هدف ماتري ينقذ اليوفي من السقوط أمام الميلان في سان سيرو

الحكم تاليافينتو فتح باب الجدل بعد أن ألغى هدفين خلال المواجهة المثيرة

TT

أنقذ البديل أليساندرو ماتري فريق اليوفي من التعرض للخسارة الأولى له هذا الموسم بعدما تمكن من تسجيل هدف التعادل أمام مضيفه الميلان في المباراة المثيرة التي جمعتهما أول من أمس (السبت) في افتتاحية الجولة الـ25 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي على ملعب سان سيرو. في البداية استطاع نوتشيرينو، لاعب الميلان، إحراز هدف التقدم لأصحاب الأرض في الدقيقة الـ14 من الشوط الأول إثر تسديدة قوية اصطدمت بالمدافع بونوتشي وسكنت شباك جيجي بوفون، وفي الدقيقة الـ25 من الشوط ذاته وصلت كرة رأسية لعبها مكسيس، لاعب الميلان، إلى مونتاري ليسددها الأخير وتعبر خط مرمى اليوفي إلا أن الحكم تاليافينتو لم يحتسب الهدف، وفي الدقيقة الـ34 من الشوط الثاني نجح أليساندرو ماتري في الهروب من رقابة الميلان وهز شباك الميلان، غير أن رومانيولي، حامل الراية، أشار بوجود تسلل في اللعبة وعليه لم يحتسب حكم الساحة الهدف، وقبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بنحو سبع دقائق انتزع ماتري هدف التعادل للضيوف لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 1/1 وعليه ارتفع رصيد الميلان إلى النقطة الـ51 في صدارة الدوري الإيطالي، فيما وصل رصيد يوفنتوس إلى النقطة الـ50 في المركز، علما بأن لديه مباراة مؤجلة أيضا أمام بولونيا. وقد شهد اللقاء حالة طرد تعرض لها التشيلي أرتورو فيدال، لاعب اليوفي، في الدقيقة الـ44 من الشوط الثاني بسبب لعبة عنيفة. وساد اللقاء حالة من التوتر والجدل امتدت حتى وصلت إلى غالياني، نائب رئيس الميلان، وأنطونيو كونتي، مدرب اليوفي.

اليوفي الذي لا يقهر: ولفريق الميلان حق كبير في الندم على خسارة لقاء أول من أمس، فقد كان أبناء ماسيمليانو أليغري هم الأفضل على مدار فترة طويلة من اللقاء غير أنهم تراجعوا بعد ذلك أمام القوة البدنية والروح الصلبة التي يتسم بها فريق اليوفي، الذي استطاع الحفاظ على ماء وجهه وتوسيع الرقم القياسي الخاص بعدد المباريات المتتالية التي لم يتعرض فيها للخسارة منذ بداية الموسم. ولو تمكن أبناء كونتي من الفوز على فريق بولونيا في اللقاء المؤجل بينهما سوف تعود السيدة العجوز للانفراد بصدارة الدوري. إن عودة اليوفي في ملعب سان سيرو بعد التأخر بهدف سيزيد من قوة شخصية السيدة العجوز؛ فقد تعادل الفريق بفضل هدف ماتري وتمريرة سيموني بيبي الحاسمة (اللذين شاركا في المباراة من على مقاعد البدلاء) وهو ما يؤكد قوة ذلك الكيان. ولكن الميلان أيضا لم يخرج بائسا من المباراة بل أثبت أن بإمكانه التفوق على لاعبي اليوفي حتى في ظل غياب إبراهيموفيتش، وأكد كذلك أنه لا يحظى بمهارات فردية فحسب بل يتمتع أيضا بالتنظيم والروح الصلبة: الأسلحة التي تميز اليوفي.

ومن المحتمل أن حكم الراية روبرتو رومانيولي وحكم الساحة تاليافينتو أعادا مشاهدة المباراة بعد نهايتها، على الأقل 20 مرة، مشاهدة الهجمة التي غيرت سير ليلة استاد سان سيرو وأثارت موجة من الجدل قدر لها أن تستمر طويلة، تلك الهجمة التي أسفرت عن هدف لمونتاري، لاعب الميلان، تم إلغاؤه في الشوط الأول رغم عبور الكرة لخط مرمى بوفون. ولان الأمور تسير أحيانا كلها في ليال بعينها بشكل غير مستقيم، حمل الشوط الثاني خطأ آخر خطيرا، وهو احتساب تسلل غير صحيح ضد ماتري، مما أسفر عن إلغاء هدف التعادل المحتمل للسيدة العجوز: بالتأكيد أن ثقل هذين الموقفين مختلف إذا تم وضعهما على الميزان.

وبعد مرور 25 دقيقة من الشوط الأول جاءت أولى لحظات الجدل، حيث وصلت الكرة إلى يولي مونتاري إثر رأسية من مكسيس، وحاول الأول بإصرار إسكان الكرة الشباك حتى تمكن، بالفعل، من تسديدها عن قرب وتجاوزت الكرة خط مرمى اليوفي بنحو نصف متر إلا أن بوفون أمسكها. في البداية أشار تاليافينتو إلى دائرة منتصف الملعب في تلميح من جانبه لاحتساب الهدف، غير أن حامل الراية أشار للحكم بأن الكرة لم تدخل المرمى وعليه تم استكمال اللعب. وعلى الفور ذهب التفكير نحو التكنولوجيا، ففي مواقف مثل هذه كان رأي الحكم الخامس سيكون كافيا (مثلما يحدث في دوري الأبطال) لتجنب الوقوع في الخطأ. يضاف إلى ذلك أيضا التسلل الذي احتسبه رومانيولي ضد ماتري في الشوط الثاني. تلك كانت المشاهد الأكثر إثارة في المباراة، ولكن اللقاء تضمن أيضا نقاطا مهمة أخرى، ففي بداية الشوط الثاني وجه مكسيس لكمة إلى ماركو بوريللو بينما كانت الكرة بعيدة عنهما، وعليه يواجه لاعب الميلان خطر الإيقاف بعد الإعادة التلفزيونية (3 جولات مثل إبرا).

وبدا أليساندرو ماتري هو بطل ليلة أول من أمس التي تعني لليوفي الكثير بغض النظر عن الجدل المثار بشأن هدف مونتاري الذي قام تاليافينتو بإلغائه، ذلك لأن فريق يوفنتوس لم يكن أمام الميلان هو اليوفي المعتاد، بل كان خجولا ومرعوبا ومرتبكا. ثم تبدل الحال عندما دخل سيموني بيبي وفوتسينيتش وماتري إلى أرض الملعب.