رئيس رابطة البريميرليغ: زيارة لميامي قبل 20 عاما حولت الملاعب الإنجليزية إلى جنة للمشجعين

في مؤتمر الأمن الرياضي بالدوحة.. مجدي عبد الغني يتهم «فيس بوك» و«تويتر» بإشعال فتيل كارثة ملعب بورسعيد

TT

عقدت يوم أمس الخميس عدة جلسات في ختام أنشطة المؤتمر الدولي الثاني للأمن الرياضي الذي يقيمه المركز الدولي للأمن الرياضي في قطر، وكانت أبرز الجلسات قد جاءت بعنوان «اتخاذ موقف»، والتي شارك فيها عدد من الخبراء البارزين في هذا المجال، حيث أوضح نائب الرئيس السابق للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وأحد مهندسي رابطة دوري البريميرليغ ديفيد داين أن الملاعب أقوى من الكلمات، مقدما بنفس الوقت عرضا مرئيا يتضح من خلاله كم التطور الهائل والكبير الذي وصلت إليه إنجلترا من حيث الأمن والأمان للمشجعين في الملاعب هناك، مضيفا: لقد تم تشكيل الدوري الممتاز هناك قبل 20 عاما، وقبلها كان هناك عدد كبير من رجال الأمن يطوقون أماكن دخول الجماهير، وكانت دورات المياه في الملاعب سيئة فكانت الملاعب في إنجلترا «لكرة القدم فقط»، وبعد أن ذهبت لولاية ميامي لمشاهدة كيف تنظيم لعبة السلة هناك ونحن في الملعب شاهدت الناس يأكلون «الهوت دوغ والهمبرغر» فتساءلت لماذا لا تأكلون في بيوتكم؟، ولكن وجدت الإجابة هي لماذا لا نجعل الرياضة حدثا وليس مباراة فقط، هذا الحديث والكلام قبل 20 عاما تقريبا واليوم ونحن في عام 2012 ارتفعت إيرادات الدوري فنحن نتكلم اليوم عن «مليار»، ولدينا 210 قنوات تنقل المنافسات مقابل قناة واحدة في السابق، شاهدوا ملعب الإمارات في لندن الذي يستقبل سنويا مليوني زائر ويوجد فيه 45 كاميرا مراقبة، إضافة للتسهيلات الكبيرة التي تساعد الجماهير على الحضور، هذا التطور جاء عقب كارثة وشغب عام 1992 التي أقضت مضاجع الكرة الإنجليزية، لذلك لا بد أن ندرك حجم التغيير الذي وصلت إليه إنجلترا لتوفر الأمن الرياضي وذلك بفضل احترام الجماهير ورغبة الجميع في التغيير.

من جانبه، بيّن رئيس الجمعية المصرية للاعبين المحترفين مجدي عبد الغني الذي وجد في الجلسة للحديث عن أحداث بورسعيد الأخيرة، أن ما حدث في بور سيعد كارثة للرياضة لأنه لم يكن حادثا عاديا، قائلا إن ما حدث هناك كان بسبب غضب الجماهير الذي تزامن مع غياب رجال الأمن بسبب الأحداث التي تمر بها البلاد، ولم يكونوا يعلمون حجم الغضب الذي جاء قبل المباراة، مضيفا عبد الغني: لا يمكن لي أن أوجه اللوم إلى جهة معينة، ولكنني أقول إن للشبكات ومواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في ذلك، من خلال تأجيج الجماهير عبر أعضاء الألتراس خاصة أنهم شباب صغار في السن، وبالتأكيد هم لا يريدون الأمور أن تصل لهذا السوء ولكنه حدث ما لم يكن بالحسبان.

وعن مستقبل اللعبة في مصر قال عبد الغني: لا نعلم، فالوضع صعب جدا ونحن أوقفنا جميع الأنشطة الرياضية، فأسر الضحايا رفضوا الاستمرار، ليبادر ديفيد داين ويطرح مساعدة دولة مصر عقب أحداث بورسعيد بقوله: نحن في إنجلترا بحاجة لمشاهدة ما حدث من البداية لمعرفة التفاصيل، ولكن أنا على يقين بأن هناك الكثير من الاتحادات ستبادر لمساعدة مصر، ليرد مجدي عبد الغني على حديث داين قائلا: الثقافات مختلفة من بلد إلى بلد آخر، فنحن في مصر نعاني الآن من غياب الأمن على صعيد الدولة بسبب الأحداث الأخيرة، قبل أن يتداخل المدير التنفيذي للمركز الدولي للأمن الرياضي ورئيس الأمن في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا هيلموت شبان بقوله: علينا أن نوفر بيئة ملاعب جيدة أولا ومن ثم نبحث عن تعديل أو تحسين ثقافة المشجعين، وأتمنى أن نصل لأفضل الحلول في أحداث مصر الأخيرة، فهناك حاجة أساسية لفهم فكر ودافع مجموعات المشجعين المختلفة، ففهم أسباب وقوع حالات العنف والسلوكيات الخاطئة هو العامل الأكثر أهمية لمساعدتنا في إنشاء مفاهيم ناجحة لمنع وقوع مثل هذه الأحداث مجددا، مختتما حديثه بأن ثقافة المشجعين تختلف من رياضة لأخرى ومن منطقة لأخرى ولهذا السبب فإن البحث عن ثقافات المشجعين أمر ضروري.

أعقب ذلك عقد مؤتمر صحافي شارك فيه المتحدثون بالجلسة إذ كان لأحداث بورسعيد في مصر جزء مهم في ذلك من خلال الحديث الموجه لمجدي عبد الغني الذي أوضح أن وسائل الإعلام المصرية متهمة في هذه القضية، لأنها منحازة للأندية الكبيرة، مضيفا عبد الغني: الإعلام الرياضي دائما يشعر بأن لديه حرية أكبر في الطرح، وبعد الأحداث السياسية الأخيرة في البلاد أصبح أكثر حرية، إضافة إلى أن بعض الإعلاميين استضافوا أعضاء «الألتراس» وقاموا بتلميع صورهم وهذا خطأ منهم.

ورد عبد الغني الذي تحدث كثيرا عن الألتراس ودورهم في الشغب على سؤال «الشرق الأوسط» في هذا الجانب ورؤيته تجاههم وهل باتوا خطرا كبيرا على الملاعب وكيفية التعامل معهم هل بأسلوب بقوة القانون أم بالتثقيف والتوعية، قائلا: هم مجموعات لديها سهولة كبيرة في التجمع من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما كان الأمن في مصر قويا كان يحكم القبضة عليهم أما اليوم فالأوضاع هناك سيئة بشكل عام، لذلك يجب إحكام القبضة عليهم مجددا بقوة القانون، فهم ظاهرة يجب أن يتعامل معها بجدية.