محمد فوزي: تغييرات المدربين أضرت بالاتحاد.. وتديني أبعدني عن غيماريتش

قال إن هشام بوشروان ونونو أسيس دفعاه للاحتراف في «العميد»

TT

أكد المغربي محمد فوزي، محترف الفريق الكروي الأول بنادي الاتحاد، أن تراجع مركز فريقه في سلم ترتيب فرق دوري زين السعودي للمحترفين يعود لغيابات اللاعبين جرَّاء الإصابات التي حاصرت الاتحاد طوال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن فوزهم على باختاكور الأوزبكي في افتتاحية مواجهاتهم في دوري أبطال آسيا 2012 ما هو إلا بداية لانطلاقة قوية لفريقه، مبينا أن معسكرهم الأخير في دبي أسهم بشكل كبير في خلق التجانس الذي افتقده اللاعبون في مواجهاتهم الماضية.

وقال فوزي، في حوار لـ«الشرق الأوسط»: إن هناك نقطة سلبية أسهمت في تردي نتائج الاتحاد أيضا، وهي أن النادي شهد عدة تغييرات للمدربين، وهذا أمر لا يأتي دوما بفائدة؛ كون كل مدرب لا بد أن يأخذ وقته الكافي مع الفريق، وتابع: كما أن اللاعب الأجنبي ينبغي الصبر عليه لأكثر من مواجهتين أو ثلاث حتى يتأقلم بالشكل المطلوب مع الفريق، أما التسرع في الحكم على اللاعب من مباراة أو اثنتين فيعتبر أمرا سلبيا بطبيعة الحال.

وكشف المهاجم المغربي محمد فوزي عن أسباب تهديدات القتل التي طالته من جماهير فريقه السابق فيكتوريا غيماريتش البرتغالي، مؤكدا أنها كانت تعود لتدينه وخلافه مع مدرب فريقه، كاشفا عن مشاورته محترف الاتحاد السابق، البرتغالي نونو أسيس، قبل التوقيع مع النمور.

* ظهر الاتحاد بشكل مختلف خلال مواجهته الأخيرة أمام باختاكور عما كان عليه، كما أنك أسهمت في تسجيل هدف في المباراة، ما الأسباب برأيك؟

- الحمد لله على توفيقه لنا في تقديم مستوى جيد ونتيجة مرضية لجماهيرنا في أولى مواجهاتنا في دوري أبطال آسيا هذا الموسم، لقد كنا جميعا كلاعبين حريصين على تغيير الصورة الفنية السابقة التي ظهر بها الفريق، وذلك بالظفر بالنتيجة والمستوى، وهو ما تحقق ولله الحمد؛ إذ إن هذا الفوز يعتبر ناتجا عن الانسجام الذي ظهر به الفريق خلال مجريات المباراة، الأمر الذي جاء كفائدة من معسكرنا الأخير الذي أقيم في منطقة بجبل علي في مدينة دبي؛ حيث تدرب الفريق كمجموعة متكاملة بعد الغيابات التي كانت تحاصره، بالإضافة للنهج التكتيكي الجديد الذي عمد إليه مدرب الفريق، الإسباني راؤول كانيدا، فهذا كله نتاج عمل وجهد سابق للجميع من خلال التدريبات الصباحية والمسائية التي كنا نؤديها كلاعبين خلال المعسكر الماضي، وإن شاء الله ستكون انطلاقتنا قوية في ما تبقى من مباريات في الدوري، إلى جانب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، أما عن تسجيلي هدفي الأول في الشباك الأوزبكية، فهذا عائد لتوفيق الله ثم مساعدة زملائي اللاعبين، وهو أقل ما يقدم لجماهيرنا التي غُيبت عن الحضور بسبب قرار انضباطي آسيوي.

* هل كان لعدم وجود الجماهير دور في النتيجة باللعب من دون ضغوط مثلا؟

- الجماهير دوما هي نكهة المواجهات؛ كون متعة كرة القدم بوجودها؛ لذلك أؤكد لك أثر غيابها علينا، الأمر الذي حملنا المسؤولية بشكل أكبر لتقديم ما يرضي طموحاتهم مستوى ونتيجة والحمد الله على توفيقه.

* هل أنت راض عما قدمته حتى الآن؟

- لست راضيا بطبيعة الحال؛ كوني أجد أن لديَّ الكثير لتقديمه، كما أنني لم أخض سوى مباريات معدودة مع الفريق، فأي لاعب ينخرط في فريق ما يتطلب انسجامه مع باقي المجموعة عدة مباريات، وإن شاء الله سأكون عند حسن ظن الجميع بي خلال مواجهات الفريق المقبلة.

* ما المسببات، حسب وجهة نظرك، التي أدت لتراجع الفريق لمركز متأخر بالدوري؟

- التحقتُ بالاتحاد منذ فترة قصيرة، وكان الفريق وقتها قد شهد عدة تغييرات في المدربين، وهذا الأمر غير صحي؛ كون كل مدرب لا بد أن يأخذ وقته الكافي مع الفريق حتى يستحق الحكم المطلق على عمله، كما أن الفريق عانى غيابات في عناصره الأساسية بداعي الإصابة، ولانخراطهم مع المنتخبات الوطنية السعودية ثانيا؛ إذ إننا كنا نتدرب مع عدد من لاعبي الفريق الأولمبي لغياب العناصر الأساسية، كما أننا كلاعبين لم نجتمع سويا إلا بمعسكر الفريق الأخير بجبل علي، الذي استطاع من خلاله مدرب الفريق، الإسباني راؤول كانيدا، خلق التجانس بين اللاعبين من خلال التدريبات والمناورات التي أجراها.

* قيل إن أحد العوامل التي أسهمت في قبولك العرض الاتحادي هو تخوفك من تهديدك بالقتل من قبل مشجعي ناديك السابق فريق فيكتوريا غيماريتش البرتغالي، فما صحة مثل هذه الأقاويل؟

- المشكلة كانت في البداية مع مدرب الفريق كوني مسلما؛ فمع أول عام لي مع الفريق البرتغالي بعد توقيعي معه لثلاثة أعوام أجبرني مدرب الفريق على تدريبين صباحي ومسائي في شهر رمضان، وكنت وقتها أحاول جاهدا أن أوضح له أنني مسلم والصوم فريضة دينية تتوجب على المسلم وأنني لا أستطيع أن أتدرب صباحا ومساء وأنا صائم طوال النهار، الأمر الذي رفضه المدرب؛ حيث أجبرني على حضور التدريبات الصباحية، مما أسهم في تأثر صحتي بعدد من الوعكات؛ حيث فقدت أكثر من 6 كيلوغرامات خلال شهر، ومع ذلك قدمت في أول موسم أداء جيدا مع الفريق، وأسهمت في بلوغه نهائي البطولة بعد تسجيلي هدف التأهل للمباراة النهائية في دور الـ4؛ حيث كنت أحظى بالإشادة من الجميع حينها، وفي شهر رمضان الماضي رفضت الحضور للتدريبات الصباحية وسعيت جاهدا لتوضيح الأمر مرة أخرى للمدرب أن الصوم شريعة واجبة على كل مسلم، لكنه رفض ذلك قائلا لي: أفطر.. هذه ليست مشكلتي.. الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلا، وواصلت غيابي عن التدريبات الصباحية، ليقوم المدرب بعد ذلك بوضعي على دكة البدلاء وعدم إشراكي مع الفريق، قبل أن تهاجمني أيضا بعض وسائل الإعلام، وأصبحت خسائر الفريق تنسب لي؛ كوني لاعبا محترفا ومن المفترض أن أقدم الإضافة للفريق، هذه هي القصة ولا صحة لتهديدي بالقتل.

* هل هذا الأمر هو ما أسهم في توقيعك لنادي الاتحاد؟

- بكل أمانة لا، كنت حينها قد أخبرت وكيل أعمالي بعدم ارتياحي في غيماريتش ورغبتي بالرحيل، فكان هناك أكثر من عرض لي من أندية فرنسية وألمانية، إلا أن عرض نادي الاتحاد لي في الساعات القليلة قبل توقيعي مع النادي الألماني ومعرفتي بتاريخ النادي العريق يدفعانني إلى الموافقة على عرضه، خصوصا أنني كنت متابعا للاتحاد منذ فترة طويلة إبان احتراف هشام بوشروان بالفريق، وكنت حريصا على متابعة جميع مواجهات الفريق بجانب أنني لعبت ضد الفريق في البطولة العربية مع فريقي الوداد البيضاوي قبل 6 أعوام ماضية.

* هل لك أن تطلعنا على تفاصيل العرض الذي قدم لك؟

- كان لـ6 أشهر بنظام الإعارة وبإمكانية شراء العقد عند نهاية فترة إعارتي في حال نجاحي مع الفريق، هذا ما شمله العقد من مدة، أما الجوانب المالية فأنا لا أحبذ الحديث عنها.

* ماذا عن الإدارة الاتحادية؟ كيف رأيت دورها في دعم الفريق وتوفير متطلباته؟

- إدارة الاتحاد تقوم بعملها على أكمل وجه، ولا أجد أن هناك أي تقصير أو خلاف ذلك، بل نجد منها الدعم كله كلاعبين، ونتائج الفريق غير المرضية قد تكون هناك مسبباتها، والحمد الله على عودة الفريق لانطلاقة قوية في أولى مواجهاتنا بدوري أبطال آسيا.

* أخيرا، كيف وجدت الجماهير الاتحادية؟

- هي جماهير عاشقة ومتعطشة دوما للانتصارات والبطولات، لقد وجدت منهم كل الحب والتقدير؛ فهم، حسب رأيي، أهم مزايا الفريق الرائعة، وهم الداعم الأول للاتحاد في كل مواجهاته؛ لذلك هم مشاركون في جميع إنجازاته.