إيدي رييا.. من التصدع في العلاقات مع الإدارة إلى التنافس على الدرع

الفوز على روما في ديربي العاصمة قلب الأوضاع لصالح مدرب لاتسيو

TT

في عشرة أيام تغير تاريخ إيدي رييا، مدرب لاتسيو، وتاريخ نادي لاتسيو بأكمله، بدءا من تضارب آراء الجميع والتصدع في العلاقات بين المدرب والإدارة والمشادة الكلامية، وصولا إلى الفوز بثنائية في مباراة ديربي العاصمة الإيطالية، والتي جعلت فريق لاتسيو ينفرد بالمركز الثالث في ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي ويداعب حلم انتزاع الدرع، كما أدت إلى اقتراب المدير الفني إلى تولي تدريب الفريق أيضا في الموسم المقبل، حقا إنها أمور جنونية لا تخرج إلا من نادي لاتسيو دائما. فقد انقلب الحال بعد التصدع في العلاقات بين المدرب ورئيس النادي لوتيتو وتبادل الكلمات الثقيلة بينهما بعد الهزيمة الساحقة أمام باليرمو 1 - 5. إذن تحول أمر استقالة رييا التي كانت تمثل نهاية العلاقة التي بدأت منذ عامين مضيا، واتصال لوتيتو بمدربين آخرين مثل دي كانيو وخاصة زولا، وتحية رييا للفريق وإعداده الحقائب للرحيل، إلى التراجع خطوة للوراء مثلما فعل ذلك أيضا لوتيتو، وعادت الأمور إلى سابق عهدها، بل أفضل مما سبق.

انتزاع الدرع لم لا؟ كان ذلك كله إثر الفوز مرتين متتاليتين؛ الفوز الأول أمام فيورنتينا في الجولة 25 من الدوري الإيطالي ثم الفوز الثاني في ديربي الأحد الماضي، وهو ما قلب الأوضاع رأسا على عقب. فلم تعد قصة لاتسيو أشبه بقصيدة حزينة للشاعر المعروف دانتي أليغري الإيطالي ولكنها انقلبت إلى واحة من السعادة تحطمت فيها كل المخاوف الكبيرة منها أيضا. ولقد صرح إيدي رييا، قائلا «التنافس على الدرع؟ ولم لا؟ فنحن في المراكز الأولى من الترتيب ومن واجبنا أن نحاول. ويظن فريق الميلان أنه حصن منيع ولكن في مواجهتنا المباشرة له لم نشعر بذلك فقد حققنا التعادل بهدفين في استاد سان سيرو في مباراة الذهاب وفزنا عليه بثنائية في مباراة الإياب في الاستاد الأولمبي بمدينة روما. ومن الواضح أن هدفنا الحقيقي يتمثل في المركز الثالث ولكن في كرة القدم لا ينبغي أن يكون لطموحك حد». هذا صحيح وعلى سبيل المثال في بداية هذا الموسم كان يبدو كثيرا حقا على فريق لاتسيو قطع سلسلة الهزيمة في الديربي منذ عدة أعوام بالفوز في هذا الموسم في مباراة الذهاب والإياب، وكان مجرد الحلم بالفوز الافتراضي بتحقيق التعادل 2 - 2 يبدو مثاليا ولكن على العكس جاء الفوز 2 - 1 لصالح لاتسيو، كما صرح المدرب، قائلا «إن السعادة بالفوز على غريمنا المعتاد في مباراة الذهاب كانت كبيرة، أما تأكيد الفوز بالنتيجة ذاتها في مباراة الإياب فيجلب المزيد من السعادة الأكبر لأن الفوز تماما في الديربي يعد إنجازا عظيما».

ثنائية الفوز لهيرنانيز: لقد كان لهيرنانيز مساهمة كبيرة في تحقيق ذلك الفوز المضاعف، بتسجيله هدفين؛ الأول في مباراة الذهاب والآخر في مباراة العودة. كما واصل رييا حديثه، قائلا «لقد قدم أداء رائعا يوم الأحد الماضي. وبالطبع كان من المفترض أن يحسن استغلال فرصتين أتيحتا له بعد تحقيق نتيجة الفوز 2 - 1». وقد اتفق معه هيرنانيز بتصريحه على قناة «لاتسيو ستايل» الإذاعية، قائلا «هذا صحيح، فلقد كان من المفترض أن أسجل. ولكن لا بأس فقد فزنا في النهاية وإلا كان إهدار الفرصة سيصبح قاتلا». وأكد هيرنانيز أيضا على القيمة التي أضافها فريق لاتسيو الحالي، قائلا «لقد تعلمنا أن نفوز في المباريات الحاسمة، بينما في العام الماضي كنا نتعب كثيرا في مثل هذه المباريات». كما أشاد المدرب بتميز اللاعب، قائلا «إن هيرنانيز بارع للغاية، ولديه الرغبة في تحسين نفسه دائما، ولا يتوقف أبدا عن التعلم».

مفاجأة المستقبل: ومنذ أن وصل هيرنانيز إلى إيطاليا نضج أداؤه كثيرا في صعود ساهم فيه المدرب رييا وما زال يمكنه المساهمة لأن رحيل رييا في نهاية هذا الموسم، والذي بدا بالفعل محققا لم يعد مضمونا هكذا، بل على العكس إذا تأهل الفريق إلى المشاركة في دوري الأبطال في الموسم المقبل فعلى الأرجح سيبقى رييا على مقعد تدريب لاتسيو. إنها حقا أمور جنونية تدعو للعجب من انقلاب الأحوال رأسا على عقب في 10 أيام، ولكنها الأمور المعتادة من لاتسيو.