ميسي أفضل هداف في تاريخ برشلونة.. وكرويف يصفه بالجوهرة

تفوق على سيزار ويقود فريقه للفوز بخماسية على غرناطة

TT

وصف أسطورة كرة القدم الهولندي يوهان كرويف النجم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي مهاجم برشلونة بأنه «جوهرة»، مؤكدا أن فريق برشلونة يقدم العروض الكروية التي تدهش الجميع. وانهالت عبارات الإشادة والثناء على ميسي أمس بعد الإنجاز الجديد للاعب والذي تحقق بتسجيله ثلاثة أهداف (هاتريك) أخرى مع الفريق الكتالوني. ورفع ميسي رصيده من الأهداف إلى 234 هدفا في مختلف البطولات مع برشلونة ليتربع على قمة أفضل الهدافين في تاريخ النادي بفارق هدفين أمام النجم السابق سيزار الذي ظل محتفظا بالرقم القياسي في عدد الأهداف مع الفريق لسنوات طويلة.

ووصف كرويف، المدير الفني السابق لبرشلونة، النجم الأرجنتيني المتألق بأنه «جوهرة». وقال كرويف، في تصريحات لإذاعة كتالونيا: «ميسي جوهرة كروية لأنه مثال يحتذى للأطفال في كل أنحاء العالم». وأضاف كرويف: «في نصف متر، يستطيع ميسي الاتجاه يمينا أو يسارا كما تبدو الكرة وكأنها معلقة بجسمه. هذا الأمر أيضا تمتع به مارادونا نسبيا في أيامه بالنظر إلى صغر حجم الاثنين». وأوضح كرويف: «برشلونة يقدم كرة القدم التي تدهش الجميع ولديه مدير فني يتمتع بصفات إنسانية كبيرة وهو أمر مهم في الوقت الحالي. ولديه لاعب يمتلك مهارة فائقة ويلعب ضمن صفوف فريق يقدم صنفا رائعا من كرة القدم».

وانضمت كلمات كرويف إلى عبارات الإشادة العديدة بميسي في الصحف الإسبانية. وعلقت صحيفة «سبورت» الإسبانية الرياضية في صفحتها الأولى اليوم على «أفضل هداف» وأشارت إلى أنه يقترب من أن يكون أفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني. وخصصت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الرياضية عدة صفحات لميسي مؤكدة «في ظل سنه الصغيرة (24 عاما)، يمكن اعتباره أفضل لاعب في تاريخ برشلونة». وأوضحت صحيفة «إل بايس» أن ميسي «مرشح ليكون أفضل لاعب في التاريخ».

وهكذا ورغم أن ليونيل ميسي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره، فإن الأرقام القياسية التي حققها خلال مسيرته الكروية حتى الآن تجعل منه معجزة وأسطورة يتوارى أمامها العديد من النجوم السابقين والحاليين. وسجل ميسي ثلاثة أهداف (هاتريك) مساء أول من أمس ليقود فريقه برشلونة إلى الفوز الكبير 5/3 على ضيفه غرناطة في الدوري الإسباني ويصبح ميسي أفضل هداف في تاريخ النادي الكتالوني برصيد 234 هدفا في مختلف البطولات حتى الآن. وما يضاعف من إنجاز ميسي أنه حقق في هذه السن المبكرة إنجازا رائعا حيث حطم الرقم القياسي الذي حققه النجم السابق سيزار والذي ظل حتى قبل مباراة أول من أمس أفضل الهدافين في تاريخ برشلونة برصيد 232 هدفا.

وتمثل مسيرة ميسي الرياضية تاريخا ساطعا مبهرا. والحقيقة أن تحطيمه للأرقام القياسية بدأ مع أول مباراة خاضها بقميص الفريق الأول لنادي برشلونة وكان ذلك في المباراة أمام إسبانيول في 16 أكتوبر (تشرين الأول) 2004. وكان ميسي لا يزال في السادسة عشر من عمره، ليصبح أصغر لاعب يشارك في مباراة بالدوري الإسباني في تاريخ النادي الكتالوني. كما أصبح ميسي صاحب أكبر رصيد من المباريات مع برشلونة بين جميع اللاعبين الأجانب حيث يبلغ رصيده 315 مباراة رسمية مع الفريق.

وحقق ميسي بذلك متوسطا مبهرا لعدد الأهداف التي يسجلها مع الفريق في المباريات بمتوسط هدفين في كل ثلاث مباريات. وأحرز ميسي في يناير (كانون الثاني) الماضي جائزة الكرة الذهبية بعد فوزه للعام الثالث على التوالي بالمركز الأول في الاستفتاء على لقب أفضل لاعب في العالم. وعادل ميسي بذلك إنجاز أسطورة كرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) حاليا والذي فاز بالجائزة في أعوام 1983 و1984 و1985. ويطمح ميسي إلى تكرار هذا الإنجاز والفوز بالكرة الذهبية لعام 2012 أيضا ليصبح أول لاعب يفوز بها أربع مرات على مدار تاريخ هذه الجائزة. وقبل أسبوعين فقط، أصبح ميسي أول لاعب يحرز خمسة أهداف في مباراة واحدة بدوري أبطال أوروبا وكان ذلك في المباراة التي سحق فيها برشلونة فريق باير ليفركوزن الألماني 7/1 في إياب دور الستة عشر للبطولة.

ومع فوز ميسي مع برشلونة بالعديد من الألقاب منها ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا ولقبين في كأس العالم للأندية وخمسة ألقاب في الدوري الإسباني، أصبح السؤال الذي يتردد لدى كثيرين حاليا هو «أين هي حدود هذا النجم المتألق؟». ويبدو من الصعب للغاية الإجابة على هذا السؤال في الوقت الحالي لأن ميسي لم يتوقف عن تطوير مستواه وتحسين عروضه باستمرار منذ أن بدأ مسيرته وحتى الآن. والدليل على ذلك يكمن في زيادة رصيده من الأهداف في كل موسم عن الموسم الذي يسبقه وذلك منذ عام 2008. وسجل ميسي حتى الآن 54 هدفا في مختلف البطولات هذا الموسم بزيادة هدف وحيد عن رصيده في الموسم الماضي. وما زالت الفرصة سانحة أمام ميسي لزيادة هذا الرصيد من خلال المباريات العشر الباقية لبرشلونة في الدوري الإسباني والمباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا وكذلك المباريات الباقية للفريق في دوري أبطال أوروبا والتي يلتقي فيها ميلان الإيطالي في دور الثمانية ذهابا وإيابا أملا في بلوغ المربع الذهبي.

وسبق للمدرب الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لآرسنال الإنجليزي أن وصف ميسي بأنه «لاعب بلاي ستيشن» وذلك بعد الأهداف الأربعة التي أحرزها ميسي في شباك آرسنال خلال المواجهة بين الفريقين في دوري أبطال أوروبا. ولكن الأهداف التي أحرزها ميسي في الموسم الحالي والأرقام القياسية التي حطمها مؤخرا تعطي انطباعا بأنه أصبح أكثر قوة وقدرة من الآلات والماكينات. والحقيقة أن الفضل في جزء كبير من تألق ميسي يعود إلى المدرب جوسيب غوارديولا المدير الفني لبرشلونة الذي نجح في وضع ميسي في أفضل مكان له بالملعب وهو ما اعترف به اللاعب نفسه قائلا «(غوارديولا) اقترب بي من منطقة الجزاء بشكل أكبر».

ومع اقتناع معظم المتابعين بأنه لا توجد حدود لميسي، يرى الجميع أن العقبة الوحيدة التي تظهر في مسيرته حتى الآن هي عدم تقديم نفس المستوى مع منتخب بلاده، ولكنهم يتوقعون له أن يجتاز هذه العقبة قريبا ليتفوق أيضا على مواطنه الأسطورة دييغو مارادونا. ولكن الأرقام القياسية التي حققها ميسي حتى الآن تجعل منه أسطورة رغم أنه لم يتجاوز حتى الآن نصف مسيرته الكروية.

وكما سجل ميسي ثلاثية لبرشلونة، سجل تشافي هيرنانديز وكريستيان تيلو هدفين آخرين للفريق ليحصد النقاط الثلاث ويرفع رصيده إلى 66 نقطة في المركز الثاني.

وقلص برشلونة الفارق الذي يفصله عن غريمه التقليدي ريال مدريد المتصدر. وارتفع رصيد ميسي هذا الموسم إلى 34 هدفا لينتزع صدارة قائمة هدافي الدوري الإسباني متفوقا بفارق هدفين على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد. وافتتح تشافي هيرنانديز التسجيل لبرشلونة بعد ثلاث دقائق فقط من بداية المباراة ثم أضاف ميسي الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 17 ليعادل بذلك الرقم المسجل باسم سيزار رودريغيز. وفي الشوط الثاني أدرك غرناطة التعادل بهدفين سجلهما دييغو ماينز غارسيا وجييرمي سيكويرا في الدقيقتين 55 و62.

ولكن ميسي واصل تألقه وسجل الهدف الثالث لبرشلونة في الدقيقة 67 لينفرد بذلك بصدارة قائمة الهدافين في تاريخ نادي برشلونة. وبعدها أضاف كريستيان تيلو الهدف الرابع لبرشلونة في الدقيقة 82 ثم أكمل ميسي ثلاثيته في الدقيقة 86 بالهدف الخامس لبرشلونة في المباراة. وفي الدقيقة 88 طرد دانييل ألفيش من صفوف برشلونة لحصوله على الإنذار الثاني ثم اختتم سيكويرا التسجيل بالهدف الثاني له والثالث لغرناطة الذي تجمد رصيده عند 31 نقطة في المركز الخامس عشر. وافتتحت منافسات المرحلة في وقت سابق أمس بتعادل أوساسونا مع خيتافي سلبيا. وحصد كل من الفريقين نقطة واحدة بالتعادل ليرتفع رصيد أوساسونا إلى 40 نقطة في المركز السادس مقابل 36 نقطة لخيتافي.