تصريحات بواس تزيد من توتر علاقته بتشيلسي

النادي اتخذ خطوات «خلف الكواليس» في حالة الاستغناء عنه

TT

التصريحات التي أدلى بها المدير الفني البرتغالي لنادي تشيلسي أندريه فيلاس بواس لإحدى المحطات الإذاعية البرتغالية أدت إلى مزيد من التوتر بين المدير الفني الشاب والنادي الإنجليزي، كما زادت من احتمالات رحيله عن الفريق.

وكان بواس قد صرح لمحطة «تي إس إف» البرتغالية ببعض التصريحات المثيرة للجدل، بما في ذلك اعترافه بأنه لم يعد متأكدا مما إذا كان الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش مالك النادي سوف يعطيه الوقت الكافي لتطبيق خططه طويلة الأجل مع البلوز أم لا. وعلاوة على ذلك، علق بواس على المتاعب التي يعاني منها النجم الإسباني فرناندو توريس منذ انتقاله للبلوز قادما من نادي ليفربول في صفقة قياسية في كرة القدم الإنجليزية بلغت 50 مليون جنيه إسترليني، وقارن بواس توريس بلاعبين لم ينجحوا في تشيلسي مثل النجم الأوكراني أندريه شيفتشينكو والمهاجم الصربي ماتيجا كيزمان، وطبقا للمعلق الرياضي دومينيك فيفيلد في صحيفة «الغارديان» البريطانية فإن مثل هذه المقارنة لن تساعد على تطوير أداء توريس.

وقد تزامنت تصريحات بواس مع بعض التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإسبانية من أن المدير الفني السابق لـ«البلوز» جوزيه مورينهو سافر إلى لندن للبحث عن منزل هناك. ومن المتوقع أن يرحل مورينهو عن النادي الملكي خلال الصيف المقبل، وقد أعلن عن رغبته في العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى. يذكر أن بواس كان يعمل ضمن المجموعة المسؤولة في «ستامفورد بريدج» عن اكتشاف اللاعبين في الأندية الأخرى حينما كان مورينهو «الاستثنائي» يتولى تدريب تشيلسي والتي حقق خلالها نتائج رائعة. ومع ذلك، لم يتحدث الرجلان سويا إلا نادرا، منذ رحيل بواس عن طاقم تدريب إنتر ميلان الإيطالي الذي كان يتولاه مورينهو في ذلك الوقت بعد رحيله عن تشيلسي، وبعدها بدأ بواس مسيرته التدريبية في البرتغال عام 2009.

وكان بواس البالغ من العمر 34 عاما قد صرح في السابق بأنه يحظى بالدعم الكامل من مالك النادي إبراموفيتش وأنه سوف يتمكن من تطبيق خطة على مدار 3 سنوات لتجديد دماء الفريق وتكوين فريق شاب قادر على حصد البطولات في المستقبل. ولكن تحقيق الفريق للفوز في 4 مباريات فقط من أصل 14 مباراة، قبل فوز الفريق يوم السبت الماضي على بولتون واندررز بثلاثية نظيفة، قد قوض من هذا الدعم بكل تأكيد. ويعاني الفريق بشدة خلال الموسم الحالي، فعلى الصعيد المحلي يتخلف البلوز عن المتصدر مانشستر سيتي بفارق 17 نقطة كاملة وهو في الوقت الحالي خارج المراكز الأربعة الأولى التي تؤهله للمشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، أما على الصعيد الأوروبي فيعاني الفريق بشدة أيضا حيث تجرع مرارة الهزيمة في مباراة الذهاب أمام نادي نابولي الإيطالي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، قبل أن يخوض مباراة العودة الشهر المقبل.

وعلاوة على ذلك، هناك حالة من التذمر في صفوف لاعبي الفريق، حيث يشعر اللاعبون الكبار بأنه يتم تهميشهم منذ قدوم بواس للنادي. وفشل المدير الفني الشاب أيضا في مساعدة توريس في العودة إلى حالته المعهودة التي كان عليها عندما كان يلعب في صفوف ليفربول، حيث لم يسجل توريس سوى 3 أهداف فقط في الدوري الإنجليزي منذ قدومه للنادي قبل 13 شهرا، كما لم يسجل أي هدف مع الفريق منذ مباراة البلوز أمام سوانزي سيتي في الرابع والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بواس: «لقد رأينا ما يعاني منه توريس مع لاعبين آخرين مثل كيزمان وشيفتشينكو. وما زلنا نعمل على رفع روحه المعنوية وتحفيزه وتحسين تحركاته داخل المستطيل الأخضر ومساعدته على استعادة ثقته بنفسه. ولا يمكن لتوريس أن يعود لحالته المعهودة إلا في حالة واحدة فقط، وهي وجود مناخ تنافسي. وأعتقد أن هناك لحظة فارقة في مسيرة توريس، وكانت هذه اللحظة أمام سوانزي سيتي حينما حصل على البطاقة الحمراء. وكان توريس يلعب بشكل جيد وكان لديه الحافز والدافع لاستعادة مستواه ونجح بالفعل في التسجيل في تلك المباراة، ولكنه تعرض للطرد وتم إيقافه 3 مباريات، وما زاد المشكلة تعقيدا أنه شارك مع المنتخب الإسباني ليغيب بذلك عن الفريق لمدة شهر كامل». واختتم بواس حديثه قائلا: «لا أعلم مدى تأثير ذلك عليه، ولكن عندما عاد للمشاركة في المباريات كان الفريق قد تعرض للهزيمة مرتين ويحقق نتائج هزيلة، وهو ما جعله يفقد الثقة بنفسه مرة أخرى ويفقد انسجامه وتفاهمه مع زملائه في الفريق».

ورغم أن الأمر يتوقف على نتائج الفريق خلال المباريات القليلة القادمة، بدءا من مباراة الفريق أمام ويست برومتش البيون اليوم، ونتيجة مباراة نابولي في دوري أبطال أوروبا، فإن إدارة تشيلسي قد اتخذت بالفعل بعض الخطوات خلف الكواليس لتنفيذ خطة طارئة إذا ما قرر إبراموفيتش الاستغناء عن المدير الفني البرتغالي بعد 8 أشهر فقط من العمل في «ستامفورد بريدج». وقد تم طرح بعض الأسماء بالفعل لتولي قيادة الفريق مثل المدير الفني الإسباني رافائيل بينيتز والمدير الفني الإيطالي السابق للمنتخب الإنجليزي فابيو كابيللو، وإن كان من المفهوم أن أي منهما لن يتولى القيادة الفنية للبلوز قبل معرفة الوجهة القادمة لمديرين فنيين آخرين مثل مورينهو وغوارديولا مدرب برشلونة، وإن كانوا على استعداد لتولي الجهاز الفني في الفريق أم لا.