاس بواس أن يعالجها في أسرع وقت، وإلا فسوف ينهار تشيلسي أمام منافسيه في الدوري الإنجليزي، ولا أحد يعتقد أن أبراموفيتش سينتظر حتى يحدث هذا الانهيار.

وما يزيد من صعوبة موقف بواس أنه يواجه مشكلات جمة داخل غرف ملابس فريقه، لأنه لا يحظى بدعم جميع لاعبيه، وهذا ما أكده بنفسه قبل عدة أيام دون أن يعيره أهمية، لأن ما يهمه هو دعم مالك النادي أبراموفيتش، وقد قال بهذا الصدد: «ليس من واجب اللاعبين دعم مشروعي، بل إن الأمر من اختصاص مالك النادي».

وفي رد على سؤال حول ما إذا كان يشعر بأن منصبه بات مهددا، قال: «لا أعتقد ذلك، لكن يجب توجيه هذا السؤال إلى مالك النادي، وأعتقد بأن الأخير ما زال يثق فيّ».

ثم جاء تصريح مدافع النادي أشلي كول ليؤكد فتور العلاقة بين المدرب ولاعبيه، إذ ذكرت صحيفة «ذي صن» الواسعة الانتشار أن الظهير الدولي قال لمدربه خلال اجتماع لغسل القلوب: «جئت إلى تشيلسي كي أحرز الألقاب، لكني لن أحرز أي لقب في ظل تكتيكاتك».