اتفقت معظم الصحف الأسترالية، الصادرة عقب مباراة منتخب بلادها أمام المنتخب السعودي، ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية الثالثة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، على أحقية فوز «سوكيروز» بالمباراة، قياسا على الأداء الباهر الذي قدمه الفريق في الشوط الثاني، والذي قلب المواجهة من تأخر بهدفين لهدف إلى فوز عريض برباعية تؤكد علو أستراليا على المنتخب السعودي في المواجهات المباشرة بين المنتخبين.
من جانبها، قالت صحيفة «هيرالد صن» إن المتابعين الأستراليين تفاجأوا من التقدم السعودي بعد هدف سالم الدوسري، وأحسوا بالخطر، بعد إضافة ناصر الشمراني الهدف الثاني في أقل من دقيقتين، عقب تسجيل أليكس بروسك هدف التعادل، إلا أن دخول أرشي ثومبسون في الشوط الثاني منح منتخب الكانغرو الأفضلية في النصف الهجومي، وكذلك استفادة بريشيانو من الاهتزاز الذي طرأ على أداء لاعبي الوسط السعوديين، وهو ما أتاح للاعب النصر الإماراتي ضرب عمق المنتخب السعودي مرات كثيرة كان أبرزها هدف بريت ايمرتون الرابع بعد تمريرة من مسافة 25 مترا.
واعترفت الصحيفة بسوء مستوى التحكيم، وتضرر الفريقين من قراراته، حيث قالت إن الحكم الكوري كيم دونغ جين لم يحتسب ضربة جزاء للمنتخب السعودي في بداية المباراة بعد لمس جايد نورث الكرة بيده داخل المنطقة، كما أن مساعديه ألغوا هدفا لأستراليا من هاري كيويل، وحرم قائد المنتخب لوكاس نيل من هدفه الدولي الأول في 80 مباراة دولية خاضها مع منتخب بلاده.
واستغربت صحيفة «ذا أستراليان» من التحول الغريب الذي ظهر عليه المنتخب السعودي بين شوطي المباراة، حيث بدأ الأخضر المباراة بشكل قوي ومركّز، وكان منظما في خطوطه الخلفية ولم يندفع للهجوم إلا عندما سنحت له الفرصة المناسبة بعدما راوغ سالم الدوسري لاعبي خط وسط منتخب أستراليا وسدد في أقصى المرمى، وحتى بعد تسجيل اليكس بروسك الهدف الأول الأسترالي، فإن ذلك لم يؤثر على لاعبي المنتخب السعودي الذين عادوا للهجوم مجددا، وسجّلوا الهدف الثاني عن طريق ناصر الشمراني، لكن كل ذلك التفوق السعودي اختفى بشكل غريب في الشوط الثاني، عندما سلم لاعبوا الأخضر منطقة المناورة للاعبين الخبيرين، هاري كيويل ومارك بريشيانو، وبعدهما محبوب الجماهير المحلية أرشي ثومبسون، الذين نثروا المتعة في الملعب، وأسهموا بشكل مباشر في تسجيل الأهداف الثلاثة، بعد انهيار المنتخب السعودي، منتصف الشوط الثاني.
وقالت إذاعة «إس بي إس» إن اللاعبين الأستراليين كانوا خائفين بين شوطي المباراة من كونهم أفراد أول منتخب لأستراليا يخسر على أرضة منذ 3 سنوات، وهذا الدافع الذي كان وراء مستوياتهم المذهلة في الشوط الثاني، التي أدت إلى حرمان المنتخب السعودي من كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، بعد خروجه من الملحق الآسيوي أمام البحرين قبل نحو 3 أعوام.
في حين أبدت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، على موقعها في شبكة الإنترنت، استغرابها من الانهيار النفسي واللياقي الذي أصاب المنتخب السعودي بعد مضي 70 دقيقة من المباراة، مشيرة إلى أن فرصة ناصر الشمراني التي أضاعها عند الدقيقة 72 كانت نقطة تحول واضحة في ليلة الأربعاء، حيث كان بمقدوره توسيع الفارق بإحراز الهدف الثالث وإنهاء المواجهة لمصلحة بلاده، إلا أنه أتاح الفرصة للاعبي أستراليا أن يبتدئوا بمهرجان الأهداف في شباك وليد عبد الله.