«مستقبل الكرة السعودية».. مطالبات بصقل المواهب وترسيخ مبدأ الاحترافية الحقيقية في العمل

خبراء ومسؤولون يكشفون لـ «الشرق الأوسط» عن رؤاهم للمرحلة المقبلة

TT

«ماذا تحتاج الكرة السعودية، وما الذي تنتظره من الجمعية العمومية المقبلة للاتحاد السعودي لكرة القدم؟»، سؤالان بدوا مختلفين في ظاهرهما إلا أنهما يسيران نحو طريق واحد وهو مستقبل كرة القدم في السعودية وحالها بعد الإخفاق الأخير الذي حدث لها عقب خسارة المنتخب السعودي أمام نظيره الاسترالي 4-2 والفشل في الوصول لمونديال العالم 2014 المقرر إقامته في البرازيل، والخروج لأول مرة عبر المرحلة الثالثة الآسيوية المؤهلة للتصفيات الأخيرة، وما أعقب ذلك من أحداث كان أبرزها إعلان الأمير نواف بن فيصل استقالته من رئاسة اتحاد القدم، وحل كافة المجلس السابق، وإصدار قرار يقضي بتكليف أحمد عيد بتسيير أمور الاتحاد حتى عقد جمعية عمومية عقب نهاية الموسم الحالي.

«الشرق الأوسط» طرحت على الخبراء الرياضيين هذين السؤالين، فكانت الإجابات مختلفة تارة، ومتشابهة في تارة أخرى، ويظل الإجماع الأهم والأوحد أننا حاليا في وضع «سيئ» يجب أن نسعى جاهدين لتصحيحه قبل فوات الأوان.

البداية كانت مع الدكتور مدني رحيمي الناقد الرياضي المعروف الذي رفض أن يكون ما يحدث لدينا خللا جذريا أو نقصا في المواهب، مشيرا إلى أن الخلل إداري فقط، وقال: ما يحدث لدينا خلل في الإدارة فعمل الإدارات في الأندية يؤدي إلى الإنتاج غير الجيد، أما المواهب فلدينا قاعدة في الفئات السنية جيدة على صعيد المنتخبات، ولكن كيفية التعامل معها سيئة، فنحن لم نتأهل لأولمبياد لندن والسبب تخبط إداري وعدم تنظيم بتعاقب مدربين، وكل مدرب يضع قائمة تختلف عن الأخرى، فمثلا لدينا بطولة للشباب على صعيد المنتخب يجب أن أعرف كمسؤول ماذا يجب أن أفعل، لكي أقوم بتجهيز عناصر الفريق قبل البطولة بفترة كافية، وهذا مع الأسف لا يحصل لدينا، فالقاعدة تقول «إنتاج جيد من الأندية مع إدارة جيدة من المنتخبات تساوي منتخبا جيدا ومنافسا».

وأشار الدكتور مدني إلى أن الأندية تركز على نتائج وقتية دون النظر والتفكير في المستقبل، وقال: من المؤسف أن نعيش في عصر بعيد عن الخصخصة، فرئيس النادي يأتي متطوعا، وإذا لم يحقق بطولات فإن الجماهير ومن قبلها الإعلام توجه له سيلا من الانتقادات، فالدخول عن طريق الأندية لمدة أربعة مواسم يدفع الجميع للبحث عن بطولة تسجل باسمه، كما أن الإعلام يهيج الجماهير في حال عدم تحقيق بطولات، نعم يجب أن ينتقد الإعلام العمل الخاطئ ولكن لا تهيج الجماهير ضد إدارات الأندية، فنحن لدينا منظومة رياضية بحاجة لإعادة النظر فيها، وأتمنى أن النظام الجديد يسمح لمواليد السعودية باللعب في المنتخبات الوطنية فهذا حق مشروع في كافة دول العالم وليس لدينا فقط.

وعن الجمعية العمومية وماذا يريد منها وما هي مواصفات المجلس، قال رحيمي: قبل أن يأتيني مجلس إدارة أو عضو مجلس أريد معرفة ماذا سيعمل المنتخب، وأنا أوجه له رسالة، يجب أن نختار بضمير وأمانة، ولا يهمني كونه صاحبا أو قريبا فأنا أختار الرجل المناسب في المكان المناسب، ولا أحد يملي علي شيئا، إنما أختار بضمير، نعم قد يكون في الانتخابات اختيار أشخاص ليسوا أكفاء، وهذا ليس خطأ الشارع الرياضي وإنما خطأ الجمعية العمومية، لنجرب ولو لمرة واحدة أن يكون رئيس اتحاد القدم من غير «الشخصيات الاعتبارية» فإذا نجحت التجربة فهذا أمر جيد، فأنا لست ضد أحد ولكن المسألة مسألة تجربة فقط.

أما نائب رئيس الهلال السابق المهندس طارق التويجري فكشف عن أن الكرة السعودية تحتاج في الفترة المقبلة إلى العمل وفق مفهوم التخطيط الاستراتيجي، وقال: ذلك أهم ما نحتاجه، ويبدأ هذا التخطيط من أعلى الهرم متمثلا في المؤسسة والهيئة الرياضية حتى يصل ويتجزأ من خلال الأندية المختلفة، ودون هذا التخطيط وتحديد الأهداف والأولويات وفق الموارد المالية الحالية والواعدة، ودون وضع الأنظمة المناسبة والهياكل الإدارية المثالية وخلق الأجواء الاحترافية الخلاقة فإنه سيستمر الوضع في تخبطه وستستنزف الجهود والأموال أكثر وأكثر، فباختصار التخطيط السليم الاستراتيجي هو الأساس الذي يقوم عليه المشروع الرياضي بأكمله.

وعن الجمعية العمومية للاتحاد السعودي ومواصفات المجلس المقبل، قال التويجري: قبل أن أعبر عما أريده من الجمعية العمومية لأتساءل عن ماهيتها، وآلية تشكيلها ومواصفات أعضائها باختلافهم، يجب مراجعة ما هو موجود في النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم، واختبار جودته فيما يخص هذا الأمر وبالتالي تطويره إن احتاج الأمر كذلك بعد موافقة الفيفا، فالجمعية العمومية هي الأهم وهي الجهة التي سينبثق منها معظم مكونات وأركان المؤسسة الرياضية.

وعن وجود أسماء محددة يتمنى أن يشاهدها في المجلس سواء كرئيس أو عضو، قال التويجري: الأسماء مهمة بلا شك ولكن الأساس هو المضامين والنظام تحديدا، فمثلا لو تم انتخاب رئيس اتحاد مميز بينما بقية أعضاء الاتحاد المنتخبين متواضعون فلن يكون بمقدور رئيس الاتحاد عمل شيء ما، لذا أنا أنادي بأن تدرس بعناية مواصفات المرشح والمنتخب وأفضل حقيقة وفق تجربتنا السابقة في ميادين مختلفة من خلال أسلوب الترشح بنظام القوائم، حتى لو كان بنسبة محددة على الأقل، ليضع بعدها كل مترشح برنامجه وأجندته ورؤيته المستقبلية حتى يكون الجميع على قناعة تامة وتبصر كبير فيمن ينتخبون.

أما رئيس نادي الرائد فهد المطوع فهو يرى أن ما حدث في الفترة الأخيرة هو نتاج عمل قديم وتراكمات وهذا أمر كان واضحا بشكل كبير خلال التصفيات الآسيوية الأخيرة، وقال: أعتقد أن خروجنا بداية صفحة جديدة لمرحلة مقبلة، واليوم الذي انتهت فيه مباراة استراليا هو بداية تأسيس جديد، ولو كان هناك لاعبون شُبان في مواجهة استراليا لاختلف الوضع، وهذا لا ينقص من اللاعبين الحاليين فهم خدموا الكرة السعودية فترة والآن حان وقت الإحلال، عموما هذه دورة كروية فنحن كنا مسيطرين على آسيا والآن أصبحنا نترنح فيها وبإذن الله نعود.

وعن ماهية الخطوات المستقبلية التي يفترض القيام بها قال المطوع: الفئات السنية سيكون لها حظ كبير في الاهتمام فالأندية تزخر بالمواهب، وإذا كنا نخطط لـ2018 لن نعاني، وأتمنى أن نضع مدة زمنية نعمل خلالها، وأعتقد أن لدينا وقتا كافيا وأولى خطوات التصحيح هي استقالة الأمير نواف بن فيصل واتحاد القدم، ومن المفترض أن تتبعها خطوات تصحيحية بفصل اتحاد القدم عن الرئاسة العامة بإدارة مستقلة، وبتعاون الجميع لن يكون هناك إخفاقات مستقبلة طالما أنه عمل حقيقي وليس تنظيرا فقط.

وحول مطالبات البعض بأن الخطوات التصحيحية تبدأ من الأندية قال رئيس الرائد: هذا صحيح ولكن يجب أن يكون التعاون من الجميع، فإذا كانت الأندية لا تحصل على حقوقها وليس لديها منشآت ولا ملاعب وتئن ولا أحد يسمع لها أعتقد لن يكون لدينا منتخب ولن نتطور، فالمواهب تأتي من الأحياء والمدارس إلى الأندية لصقلها وإذا لم تجد هذه المواهب بيئة مميزة فلن تتمكن من تنمية قدراتها.

وأخيرا عن ما يريده من الجمعية العمومية المقبلة، والأسماء التي يتمنى وجودها قال المطوع: لا يوجد لدى أسماء معينة فقط أتمنى أن يترشح الأشخاص القادرون على خدمة الرياضة في البلد، أما من لا يمكنه تقديم شيء فيمكنه المساعدة بطرح الآراء المتزنة بعيدا عن العوامل الشخصية وإذا لم يكن قادرا على ذلك فيلتزم الصمت مشكورا.

أما قائد المنتخب السعوديالسابق فؤاد أنور فأوضح أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تخطيط بهدوء بعيدا عن العشوائية التي كانت عنوانا للفترة الماضية، وقال: أتمنى أن تكون هناك إدارة شؤون منتخبات حقيقية لا بالاسم فقط، وتضم لاعبين سابقين ومدربين وإعلاميين برئاسة إحدى الشخصيات الرياضية ذات الخبرة، ويتم عمل تقارير من مديري هذه المنتخبات للجنة شؤون المنتخبات التي تتواصل مع رئيس اتحاد الكرة وتناقش هذه التقارير مع أشخاص فنيين، وهذه اللجنة يكون دورها أيضا متابعة اللاعبين في الأندية ويكون لها دور فعال على أرض الواقع، فنحن نشاهد الآن مدير المنتخب يتنقل بين عدة منتخبات ولا يمكن لأي شخص أن يعطي عملا مميزا إذا كان فكره مشتتا.

وعن الجمعية العمومية، قال أنور: لا يمكن أن أطرح أسماء معينة، ولكن هناك إداريين ورؤساء أندية ولاعبين سابقين عاشوا المرحلة السابقة للكرة السعودية وهؤلاء يجب أن يدخلوا معترك الرياضة لدينا، فالكرة السعودية في الفترة المقبلة تحتاج لمتخصصين بإمكانهم حل المشكلات التي تعتري رياضتنا، أتمنى أن يجد الشباب فرصتهم في الاتحاد وفي كافة لجانه، فوسطنا الرياضي زاخر بالقدرات الإدارية.

وعرج قائد المنتخب السعودي السابق فؤاد أنور بالحديث على الاحتراف، حيث قال: يجب أن يكون الاحتراف لدينا كاملا وليس على الورق فقط، ولا بد أن تجبر الأندية على تطبيق الاحتراف بوجود حصتين تدريبيتين «صباحية ومسائية»، ويجب أن نحد من الخطر الذي تفشى في لاعبينا وأنديتنا فالعلة ليست في المنتخب فقط، فهي تبدأ من الأندية، ومتى ما كان لدينا انضباط وأندية قوية سيكون لدينا منتخب قوي، ونشاهد حاليا عند انضمام اللاعبين لمعسكرات المنتخب يحتاجون لإعداد من جديد لأنه لا يوجد تمارين صباحية ووجبات غذائية صحية.

ومن جهته أشار الناقد الرياضي الدكتور تركي العواد إلى أن هناك عدة خطوات يجب القيام بها للنهوض بالرياضة السعودية، حيث قال: أعتقد أن الخطوة الأهم من وجهة نظري أن ندرك أن هذا هو مستوانا الحقيقي بحيث نعود من جديد للمدرسة الواقعية وأنه حدث لدينا هبوط في المستوى خلال السنوات الأربع الماضية مما أوصلنا إلى هذه الدرجة، ومشكلتنا أن طموحاتنا أعلى من إمكاناتنا، ونضغط بها على اللاعبين والمدربين، أما الخطوة الثانية التصحيحية فتأتي بواسطة الاهتمام بالفئات السنية، وأعتقد أن الخطوة الأكثر أهمية أن يكون هناك صرف على الرياضة بشكل أكبر، فلا يمكن أن تتطور رياضتنا ما لم تكن هناك توجهات للدولة من أجل الصرف عليها، فالرياضة لم تعد كالسابق فهي الآن واجهة لأي دولة وما يدفع فيها يعد استثمارا يساعد على تطور البلد وسمعته، وهذا جانب مهم ومشرق لكثير من الدول التي باتت تستخدمه حتى في السياسة الخارجية، والرياضة أصبحت صناعة فالدول التي تملك المال لديها منتخب قوي ودوري قوي وأندية قوية.

وعما يقال بأن التصحيح يبدأ من الأندية، قال العواد: بكل تأكيد الأندية عامل مساعد، فاللاعب يأتي منها، ولكن الأندية لا يمكن أن تعمل إذا كانت تعيش تحت خط الفقر، والنقطة الأكبر أهمية أن تضخ أموال كبيرة لدعم الأندية والاتحادات الرياضية، إذا أردنا أن نعود أقوياء يجب أن يكون هناك مشروع تتبناه الدولة، وهذا يشترط أن يكون لدى الرئاسة استراتيجية واضحة ومشروع كبير لتطوير الرياضة كما حدث في تطوير القضاء والجامعات، وأعتقد أن الكرة في ملعب الرئاسة العامة، رغم أن لدينا مشكلة أخرى أيضا وهي أن من يقود الرياضة هم أشخاص علاقتهم بالرياضة ضعيفة وليسوا نتاجا لها.

وعن الجمعية العمومية قال العواد: بالنسبة لي غير واضحة، وكذلك الحال بالنسبة للاتحاد السعودي الذي أراه غير واضح، ولا أعرف كيف سيشكل، ومن الأشخاص الموجودين، ولكن أتمنى أن تعود الرياضة للرياضيين، وأعتقد أننا بحاجة لاجتماعات كثيرة قبل عقد الجمعية العمومية لنعرف إلى أين نحن نسير، وألا تتخذ القرارات كرد فعل.

المنسق الفني بنادي النصر سابقا والمدرب الوطني علي كميخ أكد أن استقالة الأمير نواف كانت أولى خطوات التصحيح لفتح المجال للعملية الانتخابية، وبدء خطوات جديدة في تاريخ الكرة السعودية، رافضا أن تكون الرياضة السعودية تعاني نقصا في المواهب، وقال: قناعتي الكاملة أن المواهب لدينا كثيرة بما فيه الكفاية، ولكن يجب علينا إعطاء فرصة للاعبين من خلال المشاركات الدولية وفق تحديد وتقنين المسابقات، ولا بد من استقلالية الأجهزة الفنية في كل منتخب وتكون مرجعيتهم لجنة المنتخبات والأخيرة يجب أن تكون مستقلة عن اتحاد القدم بحيث لا يكون رئيسها هو ذات الشخص، ولا بد علينا أن ننظر لما بعد 2014، ومن وجهة نظر متواضعة جدا أقدمها من خلال خبرة ميدانية يجب أن يكون مدرب المنتخب يساعده طاقم كامل من مدربين وطنيين كما يحدث في معظم دول العالم شريطة أن يكون المدرب الوطني متفرغا أيضا حتى يمنح المنتخب حقه الكامل.

وعن الجمعية العمومية المقبلة، قال كميخ: أتمنى أن يكون لصناديق الاقتراع كلمة، فالأندية تقدم مرشحيها أصحاب الكفاءة والخبرة وفق الضوابط التي تأتي في مقدمتها المؤهلات والخبرة والعمر، أيضا يتم فتح مجال الترشح لأصحاب الكفاءات وخريجي الجامعات، وليس لدي أسماء معينة، وأنا أثق في صناديق الاقتراع.

مدير الكرة السابق بنادي الاتحاد حمد الصنيع يرى أن الكرة السعودية تحتاج إلى تطوير الاحتراف والمنهجية التي تسير عليها الأندية، وقال: المشكلة الأساسية من وجهة نظري في بناء اللاعب من كل ناحية سواء البدنية أو الطبية أو العقلية أو النفسية، فمثلا نجد اللاعب لديه موهبة ولكن لم يصقل بشكل صحيح، وعندما يصل للفريق الأول تجد العوامل الخارجية هي من تعمل الفارق مع اللاعب السعودي، وعلى سبيل المثال القوة والسرعة وبناء العضلات والعقلية الاحترافية هي أشياء مكتسبة في حياة اللاعب ولكن الموهبة لا تكتسب على عكس الأشياء السابقة التي حصل عليها من خلال مروره بالفئات السنية والمنتخبات، فهنا يجب أن يكون لدينا نهج أساسي واحترافية نفرضها على اللاعب بحيث عندما يصل للفريق الأول يكون لاعبا متكاملا وهنا يعمل الفارق، وتحقيق ذلك يعني أننا نبحث عن احتراف إداري.

وعن الجمعية العمومية المقبلة للاتحاد السعودي لكرة القدم قال الصنيع: بكل أمانة أنا لا أبحث عن رئيس اتحاد فقط بقدر ما يهمني وجود مجلس إدارة متكامل ولا نشخص العمل في رئيس فهنا الخطأ، نحن لا نبحث عن مجلس إدارة مجتمع في ظل وجود من يسرب الأخبار إلى الخارج، فدور البطولة الشخصية انتهى، ونحن نريد بطولات داخل الميدان لا خارجه، بمعنى أننا نريد أعضاء مجلس إدارة فعالين ويكون لدينا قاعدة إدارية قوية متكاملة يذهب مجلس ويأتي آخر ويكون النسق واضحا ولا يرتبط العمل بشخص، ونحن نتكلم عن مرحلة سيكون فيها القرار بالتصويت والرئيس لديه صوت واحد كبقية الأعضاء، ويكون لديه صوتان في حال تعادلت الأصوات ليتمكن من الترجيح، وأعتقد لو جاء رئيس اتحاد ومعه ستة أو سبعة أعضاء ضد رأيه فإن المجلس سيسقط.