تشهد البطولات الأوروبية المحلية لكرة القدم خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع مواجهات نارية من العيار الثقيل، لعل أبرزها ما تشهده الملاعب الإنجليزية، حيث يستضيف توتنهام على ملعبه بلندن مانشستر يونايتد في لقاء لن يكون أمام الأخير سوى السعي للفوز به ليحافظ على فارق النقاط التي تفصله عن جاره مانشستر سيتي المتصدر للدوري الإنجليزي. وفي إيطاليا، سيكون الملعب الأولمبي في العاصمة روما مسرحا للديربي الساخن بين روما السادس ولاتسيو الرابع، وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفريقين الساعيين إلى حجز مقعد في المسابقة القارية الموسم المقبل. ويسعى ريال مدريد متصدر الدوري الإسباني إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور عندما يستضيف إسبانيول الثامن غدا، فيما يخوض غريمه التقليدي برشلونة اليوم اختبارا سهلا أمام ضيفه سبورتنغ خيخون التاسع عشر قبل الأخير.
* الدوري الإنجليزي
* تتجه الأنظار إلى العاصمة لندن وليفربول، حيث مباراتي القمة في المرحلة السابعة والعشرين، الأولى غدا بين توتنهام الثالث ومانشستر يونايتد الثاني وحامل اللقب، والثانية اليوم بين ليفربول السابع وآرسنال الرابع. ويسعى الشياطين الحمر إلى استغلال المعنويات المهزوزة لدى لاعبي فريق العاصمة عقب الخسارة المذلة أمام جاره آرسنال 5/2 الأحد الماضي لمواصلة مطاردة جاره مانشستر سيتي المتصدر والذي يخوض اختبارا سهلا أمام ضيفه بولتون شريك ويغان في المركز الأخير.
ويدرك مانشستر يونايتد جيدا أهمية مواجهته لتوتنهام، خصوصا أنه قد يدخلها متخلفا بفارق 5 نقاط، لأن مانشستر سيتي سيلعب قبله بـ24 ساعة، وبالتالي ستكون الضغوطات كبيرة على حامل اللقب الذي يعول على خبرة لاعبيه وفي مقدمتهم النجم واين روني والجناح البرتغالي لويس ناني لتحقيق فوزه السادس في مبارياته السبع الأخيرة والإبقاء على فارق النقطتين اللتين تفصلانه عن مانشستر سيتي على الأقل.
وفي المباراة الثانية، يمني آرسنال النفس بالتغلب على مضيفه ليفربول وخسارة توتنهام لتقليص الفارق بينه وبين الأخير إلى 4 نقاط وتعزيز حظوظه في انتزاع المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بيد أن مهمة المدفعجية لن تكون سهلة أمام ليفربول المنتشي بإحرازه لقب كأس رابطة الأندية المحترفة الأسبوع الماضي على حساب كارديف سيتي، والطامح بدوره إلى كسب النقاط الثلاث في سعيه إلى المنافسة على المركز الرابع المؤهل إلى الدور التمهيدي للمسابقة الأوروبية العريقة. كما يأمل آرسنال في فك الشراكة مع جاره تشيلسي في المركز الرابع، خصوصا أن الأخير ينتظره اختبارا لا يخلو من صعوبة أمام ويست بروميتش ألبيون الثالث عشر.
وأعرب جناح ليفربول ستيوارت داونينغ عن ثقته في قدرة فريقه على الفوز أمام آرسنال، مشيرا إلى أن الفوز بكأس الرابطة أعطى دافعا قويا للاعبين، كونه وضع حدا لصيام عن الألقاب دام 6 أعوام. وقال «أعتقد أن الفوز أعطانا ثقة كبيرة لتحقيق المزيد من الانتصارات والتطلع إلى خوض مباريات نهائية أخرى. لا تزال حظوظنا قائمة لحجز بطاقتنا إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، كما أن أمامنا العديد من المباريات ونتمنى أن ننجح في مسعانا».
ولن يجد مانشستر سيتي صعوبة لمواصلة صحوته وتحقيق فوزه الرابع على التوالي عندما يستضيف بولتون الجريح والذي لم يذق طعم الفوز في مبارياته الأربع الأخيرة، بينها 3 هزائم متتالية آخرها صفر/3 أمام تشيلسي الساعي إلى تجاوز العثرات المتعددة التي تعرض لها في الآونة الأخيرة وأدت إلى إهداره العديد من النقاط وهو الذي كان يتطلع إلى المنافسة على اللقب بقيادة مدربه الجديد البرتغالي أندريه فيلاس بواس الذي بات مصيره على كف عفريت. وفي باقي المباريات، يلعب بلاكبيرن روفرز مع أستون فيلا، وكوينز بارك رينغرز مع إيفرتون، وستوك سيتي مع نورويتش سيتي، وويغان مع سوانسي سيتي، ونيوكاسل مع سندرلاند، وفولهام مع ولفرهامبتون.
* الدوري الإيطالي
* يغيب النجم المخضرم أليساندرو دل بييرو لاعب يوفنتوس عن الملاعب منذ منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، لكنه بسلوكه المعتاد أثار حماس الفريق في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم بالدوري الإيطالي لكرة القدم. وجلس المهاجم دل بييرو (37 عاما) مجددا على مقعد البدلاء في المباراة التي تعادل فيها يوفنتوس مع ميلان 1/1 مطلع هذا الأسبوع، في لقاء لعب فيه الأداء التحكيمي دورا كبيرا ليثير استياء ميلان. وجاء التعادل ليظل ميلان في الصدارة بفارق نقطة واحدة فقط أمام يوفنتوس صاحب المركز الثاني، وذلك قبل 13 مرحلة من نهاية الدوري، علما بأن يوفنتوس يمتلك فرصة جيدة نظرا لأنه لديه مباراة إضافية مؤجلة.
وقال دل بييرو في تصريحات بموقعه على الإنترنت «يجب أن ننظر للأمام. يوفنتوس مقبل على أيام حاسمة حيث يخوض مباراتين خلال أربعة أيام، وسوف تنطويان على أهمية كبيرة في موسمنا». وأضاف دل بييرو «المباراة الأولى أمام كييفو (اليوم) على ملعبنا، والثانية أمام بولونيا (الأربعاء المقبل) والتي كانت قد تأجلت بسبب تساقط الثلوج (في منتصف فبراير/ شباط). إنه شهر سيكشف المزيد من ملامح مستقبلنا ويجب أن نكون مستعدين. تركيزنا يجب أن يكون منصبا على ذلك فقط».
وبعد خمسة مواسم لم يوفق خلالها الفريق، بدأت بتورطه في فضيحة فساد في عام 2006، يتطلع يوفنتوس إلى الصعود مجددا على منصة التتويج بلقب الدوري الإيطالي الذي فاز به آخر مرة عام 2003، حيث جرى تجريده من لقبيه عامي 2005 و2006 بسبب قضية الفساد. وجاء تعيين المدير الفني الجديد أنطونيو كونتي لاعب خط وسط الفريق سابقا، وتدشين الاستاد المملوك للنادي، ليلعب ذلك دورا في مساعدة الفريق في استعادة مكانته. وشارك دل بييرو، الذي بدأ مشواره الباهر مع الفريق عام 1993، في 13 مباراة، في ما يرجح أنه موسمه الأخير كلاعب كرة قدم. وقد شارك في أغلب المباريات الـ13 من مقاعد البدلاء. ومع ذلك لا يزال دل بييرو يحافظ على مكانته ونجوميته بعدما سجل 286 هدفا وشارك في نحو 700 مباراة مع يوفنتوس. ويفتقد يوفنتوس جهود أرتورو فيدال وسيموني بيبي في مباراة اليوم بسبب الإيقاف، كما يغيب المهاجم سيرجيو بيليسيير عن كييفو للسبب نفسه.
أما ميلان فيمكنه تعزيز موقعه في الصدارة عندما يحل ضيفا على باليرمو في افتتاح منافسات المرحلة. وتأتي مباراة اليوم في الوقت الذي يستعد فيه ميلان لمباراته أمام آرسنال الإنجليزي في إياب دور الستة عشر ببطولة دوري أبطال أوروبا. وتبدو مهمة ميلان في مباراته الأوروبية سهلة، حيث كان قد فاز على أرضه 4/صفر في مباراة الذهاب. وتستأنف مباريات المرحلة غدا بلقاء بارما مع نابولي وبولونيا مع نوفارا وروما مع لاتسيو وأودينيزي صاحب المركز الثالث مع أتلانتا وليتشي مع جنوا وسيينا مع كالياري وفيورنتينا مع تشيزينا وإنتر ميلان مع كاتانيا.
* الدوري الإسباني
* عندما تنطلق منافسات المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم اليوم لن تشهد المباريات منافسات بين الفرق على حصد النقاط فحسب، وإنما يتوقع منافسة قوية بين النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على صدارة قائمة هدافي الدوري. ويتصدر رونالدو نجم ريال مدريد القائمة برصيد 29 هدفا وبفارق هدف واحد أمام ميسي نجم هجوم برشلونة. وتشكل المرحلة السادسة والعشرون فرصة جيدة لكل منهما لزيادة رصيده من الأهداف، حيث يلتقي برشلونة على ملعبه مع سبورتنغ خيخون اليوم، كما يستضيف ريال مدريد فريق إسبانيول على ملعب «سانتياغو برنابيو» غدا. ومنذ أن انضم رونالدو إلى صفوف ريال مدريد قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2009 في صفقة قياسية، لم تتوقف المنافسة بينه وبين ميسي على الفوز بلقب هداف الدوري الإسباني.
وفي موسم 2010/2009 أحرز ميسي لقب هداف الدوري الإسباني برصيد 34 هدفا، وفاز بجائزة الحذاء الذهبي الأوروبي. وفي الموسم الماضي حطم رونالدو كل الأرقام وفاز بلقب هداف الدوري برصيد 40 هدفا لينتزع الجائزة من ميسي. وقبل 14 مرحلة من نهاية الدوري هذا الموسم يتفوق رونالدو بفارق هدف واحد فقط في الصدارة أمام ميسي، ولا تزال المنافسة مفتوحة بينهما. وقال رونالدو بعدما سجل هدف الفوز لريال مدريد في شباك رايو فاليكانو يوم الأحد الماضي «المهم هو أننا فزنا مجددا، ولا نزال في صدارة الدوري. هذا أهم من عدد الأهداف التي أسجلها».
ويتصدر ريال مدريد الدوري الإسباني بفارق عشر نقاط أمام غريمه التقليدي برشلونة صاحب المركز الثاني، ويتطلع الفريق الملكي إلى تحقيق الفوز على إسبانيول غدا كي يظل متربعا في القمة. وأخفق رونالدو في التسجيل خلال المباراة الودية التي انتهت بتعادل المنتخب البرتغالي مع مضيفه البولندي سلبيا الأربعاء الماضي، والتي شهدت إصابة فابيو كوينتراو زميل رونالدو بريال مدريد. كذلك يفتقد ريال مدريد جهود مهاجمه كريم بنزيمة في مباراة الغد بسبب الإصابة. وقال ماوريسيو بوشيتينو المدير الفني لإسبانيول «مدريد دائما ما تشكل مكانا تصعب المنافسة فيه، لكنها أيضا تشكل فرصة جيدة بالنسبة لنا. إنني أفكر فقط في الفوز». وتحوم الشائعات حول أن ريال مدريد يفكر في التعاقد مع بوشيتينو، الذي يعد من أبرز المدربين الشبان في إسبانيا، في حالة اتخاذ البرتغالي جوزيه مورينهو قرار الرحيل عن تدريب الفريق الملكي في يونيو (حزيران) المقبل. وأثار مورينهو الأقاويل بشكل كبير بعدما اتضح أنه كان يبحث عن منزل جديد في لندن، حيث حامت الشائعات حول احتمالات انتقاله لتدريب فريق آخر في الصيف المقبل.
ويبدو برشلونة بصدد خوض اختبار سهل أمام سبورتنغ خيخون الذي يحتل المركز (التاسع عشر) قبل الأخير بجدول الدوري. وفي مباريات أخرى تقام اليوم، يلتقي ريال مايوركا مع أوساسونا ورايو فاليكانو مع ريسينغ سانتاندير وخيتافي مع ملقة وأشبيلية مع أتليتكو مدريد. بينما تشهد مباريات الغد لقاء ريال سرقسطة مع فياريال وأتليتك بيلباو مع ريال سوسيداد وغرناطة مع فالنسيا. وتختتم منافسات المرحلة السادسة والعشرين بعد غد بلقاء ليفــــــانتي مع ريال بيتيس.