تأخير التعاقد مع ريدناب لقيادة المنتخب الإنجليزي يهدد استقرار توتنهام

الفريق خسر آخر مباراتين بنتيجة كبيرة بعد انطلاقته القوية التي وضعته في المركز الثالث

TT

يظل المدير الفني لنادي توتنهام هوتسبر هاري ريدناب هو الخيار الأول لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي خلفا للإيطالي فابيو كابيللو. ومع ذلك، فإن التأخير في التعاقد معه بات له أثر سلبي للغاية على نادي توتنهام.

وقال السير تريفور بروكينغ مدير الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم: «هناك قدر كبير من الحساسية في الأندية في الوقت الحالي، ولذا فسوف نأخذ وقتنا». وكان بروكينغ قد أدلى بتلك التصريحات قبيل المباراة الودية التي انتهت بهزيمة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الهولندي بنتيجة 3 أهداف مقابل هدفين، وهي المباراة التي ألقت الضوء على المنعطف الخطير الذي يمر به المنتخب الإنجليزي قبل بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2012، ولا سيما أن المنتخب الإنجليزي يلعب من دون مدير فني ومن دون قائد للفريق يتفق عليه الجميع ومن دون رؤية واضحة للتشكيلة الأساسية التي ستخوض غمار البطولة الأقوى في القارة الأوروبية.

وبعبارة أخرى، نعلم جميعا أن ريدناب هو المدير الفني القادم للمنتخب الإنجليزي، ولكن يجب عدم القيام بأي شيء يؤدي لعرقلة تقدم توتنهام في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز حتى يضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم أو لإثارة رئيس النادي دانيال ليفي.

وفي تحقيق لموقف ريدناب وفريق توتنهام رأت صحيفتا «الدالي تلغراف» و«الغارديان» البريطانيتان أن هذا التظاهر الدبلوماسي قد يكون في مصلحة المنتخب الإنجليزي، ولكنه لن يكون بالطبع في مصلحة توتنهام، وظهر هذا جليا خلال آخر مباراتين للفريق حيث تجرع كأس الهزيمة المذلة أمام آرسنال بنتيجة 5 أهداف مقابل هدفين ثم على ملعبه أمام مانشستر يونايتد 1-3 أول من أمس. ودائما ما يدفع عشاق توتنهام الثمن، ولكن هذه المرة ظهر الفريق بشكل مخز، يوضح أن ريدناب بات مشغول الفكر وربما يكون قد تخلى عن أسلوب الإدارة الصارم الذي يحبه.

وقال ريدناب عقب اللقاء الذي اهتز فيه شباك فريقه 5 مرات في 28 دقيقة فقط: «لم ندافع بشكل جيد في جميع أنحاء الملعب، وكانت هذه هي المشكلة الكبرى. لقد تركنا لاعبي الخصم يركضون من دون أي رقابة، وهو ما لم نعتد عليه».

وكان الشيء المثير للاهتمام في تلك تصريحات ريدناب عقب لقاء آرسنال عبارة: «لقد تركنا لاعبي الخصم يركضون من دون أي رقابة». والآن، وبعدما ذاق عشاق النادي حلاوة الانتصار الساحق على نيوكاسيل بنتيجة 5 أهداف نظيفة بعد 3 أيام من رحيل فابيو كابيللو عن العارضة الفنية للمنتخب الإنجليزي، لا بد من الاعتراف بكل تأكيد بأن شكل الفريق قد تراجع بشدة بعد ذلك أمام ستيفنيج في كأس الاتحاد الإنجليزي، ثم على ملعب الإمارات، وخسر أمام يونايتد رغم تحسن العرض فنيا.

ومما لا شك فيه أن الذين شاهدوا آخر لقاءين قد شعروا بحالة السلبية الشديدة التي يعاني منها لاعبو توتنهام، وكانت واضحة للغاية عندما استفاق لاعبو آرسنال بعدما تلقوا هدفين ليحولوا النتيجة النهائية للقاء إلى 5 أهداف مقابل هدفين. ومن العجيب أن توتنهام قد بدأ الموسم بهزيمة ثقيلة أمام مانشستر يونايتد بنتيجة 3 أهداف مقابل لا شيء على ملعب «أولد ترافورد»، وهزيمة أخرى قاسية أمام مانشستر سيتي بنتيجة 5 أهداف مقابل هدف وحيد، قبل أن يستفيق وينطلق إلى المراكز الثلاثة الأولى في جدول الترتيب قبل أن يسقط أمام آرسنال ويونايتد مؤخرا.

وربما يكون الأداء المخيب للآمال والنتيجة الثقيلة أمام آرسنال ويونايتد بمثابة حدث عارض، وربما يكون أيضا نوعا من حالة عدم اليقين والشك الذي دائما ما يلازم أي فريق يتوقع أن يترك قائده منصبه وينتقل لمكان آخر. لقد نجح ريدناب في التعاقد مع أكثر من لاعب مميز ويعاملهم كأنهم أشقاؤه وأولاده، ويشعر عدد كبير للغاية من اللاعبين بارتباط روحي بهذا المدير الفني القدير. ويطرح كل لاعب من هؤلاء اللاعبين عددا كبيرا من الأسئلة مثل: هل سيترك ريدناب الفريق؟ وكيف سيكون تأثير ذلك علينا؟ هل سنكون بنفس القوة بعد رحيله؟ ماذا لو رأى المدير الفني الجديد أنني غير مفيد للفريق؟ وسوف تنتقل تلك الهموم البشرية إلى ريدناب ومساعديه جو غوردان وكيفن بوند، اللذين من المفترض أن يصاحبا ريدناب في منصبه الجديد كمدير فني للمنتخب الإنجليزي.

لقد اختار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الطريق الصعب في تعامله في قضية تعيين ريدناب كمدير فني للمنتخب الإنجليزي، وربما يكون السبب في ذلك هو رغبته في احترام موقف توتنهام الذي يقدم أداء رائعا هذا الموسم. وعلاوة على ذلك، تشير الدلائل على وجود سيناريو آخر بسبب الشكوك التي تثار حول رغبة ريدناب نفسه في تولي القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي، بعدما تم طرح أسماء عدد كبير من المديرين الفنيين. ويقول البعض إن المدير الفني لنادي ريال مدريد جوزيه مورينهو قد ذهب لإنجلترا ليبحث عن منزل هناك بطريقة يغازل من خلالها المنتخب الإنجليزي. لكن لا يعتقد أن مورينهو يفكر في ذلك لأنه سيكون بمثابة خطأ كبير، لأن الأداء الذي قدمه المنتخب الإنجليزي في المباراة الودية أمام هولندا يظهر أنه سيكون عاجزا عن الحصول على أي لقب في المستقبل القريب.

ونعود إلى نادي توتنهام الذي فقد استقراره بسبب تلك الأنباء عن تولي ريدناب لقيادة المنتخب الإنجليزي. وفي الواقع، لا تعني حالة الصمت التي تسيطر على توتنهام أن النادي ينعم بالاستقرار، وذلك لأن التخمين والقيل والقال هما العدو الأول للاستقرار في أي مكان. وقد ظهرت حالة عدم الاستقرار والتخبط أمام آرسنال ويونايتد. وسوف تؤدي تلك الإشاعات والتقارير إلى ضرب الاستقرار في النادي، سواء رحل ريدناب أو لم يرحل. وسيكون من المؤسف لو أثرت تلك التقارير والأحداث على مسيرة توتنهام الرائعة خلال الموسم الجاري.