قيادة باركر للمنتخب الإنجليزي تثير ثورة غضب في الأوساط الرياضية

تجاهل جيرارد فتح الباب على مصراعيه للحديث عن نظريات المؤامرة

TT

لا تزال شارة قيادة المنتخب الإنجليزي مثار جدل كبير في كرة القدم الإنجليزية، بعدما منح المدير الفني المؤقت للمنتخب الإنجليزي، ستيوارت بيرس، شارة القيادة خلال مباراة هولندا الودية لنجم وسط توتنهام هوتسبر سكوت باركر، ليُنهي بذلك التكهنات حول اسم القائد الجديد للمنتخب الإنجليزي. وكما يرى هنري وينتر في صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، فإن نجم ليفربول ستيفن جيرارد أخفى إحباطه من ذلك القرار، وقام بمنتهى إنكار الذات بدعم باركر في قيادة المنتخب. وفي الحقيقة كان من الممكن أن يتعاطف الجميع مع جيرارد، الذي يحظى بخبرة ونجاح أكبر، لو اعترض على ذلك القرار، وتساءل عن السبب الذي يبرر منح الشارة للاعب لا يحظى بهذا الشرف حتى مع فريقه في الدوري المحلي.

وقد أصر بيرس على أن يثير جدلا قبل رحيله، وهو الشيء نفسه الذي قام به بيتر تايلور عندما تولى قيادة المنتخب الإنجليزي بشكل مؤقت لمباراة واحدة أمام المنتخب الإيطالي في عام 2000 عندما منح شارة القيادة لديفيد بيكام. واتخذ بيرس هذا القرار، وترك الساحة مفتوحة على مصراعيها أمام وسائل الإعلام عبر الأثير للتشكيك في جدوى هذا القرار. في الحقيقة يعد باركر لاعبا محترفا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كما أنه واحد من أكثر اللاعبين المحبوبين في المنتخب الإنجليزي، ولا تشوبه أي شائبة، ولم يتورط اسمه في أي فضيحة، كما أنه يلعب كرة القدم من أجل الاستمتاع قبل أن يكون يفكر في المكافآت المالية، وهو لاعب وطني يعشق قميص المنتخب الإنجليزي ويستحق شارة المنتخب الإنجليزي بكل تأكيد، ولكن ليس قبل جيرارد الذي يعد واحدا من المواهب القليلة في كرة القدم الإنجليزية، والذي يستطيع إعادة فريقه إلى المباراة في أي لحظة كما يفعل مع ليفربول، وخير دليل على ذلك مباراة ليفربول أمام ميلان الإيطالي في إسطنبول، ومباراته أمام كارديف في كأس رابطة المحترفين. لقد خلق بيرس مشكلة لم يكن هناك أي داع لها قبل انطلاق كأس الأمم الأوروبية عام 2012، كما لو كانت إنجلترا لم يكن لديها ما يكفي من المشكلات! إن ازدراء جيرارد وعدم منحه شارة القيادة قد فتح الباب على مصراعيه لنظريات المؤامرة، للدرجة التي جعلت البعض يقول إن بيرس قد اتخذ هذا القرار بسبب المنافسة الشديدة بين نوتنغهام فوريست وليفربول، حيث كان بيرس لاعبا في نوتنغهام فوريست، في حين ادعى البعض أن تجاهل نجم وقائد ليفربول يعكس حالة الكراهية تجاه النادي. وهناك أقاويل أخرى بأن منح شارة القيادة لباركر هي خطوة لاسترضاء هاري ريدناب، المدير الفني الحالي لتوتنهام، كي يوافق على تولي تدريب المنتخب الإنجليزي. كل هذا عبارة عن هراء في واقع الأمر، ولكنه جاء نتيجة قرار غريب لم يكن له أي داع في هذا الوقت الحرج. وكان يمكن لبيرس أن يتعامل مع ذلك الأمر بنوع من الحكمة، ولم تكن وظيفته هي إثارة وسائل الإعلام بهذا الشكل، ولكنه بهذا القرار الغريب قد تسبب في حالة من الجدل والتشكيك وعدم المصداقية.