ودع آرسنال الإنجليزي دوري أبطال أوروبا رغم فوزه على فريق ميلان الإيطالي في إياب دور الـ16 بنتيجة 3/صفر، وأضاع على نفسه تحقيق إنجاز تاريخي بتعويض خسارة مباراة الذهاب صفر/4.
وكان آرسنال على بعد خطوة واحدة من تحقيق إنجازه التاريخي كأول فريق يحول تخلفه بأربعة أهداف إلى الفوز في تاريخ البطولة الأوروبية، بعدما تقدم بالأهداف الثلاثة في الشوط الأول، لكنه أخفق طوال الشوط الثاني في إحراز الهدف الرابع الذي كان سيعيد المنافسة إلى نقطة البداية ويجدد أمله في انتزاع بطاقة التأهل. وسجل الأهداف الثلاثة لآرسنال، لوران كوتشيلني وتوماس روزيسكي وروبن فان بيرسي في الدقائق 7 و26 و43.
كذلك انتزع بنفيكا البرتغالي بطاقة التأهل إلى دور الثمانية بفوزه على ضيفه زينيت سان بطرسبرغ الروسي 2/صفر. وكانت مباراة الذهاب قد انتهت بفوز زينيت 2/3، وبذلك يفوز بنفيكا 3/4 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب ويتأهل إلى دور الثمانية.
ورغم الخسارة قدم آرسنال أداء جيدا أشادت به جميع وسائل الإعلام البريطانية، التي خرجت أمس بعناوين تجمع بين الحزن على الخسارة والإشادة بالعرض. وعنونت صحيفة «الصن» واسعة الانتشار صفحتها بـ«خروج مؤلم»، وأشارت إلى أن الخروج بهذه الطريقة يحطم القلوب، لأن آرسنال كان قريبا جدا من تحقيق إنجاز تاريخي أوروبي. وتحدثت عن الطريقة الناجعة للمدرب آرسين فينغر في إيقاف فريق ميلان تماما، وأنه لم يبالغ حينما قال إنه مؤمن بقدرة لاعبيه على التعويض.
وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» تحت عنوان «القريب جدا ابتعد»، في إشارة إلى أمل آرسنال في التأهل لدور الثمانية. وقالت «إن أبطال المدفعجية كانوا على بعد خطوة من تحقيق معجزة أوروبية، وإن آرسنال استرد كرامته وخرج بهامة مرفوعة».
وقالت صحيفة «الغاريان» إن آرسنال كان قريبا جدا من تحقيق المعادلة الصعبة وقلب الموازين، وإن الحظ وقف أمام المدفعجية في كرة فان بيرسي التي اصطدمت بيد حارس ميلان وكانت كفيلة بتعديل النتيجة.
وأشاد الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لآرسنال بمهاجمه الصاعد أليكس أوكسالد تشيمبرلين، بعد ظهوره بمستوى رائع في تجربته القوية أمام ميلان. وصنع أوكسالد تشيمبرلين (18 عاما) الهدف الأول الذي سجله لوران كوتشيلني، كما نال ضربة جزاء سجل منها روبن فان بيرسي الهدف الثالث. وقال فينغر لشبكة «سكاي سبورتس»: «كان أوكسالد تشيمبرلين مريضا الليلة السابقة للمباراة، ولم نكن على يقين من قدرته على اللعب». وأضاف «كان يعاني من نزلة برد.. وقررنا فحصه خلال فترة الإحماء، وشعرت بأنه في حالة مذهلة.. بالطبع الظهور بنفس المستوى على مدار 90 دقيقة أمر صعب له». وأوضح فينغر «لم يكن لدينا لاعب خط وسط على مقاعد البدلاء.. وعانينا بعض الشيء عندما حل بنا التعب في الشوط الثاني». وأكد المدرب الفرنسي «سنحت لنا فرص طوال المباراة، ويمكننا مواصلة مسيرة الانتصارات.. هذا أمر مهم.. لسوء الحظ دفعنا ثمن النتيجة السيئة في المباراة الأولى».
وقال فينغر «بشكل عام، بذلنا قصارى جهدنا، وهذا كل ما يمكن للمرء أن يفعله في هذه المباريات.. أن يعطي كل ما لديه.. وبعد فترة من الوقت عليه تقبل النتيجة حتى ولو كانت محبطة».
وكان فينغر قد دخل في مواجهة غاضبة مع الحكم السلوفيني دامير سكومينا، الذي أدار المباراة. وقال فينغر إن الحكم احتسب العديد من الضربات الحرة لفريق ميلان في المباراة. واستمر فينغر في انتقاد الحكم، خلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة، حيث قال «لم أكن سعيدا بقرارات الحكم، لأنني أعتقد أنه احتسب العديد من الضربات الحرة في منطقة منتصف الملعب». وأضاف «في كل مرة يسقط فيها لاعب يحصلون على ضربة حرة، وقد لاحظوا ذلك سريعا، واستغلوه لصالحهم».
وهذا النقد قد يعرض فينغر لعقوبة من «اليويفا» بناء على تقرير الحكم سكومينا الذي يقدم عادة في غضون 48 ساعة من نهاية المباراة. وكان فينغر حصل على عقوبة الإيقاف مباراة واحدة لاعتراضه على الحكم ماسيمو بوساكا في مباراة فريقه أمام برشلونة الإسباني بدور الـ16 للبطولة الأوروبية الموسم الماضي. كما نال المدرب الفرنسي عقوبة الإيقاف مباراتين لانتهاكه عقوبة الإيقاف السابقة، عندما تحدث من المدرجات إلى جهازه الفني في مباراة فريقه أمام أودينيزي الإيطالي في وقت سابق الموسم الحالي.
وفي المقابل اعترف ماسيميليانو أليغري، المدير الفني لميلان، بأنه ارتكب بعض الأخطاء التي تسببت في هزيمة فريقه. وقال أليغري لشبكة «سكاي سبورتس»: «لعبنا بثلاثة مهاجمين، وبالتأكيد عانينا كثيرا». وأضاف «اهتزت شباكنا مع أول ضربة ركنية، وقد أثر هذا علينا كثيرا.. وبعدها ارتكبنا الكثير من الأخطاء في التمرير بمنتصف الملعب». وأوضح «يمكنني القول إننا أدينا المباراة بشكل خاطئ تماما من الناحية الفنية.. ولعبنا بعمق دفاعي لم يكن هناك داع له». وأكد «إنها هزيمة مخزية.. لكن هدفنا كان التأهل.. والآن لدينا وقت كاف لعودة بعض اللاعبين من الإصابة.. لم ألحظ الخوف في عيون اللاعبين.. إنهم لاعبون أصحاب خبرة، لكني أخبرتهم بين شوطي المباراة بأن علينا أن نحذف الشوط الأول من ذاكرتنا، لنبدأ مجددا من نقطة الصفر».
وأعرب الهولندي فان بوميل لاعب وسط ميلان عن ارتياحه لنجاح فريقه في التأهل إلى دور الثمانية رغم الهزيمة صفر/3. وقال فان بوميل عقب نهاية المباراة «كانت جميع الاحتمالات واردة في هذه المباراة.. أعتقد أننا ارتكبنا خطأ لأننا أعدنا إليهم الثقة». وأضاف «في الشوط الأول فرض آرسنال علينا سيطرته تماما.. لكني أعتقد أننا لعبنا بشكل أفضل بعض الشيء في الشوط الثاني».
لكن زميله أنطونيو نوتشيرينو نجم فريق ميلان خالفه الرأي وانتقد أداء فريقه، وقال «لم يكن الأداء جيدا بشكل كاف في الشوط الأول وتأخرنا بثلاثة أهداف، لكننا نجحنا في الحفاظ على شباكنا في الشوط الثاني لنتمكن من التأهل الصعب، لذا يمكننا الاحتفال بما حققناه». وأضاف «أعرف أننا في الشوط الأول كان علينا أن نؤدي بشكل أفضل، لقد خاطرنا كثيرا، لكن الفريق استعاد توازنه في الشوط الثاني.. اتفقنا بين شوطي المباراة على الاحتفاظ بهدوئنا، وهذا ما فعلناه في النصف الثاني من المباراة».
وكانت المباراة التي أقيمت على استاد «الإمارات» وأمام 59 ألف متفرج قد شهدت إفلات ميلان صاحب المركز الثاني في عدد الألقاب في المسابقة (7 مرات مقابل 9 لريال مدريد الإسباني صاحب الرقم القياسي) من معجزة آرسنال الذي كان قريبا من تحقيق المستحيل وتحويل خسارته صفر/4 ذهابا إلى فوز بالنتيجة ذاتها على الأقل إن لم يكن أكثر وحجز بطاقته إلى الدور ربع النهائي. وكان آرسنال صاحب الأفضلية منذ البداية، وضغط بقوة بحثا عن التسجيل، ونجح في مسعاه 3 مرات في الشوط الأول من أخطاء دفاعية للفريق الإيطالي، وكان بإمكانه زيادة الغلة في أكثر من مناسبة، فيما لم يهدد الضيوف أصحاب الأرض سوى مرة واحدة في الدقيقة الأخيرة من الشوط.
وتحسن أداء ميلان في الشوط الثاني، وسنحت له أكثر من فرصة لتقليص الفارق دون جدوى خصوصا السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وأنطونيو نوتشيرينو، فيما واصل الفريق اللندني أفضليته وأهدر له قائده الدولي الهولندي روبن فان بيرسي فرصة الهدف الرابع وفرض التعادل والتمديد.
وعموما خرج رجال المدرب الفرنسي آرسين فينغر برأس مرفوع، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق المعجزة التي حققتها 3 أندية فقط سابقا في الكؤوس الأوروبية. ونجح ريال مدريد الإسباني في تحويل خسارته 5/1 ذهابا أمام بروسيا مونشنغلادباخ الألماني إلى فوز برباعية نظيفة إيابا في الدور الثالث لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1986/1985 وليكشوش البرتغالي أمام إف سي لا شو دي فون السويسري (6/2 ذهابا و5/صفر إيابا) في الدور التمهيدي لكأس الأندية الأوروبية الفائزة بالكأس موسم 1962/1961، وبارتيزان بلغراد الصربي أمام كوينز بارك رينغرز الإنجليزي (6/2 ذهابا و4/صفر إيابا) في الدور الثاني لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1985/1984.
وخاض ميلان، الذي حسم نتيجة الذهاب في صالحه برباعية نظيفة على ملعب سان سيرو وألحق أقسى خسارة بالفريق اللندني في المسابقة القارية العريقة، المباراة في غياب أكثر من لاعب أساسي، خصوصا البرازيلي ألكسندر باتو والغاني كيفن برنس بواتنغ وماسيمو أمبروزيني والهولندي كلارنس سيدورف وجينارو غاتوزو وأليساندرو نيستا.
وتفادى ميلان خيبة موسمي 2004/2003 عندما تقدم 1/4 على ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني في ذهاب الدور ربع النهائي، ثم خسر صفر/4 إيابا وودع المسابقة، وكانت المرة الأخيرة التي استقبلت فيها شباكه 3 أهداف في الشوط الأول، ثم 2005/2004 عندما تقدم بثلاثية نظيفة على ليفربول الإنجليزي في الشوط الأول من المباراة النهائية قبل أن يدرك الأخير التعادل 3/3 في الثاني ويحرز اللقب بركلات الترجيح.
يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يلتقي فيها الفريقان في هذا الدور في أربعة أعوام، ففي موسم 2009/2008 عاد ميلان من ملعب «الإمارات» في لندن بتعادل سلبي، لكن آرسنال سجل هدفين في آخر 6 دقائق عبر الإسباني سيسك فابريغاس والتوغولي إيمانويل أديبايور ليخرج فائزا 2/صفر في ميلانو. وكانت هذه هي البداية السلبية للفريق لإيطالي، إذ خسر مرتين على التوالي بعد ذلك في الدور الثاني أمام فرق إنجليزية، حيث فاز فريقا مانشستر يونايتد وتوتنهام على ملعبه «سان سيرو»، علما بأن ميلان توج بآخر ألقابه السبعة عام 2007 عندما فاز على ليفربول في النهائي 1/2.
وفي المباراة الثانية على استاد «لالوش» وأمام 46 ألف متفرج، استغل بنفيكا عاملي الأرض والجمهور وتغلب على ضيفه زينيت سان بطرسبرغ الروسي 2/صفر. وانتظر بنفيكا الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الأول لترجمة أفضليته إلى هدف سجله الأوروغواياني ماكسيميليانو بيريرا من مسافة قريبة إثر تلقيه كرة من الدولي الباراغواياني أوسكار كاردوزو، قبل أن يضيف نيلسون أوليفيرا الهدف الثاني في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني إثر انفراد بالحارس الروسي فياتشيسلاف مالافييف.
وتابع الفريق البرتغالي بطل عامي 1961 و1962 سجله الرائع على ملعبه في مبارياته الـ20 الأخيرة في المسابقات الأوروبية، حيث حقق فوزه الـ16 مقابل 3 تعادلات وخسارة واحدة. وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها بنفيكا ربع النهائي منذ عام 2006.