صرح هاري ريدناب مدرب توتنهام هوتسبير بأنه غير متأكد من قدرته على تولي منصب مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم الشاغر، وقال إنه سعيد بالعمل في وايت هارت لين معقل توتنهام وملمحا إلى أن تولي مسؤولية المنتخب الوطني قد يكون محبطا للغاية.
ويتصدر المدرب البالغ من العمر 65 عاما الترشيحات لخلافة الإيطالي فابيو كابيللو الذي استقال من تدريب إنجلترا الشهر الماضي وتقول جماهير ووسائل إعلام إنه أفضل الخيارات لقيادة إنجلترا في بطولة أوروبا 2012.
ويصر ريدناب على أن أحدا من اتحاد الكرة الإنجليزي فاتحه في هذا الموضوع. وعين الاتحاد الإنجليزي ستيوارت بيرس مدربا مؤقتا حتى يختار مدربا دائما.
وأفادت تقارير إعلامية أن توتنهام عرض على ريدناب تعديل عقده بما يضمن تحسين راتبه وتوفير ميزانية أكبر له للتعاقد مع لاعبين جدد.
وقال ريدناب في مقابلة مع صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية: «عندما تدرب أحد الأندية فإنك تبحث عن مهاجم وتتعاقد معه. عندما تكون مدربا للمنتخب الوطني يتعين عليك الاعتماد على التشكيلة الموجودة من اللاعبين في بلدك، وإذا لم يكن لديك هذا المهاجم فإنك لن تتمكن من التعاقد مع شخص للقيام بهذا الدور كما أنك نادرا ما ترى اللاعبين، وتجتمع بهم ليومين فقط كل شهر وبالتالي تكون الأمور صعبة جدا».
وردا على سؤال بشأن إذا ما كان يرغب في تولي تدريب منتخب إنجلترا قال ريدناب: «لست واثقا، أرتبط بعمل جيد جدا في توتنهام وأحب الأجواء هناك. لكن لا أحد يدري ما الذي يمكن أن يحدث. لننتظر ونرى».
وعلى مدار الشهر الماضي خيمت قضية منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي منذ رحيل المدير الفني الإيطالي فابيو كابيللو إثر خلاف بينه وبين الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بشأن أحقية نجم تشيلسي جون تيري في ارتداء شارة قائد المنتخب، وتم التركيز على ريدناب بأنه المرشح الأمثل وتم توجيه الكثير من الأسئلة للمدير الفني لنادي توتنهام الذي يحظى بتأييد عدد كبير من المديرين الفنيين واللاعبين في إنجلترا. ويساور ريدناب شعور مختلط عندما يطرح عليه سؤال عن استعداده لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، فرغم أنه صرح بأن «أقصى» طموح أي مدير فني إنجليزي هو أن يشغل منصب المدير الفني لمنتخب بلاده، فإنه اعترف بصعوبة التخلي عن توتنهام بعد مسيرة ناجحة مع الفريق على مدار 3 أعوام.
ومن المؤكد أنه يمكن إيجاد بعض المبررات التي تدفع ريدناب الذي بلغ عامه الخامس والستين للتخلي عن عناء السفر يوميا لمسافة 125 ميلا من منزله في الساحل الجنوبي حتى يصل لملعب التدريب في توتنهام، ولكنه اعترف بأنه سعيد للغاية في لندن وبأن التحديات التي يواجهها المديرون الفنيون للأندية تختلف تماما عن التحديات التي يواجهها مدربو المنتخبات.
ومن جهته، أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أنه على استعداد للانتظار حتى نهاية الموسم حتى يعلن عن قائمة المرشحين لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، حتى لا يتم تشتيت انتباه أي مدير فني لأي ناد قد تشمله قائمة الترشيحات.
ويصر ريدناب على أنه سيواصل العمل بشكل عادي وطبيعي مع نادي توتنهام، حتى يستدعيه الاتحاد الإنجليزي، كما أعلن أنه قد بدأ بالفعل في إجراءات ضم اللاعبين الجدد الذين يود النادي الاستعانة بخدماتهم في فترة الانتقالات الصيفية. وقد أعرب ريدناب عن إعجابه بلاعب خط وسط نادي ليل الفرنسي والمنتخب البلجيكي إدين هازارد، وكشف عن رغبة رئيس النادي دانيل ليفي في الحصول على خدمات النجم البلجيكي. وأضاف ريدناب: «رئيس النادي مستعد لدفع الأموال مقابل الحصول على موهبة استثنائية مثل إدين هازارد. لقد شاهدته عدة مرات، كان آخرها في مرسيليا، كما شاهدته في نهائي كأس فرنسا العام الماضي، ولكني أعرف أنه أصبح محط أنظار فريقي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، ولذا سيكون من الصعب الحصول على خدماته، ومع ذلك فأنا أحبه كثيرا».
ونفى ريدناب التكهنات المثارة حول أن التراجع الحاد في مستوى ونتائج توتنهام يرجع إلى تشتت ذهنه مع اقترابه من تدريب المنتخب الإنجليزي.
وخسر توتنهام 3 مباريات متتالية منذ إثارة تكهنات حول قرب ريدناب من تولي تدريب المنتخب الإنجليزي خلفا لكابيللو.
وسقط توتنهام على ملعب آرسنال 2-5 ثم خسر على ملعبه أمام مانشستر يونايتد 1-3 وأخيرا خسر على ملعب إيفرتون صفر-1.
ولكن لدى سؤال ريدناب حول ما إذا كان تراجع نتائج توتنهام يعود إلى الشائعات حول قرب من الرحيل عن وايت هارت لين، أوضح قائلا: «هذه الأقاويل مجرد هراء.. كيف يمكن لذلك أن يزعزع استقرار الفريق عندما يلعب بنفس أدائه المعهود؟ لقد ظهر الفريق بنفس مستواه ولكن الأمور لم تسر في صالحه».
وأكد: «لقد خضنا 3 مباريات في غاية الصعوبة، مانشستر يونايتد، آرسنال وإيفرتون،. وإيفرتون فاز على مانشستر سيتي وتشيلسي، إنه يعيش حالة من الازدهار».
ويتعرض توتنهام لضغوط كبيرة للحفاظ على بقائه ضمن الأربعة الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز وتأهله لبطولة دوري أبطال أوروبا العام المقبل. حيث يطارده كل من آرسنال وتشيلسي. ويلعب تشيلسي من دون مدير فني دائم بعد الإطاحة بالمدير الفني البرتغالي الشاب أندريه فيلاس بواس، والذي يعتقد ريدناب أنه قد واجه مهمة مستحيلة مع الفريق بسبب النفوذ الذي يحظى به اللاعبون الكبار في «ستامفورد بريدج».
وقال ريدناب: «لقد تولى قيادة فريق يضم مجموعة من اللاعبين العجائز الذين يرتبطون بعلاقات وثيقة مع مالك النادي رومان إبراموفيتش، ولذا كانوا يحظون بنفوذ كبير داخل النادي. لقد تعاملت بالفعل مع بعض اللاعبين الذين كان يصعب التعامل معهم، ولكني لم أواجه مثل هذه المشكلة من قبل. قد يكون هناك نوع من التضامن بين اللاعبين، ولو أبقيت لاعبين اثنين منهم مثلا على مقاعد البدلاء، فسيشعر البعض بعدم السعادة وهو ما سيساعد على تعقيد الأمور داخل الفريق. ربما حاول بواس أن يغير الأمور بسرعة كبيرة، ولكنه سيتعلم من تلك التجربة بكل تأكيد». وانضم ريدناب إلى توتنهام قادما من بورتسموث في 2008 وأحدث تحولا في حظوظ النادي ليصبح من المنافسين الجادين على أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري الممتاز.