فيتل يتطلع لدخول نادي سائقي النخبة

المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب العالمي للمرة الثالثة على التوالي

TT

يبدأ سائق «ريد بول - رينو» الألماني سيباستيان فيتل موسم 2012 من بطولة العالم لسباقات «فورميولا 1» الذي ينطلق بعد غد من حلبة «ألبرت بارك» الأسترالية، وهو يضع نصب عينيه دخول نادي سائقي النخبة الذين توجوا باللقب العالمي في ثلاث مناسبات أو أكثر. ويبدو فيتل مجددا المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب العالمي للمرة الثالثة على التوالي والانضمام إلى كل من مواطنه مايكل شوماخر (7 مرات) والأرجنتيني خوان مانويل فانغيو (5) والفرنسي ألن بروست (4) والأسترالي جاك براهام والبريطاني جاكي ستيوارت والنمساوي نيكي لاودا والبرازيليين نيسلون بيكيت والراحل إيرتون سينا (3 مرات لكل منهم)، وذلك استنادا إلى النضوج المتدرج الذي أظهره خلال مشواره في العامين الأخيرين.

وإذا كان هناك من اعتبر أن فوز فيتل باللقب العالمي عام 2010 جاء بمساعدة الحظ بعد أن فشل منافسه الإسباني فرناندو ألونسو (فيراري) في احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في المرحلة الأخيرة، فإن سائق «ريد بول - رينو» أكد في 2011 أنه «ملك» من ون منازع بعد أن هيمن على مجريات البطولة تماما، ليصبح أصغر سائق يحتفظ باللقب. ويبدو أن «سيب» على خطى الأسطورة مايكل شوماخر الذي حصد الغالبية العظمى من الأرقام القياسية، خصوصا أن سائق «ريد بول - رينو» توج باللقب العالمي مرتين خلال أربعة مواسم كاملة له في رياضة الفئة الأولى التي بدأ مشواره فيها عام 2006 كسائق التجارب في «بي إم دبليو سوبر» قبل أن يمنحه فريق «تورو روسو» فرصة خوض موسم بأكمله في سباقات الفئة الأولى عام 2008 حين أصبح أصغر سائق يفوز بأحد السباقات وكان ذلك في جائزة إيطاليا حين كان يبلغ 21 عاما و74 يوما.

أضاف فيتل هذا الإنجاز إلى ذلك الذي حققه عام 2007 عندما أصبح أصغر سائق يحرز نقطة في البطولة (19 عاما و349 يوما)، وذلك عندما حل ثامنا في جائزة الولايات المتحدة الأميركية، متفوقا على إنجاز البريطاني جنسون باتون (كان يبلغ 20 عاما و67 يوما حين حل سادسا في سباق البرازيل عام 2000).

أصبح فيتل بعدها ملك الأرقام القياسية من حيث صغر السن حيث بات أيضا أصغر سائق يتصدر سباقا، والأصغر الذي ينطلق من المركز الأول والأصغر الذي يفوز باللقب العالمي والأصغر الذي يحتفظ باللقب العالمي، وقد حقق الأخير في 2011 خلال جائزة اليابان الكبرى حين حسم اللقب العالمي ليجرد ألونسو من لقب أصغر سائق يحتفظ باللقب بعد أن تفوق على الأخير بفارق نحو عام، لأنه أحرزه وهو يبلغ 24 عاما و3 أشهر و6 أيام.

واعترافا بموهبته والإنجاز الذي حققه الموسم الماضي، منح الرئيس الألماني المؤقت هورشت سيهوفر سائق «ريد بول - رينو» أرقى جائزة رياضية في ألمانيا، وهي ورقة الغار الذهبية «سيلبيرن لوربيربلات». وأصبح فيتل ثاني سائق بعد الأسطورة شوماخر الذي أحرز لقب بطولة العالم لسباقات «فورميولا 1» سبع مرات (رقم قياسي)، ينال هذه الجائزة المرموقة التي تكرم الرياضيين أو الفرق الذين يحققون الإنجازات على الساحة الدولية أو لأنهم يشكلون قدوة يحتذى بها.

واستحق فيتل هذه الجائزة المرموقة التي نالها، لأنه كان ملك كل شيء في 2011 إذ انطلق من المركز الأول في 15 سباقا من أصل 19، ليحطم الرقم القياسي الذي حققه البريطاني نايجل مانسل خلال موسم 1992 (14 مرة)، كما أنه كان قاب قوسين أو أدنى من معادلة إنجاز الأسطورة شوماخر من حيث عدد الانتصارات في موسم واحد (13 عام 2004)، لو لم يهجره الحظ في أبوظبي بسبب ثقب في إطار سيارته (انسحب في اللفة الأولى) ثم في السباق الختامي على حلبة «إنترلاغوش» البرازيلية حين واجهته مشكلة في علبة السرعات (حل ثانيا).

لم يمنح فيتل الذي صعد إلى منصة التتويج في ست مناسبات إلى جانب إحرازه لقب 11 سباقا، أي فرصة لمنافسيه من أجل الدخول معه في صراع على اللقب العالمي ومنهم زميله الأسترالي مارك ويبر الذي حاول يائسا اللحاق بالسائق الألماني من دون أن ينجح في مسعاه، مما يؤكد موهبة «سيب» لأن السائقين يملكان السيارة ذاتها.

وقد توقع مؤسس ورئيس مجلس إدارة فريق «ريد بول» النمساوي ديتريش ماتشيتز، أن فيتل يملك القدرة على أن يكون أقوى خلال موسم 2012، مضيفا «ما زال يملك الكثير من الإمكانات بسبب خبرته وثباته وسيطرته في مختلف المجالات».

وبعد إحراز اللقب في الموسمين الماضيين على صعيدي السائقين والفرق، اعتبر ماتشيتز أن فريقه سيكون محط أنظار الجميع خلال 2012، متوقعا منافسة شرسة بين فيتل وزميله المخضرم ويبر (35 عاما). وقد رأى البطل الألماني خلال تقديم فريقه سيارته الجديدة «آر بي 8» أن الاعتقاد بتكرار هيمنة 2011 في غير محله، لأن التعديلات الجديدة ستصعب من مهمة «ريد بول»، مضيفا «سننظر دائما إلى 2011 لنقول كم كان مميزا. لكن بصراحة، لا يمكنك أن تبدأ الموسم وأنت تتوقع أن تحظى بموسم مشابه (للذي سبقه)».