الإنتر يستفيق من سباته ويصالح جماهيره بثنائية في شباك كييفو

فريق كلاوديو رانييري سجل فوزا مهما في يوم ذكرى تأسيس النادي

TT

أخيرا.. نجح الإنتر في استعادة نغمة الانتصارات بعد تمكنه من الفوز على مضيفه كييفو بثنائية أول من أمس (الجمعة)، في افتتاحية الجولة الـ27 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، بعد 10 مباريات أنهاها الإنتر بين تعادل وخسارة.

كان الشوط الأول من اللقاء قد انتهى سلبيا رغم أنه شهد احتساب ضربة جزاء لصالح الضيوف، غير أن سورينتينو، حارس مرمى كييفو، تمكن من التصدي لركلة الأرجنتيني ميليتو. وفي الدقيقة 42 من الشوط الثاني استطاع المدافع والتر صامويل أن يقتنص هدف التقدم للإنتر، قبل أن يعزز ميليتو النتيجة بهدف آخر في الدقيقة الأخيرة من المباراة. ليرتفع رصيد فريق كلاوديو رانييري إلى النقطة 40 في المركز السادس، فيما تجمد رصيد كييفو عند النقطة 34 في المركز العاشر. وهكذا عاد الإنتر لرفع الرأس عاليا، وفي أصعب لحظات الموسم الحالي عثر الفريق مجددا على الانتصار والتهديف خارج ملعبه.

ويبدو الفوز أمام كييفو وكأنه نهاية كابوس عاشه الإنتر على مدار 47 يوما، أو هذا على الأقل ما يمكن أن نقرأه في العين الدامعة التي رصدتها عدسات الكاميرات على وجه رانييري الذي بات الآن بإمكانه التحضير لمباراة مارسيليا في إياب دور الـ16 من «الشامبيونزليغ» بعد غد الثلاثاء من دون الاضطرار للحديث عن بلان وفيلاس بواس وكابيللو والأسماء المرشحة لتولي الفريق، لأن الإنتر حتى هذه اللحظة ما زال في قبضة مدربه الحالي. وقد قال كلاوديو عقب انتهاء اللقاء «هل صحيح أنني تأثرت بعد هدف الـ0/2؟ أجل، لكنها لم تكن دموعا. مشاعري هذه تعني أنني مرتبط بهذا الفريق. أنا سعيد من أجل هؤلاء اللاعبين الذين قدموا تجربة كبيرة واستحقوا الثلاث نقاط بعد شهر تعرضوا فيه لكثير من الصفعات من دون تحقيق أي انتصارات..». جدير بالذكر أن آخر فوز حققه الإنتر يرجع إلى 22 يناير (كانون الثاني) الفائت أمام لاتسيو. وتابع مدرب الفريق مبتسما «تأثري هذا سيكون محل قصة مكثفة في الأيام القادمة؟ مكثفة وطويلة..». وأردف «لا يمكنني الاعتقاد بأن هذا الفوز سيغير كل شيء. إذن لا أعلم إذا كنا سنصل إلى المركز الثالث في الدوري المحلي أم لا، رغم أنني وبقية الفريق نركز دائما على أقصى الطموحات. الأمر المهم الآن هو تجاوز الدوري الحالي من دوري الأبطال، وعلينا التركيز بشدة لأن فريق مارسيليا يجيد لعب الهجمات المرتدة. لكننا سنكون أيضا في حاجة إلى مساعدة سان سيرو. يلزمنا أن يكون هذا الاستاد ممتلئا عن آخره، وأن تساندنا الجماهير. اليوم رأيت التصرف الصحيح للفريق، شاهدت إنتر كبيرا. بعد ضربة الجزاء التي أهدرها ميليتو كان هناك اتجاه نحو السقوط، لكن على العكس كان اللاعبون بارعين».

يذكر أن آخر مباراة خارج ملعب الإنتر حضرها ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، كانت في نوفارا، وفي هذا الصدد صرح رانييري قائلا «موراتي جاء معنا لمساندة الفريق فحسب. دائما ما قدم إلي رئيس النادي كل الدعم، وأشعر بتفاهم كبير معه، وأعتقد أنه أيضا يثق في قدراتي». واتسعت الابتسامة على وجه كلاوديو عندما تحدث عن لاعبي فريقه «لقد رأيت العمل الجماعي في الشوط الأول.. هؤلاء اللاعبون مدهشون ولهم قلب كبير». لقد حقق الإنتر فوزه أمام كييفو في الذكرى الـ104 لتأسيس النادي، وقد صرح موراتي عقب فوز فريقه «هل هذه السعادة الكبرى؟ المهم الآن النتيجة. ثم إن الفريق في حالة نضوج وظهر بشكل جيد داخل الملعب، وهذا هو الأهم نظرا لأن هناك مباراة مهمة في انتظارنا. في الشوط الأول كان هنالك القليل من الكلام الذي يمكن التصريح به. لقد أعاد رانييري قوة الفريق والثقة. وفي نهاية المباراة تعانق الجميع وكانوا سعداء. كانت هناك ابتسامات فحسب. كل هذا في ذكرى تأسيس النادي، وهذا سبب إضافي للسعادة. نأمل أن يكون لقاء مارسيليا نقطة تحول الموسم بالنسبة لنا. لقد لعبنا بشكل جيد، ولكن يلزمنا في مباراة دوري الأبطال مزيد من الصلابة والغضب الإيجابي».

وفي نهاية المباراة تحدث القناص الهادئ والتر صامويل قائلا «كنت محظوظا في تسجيل هدف التقدم لفريقي. التهديف ليس مهنتي، ولكني سعيد من أجل الفريق. هذه الليلة كنا جميعا متماسكين بحثا عن هذا الفوز المحمود. إذن الروح موجودة. ثم من الطبيعي أنه أحيانا تفوز وأحيان أخرى تخسر، لكن المهم أن يظل الفريق متحدا. في انتظارنا مباراة صعبة، لكن بإمكاننا الفوز بها، وانتصارنا هذا سيمنحننا حماسة إضافية. أهدي هدفي إلى جميع الفريق».

وعلى الجانب الآخر، ثمة خيبة أمل كبيرة انتشرت داخل غرفة خلع ملابس كييفو الذي أهدر فرصة الخروج من اللقاء بالتعادل السلبي الذي كان يبدو قريبا للغاية من أصحاب الأرض. وقد صرح دي كارلو، مدرب كييفو، قائلا «لقد أدرنا المباراة بشكل جيد، ويؤسفني أننا أضعنا التعادل من بين أيدينا بسبب هدف جاء من كرة ثابتة. لقد دفعنا غاليا ثمن تلك اللعبة. من الصعب خسارة مباراة بهذه الطريقة. أمر مؤسف لأنه في نهاية المباراة كل الاحتمالات كانت واردة. الإنتر فريق، على أي حال، يضم العديد من الأبطال، وإذا أخطأت لحظة أمامه سينزل بك العقاب على الفريق». يذكر أن كييفو استقبل الهدفين بعدما تعرض مدربه للطرد من الملعب «كنت أطلب من مدافعي فريقي مزيدا من التركيز، ولم أقم بإهانة احد، ربما أنني أخطأت عندما خلعت عني الجاكت، وقبلها بالفعل كان الحكم قد حذرني لتجاوزي المنطقة الفنية الخاصة بفريقي».