عبد الله العذل لـ «الشرق الأوسط»: لست سببا في تعطيل نهضة الرياضة السعودية.. ولا علاقة لي بشركات الصيانة

قال في حوار غير مسبوق إن الأندية السعودية ستعض أصابع الندم على ترك نواف بن فيصل رئاسة اتحاد الكرة

TT

أبدى عبد الله العذل وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب للشؤون المالية عضو اتحاد الكرة السعودي (المستقيل) استغرابه وتعجبه من الحملات الإعلامية التي يواجهها هو وبعض زملائه القدامى في الرياضة السعودية أمثال الدكتور صالح بن ناصر ومنصور الخضيري وإبراهيم العلي وسعود العبد العزيز متسائلا هل يعقل أن هذا الخماسي هو من عطل نهضة الرياضة السعودية وتطورها؟ وهل هؤلاء هم السبب في توقف الرياضة المحلية عن تحقيق المنجزات والبطولات.

وكشف العذل عن رحيله النهائي عن الكرة السعودية بعد أن قدم استقالته الرسمية من منصبه كأمين للصندوق وعضو مجلس إدارة في اتحاد الكرة المحلي مبينا أن دوره في العامين الأخيرين لا يتجاوز صرف المال لكنه في ذات الوقت أكد أنه باق في العمل في رعاية الشباب وأنه لا صحة لرحيله كما يردد بعض الإعلام الرياضي وأنه سيبقى متى ما طلب منه ذلك وسيرحل متى ما استغني عنه من قبل الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب لأنه يعتبر نفسه خادما للدولة وتحت طلبها متى ما أرادت. وفي ما يلي نص الحوار التالي :

* هل قدمت استقالتك رسميا إلى اللجنة المؤقتة في اتحاد الكرة السعودي بعد قرار الأمير نواف بن فيصل الاستقالة وترك المنصب مع كافة الأعضاء؟

- نعم قدمت استقالتي بعد سنوات من الخدمة وأتمنى للجنة المؤقتة التي ستدير اتحاد الكرة حتى موعد انعقاد الجمعية العمومية النجاح والتألق في المرحلة المقبلة التي أعتبرها صعبة وحساسة بالنسبة لي.

* يتردد أن رعاية الشباب سلمت الخماسي عبد الله العذل ومنصور الخضيري والدكتور صالح بن ناصر وسعود العبد العزيز وإبراهيم العلي خطابات استغناء قبل أيام في مرحلة تعد تاريخية وسابقة من نوعها في رغبة منها بتشبيب جهازها الذي يهتم بشباب البلد.. ما صحة ذلك؟

- من قال لك ذلك يا عبد العزيز!.. هذا ليس صحيحا.. أنا مستمر في رعاية الشباب.. لم أبلغ أبدا بما تقول.. اليوم (أمس) كنت حاضرا في عملي ولم أسمع ما تقوله!.

* إذن متى ستترجل من منصبك الذي أفنيت فيه كل عمرك الإداري.. ألم تشعر بالملل؟! - لم أترجل بعد ولا تزال لدي القوة والرغبة والحماس..!!! لتقديم كل ما أملك لبلدي ولجهازي رعاية الشباب.. لن أترك رعاية الشباب إلا إذا تم الاستغناء عني!.. إذا طلب الأمير نواف بن فيصل بن فهد مني ذلك سأرحل.. غير ذلك لن أستمع لما يتردد وسأواصل عملي بلا توقف وأنا أعتبر نفسي خادما للدولة وأأتمر بأمرها.

* في العامين الأخيرين لم يعد لك حضور قوي في اتحاد الكرة.. لماذا؟

- اقتصر عملي على أمانة صندوق الاتحاد في العامين الأخيرين خاصة بعد تشكيل اللجنة المالية الأخيرة التي لم أحضر فيها كعضو أو رئيس وكانت مهمتي في العامين الماضيين صرف المال وفق المستحقات المجدولة لموظفين أو أندية أو لاعبين أو غير ذلك.

* هل تشعر بالرضا التام لما قدمته طوال الـ40 عاما الماضية؟

- نعم.. أنا راضٍ تماما عما قدمته وضميري مرتاح لأنني كنت أعمل وفق أنظمة رعاية الشباب وأشعر بسعادة لذلك.

* منذ أشهر تزايدت الحملات الإعلامية ضدك وبعض كبار المخضرمين في رعاية الشباب مثل الدكتور صالح بن ناصر وسعود العبدالعزيز ومنصور الخضيري وإبراهيم العلي على اعتبار أنكم موظفون حاليا بالتعاقد مع هذا الجهاز الكبير الذي يتولى إدارة 60 في المائة من سكان السعودية وخاصة انكم «تقاعدتم» لبلوغكم السن القانونية في العمل الحكومي.. كيف تعلق على ذلك؟

- لا أرى حملات كما «تدعي».. ربما البعض لا يريدنا لكننا نقوم بعملنا وفق المطلوب وفي ذات الوقت أتساءل يا عبد العزيز؟!.. ماذا فعلنا حتى يتم وصفنا بأوصاف غير مقبولة.. هل معقول «نحن» من «عطل» ارتقاء الرياضة السعودية؟ هل من المنطق «أننا» نحن من أوقف تطور الرياضة.. ما علاقتنا «نحن» بذلك؟

* هم يقولون ذلك على اعتبار أنكم أنتم من يرسم سياسة الجهاز الشبابي في الرئاسة إداريا وإعلاميا وماليا وفنيا وبالتالي أنتم «المعنيون» بذلك؟

- إن كان ذلك هو كلامهم فلماذا لا ينظرون للإيجابيات كما هم يفعلون تجاه «السلبيات» لماذا ينظرون للجانب السيئ إن كان صحيحا كما يقولون ويتركون الجيد.. بالنسبة لي لقد بدأ النقل التلفزيوني قبل 30 عاما بمبالغ مالية زهيدة لا تتجاوز الـ12 ألف ريال للفريق الواحد في المباراة الواحدة أما الآن وبفضل العمل المتكامل الذي سعينا إليه وقمنا به في السنوات الماضية رفعنا قيمة الحقوق للنقل التلفزيوني من ذلك للمباراة «25 ألف ريال للمباراة» إلى 150 مليونا في العام الواحد.. أليس هذا عملا؟.. لماذا لا ينظرون إلى هذه الإنجازات؟!.. لماذا يركزون على الجوانب السلبية ويتركون مثل هذا العمل «الجبار»..!.

* لكن.. ألا تعتقد أن سنة الحياة أن تترك مكانك لغيرك؟

- صحيح إنها سنة الحياة لكننا لا نريدها بهذه الطريقة المليئة بالتشكيك والحملات المغرضة التي لا نعرف ماهية أهدافها!.

* منذ أكثر من 30 عاما وأنتم تتولون الوكالة المالية في رئاسة رعاية الشباب.. كيف تقيمون الوضع المالي لرعاية الشباب واحتياجات الأندية والاتحادات؟

- ما زلنا بحاجة للكثير من المال حتى يمكن لنا أن نصرف بشكل أفضل على الرياضة السعودية.. يا عبد العزيز انظر للدول المجاورة إنها تصرف أموالا باهظة في سبيل ارتقاء رياضة بلادها وتطويرها بينما نحن ما زلنا نتعامل مع ميزانية سنوية لم تتغير منذ سنوات ولا تتجاوز المليار ومائة مليون ريال؟

* خرج أحد مسؤولي الصيانة في رعاية الشباب اسمه أسامة الرحبيني يقول فيه إن نحو 550 مليون ريال من ميزانية رعاية الشباب يذهب إلى بند الصيانة؟!.. أليس ذلك فيه هدر للمال؟

- ليس صحيحا هذا الرقم وما يتم تداوله في هذا الشأن غير دقيق جدا على اعتبار أن الميزانية المخصصة لبند الصيانة لا تتجاوز ما نسبته 33 في المائة من ميزانية رعاية الشباب المالية وللعلم أيضا فإن ما يصرف على نحو 85 منشأة وملعبا ومدينة رياضية يصل إلى نحو 360 مليون ريال سعودي وليس نصف الميزانية وللعلم أيضا فإن هذه المنشآت تستحق أكثر من ذلك لأن تكلفة الصيانة عالية جدا ويكفي أن عمر هذه المنشآت يتجاوز الـ25 عاما ورغم ذلك لا تزال تظل نظيفة ومتماسكة وقوية وكأنها جديدة!.

* لكن الأندية السعودية من خلال رؤسائها يشتكون من سوء الصيانة رغم القيمة المالية التي تذكرونها؟

- إذا كانت جودة الصيانة سيئة فلماذا لا تطلب الأندية معالجة ذلك.. لم نتلق أي شكاوى منها وبالنسبة لنا لا نقوم بمخالصة أي صيانة لأي نادٍ إلا بعد أن نتلقى خطابا رسميا من النادي يفيد بانتهاء عمل الشركة التي تتولى العمل في هذا النادي ومن حق أي نادٍ أن يعترض على سوء صيانة ناديه إذا كان يرى ذلك ونحن بيننا وبين الأندية مكاتبات رسمية ورعاية الشباب تقوم في النهاية عبر لجنة فنية بفحص هذه الأوراق وتدققها وتحاسب الشركات على أي تقصير لو حدث!.

* بما أنكم تتحدثون عن شركات الصيانة.. يتردد كثيرا طيلة السنوات الماضية وخاصة الأشهر القليلة الأخيرة أن لكم علاقة مقربة من هذه الشركات بشكل مباشر أو غير مباشر.. ما صحة ذلك؟

- لا.. ليس صحيحا.. هذه تهم أنفيها تماما ولا علاقة لي على الإطلاق بهذه الشركات كون نظاميتها قائمة والعلاقة معها قانونية من خلال ترسية عقود الصيانة عليها وطرحها في مناقصات يقوم على أسس نظامية وقانونية ومتوافق مع أنظمة الدولة ولا علاقة لي بها لا من قريب ولا بعيد وبإمكان أي صاحب شركة صيانة أن يحقق الشروط المطلوبة ويتقدم في مناقصة مقبلة وسيكون له الحق في الفوز إن رسيت عليه المناقصة.

* هل تعتقد أن صرف بند الصيانة يتم وفق المطلوب برأيك؟

- نعم تصرف في مكانها الصحيح

* كم هي ميزانية اتحاد الكرة السعودي السنوية؟

- الميزانية لا تتجاوز الـ18 مليون ريال سعودي لكننا نسعى دائما إلى الاستعانة بدعم مالي خاص من رعاية الشباب من خلال «نقل بنود» خاصة بالرعاية وبالتالي بحسب ما نصرفه من الأخيرة على الاتحاد فإن معدل الميزانية السنوية تتجاوز الـ80 مليون ريال سنويا.

* كم هي المبالغ المخصصة للاتحادات في العام الواحد؟

- الآن تصل إلى نحو 100 مليون ريال وتوزع على نحو 30 اتحادا ونصيب اتحاد الكرة يصل كما قلت سابقا إلى 18 مليونا؟!.

* هل كان منصب الأمير نواف بن فيصل كرئيس لاتحاد الكرة مدعاة لمجاملته من قبل رعاية الشباب التي يرأسها في ذات الوقت لدعم خاص للكرة السعودية على حساب ألعاب أخرى؟

- لا.. لم نجامل اتحاد الكرة لكن الواقع يفرض نفسه فاتحاد الكرة هو الأكثر أندية على اعتبار أن جميع الأندية السعودية الـ153 تمارس اللعبة وبالتالي طبيعي جدا أن يحظى بميزانية أكبر فضلا عن أن مسابقاته هي الأكبر والأكثر من الألعاب الأخرى.

* باعتبارك مسؤولا ماليا في اتحاد الكرة وأمينا للصندوق.. ما قيمة الراتب الشهري الذي يحصل عليه رايكارد؟

- لا يمكن لي أن أقدم الإجابة الكافية لأنني لست مخولا بذلك وأعتقد أن محمد المسحل مدير إدارة المنتخبات السعودية هو المعني بهذه الإجابة ولك أن تحيلها إليه لكن ما يجب أن يعلمه الجميع أن رايكارد معه فريق كامل من المساعدين وبالتالي طبيعي جدا أن تكون مبالغه الشهرية كبيرة وفق عالمية المدرب وقيمته الفنية.

* نعود إلى الاستقالة التي تقدم بها الأمير نواف بن فيصل من منصبه في رئاسة اتحاد الكرة.. كيف تعلق على ذلك؟

- الاستقالة بالنسبة لي خسارة على الكرة السعودية والقرار المتخذ بالنسبة لي قرار شجاع ليس لأنه هو من يتحمل المسؤولية ولكنه أراد أن «يحمي اللاعبين» بهذا القرار رغم أن هؤلاء اللاعبين في ظني وتقديري الشخصي هم السبب في كل ما تعانيه الكرة السعودية حاليا.

* لماذا تحمل المسؤولية اللاعبين وتترك اتحاد الكرة؟

- لسبب بسيط هو أن اتحاد الكرة السعودي لم يقصر أبدا في إعداد المنتخب.. صرف عليه وقدم كل ما يملك من إمكانات لتجهيزه لهذه المرحلة.. وفر كل المتطلبات فماذا بقي غير أداء اللاعبين الذين لم يقدموا ما يأمله «الناس» منهم!.

* برأيك ما المشكلات الرئيسية التي تعاني منها الكرة السعودية طالما أنك ترمي المسؤولية فقط على اللاعبين؟

- أهم مشكلة بالنسبة لي احتراف اللاعب السعودي.. لا يزال هو العائق الأكبر أمام المنظومة المتكاملة التي تسمى «كرة القدم».. تطبيق الاحتراف بالنسبة للكرة السعودي غير صحيح.. الأندية تدفع عشرات الملايين على لاعبين لا يستحقون أكثر من نصف هذه المبالغ.. اللاعب السعودي حينما يوقع عقده بعد أن ارتقى مستواه تجده ينحدر بشكل رهيب وكأنه حقق الأهم وهو استلام مقدم العقد وبالتالي لم يعد يهتم بالمستوى وبات يركز أكثر على حقوقه المالية دون النظر إلى ما سيقدمه في الملعب وهذا أمر أضر بالمنتخب أولا وأخيرا.

* إذن أنت ترى أن الخسارة أمام استراليا سببها اللاعبون؟

- نعم هذا رأيي.. انظر للشوط الأول من المباراة ستجد أننا كنا الأفضل وفي الشوط الثاني لا حضور لنا على الصعيد الفني!. إنها مشكلة لاعبين وليست مشكلة أخرى وبالتالي علينا أن لا نحمل المسؤولية على الأمير نواف بن فيصل أو اتحاد الكرة لأنهما قاما بكل ما هو مطلوب والمسؤولية أولا وأخيرا على اللاعبين لأننا نلاحظ وبشكل واضح جدا أن مستوياتهم تنخفض بشكل كبير مع المنتخب لكنها تكون في الأعلى حينما يلعبون مع أنديتهم!.

* لنعد إلى رحيلك عن اتحاد الكرة.. يبدو أنك لن تترشح مرة أخرى لعضوية مجلس الإدارة؟

- نعم لن أترشح إلا إذا طلب مني أما غير ذلك فسأظل بعيدا لكن قلبي معهم وسأدعو الله أن يعينهم على النجاح وأن يجدوا الطريق الصحيح لتحقيق تطلعات الجماهير وتطلعاتكم أنتم أيضا!.

* كيف ترى مستقبل اتحاد الكرة بعد رحيل الأمير نواف بن فيصل؟

- أعتقد أن الأندية السعودية ستعض أصابع الندم على ترك الأمير نواف بن فيصل رئاسة اتحاد الكرة.. هذه الشخصية من الصعب تعويضها.. ربما «أنتم» لا تدركون معنى وقيمة هذه الشخصية لكنني واثق أنه سيأتي اليوم الذي تعقد فيه الجمعية العمومية التي تسير اتحاد الكرة اجتماعا طارئا وغير عادي تطلب فيه إعادة الأمير نواف بن فيصل لهذا المنصب وسيكون ذلك بموافقة جماعية لكل الأندية لأنها ستعرف قيمته أكثر بعد رحيله وحاسبوني على هذا الكلام يا عبد العزيز بعد فترة..!

* ماذا تقول في الختام عبر «الشرق الأوسط»؟

- أقول إنني راضٍ عن ما قدمته لبلادي ولرياضة السعودية.. كل ما أتمناه أن نعود إلى الواجهة من جديد وذلك لن يكون إلا بدعم قوي من «الدولة» وأعتقد أن أنسب قرار هو أن تكون «مكرمة» خادم الحرمين الشريفين التي أمر بها العام الماضي حينما وصل أرض الوطن بمنح أندية المحترفين «10 ملايين ريال» وأندية الأولى «5 ملايين ريال» وأندية الثانية والثالثة «مليوني ريال» تصرف سنويا لأنها ساهمت وبشكل كبير في حل الكثير من مشكلات الرياضة السعودية.