الميلان يفوز على بارما بثنائية ويحافظ على صدارة «الكالتشيو»

غاتوزو عاد بعد غياب 6 أشهر وقال إن «الكورتيزون» جعله يبدو ملاكما

TT

فاز فريق الميلان على مضيفه بارما بهدفين دون مقابل وحافظ على تصدره لترتيب فرق الدوري الإيطالي، وذلك في اللقاء الذي جمعهما أول من أمس (السبت) في مستهل لقاءات المرحلة الـ28. تقدم إبراهيموفيتش للضيوف في الدقيقة 17 من ركلة جزاء، وضاعف أوربي إيمانويلسون النتيجة بهدف آخر في الدقيقة 55. وبهذا الفوز ارتفع رصيد الميلان إلى 60 نقطة يحتل بها الصدارة، فيما تجمد رصيد بارما عند 31 نقطة في المركز 17.

إلى ذلك، يتضح يوما بعد يوم أن مدرسة أياكس الكروية لا تخذل أبدا، والتي تخرج فيها إبراهيموفيتش وإيمانويلسون، وكان أوربي فتى صغيرا في الناشئين حينما كان زلاتان يفوز مع الفريق الأول، ومنذ عام وهما زميلان في الفريق وسجلا معا أول من أمس. إيمانويلسون تسبب في ركلة الجزاء التي سجل منها السويدي هدف التقدم، وإبرا رد إليه الجميل بتمريرة حاسمة. وقد وصل زلاتان الآن إلى رصيد 20 هدفا ويحلق منفردا على رأس قائمة هدافي الدوري، بينما سجل أوربي في استاد تارديني ببارما هدفه الثاني هذا الموسم مع الميلان (بعد هدفه في تشيزينا). سجل إبرا هدفه من نقطة الجزاء، فيما التفت أليغري إلى الجانب الآخر كنوع من التفاؤل والتشاؤم، ويشرح المدير الفني للميلان: «رأيت فقط ركلة الجزاء التي سددها في تشيزينا العام الماضي، ولم يسجل. والآن لم يعد يشاهدها». ابتدع اللاعب الهولندي ركضا طويلا، وسدد بيمينه (والتي ليست قدمه المفضلة) بعدما أخرج الحارس ميرانتي من المشهد. والأهداف التي تعجب إبرا تحديدا هي تلك التي تثير «آهات» تأمل الجماهير.

من الانتقادات إلى الأهداف: ويصرح أوربي: «حاولت المراوغة من أجل الإفلات وأفلحت في ذلك، وسجلت هدفا كبيرا، وأنا سعيد لأنه كان هدف التقدم الثاني، وأنا أتطور ومن السليم أن أسجل أكثر لقيامي بدور صانع الألعاب. كان يمكنني أيضا تسجيل ثلاثة أهداف مرة واحدة، خسارة..!». وكان الهولندي قد حاول التسجيل في الدقيقة 20، وسنحت له فرصة أخرى بعد الهدف الثاني، ويمتدحه المدير الفني قائلا «إيمانويلسون لاعب مرن ومهم جدا بالنسبة إلينا لأن بإمكانه تغطية ثلاثة أدوار. كما أنه يمتلك إمكانات فنية نقية للغاية». وكان الهولندي قد وصل للقيام بدور الطرف الأيسر في وسط الملعب أو الظهير، وابتدعه أليغري في مركز صانع الألعاب (وإن كانوا قد فطنوا في أياكس أنه يمتلك الصفات المناسبة لتغطية هذا المركز) من أجل غياب بواتينغ وانهالت على أوربي كل الانتقادات، والتي حوّلها لطاقات إيجابية، والآن اللاعب الغاني جاهز تقريبا للعودة، لكن اللاعب الهولندي يجيد استخدام أوراقه. كان علامة استفهام وصار نقطة مرجعية ثابتة.

إلى ذلك، من يدري فيما فكّر أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس حينما رأى الحكم بانتي من ليفورنو يحتسب ركلة جزاء للميلان بعد انقضاء 16 دقيقة. من الصعب أن تكون راودته تلك الأفكار الغريبة، لأن لمسة يد زاكاردو في منطقة الجزاء كانت واضحة وركلة الجزاء لا يمكن التغاضي عنها. وكي نقول الحقيقة، ربما كانت هناك ركلة أخرى (من زاكاردو أيضا مع إبراهيموفيتش) لكن ربما لم يرغب الحكم في احتساب ركلتي جزاء في أقل من 20 دقيقة. لكن أليغري لا يغير نظريته عن الحكام الإيطاليين لواقعة ضده، واقتصر على التعليق: «من مقعد البدلاء كانت تبدو ركلة جزاء، لكن أؤكد أن المستوى التحكيمي عال ولا بد من ترك الحكام في سلام. حينما قلت إن الملفات لا تفيد في شيء لم أكن أريد رسالة لكونتي. ربما لا أتحدث الإيطالية جيدا، وسأتقلى دروسا، وسأقوم ببعض التدريبات».

إصرار أكثر: في الواقع، سمحت الأساليب التي تم تجريبها طوال الأسبوع الماضي للميلان بهزيمة فريق صعب (مثلما وصفه أليغري عشية اللقاء) والحفاظ على فارق الأربع نقاط مع اليوفي، ويقول المدرب: «كانت واحدة من أصعب المباريات الخارجية، لكن الفريق قدمها بشكل جيد وجعلها تبدو أسهل مما كانت». لكن أليغري غضب كثيرا لأنه كان يريد إنهاء المباراة مبكرا، ويتابع: «أهدرنا فرصا كثيرة في اختيار التمريرة الأخيرة، إننا متسرعون. يتعين علينا العمل كي نصير أكثر إصرارا. برلسكوني جلب لنا الحظ، وحينما يأتي تكون علامة طيبة، كان سعيدا ويحفزنا دائما». أيضا من أجل الذهاب إلى تورينو لقلب خسارة مباراة الذهاب في كأس إيطاليا (2 - 1) واستهداف المباراة النهائية. ويقول أليغري: «يوم الثلاثاء، سيكون اليوفي صعبا، وينبغي أن نسجل هدفين. بواتينغ وسيدورف أقرب للتعافي، فيما لن يتمكن روبينهو من المشاركة». جماهير الفريق مؤمنة بذلك، مثلما أظهرت إحدى اللافتات التي رفعت في بارما وكتب عليها: «في تورينو من أجل الفوز».

في المقابل، يصل بيترو ليوناردي المدير العام لنادي بارما والابتسامة على شفتيه ولا يرفع نبرته أبدا، ويقول: «لدي ثقة كبيرة بعد هذه المباراة لأنني رأيت أخيرا فريقا وجه الضربة تلو الأخرى أمام فريق كبير. وللأسف كانت هناك أحداث غاب فيها التوفيق كثيرا، لكن ينبغي علينا التغلب على هذه العدائيات». الأحداث المشار إليها هي الكرتان اللتان اصطدمتا بالعارضة لكن خاصة موقف إبراهيموفيتش في الهدف الثاني لإيمانويلسون. وقد وصفها أليغري بغير المؤثرة، فيما يرى ليوناردي الموضوع بطريقة أخرى، ويقول: «اذهبوا لتروا هجمة جيوفينكو المرتدة، هذا هو الموقف الأساسي، وعلى العكس يتحدث الجميع عن ركلات جزاء الميلان. فلو مر جيوفينكو لكان هدفا، وبعدها مباشرة كان إبراهيموفيتش في موقف تسلل». ولا يعلق روبرتو دونادوني مدرب الفريق، ويقول: «لم أعد مشاهدة الواقعة، قالوا لي إن الكرة مرت من بين قدمي إبراهيموفيتش لكنني لا أتحدث لكيلا أقول حماقات. على أي حال، لا يروق لي البكاء على ما فات، الآن أمامنا 10 مباريات مهمة ويوم الأحد المقبل سيكون غاية في الأهمية. أريد أن أرى الجميع بالروح السليمة، علينا الكفاح. برلسكوني جاء لتحيتي وأسعدني ذلك».

أخيرا، كانت مشاركة رينو غاتوزو أول من أمس أشبه بالظهور الأول، فحينما تظل خارج الملاعب لستة أشهر ولا يقين لديك في العودة مجددا، تمر بذهنك أفكار سيئة للغاية. وعلى العكس عاد لاعب الوسط المخضرم، و«أنهى الفترة المظلمة» أخيرا، مثلما يقول هو. وتعود آخر مباراة رسمية خاضها إلى التاسع من سبتمبر (أيلول) الماضي، ولقاء ميلان - لاتسيو، واصطدم حينها رينو بنيستا فلم يكن يراه. وكان يعاني من شلل في العصب السادس للعين، ولم يكن يتمكن من السيطرة على العين اليسرى. وحاول مجددا في دبي، ونزل إلى الملعب في ودية باريس سان جيرمان، إلا أنه عاد من الإمارات العربية وهو يعاني وهنا عضليا في العين، وبدأ العلاج بـ«الكورتيزون»، وتحسنت حالته، وتعافى ومنذ ثلاثة أيام جاءت الموافقة الأخيرة، تلك الخاصة بنيابة مكافحة المنشطات. أول من أمس وجد الميلان من جديد، والملعب (لدقيقتين) والجماهير.

ويصرح غاتوزو لإذاعة «راديو ديجيي»: «مع كل (الكورتيزون) هذا ازداد وزني هكذا لدرجة جعلتني أبدو ملاكما. لدي رغبة كبيرة في اللعب، والتدريب لا يثقلني». ثم يقول بخصوص كونتي: «أحترمه كلاعب، فقد كان مقاتلا لا يستسلم أبدا. لكن في كرة القدم لا يمكن قول ما تفكر فيه دائما. أحيانا ينبغي توافر قوة البقاء صامتا».