بايرن ميونيخ يسحق بازل ويحلم بخوض نهائي «الشامبيونزليغ» على ملعبه

رانييري يندب حظه لخروج الإنتر من دوري أبطال أوروبا.. ورئيس النادي يدعمه

TT

تمكن مارسيليا الفرنسي من الإطاحة بمضيفه إنتر ميلان الإيطالي وبلوغ الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، رغم خسارته أمامه (2/1) في إياب الدور الثاني، فيما وضع بايرن ميونيخ الألماني حدا لمغامرة ضيفه بازل السويسري بعدما اكتسحه 7/صفر.

* بايرن ميونيخ × بازل

* على ملعب «اليانز أرينا»، لم يمنح بايرن ميونيخ أي فرصة لبازل من أجل تكرار إنجاز الدور الأول عندما أطاح بمانشستر يونايتد الإنجليزي بالفوز عليه 1/2 في الجولة الأخيرة، ووضع حدا لمغامرة فريق المدرب الألماني هايكو فوغل الذي يشجع النادي البافاري وأشرف على فرقه العمرية المختلفة لتسعة أعوام حتى 2007، وذلك بدك شباكه بسباعية نظيفة، بينها رباعية لماريو غوميز.

وخرجت الصحف الألمانية تشيد ببايرن ميونيخ، وتؤكد أن حلمه بخوض المباراة النهائية من مسابقة دوري أبطال أوروبا على أرضه في 19 مايو (أيار) بات قريبا. واعتبرت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار، غداة تأهل بايرن ميونيخ إلى ربع النهائي بفوزه الكبير على بال السويسري 7/صفر إيابا (الذهاب صفر/1)، أن «بايرن فجر بازل بطل سويسرا، وطرد بالتالي الشكوك التي تلت مباراة الذهاب. حلم خوض المباراة النهائية على ملعبه في 19 مايو قائم دائما». وحذرت الصحيفة المنافس المقبل لبايرن ميونيخ بالقول «أوروبا.. الفريق البافاري دائما هنا».

وحيا النجم السابق لبايرن ميونيخ وألمانيا فرانز بيكنباور في أعمدة الصحيفة المستوى والنتيجة اللتين حققهما الفريق تحت عنوان «القوي عائد». وقال «من جديد، يرفع بايرن ميونيخ لواء كرة القدم الألمانية عاليا. نحترم هذا المستوى»، معتبرا أن بإمكان رجال المدرب يوب هاينكس بلوغ النهائي إذا تجنبوا في طريقهم ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين. وتشارك صحيفة «دي فيلت» زميلتها الشعور نفسه من حيث أن «حلم بايرن بالنهائي واقعي»، وأضافت «بوجود ثلاثة لاعبين من طراز عالمي هم ماريو غوميز و(الفرنسي) فرانك ريبيري و(الهولندي) اريين روبن، يستطيع بايرن أن يحلم بالنهائي.. طبعا إذا صبت القرعة في مصلحته». يذكر أن المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ستقام في 19 مايو على ملعب اليانز ارينا في مدينة ميونيخ.

وأشاد مدرب بايرن يوب هاينكس بأداء لاعبيه، وقال «اليوم قدمنا عرضا رائعا منذ الدقيقة الأولى حتى الأخيرة، على العموم كانت المباراة مثالية بالنسبة إلينا». أما الجناح الهولندي الطائر آريين روبن فقال «استمتعت باللعب في هذه المباراة، تسجيل سبعة أهداف في دوري أبطال أوروبا ليس بالأمر السهل».

ويدين بايرن ميونيخ بفضل كبير في الفوز للاعبه الدولي ماريو غوميز الذي سجل رباعية (سوبر هاتريك) للفريق في شباك بازل. وافتح الهولندي آريين روبن التسجيل لبايرن ميونيخ بعد تسع دقائق فقط من بداية المباراة، ثم أضاف توماس مولر وماريو غوميز الهدفين الثاني والثالث للفريق في الدقيقتين 42 و44. وفي الشوط الثاني أضاف غوميز ثلاثة أهداف لبايرن ميونيخ في الدقائق 50 و61 و67، ثم اختتم روبن التسجيل بالهدف الثاني له والسابع لبايرن في الدقيقة 81.

وكان غوميز، متصدر قائمة هدافي الدوري الألماني (بوندزليغا)، قد سجل ثلاثية (هاتريك) للفريق في المباراة التي فاز فيها على هوفنهايم 1/7 يوم السبت الماضي في البوندزليغا.

وسجل غوميز رباعية في مباراة أول من أمس ليقود بايرن ميونيخ إلى تحقيق أكبر فوز له في تاريخ مشاركاته بدوري أبطال أوروبا. والجدير بالذكر أن هذه الهزيمة كانت الأولى لبازل بطل سويسرا خارج أرضه في البطولة الأوروبية هذا الموسم. وسجل روبن الهدف الأول مبكرا، ثم ساعد مولر في تسجيل الهدف الثاني ليطمئن جماهير بايرن، قبل أن يعزز غوميز تقدم الفريق بالهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني استغل غوميز الارتباك في دفاع بازل وأمطر شباكه بثلاثة أهداف أخرى ليرفع اللاعب رصيده إلى عشرة أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم.

وأصبح غوميز أول لاعب ألماني يسجل رباعية في مباراة بدوري الأبطال، ولا يتفوق عليه سوى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل خمسة أهداف لبرشلونة الإسباني في المباراة التي فاز فيها على باير ليفركوزن الألماني 1/7 قبل أسبوع في إياب دور الستة عشر بالبطولة الأوروبية الحالية. ولعب النجم الفرنسي فرانك ريبيري دورا بارزا في صناعة أهداف بايرن ميونيخ. ووضع باستيان شفاينشتايغر، الذي شارك من مقعد البدلاء في الدقيقة 70، بصمته في المباراة حيث مرر الكرة إلى روبن ليسجل الهدف السابع في شباك الحارس يان سومر في الدقيقة 81.

وأصبح بايرن ميونيخ رابع فريق، بعد برشلونة وليون الفرنسي وفالنسيا الإسباني، يسجل سبعة أهداف خلال مباراة واحدة في دوري الأبطال خلال الموسم الحالي.

* إنتر ميلان × مارسيليا

* على ملعب «جوسيبي مياتزا»، كرر مارسيليا سيناريو لقاء الذهاب أمام إنتر، بطل 1963 و1964 و2010، وسجل هدفا قاتلا في الوقت بدل الضائع عندما كان الفريقان متوجهين لخوض التمديد بعد أن تقدم صاحب الأرض في الدقيقة 76، فكان ذلك كافيا للفريق الفرنسي لمواصلة المشوار في المسابقة التي توج بلقبها عام 1993 على حساب قطب ميلانو الآخر ميلان، وذلك رغم نجاح إنتر في تسجيل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء.

وأصبح مصير مدرب إنتر كلاوديو رانييري في مهب الريح، خصوصا أن «الإنتر، الذي خسر ذهابا صفر/1 بهدف قاتل سجله الفرنسيون في الوقت بدل الضائع أيضا، فقد الأمل في المنافسة على لقب الدوري المحلي، كما أنه تنازل عن لقب مسابقة الكأس المحلية أيضا. ويبدو أن مدرب مارسيليا ديدييه ديشامب سيكون مجددا السبب الذي يقف خلف إقالة رانييري من منصبه بعد أن كان تسبب في إقالته من منصبه في تشيلسي الإنجليزي قبل 8 أعوام عندما قاد فريقه السابق موناكو للفوز على الفريق اللندني في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2004/2003 (3/5 بمجموع المباراتين) قبل أن يخسر في النهائي أمام بورتو البرتغالي. وهذه هي المواجهة الثانية بين إنتر ومارسيليا بعد تلك التي جمعتهما عام 2004 في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي حين فاز الفريق الفرنسي ذهابا وإيابا بنتيجة 1/صفر، ملحقا به هزيمته الوحيدة أمام الفرق الفرنسية في الأدوار الإقصائية من مباراتين.

ووسط أجواء الحزن التي سيطرت على إنتر ميلان الإيطالي عقب خروجه صفر اليدين من دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، أفلت المدرب كلاوديو رانييري بمكافأة لم يكن يتوقعها مع الخروج المبكر لفريقه. ورغم أن إنتر ميلان فاز بنتيجة المباراة، فإن ذلك لم يكن كافيا لتأهل الفريق إلى دور الثمانية حيث سبق لمارسيليا أن حقق الفوز 1/صفر على ملعبه ذهابا ليخطف الفريق الفرنسي تأشيرة التأهل لدور الثمانية بقاعدة احتساب الهدف خارج ملعبه بهدفين مع التعادل في مجموع نتيجة المباراتين.

وأجبر مارسيليا المدرب رانييري بذلك على قيادة فريقه نحو إحراز مركز متقدم في الدوري الإيطالي هذا الموسم ليتمكن من العودة إلى المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. ورغم الحزن الذي سيطر على جميع أنصار إنتر بعد المباراة، نال رانييري دفعة جديدة من مسؤولي النادي بعدما تخلص من مخاوف الإقالة التي حاصرته في الفترة الماضية واطمأن على استمراره مع الفريق حتى نهاية الموسم الحالي على الأقل. وقال ماسيمو موراتي رئيس النادي، الذي لجأ لتغيير 14 مديرا فنيا تعاقبوا على إدارة الفريق منذ فبراير (شباط) 1995، إن رانييري سيستمر في منصبه رغم الخروج المبكر من دوري الأبطال.

ويمتلك رانييري الآن فرصة تعويض هذا الخروج من خلال 11 مباراة متبقية لإنتر في الدوري الإيطالي هذا الموسم. وقال موراتي «في ليلة كهذه، لا أشعر برغبتي في اتخاذ أي قرار.. لا أرى أخطاء في المدرب، وإنما حالف الحظ منافسه الفرنسي ديدييه ديشامب (المدير الفني لمارسيليا». وأضاف «لو خسرنا صفر/4 ربما كنت سأفكر بشكل مختلف. لكن لا يمكن الحكم على أداء الفريق بأنه سلبي لأن شباكه استقبلت هدفين في الوقت الضائع، بواقع هدف في كل مباراة (ذهابا وإيابا). رانييري لا يستحق هذا الحكم السلبي».

وبدا أن مباراة أول من أمس على استاد «جوسيبي ميازا» تعكس الموسم السلبي لإنتر، حيث أهدر الفريق فرصتين رائعتين قبل هدف التقدم الذي سجله الأرجنتيني دييغو ميليتو في الدقيقة 75 وهدف التعادل المتأخر الذي سجله برانداو ثم ضربة الجزاء التي أحرز منها جانباولو باتزيني هدف الفوز لإنتر ليكون هدف العزاء للفريق الإيطالي، لكنه لم يكن كافيا للتأهل. وقال رانييري «كانت لنا الفرص الأفضل. في غضون 180 دقيقة (زمن مباراتي الذهاب والإياب) سنحت لمارسيليا ثلاث فرص فقط أمام مرمانا.. في كرة القدم، من يسجل الأهداف هو من يفوز. نهنئ مارسيليا على الفوز والتأهل». وأضاف «فقدنا بعض الحظ في هذا الموسم. لا يمكنني أن أطالب الفريق بالمزيد. لكننا لا نحتاج إلى إعادة بناء الفريق (من الصفر). نحتاج فقط إلى إعادة هيكلته».

وأصبح رانييري (60 عاما) رابع مدرب يتولى تدريب إنتر منذ يونيو (حزيران) 2010، وبالتحديد منذ أن رحل البرتغالي جوزيه مورينهو من تدريب الفريق إلى ريال مدريد الإسباني بعدما أحرز مع إنتر ثلاثيته التاريخية (دوري وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا). وتولى رانييري تدريب إنتر في سبتمبر (أيلول) الماضي خلفا للمدرب جان بييرو غاسبريني، وذلك بعد ثلاث مباريات فقط من بداية الموسم، حيث كان إنتر في هذه المباريات الثلاث خارج أجواء الملعب بشكل كبير.

ويحتل إنتر حاليا المركز السابع في جدول الدوري الإيطالي برصيد 40 نقطة وبفارق ثماني نقاط عن لاتسيو صاحب المركز الثالث وبفارق ست نقاط عن أودينيزي صاحب المركز الخامس الذي يشارك صاحبه في مسابقة الدوري الأوروبي (كأس الاتحاد الأوروبي سابقا). ومع لمسة التفاؤل التي نالها رانييري من البقاء مع الفريق، يواجه المدرب الكبير اختبارا صعبا في الفترة المقبلة، حيث يحتاج إلى التقدم بخطوات ثابتة نحو مقدمة جدول الدوري الإيطالي.