ثنائية فورلان وميليتو تنقذ الإنتر من فورة هجوم كاتانيا

رانييري بشأن مستقبله: نحن المدربين مثل الأزواج.. آخر من يعلم

TT

أخفق الإنتر مجددا في استعادة نغمة الانتصارات بعدما تعادل بصعوبة أمام ضيفه كاتانيا 2-2 أول من أمس (الأحد) على ملعب سان سيرو في ختام الجولة 26 من الدوري الإيطالي. وقد عاش الإنتر وجماهيره نحو ساعة من اللقاء وسط حالة من الشعور بخيبة الأمل، حيث تمكن الفريق الضيف من التقدم بهدفين في الشوط الأول عن طريق غوميز وإيزكو غير أن ثنائية فورلان وميليتو في الشوط الثاني أعادت البسمة إلى حد ما لوجوه جماهير الإنتر الذي ارتفع رصيده إلى النقطة 37 في المركز السابع فيما وصل كاتانيا إلى النقطة 34 في المركز الثامن. وفي الواقع لم يقدم الإنتر العرض المنتظر منه لاستعادة ثقة الجماهير فيه طوال الشوط الأول وفي الدقيقة 16 من الشوط الثاني قرر المدرب كلاوديو رانييري الدفع باللاعبين الشابين بولي (22 عاما) وأوبي (20 عاما) بدلا من كامبياسو (31 عاما) وبالومبو (30 عاما).

ربما حمل خروج كامبياسو من الملعب دلالة لأنها المرة الأولى التي تقف فيها جماهير الإنتر ضد أحد أبطال الثلاثية، فعندما أشار رانييري بعملية تبديل كامبياسو قام جزء من جماهير الإنتر بتحية اللاعب فيما بدأت شريحة أخرى من الملعب بتوجيه صافرات استهجان.

أفكار متعارضة؟ لا، ربما أنهم كانوا يودون قول الشيء ذاته، التصفيق كان للاختيار وباقي الأمر كان للأداء. عندما لا تكون في كامل لياقتك البدنية لا يعد هذا ذنبا بل، على العكس، ربما يصبح فضيلة عندما تدرك ذلك سواء من جانبك أو عن طريق مدرب الفريق. وقد اتضح الفارق عندما نزل أوبي وبولي إلى الملعب وقدما إلى الفريق أقدام الشباب صغير السن، فقد كانا بارعين في اغتنام الفرصة التي أتيحت لهما، وقد صرح بولي عقب المباراة: «نحن الشباب يتعين علينا دائما أن نكون على استعداد».

وإحقاقا للحق كان الأوروغواياني فورلان يبدو أيضا مثل الطفل، كان يلعب لتقديم أداء الكاميروني إيتو ثم أدرك الهدف الأول بعد غياب دام ستة أشهر، آخر مرة سجل فيها فورلان تعود إلى 11 سبتمبر (أيلول) الفائت، أما الأرجنتيني ميليتو فلم يهز الشباك منذ الأول من فبراير (شباط) المنصرم. وفي نهاية اللقاء قال القائد زانيتي: «جوليو سيزار حدثنا بين الشوطين داخل غرفة خلع الملابس وكان بارعا للغاية. لقد كان حديثا رائعا».

كان من الممكن لردة فعل الإنتر المتأخرة وهدف الفوز الذي أهدره باتزيني في الدقائق الأخيرة، أن تنقذ مقعد مدرب الفريق.

يذكر أن موراتي، رئيس النادي لم يحضر المباراة لارتباطه ببعض الأعمال ولكن إذا لم يكن ذلك التعادل كافيا له ربما يلجأ موراتي إلى اقتراح تولية الفريق لمدرب قطاع الناشئين أندريا ستراماشيوني لاستكمال الموسم الحالي. ومن المحتمل أن يقص رانييري حقيقة هذا الأمر عندما ينهي مغامرته مع الإنتر وحينها سيتحدث عن الاستعداد البدني وسوق الانتقالات والمشكلات الخططية والإدارية التي تواجهه حاليا مع الفريق. ولكن حتى الآن، على العكس، يتعامل المدرب المتحدر من روما مع الموقف بمزحة: «الآن فيلاس بواس بات متحررا..»..

مثل الأزواج: وعقب انتهاء المباراة أمام كاتانيا أوضح رانييري قائلا: «لقد بدأنا بشكل جيد ولكن عندما استقبلت شباكنا هدفا في أول فرصة لهم تسلل إلينا الشعور بالخوف. ولحسن الحظ بين الشوطين أدركنا أنه يتعين علينا رد الفعل. الإنتر يضم أبطالا يمتلكون اعتزازا لا يمكن قياسه. هذا الفريق غير عادي. هل مستقبلي مع النادي بات أقل ظلمة؟ ولكن الغيوم السوداء ليست متعلقة برانييري بل بالإنتر. لم أتصل بموراتي بعد ولكنه أوضح من قبل أن علينا الخروج من هذا الموقف معا جميعا. ثم لا يروق لي اعتراض الجماهير على رئيس النادي. هل لاعبو الإنتر يعانون من حاجز نفسي؟ عندما كانت النتيجة 2-0 كنا نواجه خطر الخسارة ولكن على العكس قمنا برد الفعل. عندما وصلت إلى هنا كنت واضحا مع موراتي، فالفريق كان في حاجة إلى إعادة تشييد بعد سنوات من البطولات: لقد عرضوا عليّ عقدا لمدة موسمين وكنت سعيدا للغاية، أتمنى أن أظل مع الفريق ورئيس النادي يمنحني كل التأكيدات ولكن من المعروف أننا نحن – المدربين - مثل الأزواج، نحن آخر من يعلم..».

وتابع رانييري: «الشيء المهم هو أننا عدنا مجددا إلى التهديف. شنايدر؟ نظرا لكونه بطلا فهو معرض للإشادة أو الانتقاد ولكن أحيانا يتم إغفال غيابه عن الدور الأول من الموسم الحالي بسبب الإصابة.

شنايدر بالنسبة لنا يعد لاعبا أساسيا وسينضج. هل هناك دلالة للدفع بأوبي وبولي بدلا من كامبياسو وبالومبو؟ لا، إنه مجرد اختيار فني. فورلان ظهير على طريقة إيتو؟ دييغو ليس إيتو بل يتمتع بسماته الخاصة. هدف الـ2-0 لفريق كاتانيا جاء من تسلل واضح. هناك مواسم تسير فيها الأمور كلها ضدك حتى القرارات التحكيمية» وكانت مفاجأة المباراة هي وجود البرازيلي مايكون في المدرجات، فقد كان من المحتمل عودته بعد فترة التوقف التي تعرض لها قبل لقاء مارسيليا غير أن رانييري فضل في النهاية عدم المخاطرة به. ومن المفترض أيضا أن يعود ألفاريز إلى المشاركة مع الفريق يوم الجمعة المقبل أمام كييفو فيما يستهدف الكولومبي غوارين العودة لصفوف الإنتر أمام اتلانتا يوم 18 مارس (آذار) الحالي.

وعلى الجانب الآخر، لم يستطع مونتيلا وأبناؤه الحفاظ على تقدمهم بهدفين على ملعب سان سيرو، وقد حاول مدرب كاتانيا النظر إلى نصف الكوب المملوء وقال: «الإنتر لديه لاعبون يتمتعون بالموهبة والاعتزاز وكنا نعلم أن بوسعهم تغيير النتيجة في خمس دقائق. ولكن أعتقد أن كاتانيا كان يستحق الفوز لما قدمه على مدار 70 دقيقة غير أننا فقدنا التركيز في الدقائق الأخيرة من المباراة».

المستقبل. يذكر أن مونتيلا كان من بين الأسماء المرشحة لخلافة رانييري وقد رد مدرب كاتانيا على هذا الأمر قائلا: «أنا أحاول القيام بدور المدرب ولكني موجود في عالم كرة القدم منذ فترة بسيطة لمعرفة كيف تسير الأمور. كل شيء يتغير في هذا العالم من يوم لآخر».