بغض النظر عما إذا كانت التكهنات التي تحيط بهوية المدير الفني القادم للمنتخب الإنجليزي تؤثر على المدير الفني لنادي توتنهام هوتسبر هاري ريدناب أم لا، إلا أنها بكل تأكيد تلقي بظلالها على نادي توتنهام ولاعبيه. ودائما ما يبحث اللاعبون عن مبررات لسوء الأداء والنتائج، وبما أن نادي توتنهام هوتسبر قد تجرع مرارة الهزيمة في آخر ثلاث مباريات على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، فهذا يعني بوضوح أن الأمور لا تسير على ما يرام في معقل السبيرز في «وايت هارت لين».
ووفقا لآلان هانسن لاعب ليفربول السابق والناقد الرياضي بصحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية فإن المشكلة تكمن ببساطة في أن لاعبي الفريق يقرأون الصحف والمجلات ويشاهدون البرامج الرياضية كل يوم ويسمعون أن المدير الفني لفريقهم هو المرشح الأوفر حظا لتولي الجهاز الفني للمنتخب الإنجليزي، ولذا من الطبيعي أن يفقدوا تركيزهم ويتساءلوا عن تأثير رحيل ريدناب. وأعتقد أن هذا الأمر سوف يؤثر بكل تأكيد على ريدناب ويفقده تركيزه بشكل كبير.
وفي الحقيقة، وقع ريدناب بين المطرقة والسندان، لأنه يسمع بشكل يومي عن ترشيحه لتولي منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، في نفس الوقت الذي يعمل فيه جاهدا على إعادة توتنهام إلى المسار الصحيح في الدوري الإنجليزي. وعلى الرغم من أنه لم يقترف أي خطأ في ذلك، فإنه يعاني من حيرة شديدة تنعكس بكل تأكيد على أداء توتنهام داخل المستطيل الأخضر، وتوضح بما لا يدع مجالا للشك أن الهزيمة في ثلاث مباريات متتالية ليست مجرد سوء حظ أو من قبيل المصادفة.
ومع ذلك، ثمة طريقة سهلة يتعين على توتنهام اتباعها حتى يخرج من المأزق الحالي، فلو كنت أنا صاحب القرار في النادي، لعرضت على ريدناب عقدا للبقاء مع الفريق لمدة أربعة مواسم قادمة وإعطاءه الصلاحيات اللازمة للتعاقد مع لاعبين جدد يمكنهم مساعدة النادي على الوصول لمستوى أفضل. وأعتقد أنه يتعين على توتنهام أن يتخذ قرارا حاسما وجريئا - في الوقت الذي يعاني فيه الاتحاد الإنجليزي من حالة من التردد - وأن يقدم لريدناب عرضا يغريه بالبقاء مع الفريق. ولا أعلم ما إذا كان ريدناب يريد تولي القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي أم لا، ولكن الشيء المؤكد هو أنه يتعين على توتنهام التحرك بسرعة حتى يستطيع ريدناب التركيز مع الفريق.
وبالطبع، لم يكن لتوتنهام أي دخل في تلك المشكلة، ولكن كل ذلك كان بسبب رحيل المدير الفني الإيطالي فابيو كابيللو بسبب خلافه مع الاتحاد الإنجليزي بشأن شارة قيادة المنتخب. ومنذ رحيل كابيللو وترشيح ريدناب لتولي المنصب - على الأقل من جانب وسائل الإعلام ومتابعي كرة القدم في إنجلترا - تحول توتنهام من فريق خطير ينافس على قمة الدوري الإنجليزي الممتاز إلى نادٍ يحاول الهروب من مطاردة آرسنال وتشيلسي على المركز الثالث في جدول الترتيب العام، والخوف من أن يجد الفريق نفسه في نهاية الموسم خارج دائرة الأربعة الكبار، ومن ثم يبتعد عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، وهو ما يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن توتنهام هو من دفع فاتورة رحيل كابيللو عن المنتخب الإنجليزي، وليس أي طرف آخر.
ويوضح آلان هانسن أنه حتى الآن لم يصرح أي مسؤول في الاتحاد الإنجليزي بأن ريدناب هو المدير الفني القادم للمنتخب الإنجليزي. وعلى الرغم من أن ريدناب مرشح بقوة لذلك المنصب الرفيع، فإننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان هو المرشح الأقوى من قبل الاتحاد الإنجليزي نفسه أم لا. ويضيف آلان هانسن: «إنني أتفهم لجوء الاتحاد الإنجليزي للسرية في هذا الإطار، لأنه يتعين عليهم اختيار المدير الفني الأكفأ والأنسب للمنتخب الإنجليزي في هذه المرحلة الصعبة وتجنب أخطاء الماضي». ومع ذلك، كان من الغريب للغاية أن يطالب الاتحاد الإنجليزي المديرين الفنيين للأندية التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز أن يمتنعوا عن التعليق على هوية المدير الفني القادم للمنتخب الإنجليزي، لأن الجميع قد بدأوا الحديث عن ذلك بالفعل منذ الوهلة الأولى لرحيل كابيللو، ولذا لم يكن هناك أي داعٍ لمطالبة المديرين الفنيين للأندية بالصمت. وإذا كان ريدناب هو المدير الفني القادم للمنتخب الإنجليزي، فأعتقد أن الاتحاد الإنجليزي قد آثر الصمت حتى نهاية الموسم أو حتى يضمن توتنهام المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، حتى لا يضطر إلى الدخول في معركة مع توتنهام لتعويضه عن الخسائر التي قد يتعرض لها.
ومع ذلك، فإن السياسية التي يتبعها الاتحاد الإنجليزي غير صحيحة، لأننا نتحدث عن منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي والذي يعد «أقصى» طموح أي مدير فني إنجليزي، وأعتقد أن الاتحاد لن ينجح في التعاقد مع مدرب كفؤ بمقابل زهيد. وقد دفع الاتحاد الإنجليزي مبالغ طائلة للتعاقد مع مديرين فنيين في السابق، ولذا لن يتمكن من التعاقد مع مدير فني قدير مثل ريدناب دون أن يدفع الكثير. صحيح أننا ننظر إلى منصب المدير الفني للمنتخب الإنجليزي على أنه أفضل منصب يمكن لأي مدير فني إنجليزي أن يصل إليه، ولكن يتعين علينا أيضا ألا ننسى أنه أصعب منصب في كرة القدم الإنجليزية، ولا سيما إذا كان مقياس نجاح أي مدير فني قادم هو الحصول على لقب كأس العالم. ولذلك، إذا أردت أن تتعاقد مع مدير فني قدير مثل ريدناب لهذا المنصب الصعب، فيتعين عليك أن تدفع له الكثير.
وخلاصة القول هي أنه يتعين أن يكون هناك حل لهذه المشكلة على المدى القريب لأنها قد خلقت حالة من عدم التركيز في توتنهام، ولا يريد النادي أن يكون هناك مبرر جاهز من قبل اللاعبين في حال فشل الفريق في إنهاء الموسم ضمن الأربعة الكبار وضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم.