يبدو أن نادي آرسنال الإنجليزي على استعداد للتمسك بالنجم الهولندي روبن فان بيرسي لموسم آخر وحتى انتهاء عقده مع الفريق عام 2013، حتى إذا كان ذلك يعني رحيل اللاعب دون مقابل إذا ما رفض فان بيرسي تمديد عقده مع المدفعجية خلال الصيف المقبل. ويتمنى آرسنال إقناع النجم الهولندي بتوقيع عقد جديد مع الفريق يمتد لأربع سنوات قادمة براتب أسبوعي يتعدى 100.000 جنيه إسترليني. وفي حال فشلت محاولات إقناع فان بيرسي بالتجديد، فهناك خطة بديلة تتمثل في إبقاء اللاعب حتى انتهاء عقده، وعدم التخلي عنه لأي ناد آخر على عكس ما حدث مع النجم الفرنسي سمير نصري.
وطبقا لرأي جيرمي ويلسون الذي أبداه في صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، فإنه ومما لا شك فيه أن المفاوضات ستعتمد بصورة كبيرة على ما إذا كان فان بيرسي سيتلقى عرضا كبيرا من أحد الأندية المنافسة أم لا، وستتوقف أيضا على موقف فان بيرسي نفسه، لكن الأمر سيختلف بكل تأكيد عما حدث العام الماضي عندما اضطر آرسنال للتخلي عن النجم الفرنسي سمير نصري لنادي مانشستر سيتي مقابل 24 مليون جنه إسترليني. فعلى الرغم من أن فان بيرسي يتبقى له عام واحد في ملعب الإمارات، فإنه قد بلغ عامه التاسع والعشرين، علاوة على تعرضه للإصابات بشكر متكرر، وهو ما يعني أنه لن يحصل على عرض يتعدى 20 مليون جنيه إسترليني. ومن الواضح أيضا أن أهمية فان بيرسي بالنسبة لآرسنال على المدى القصير تتعدى أهمية نصري للفريق كثيرا.
وقد حاول المدير الفني للفريق آرسين فينغر إبقاء نصري في صفوف الفريق العام الماضي، لكنه أدرك في نهاية الأمر أن فقدان 24 مليون جنيه إسترليني من أجل إبقاء النجم الفرنسي موسما واحدا في صفوف الفريق هو شيء غير مبرر على الإطلاق. ومع هذا يختلف الأمر كثيرا مع فان بيرسي، لأن مجرد مشاركة الفريق في دوري أبطال أوروبا تعني حصوله على 30 مليون جنيه إسترليني، ناهيك عن السجل التهديفي الرائع للنجم الهولندي وقيادته للفريق ودوره الكبير في غرفة خلع الملابس طوال الموسم. وكان نادي مانشستر سيتي هو أول ناد يعلن عن اهتمامه بفان بيرسي خلال الأسبوع الحالي، حيث أكد المدير الفني للفريق روبرتو مانشيني أن فان بيرسي من نوعية اللاعبين التي يتمناها أي فريق في العالم. ومن المؤكد أن فينغر قد شعر بغضب شديد نتيجة تصريحات مانشيني العام الماضي بشأن اهتمامه بالحصول على خدمات اللاعب الفرنسي سمير نصري، لكن تعد تصريحات هذا العام أقل استفزازا بالنسبة لآرسنال.
ومع ذلك بعث فينغر برسالة شديدة اللهجة لنظيره في مانشستر سيتي روبرتو مانشيني، مفادها أنه ممنوع الاقتراب من فان بيرسي، وذلك بسبب تصريحات مانشيني التي كشف خلالها عن رغبته في شراء عقد فان بيرسي الصيف القادم. في هذا الصدد قال فينغر «لا أستطيع التوقف عندما أستمع لشخص يتحدث عن فان بيرسي، أعتقد أننا في عالم مثالي لكرة القدم لكن مثل هذه التصرفات تزعجني للغاية». وأكد «روبن هو قائد فريقنا، وعقده معنا ما زال مستمرا حتى نهاية الموسم المقبل. إنه لا يمانع في تجديد عقده، لكن تركيزه منصب في الوقت الراهن على العمل داخل الملعب، وعندما يأتي الحديث عن تفاصيل العقد فسوف ننتهي من كل شيء في وقت قياسي».
وفي الحقيقة، توقع مانشيني أن يبقى فان بيرسي في ملعب الإمارات في نهاية المطاف. وأعرب فينغر عن تفاؤله بأن النجم الهولندي سيوافق على توقيع عقد جديد مع الفريق خلال الصيف القادم، بعد منحه مكافأة كبيرة. وثمة إصرار كبير من جانب آرسنال على وضع نهاية للمفاوضات خلال الصيف المقبل. ويدرك آرسنال جيدا أنه يتعين عليه إقناع فان بيرسي بأنه سيتم تدعيم صفوف الفريق الموسم القادم حتى يكون قادرا على المنافسة على بطولة دوري أبطال أوروبا، وقد بدأت محاولات التدعيم بالفعل خلال الأسبوع الحالي، حيث أعلن النادي عن اتفاق مع نادي كولن الألماني بشأن الحصول على خدمات المهاجم الألماني لوكاس بودولسكي في صفقة بلغت قيمتها 11 مليون جنيه إسترليني.
وقد دخل نادي آنجي الروسي في المفاوضات بقوة وعرض على النجم الألماني عقدا بضعف قيمة ما سيتقاضاه من آرسنال، لكن بودولسكي (26 عاما) لا يزال ملتزما بانتقاله إلى ملعب الإمارات بموجب عقد يمتد لأربع سنوات قادمة، على أن يتقاضى نحو 90.000 جنيه إسترليني أسبوعيا. وعلاوة على ذلك، صرح المدير الفني الفرنسي للمدفعجية بأن النادي مستعد للإنفاق بقوة للتعاقد مع لاعبين كبار خلال الصيف المقبل، على الرغم من أن بعضا من تلك الأموال سيتم تدبيرها من خلال بيع بعض اللاعبين المرتبطين بعقود مع النادي.
وبالإضافة إلى فان بيرسي، سوف ينتهي عقد لاعب المنتخب الإنجليزي ثيو والكوت مع الفريق في عام 2013، وسوف يتخذ القرار النهائي بشأن مستقبله مع المدفعجية خلال الصيف المقبل. وسوف يقدم النادي عرضا للاعبه توماس روسيكي، الذي تألق خلال الشهر الماضي، للبقاء في ملعب الإمارات عاما إضافيا آخر بنفس شروط عقده السابق والذي يتقاضى بموجبه راتبا أسبوعيا يبلغ 60.000 جنيه إسترليني.
ويعمل آرسنال أيضا على تدعيم صفوفه ودخ دماء جديدة، من خلال عرض بعض لاعبيه للبيع مثل نيكلاس بندتنر ومانويل ألمونيا وسيباستيان سكيلاتشي ودنيلسون وأندريه أرشافين. ولا تزال الشكوك تحوم حول مستقبل المهاجم المغربي مروان الشماخ والمهاجم الكوري الجنوبي بارك تشو يونغ مع الفريق الموسم القادم، بعد الأداء الضعيف لكل منهما خلال الموسم الحالي. ومن المؤكد أن الاستغناء عن هؤلاء اللاعبين والاستفادة من المقابل الكبير الذي يحصلون عليه في استقدام لاعبين بارزين سيصب في مصلحة الفريق في نهاية المطاف.