رانييري يعتمد على شنايدر وطريقة الرومبو أمام مارسيليا اليوم

5 أسباب تدفع الإنتر وجماهيره لمداعبة حلم بلوغ ثمن نهائي «الأبطال»

TT

تأثر كلاوديو رانييري بفوز فريقه أمام كييفو الجمعة الفائت أمر وارد. ولكن ماذا عن القفزات؟ هل لاحظ أحد قفزات السعادة التي قام بها لاعبو الإنتر؟ كان لاعبو الفريق يبدون وكأنهم نبع ماء ساخن يتدفق هنا وهناك أو شرارات اندفاع منبعثة من كابوس عدم الفوز الذي كان أشبه بالرخام الصعب تحطيمه، ولكن على العكس كل شيء ذاب مع الهدف الأول الذي هز به والتر صامويل شباك كييفو ثم تحطمت كل الهواجس مع الهدف الثاني الذي سجله ميليتو. والآن بدأت مهمة تجاوز مارسيليا اليوم الثلاثاء في إياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا؛ وثمة خمسة أسباب للاعتقاد بأن قفزات السعادة هذه وعبور نفق النتائج السلبية والثلاث نقاط المنتزعة بعد 30 صفعة تلقاها الفريق مؤخرا بإمكانها منح الإنتر مجددا مظهرا غاضبا وقابلا للتصديق جديرا بمواصلة الصراع في البطولة الأوروبية.

ولنبدأ حديثنا من الجانب العقلي وشخصية الفريق؛ السعادة التي تفجرت أمام كييفو والعناق الجماعي الذي اشتمل أيضا رانييري مدرب الفريق واتحاد النوايا في الكلمات والأفعال، كل هذا زاد من تماسك الفريق، الذي كان يبدو سجين حلقة مفرغة أو بالأحرى كثير من الطحن دون التقدم للأمام أبدا. والآن يبدو الفريق وكأنه عاد من جديد «إنتر مختلف».

ويبدو فريق مارسيليا الفرنسي أشبه بحال الإنتر قبل مباراة كييفو، إذ لم يعد ينجح في إيجاد الحلول الإيجابية بالدوري الفرنسي بل ودخل أيضا في دوامة غارقة من سوء الحظ جعلته أكثر هشاشة من الحالة التي كان يبدو عليها في دور الذهاب من البطولة المحلية. وعلى ملعب فولدروم في ذهاب دور الـ16 من الشامبيونز ليغ استقبلت شباك الإنتر هدفا في الدقيقة الأخيرة بعدما أهدر فرصتين حقيقيتين للتهديف. واليوم بات الإنتر، بعد مباراة كييفو التي عاد فيها أكثر إنتاجا، يعرف أن أمامه فرصة كبيرة: الفريق يبدو أفضل من الناحية العقلية وعلى الجانب الخططي عثر مجددا على توازن سيكون له دور أساسي في التصدي لهجمات مارسيليا المرتدة.

كما أن الإنتر يبدو حاليا أكثر تماسكا، بوجود شنايدر الذي يجيد لغة العباقرة والمكافحين بين صفوفه حيث سيعتمد عليه رانييري اليوم، وبخط وسطه الذي يحظى بمهارة ستانكوفيتش ويجمع بين خبرة أحد «العواجيز» والمنافسة الصحية لأحد الناشئين سواء كان بولي أو أوبي. إن طريقة «الرومبو» التي اتبعها الفريق تبدو وكأنها استدعاء دقيق لروح وهيئة الإنتر الحقيقية: صحيح أن هناك قليلا من اللعب على الأجناب (إذن فورلان سيضطر إلى الوجود حول منطقة الجزاء وسوف يستقبل باتزيني القليل من الفرص الصالحة للاغتنام) ولكن هذه الطريقة ستجعل مايكون ينشط من جديد ويرى جيدا الاتجاه المعاكس، وهو أمر بات تقريبا منسيا. لو عاد البرازيلي مايكون لسابق عهده لمجرد ليلة واحدة لن يكون بإمكان مارسيليا سوى التضرع للرب.

ويعد بلوغ دور ثمن النهائي بالنسبة للفريق الذي فاز من قبل بكل شيء، هو الهدف الأكثر مناشدة لدفع الانتقادات عن الفريق: أشخاص مثل جوليو سيزار وكامبياسو وزانيتي ولوسيو وصامويل وميليتو وشنايدر يتوقون شوقا لإمكانية التصريح إلى العالم بأسره: «الذي انتهى هو أنتم وليس نحن».

وهو ما صرح به كلاوديو رانييري بوضوح: «سان سيرو، ساعدنا». وبالفعل تم بيع نحو50 ألف تذكرة تم طرحها لمباراة الإنتر - مارسيليا. إذن جماهير الإنتر جميعها جاهزة لمعايشة ليلة صخرية في موسم كان يبدو مثل الاسطوانة المشروخة.