الأهلي.. خطوط متكاملة وإدارة محنكة تنسج شباكها بثقة حول ذهب الدوري

الخبير الفني يوسف عنبر قال إن مباراة الشباب ستكون الفيصل في مشوار «القلعة»

TT

قد تبدو ملامسة ذهب درع الدوري بعد غياب طويل إنجازا ذا طابع خاص بالنسبة لفريق الأهلي هذا الموسم والذي بدأ يصارع وبقوة للتربع على صدارة الدوري منذ انطلاقته ونجح في الجولة الثالثة من تحقيق ذلك إلا أنه تنازل سريعا عنها لصالح الاتفاق في الجولة الرابعة وأنهى الدور الأول محتلا المركز الثالث خلفا للمتصدر الشباب ووصيفه الهلال قبل أن ينجح مجددا في الحصول على صدارة الدوري في 3 جولات متتالية (16 - 17 - 18) ليتنازل عنها للشباب عقب تعثره بالتعادل أمام فريق الفتح.

«الشرق الأوسط» ومع الخبير الفني ومدرب المنتخب السعودي الأولمبي السابق يوسف عنبر قلبت أوراق الأهلي الفنية وقرأت حظوظه المستقبلية للمنافسة على لقب الدوري من عدمه، حيث كانت البداية بالحدث الأبرز بالنسبة للأهلي وهو تنازله عن الصدارة قبل توقف الدوري بعدما خسر بالتعادل من فريق الفتح في الدقائق العشر الأخيرة بعدما كان متقدما عليه بثلاثية حتى الدقيقة 80 لتذهب الصدارة عقب ذلك لفريق الشباب حيث قال عنبر بهذا الجانب: لم يكن الفارق النقطي مريحا بالنسبة للأهلي حتى نستطيع أن نقول: إنه تنازل حيث تظل النقطة الواحدة متوفرة لكل الفرق في مستوياتها الثابتة والمتميزة والصاعدة كالشباب والهلال والأهلي إضافة لتقارب المستويات خاصة الشباب الذي يبحث بقوة عن الدوري، نعم قد يكون الهلال تعثر ولكنه فريق متمرس على الضغط في المنافسة والصراعات وبالتالي هو معتاد على هذه الأجواء، فأنا في وقتها كنت ضد من يتحدث بأن الأهلي ضمن الصدارة كما هو الحال بالنسبة لفريق الشباب فهناك 6 جولات ما زالت قائمة، خاصة في ظل التقارب النقطي، وأعتقد إنه إذا لم يكن الفارق 4 نقاط فالأمور في متناول اليد لجميع الفرق المتنافسة.

وبدأ الخبير الفني يوسف عنبر عقب ذلك بتسليط الأضواء على كافة الخطوط لفريق الأهلي وجاءت البداية مع حراسة المرمى حيث أشار عنبر بأن توزيع الأدوار في حراسة المرمى للفريق بين عبد الله المعيوف وياسر المسيليم الحارس الأساسي أمر مطلوب كما هو الاستقرار فنحن شاهدنا ياسر المسيليم يتواجد في غالبية المباريات القوية والمهمة إضافة لعبد الله المعيوف الذي شارك في مباراة واحدة في مسابقة كأس ولي العهد وفي مباراة واحدة من دوري زين، فتحضير البديل مطلوب ومهم من المدرب في بطولة ذات نفس طويل كالدوري، وعن ياسر المسيليم وهل هو يمنح الثقة لفريقه قال عنبر: نحن نتكلم عن الفريق بشكل عام حيث يظل الأداء من جميع اللاعبين أمرا مقبولا، خاصة في ظل النتائج الإيجابية التي يقدمها الفريق واعتلائه للصدارة تارة والحضور بالمركز الثاني تارة أخرى، مستشهدا عنبر بأن تواجد المسيليم في قائمة المنتخب الأول دليل على تميزه.

وعن خط الدفاع في الفريق وهل ما يقوم به لاعبو هذا المركز أمر مقنع قال: يظل العمل الذي يقوم به لاعبو خط الدفاع عملا جماعيا وننظر للأدوار التي يقدمها اللاعبون من زاوية فنية فلدينا كامل الموسى وجفين البيشي في قلب الدفاع حتى وإن رأى البعض وجود أخطاء أو هفوات فهي متواجدة عند كل فريق ولكن بالنظر لنسبة الأهداف التي ولجت شباك الفريق تدل على أن هناك عملا جماعيا مميزا فنجد منصور الحربي يفعل الأدوار الهجومية والدفاعية بشكل ممتاز أيضا نجد الحربي يشارك في أدوار الحسم بالنسبة للفريق كما هو الحال لكامل المر في الطرف الآخر أيضا جفين البيشي وكامل الموسى يوجد بينهما توافق وانسجام فالجميع يتذكر عندما انتقل الموسى للأهلي قادما من الوحدة قبل موسمين كانت لديه أخطاء ولكن الآن تغلب على الأكثر منها وبدت الثقة والانسجام بوضوح عليه، وأعتقد أن مدرب الأهلي قام بعمل تنظيم لهذا الخط، خاصة عندما نقيس ذلك بالمقارنة بخط الدفاع في الهلال والاتحاد والشباب الذي يملك عناصر مميزة في عمق الدفاع لكن نجد خط دفاع الأهلي متميزا بلاعبيه رغم صغر سنهم، خاصة البيشي والحربي اللذين بدآ مشاركة الفريق من عمر صغير كما هو الحال لياسر المسيليم، فخط الدفاع منضبط وهفواته قليلة، قد تكون من 10 مباريات هناك هفوة واحدة ولكن في المباريات الأخرى هناك ترابط وتماسك، وأعتقد أن خط الدفاع بدأ يكسب ثقة من مباراة نهائي كأس الأبطال في العام الماضي، وعن الانتقادات التي تطال خط الدفاع وخاصة جفين البيشي رغم أن الأهلي في المركز الثالث من حيث الأفضلية الدفاعية بعد فريقي الشباب والاتفاق قال عنبر: تظل الثقة الممنوحة من المدرب للاعب هي المطلب الأكبر للاعب أما الانتقادات فهناك محبون وكارهون بالنسبة لبعض الأسماء وهناك من يتحدث بوجوب وجود لاعب أجنبي في هذا المركز ولكن النظرة الفنية للمدرب هي من تحكم في هذا الجانب.

وعن خط الوسط في الفريق وحضوره القوي في ظل تواجد الثنائي تيسير الجاسم والبرازيلي كماتشو حيث في حال غيابهما تتبعثر الأوراق قال عنبر: نتحدث بأمانة من الناحية الفنية فهو الخط الوحيد الذي يحتاج إلى بدلاء إضافة لخط الهجوم ففي حال وجود غيابات مؤثرة بحجم الجاسم وكماتشو هنا يظهر الفارق، خاصة في عدم وجود بدائل بذات المستوى حتى وإن كانت عناصر شابة وصغيرة كياسر الفهمي أو الجيزاوي فتظل الخبرة مفقودة لدى هذه العناصر، لكن في اكتمال الصفوف فخط الوسط توليفة مميزة حيث وفق الأهلي بضم كماتشو إضافة لتواجد الجاسم ومسعد والموسى، ولكن في حال غيابهما هنا المشكلة وهذا مكمن الفجوة الموجودة في الأهلي في عدم وجود بديل مؤثر يتحكم برتم المباراة في غياب الجاسم وكماتشو أو يقوم برفع مستوى المباراة في حال نزوله، خاصة أنه في فترة غاب الكولومبي بالومينو وكان غيابه واضحا بعدم وجود بديل بمستوى الأساسي، أيضا شاهدنا الأهلي يفقد بعض النقاط بسبب التغيرات في خط الوسط.

وفيما يخص خط الهجوم حيث حضر الثنائي الحوسني والبرازيلي سيموس بقوة في قائمة هدافي الدوري التي يتصدرها فيكتور سيموس بـ16 هدفا فيما يحضر الحوسني في المركز الثالث بـ13 هدفا إلا أن الفترة الأخيرة شهدت غياب البرازيلي سيموس عن التسجيل وعن تأثير ذلك على نتائج الفريق قال عنبر: يظل الحوسني وسيموس من اللاعبين المنتهزين للفرص وصانعي الفرص بالذات، أما بالنسبة لغياب سيموس عن التسجيل فهذا أمر طبيعي أن يغيب اللاعب عن التسجيل ويحضر زميل له ولكن بالنظر لنسبة الأهداف التي سجلها هذا الثنائي فهو معدل جيد، ولكن من الناحية الفنية لا يوجد بديل مؤثر لهم فنجد المدرب يلجأ لتغيير طريقة اللعب من 4-4-2 إلى 4-5-1 لعدم وجود بديل وذلك في حال خروج الحوسني يضيف لاعب وسط وكذلك الحال لسيموس ولكنه لا يستمر على طريقة 4-4-2.

وعن حظوظ الفريق الأهلاوي في المباريات الـ6 القادمة والتي سيواجه من خلالها الاتفاق ثم هجر ثم القادسية قبل أن يواجه غريمه التقليدي الاتحاد ليواجه عقبها الرائد وأخيرا ستجمعه مباراة قوية أمام فريق الشباب قد تكون هي الفيصل بتحديد بطل الدوري وذلك على ملعبه وبين جماهيره قال عنبر: يظل الفريق البطل يصارع من أجل المحافظة على صدارته ومنافسته على تحقيق اللقب، خاصة إذا نجح الأهلي في الخروج من الضغط النفسي وأنه لم يحقق البطولة من فترة طويلة فإذا تحولت من عامل ضغط إلى حافز للاعبين بأنهم سيخلدون أسماءهم بالذهب إذا نجحوا في تحقيق الدوري بعد غياب طويل، ولذلك يجب عليه أن يقارع الاتفاق والاتحاد والشباب وأعتقد أن الأهلي مؤهل بقوة لتحقيق الدوري وهذا ليس تمنيا بل وجهة نظر من ناقد محايد، وأخيرا ما يخشى على الأهلي في الجولات المقبلة قال عنبر: تعثره بمباراة واحدة سيجعله في وضع غير مطمئن وهنا يتطلب أن يتكاتف الأهلاويون للمرحلة المقبلة واعتبار الـ6 مباريات كأنها بطولة مصغرة وأن كل مواجهة مصيرية وتحقيق النقاط فيها أمر حتمي.