جيرارد: ليفربول لن يتخلى عن حلم المشاركة في دوري أبطال أوروبا

جيمي كاراغر يصفه بثاني أفضل لاعب في تاريخ إنجلترا بعد بوبي شارلتون

TT

صرح نجم خط وسط المنتخب الإنجليزي ونادي ليفربول، ستيفن جيرارد، بأن ناديه لن يتخلى عن حلم المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، على الرغم من أن ليفربول يتخلف بفارق كبير عن آرسنال صاحب المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي دخل مراحله الأخيرة، ولم يتبق على انتهائه سوى 9 مباريات فقط. وتأتي تصريحات جيرارد بعد دك حصون إيفرتون بثلاثة أهداف في ديربي مدينة ليفربول؛ ليضع حدا للنتائج السلبية لفريقه الذي تجرع مرارة الهزيمة خلال آخر ثلاث مباريات على التوالي في بطولة الدوري، وبلوغه نصف نهائي كأس إنجلترا على حساب ستوك سيتي.

وعن قدرة الفريق على إنهاء الموسم الحالي ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول الترتيب لضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، قال قائد ليفربول: «يشبه الأمر تسلق جبل مرتفع، ولكننا لن نستسلم أبدا. كل ما يتعين علينا القيام به هو محاولة الفوز في أكبر عدد ممكن من المباريات، وننتظر ما سيحدث. ولن نتوقف عن المنافسة على الوصول للمراكز الأربعة الأولى إلا إذا أصبح ذلك مستحيلا من الناحية النظرية. من الممكن أن يصادفنا سوء الحظ، أو ألا تسير الأمور في صالحنا، ولكن يتعين علينا العمل بكل قوة، وتحمل المسؤولية، ومحاولة تسجيل الأهداف، ثم نترك الأمر للتوفيق».

وأضاف جيرارد: «لقد أصبحنا نقدم أداء جيدا للغاية، وأصبح من الواضح أن الفريق قد أصبح أكثر قوة ويتطور بمرور الوقت، ولكن ما لم نسجل الأهداف ونفُز بالمباريات فسوف نجد أنفسنا في نهاية المطاف في المركز السادس أو السابع، وهو ما لا نريده بالطبع. أنا سعيد للغاية، وإنه لشيء جيد أن أنجح في تسجيل ثلاثة أهداف في مباراة إيفرتون الأخيرة، ولكني لا أهتم كثيرا بتحقيق الإنجازات الشخصية، لأن الشيء الأهم بالنسبة لي هو أننا نحسن وضعنا في جدول الترتيب، وتأهلنا لنصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي». ويتمنى جيرارد أن يفوز ليفربول بلقب كأس إنجلترا؛ ليكون بذلك قد حقق الثنائية الموسم الحالي بعد فوز الفريق بكأس المحترفين الإنجليزية «كارلينغ»، بعد الفوز على نادي كارديف سيتي. وعن ذلك يقول جيرارد: «إن المباريات المقبلة يجب أن تكون كلها مباريات تحدٍّ بالنسبة لنا، ويجب أن نتعامل معها على نحو جدي، سواء في مسابقة الدوري أو في بطولة الكأس. وسيكون إنجازا كبيرا لو تمكنا من اللعب في استاد ويمبلي مرتين في حال تأهلنا لنهائي الكأس».

ومن جانبه، قال حارس مرمى ليفربول بيب رينا: «لقد جاء فوزنا في الديربي ثم التأهل لنصف نهائي كأس إنجلترا في وقت رائع، لأن الفوزين جاءا في أعقاب عدد من الإخفاقات خلال الأسابيع الأخيرة، ولكن هذا هو حال مباريات الدوري الإنجليزي دائما، حيث تتأرجح الفرق القريبة منا في جدول الترتيب صعودا وهبوطا. والأمر متروك لنا لتحسين موقفنا والعودة إلى المسار الصحيح. ويعطينا الفوز في مباراتي الديربي والكأس دافعا وحافزا قويا للاستمرار في هذا الأداء القوي».

من جهته صرح مدافع نادي ليفربول، جيمي كاراغر، بأن نجم خط وسط ليفربول والمنتخب الإنجليزي، ستيفن جيرارد، هو أفضل ثاني لاعب خط وسط في تاريخ إنجلترا بعد الأسطورة الإنجليزية بوبي شارلتون. وعقب إحراز جيرارد ثلاثة أهداف ليقود فريقه للفوز بثلاثية نظيفة على إيفرتون، ثم الأداء القوي لجيرارد أمام ستوك سيتي في دور الثمانية للكأس، قال كاراغر إن جيرارد قد أثبت أنه أفضل لاعب في تاريخ النادي، وأنه يستحق مزيدا من التقدير الوطني على إنجازاته. وكان كاراغر قد أعرب عن ذهوله بسبب عدم منح شارة قيادة المنتخب الإنجليزي لجيرارد عقب سحبها من مدافع تشيلسي جون تيري، وقال كاراغر: «نعلم جميعا أنه واحد من أفضل لاعبي ليفربول في التاريخ، ويراه البعض أفضل لاعب أو ثاني أفضل لاعب في تاريخ النادي بعد كيني دالغليش، ولكن عندما يتعلق الأمر بأعظم اللاعبين في إنجلترا، فأنا أعتقد أنه ثاني أفضل لاعب خط وسط في تاريخ إنجلترا بعد بوبي شارلتون».

وأضاف نجم خط دفاع ليفربول: «شارلتون هو اللاعب رقم واحد، ليس فقط بسبب إنجازاته مع مانشستر يونايتد، ولكن أيضا لأنه حصل على كأس العالم عام 1966 مع المنتخب الإنجليزي، ثم يأتي بعد ذلك غرايم سونيس، وألان بول، وديفيد ماكاي، وبول سكولز، وروي كين، وغلين هودل، وبول جاسكوين، وفرنك لامبارد، وبريان روبسون، ولكني أعتقد أن جيرارد يتخطى كل هؤلاء من حيث ما قدمه لنادي ليفربول وللمنتخب الإنجليزي».

ويختلف كاراغر مع المدير الفني المؤقت للمنتخب الإنجليزي، ستيوارت بيرس، بشدة، بسبب عدم منح شارة قيادة المنتخب الإنجليزي لجيرارد (31 عاما)، وعن ذلك يقول كاراغر: «لقد صدمت من ذلك القرار. سكوت باركر لاعب كبير والجميع يكن له كل الاحترام، ولكن جيرارد يجب أن يكون هو قائد المنتخب الإنجليزي. لقد كان هو قائد المنتخب في كأس العالم الأخيرة، كما يعد واحدا من أفضل اللاعبين في إنجلترا على مدار العشر سنوات الماضية، ولا شك في أنه واحد من أفضل اللاعبين بالنسبة لي. وبغض النظر عن اسم المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، يجب أن يكون جيرارد هو القائد، وكان يجب أن يحمل شارة القيادة في المباراة الودية أمام هولندا».

وقد أثار الأداء الرائع الذي قدمه جيرارد، مؤخرا، جدلا كبيرا حول ما إذا كان جيرارد هو أفضل من دافع عن ألوان ليفربول على مر التاريخ، وينافس جيرارد في هذا الأمر المدير الفني للفريق كيني دالغليش. ومع ذلك لا يشك كاراغر في أن جيرارد هو أفضل من لعب بقميص ليفربول على الإطلاق. وأضاف كاراغر: «أعتقد أنه الأفضل بفضل ما قدمه للنادي. لقد لعب دالغليش وسونيس وإيان روش معا في فريق عظيم، ولكن لأن كرة القدم لعبة جماعية، فقد كان الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لجيرارد؛ لأنه لا يلعب دائما مع فرق قوية. وبالنسبة لي، فإن الأداء القوي لجيرارد في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2006 (وهي المباراة التي أحرز فيها جيرارد هدفين وانتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق، قبل أن يتمكن ليفربول من الحصول على الكأس بركلات الترجيح وينتزع اللقب من ويستهام) أفضل مما قدمه إيان روش في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1986 (وهي المباراة التي انتهت بفوز ليفربول على سندرلاند بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، والتي أحرز فيها روش هدفين أيضا). ودائما ما يظهر معدن جيرارد الثمين في المباريات الكبرى، وخير دليل على ذلك هو أداؤه الرائع في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005».

وأضاف كاراغر: «في عهد هؤلاء اللاعبين، كان الدوري الإنجليزي يضم أفضل اللاعبين في بريطانيا، أما الآن فيضم أفضل اللاعبين في العالم. وأعتقد أن الناس لن تدرك قيمة جيرارد الكبيرة إلا عندما يتوقف عن اللعب. في الواقع، يعد الأمر صعبا للغاية بالنسبة لجيرارد من عدة نواحٍ، لأنه عندما يقضي أي لاعب مسيرته الكروية بالكامل في نادٍ واحد، فإن جمهور النادي يراه عندما كان صغيرا ويتذكر الأخطاء التي ارتكبها عندما كان في بداية مسيرته الكروية، ومع تقدم السن يبدأون في التساؤل عما إذا كان اللاعب يقدم المستويات نفسها التي كان عليها في الماضي أم لا. ولم يحدث هذا مع اللاعبين الكبار في تاريخ ليفربول، لأنهم إما بدأوا المشاركة مع الفريق وهم في سن كبيرة، وإما لم يكملوا مسيرتهم مع النادي حتى اعتزالهم كرة القدم». وأضاف مدافع ليفربول والمنتخب الإنجليزي: «أعرف مدى صعوبة أن يرتقي لاعب محلي إلى مستوى التوقعات، ولا سيما بالنسبة لجيرارد الذي ظل يتحمل عبئا ومسؤولية كبيرة على مدى فترة طويلة. ولا يمكن لأي لاعب لعب بجواره أن ينكر أنه أفضل لاعب في تاريخ النادي، وأتمنى ألا ينكر أي مدير فني ذلك أيضا».