يحتاج تشيلسي إلى استعادة نغمة الانتصارات أوروبيا مثلما استعادها محليا ليحجز الفريق بطاقة تأهله إلى دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب نابولي الإيطالي. كما يحتاج ريال مدريد إلى نقل نغمة انتصاراته المتتالية في الدوري الإسباني إلى مسابقة دوري الأبطال ليلحق بقافلة المتأهلين إلى دور الثمانية في البطولة التي سبق له أن أحرز لقبها تسع مرات (رقم قياسي) ولكنه لم يتوج بلقبها منذ عام 2002. ويستضيف تشيلسي فريق نابولي الإيطالي اليوم في إياب دور الستة عشر للبطولة بعدما حقق نابولي الفوز 3-1 على ملعبه ذهابا كما يستضيف ريال مدريد فريق سيسكا موسكو الروسي الذي حقق التعادل مع الفريق الملكي 1-1 في لقاء الذهاب بالعاصمة الروسية موسكو.
تشيلسي x نابولي لم يحقق تشيلسي أي فوز في آخر خمس مباريات خاضها على ملعبه في الأدوار الفاصلة بدوري الأبطال ولكنه يحتاج اليوم إلى الفوز بهدفين نظيفين أو بفارق أكثر من هدفين على ضيفه نابولي من أجل العبور إلى دور الثمانية الأوروبي. ودفعت الهزيمة أمام نابولي 1-3 ذهابا مسؤولي نادي تشيلسي إلى إقالة المدرب البرتغالي أندريه فيلاس بواس من منصب المدير الفني للفريق وإسناد المهمة إلى الإيطالي روبرت دي ماتيو الذي نجح في قيادة الفريق إلى انتصارين متتاليين على حساب برمنغهام 2-صفر في كأس الاتحاد الإنجليزي وستوك سيتي 1-صفر في الدوري الإنجليزي.
وكان حفاظ تشيلسي على شباكه نظيفة في المباراتين مصدر تفاؤل لجماهيره خاصة أن الفريق سيعول كثيرا على الدفاع في مباراة اليوم حتى لا يصبح بحاجة إلى هز شباك منافسه بعدد أكبر من الأهداف. وقال دي ماتيو «يتعين علينا اللعب بشكل متوازن لأن نابولي يهدد مرمى منافسيه بشكل جيد من الهجمات المرتدة ولديه بعض اللاعبين الذين يمكنهم جرح المنافس». وأضاف «عندما يأتون إلينا في استاد ستامفورد بريدج اليوم، سيواجهون فريقا جيدا وعظيما. سنجعل الأمور صعبة بالنسبة لهم ونحاول قلب النتيجة لصالحنا».
أما نجم الفريق الجديد الإسباني خوان ماتا صاحب هدف الافتتاح ذهابا، فقال: «من الدقيقة الأولى، علينا خلق الفرص للتسجيل. نعلم أنهم يملكون مهاجمين جيدين جدا».
ويعود إلى صفوف تشيلسي في هذه المباراة اللاعب جون تيري قائد دفاع الفريق بعد تعافيه من الإصابة في الركبة كما يعود زميله أشلي كول بعد تعافيه من الإصابة أيضا لتكون كل الأوراق متاحة أمام دي ماتيو لاختيار التشكيلة المناسبة من بينها.
وفي الوقت نفسه، دافع المهاجم الإيفواري ديدييه دروغبا عن المدرب البرتغالي فيلاس بواس مؤكدا أنه لا يلقي عليه باللوم وإنما على الجميع بمن في ذلك اللاعبون كما أكد دروغبا أنه يأمل في عودة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو إلى تدريب تشيلسي. وأوضح دروغبا أن الحظ عاند فيلاس بواس فلم يكن الفريق بحالة جيدة. وقال «أعتقد أننا كلاعبين كنا نستطيع تقديم أداء أفضل لنغير هذا الوضع ونتجنب ما حدث. ولكنها طبيعة الحياة». واعتبر مدافع نابولي باولو كانافارو أن مباراة آرسنال الإنجليزي وميلان الإيطالي التي تقدم فيها الأول 3 - صفر في الشوط الأول «فتحت أعيننا. سنخضع للضغط لكن إذا بقينا مركزين يمكننا التأهل. الشوط الأول سيكون هاما للغاية». ويخوض نابولي المباراة بمعنويات مرتفعة بعد الفوز 6-3 على كالياري في الدوري الإيطالي يوم الجمعة الماضي.
ريال مدريد x سيسكا موسكو وفي المباراة الأخرى، يبدو ريال مدريد في وضع أفضل بعدما تعادل 1-1 مع سيسكا موسكو في عقر داره ذهابا وأصبح بحاجة إلى التعادل السلبي على ملعبه اليوم أو الفوز بأي نتيجة ليحجز مكانه ضمن دور الثمانية للموسم الثاني على التوالي بعدما فشل على مدار ستة مواسم (من 2005 إلى 2010) في عبور دور الستة عشر. ويأمل البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد، والذي سجل هدف لقاء الذهاب في موسكو، في مواصلة مستواه الرائع في الفترة الحالية والذي أصبح أفضل مستوياته على مدار مسيرته الكروية.
وواصل رونالدو عمله كماكينة لأهداف النادي الملكي حيث سجل هدفين قاد بهما الفريق إلى الفوز 3-2 على ريال بيتيس يوم السبت الماضي ليكون الفوز الحادي عشر على التوالي لريال مدريد في الدوري الإسباني هذا الموسم. وقال رونالدو /27 عاما/ «أستمتع بمستواي حاليا بالفعل.. الفريق يؤدي بشكل جيد ونتائجنا متميزة. الشهور الثلاثة الأخيرة من الموسم ستكون مثيرة بالفعل». ويمثل مستوى رونالدو المتميز حاليا أمرا رائعا للبرتغالي مورينهو المدير الفني للفريق خاصة مع الإصابة التي تعرض لها المهاجمان الفرنسي كريم بنزيمة والأرجنتيني آنخل دي ماريا في الفترة الماضية.
وحقق مورينهو أفضل إنجاز بين جميع مدربي ريال في أول 100 مباراة، مع 77 فوزا. ويملك مورينهو خبرة إقصاء سسكا موسكو من المسابقة القارية بعد ما قاد إنترميلان الإيطالي إلى الفوز عليه مرتين 1 - صفر في ربع نهائي نسخة 2009 - 2010. ويعتمد مورينهو مجددا على المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة الذي خرج مصابا من لقاء الذهاب، إلى جانب الأرجنتيني غونزالو هيغواين ولاعب الوسط البرازيلي كاكا الذي استفاد من غياب الجناح الأرجنتيني أنخل دي ماريا المصاب.
وقال كاكا: «أنا متحمس دوما لخوض هذه المسابقة، لكن المباريات صعبة ونحن بحاجة لوقوف مشجعي الفريق معنا خصوصا أن سسكا فريق سريع وقد يخلق لاعبوه المشكلات لنا».
ويتعين على مورينهو الاختيار ما بين كريم بنزيمة وغونزالو هيغوين، لقيادة هجوم الفريق إلى جانب رونالدو في مباراة اليوم. وعلقت إذاعة «راديو ماركا» على الوضع في ريال مدريد بالقول: «مورينهو رجل محظوظ.. فلديه لاعبان رائعان لمركز قلب الهجوم يمكنه اختيار أحدهما». وأشارت الإذاعة إلى أنه ربما يكون من الأفضل الدفع بهيغوين نظرا لتألقه في الفترة الأخيرة وتسجيله للفريق في المباراة التي فاز فيها على مضيفه ريال بيتيس 3-2 السبت الماضي وكذلك تسجيله ثنائية في المباراة السابقة أمام إسبانيول، بينما عاد بنزيمة مؤخرا بعد فترة غياب بسبب الإصابة. ورغم ذلك، ذكرت صحيفة «آس» أن مورينهو قرر بالفعل إشراك بنزيمة وإبقاء هيغوين على مقعد البدلاء.
ويظهر بنزيمة /24 عاما/ في الوقت الحالي في أفضل مستوياته منذ انضمامه إلى ريال مدريد قادما من ليون الفرنسي عام 2009. وقدم بنزيمة عروضا مخيبة للآمال في أول موسمين له مع الريال ولكنه سجل للفريق 21 هدفا حتى الآن في الموسم الحالي، في كل المسابقات، ليضع بذلك حدا للشكوك التي كانت تحوم حول مستقبله مع الفريق. وربما تكون عروض بنزيمة الجيدة في دوري الأبطال، سواء بقميص ريال مدريد أو فريقه السابق ليون، عاملا مؤثرا في قرار مورينهو بشأن التشكيل الأساسي في مباراة اليوم. وسجل بنزيمة 23 هدفا في 39 مباراة بالبطولة الأوروبية كان أولها عام 2005 عندما كان اللاعب في السابعة عشرة من عمره.
أما هيغوين، فكان أقل فعالية من بنزيمة في دوري الأبطال رغم أنه يتفوق بشكل كبير في التهديف في الدوري الإسباني.
وفي المقابل، يعلق سيسكا آماله على أن الريال اعتاد السقوط في دور الستة عشرة للبطولة رغم نجاحه في العبور حتى المربع الذهبي للبطولة في الموسم الماضي.