اليوفي يتعادل مع الميلان في مواجهة مثيرة ويطير إلى نهائي كأس إيطاليا

كونتي وديل بييرو يعودان إلى الملعب الأولمبي بمشاعر خاصة بعد غياب 16 عاما

TT

تأهل يوفنتوس إلى نهائي كأس إيطاليا لهذا الموسم، وذلك بعدما تعادل مع الميلان في استاد اليوفي الجديد أول من أمس الثلاثاء 2-2 في إياب دور نصف النهائي، وكان اليوفي قد حقق فوزا مهما في الذهاب بميلانو 2-1. تقدم ديل بييرو لأصحاب الأرض في الدقيقة 28، ثم تعادل مصباح للميلان في الدقيقة 51، ثم حقق ماكسي لوبيز أول تقدم للضيوف في الدقيقة 36 ليعادل بذلك نتيجة الذهاب، ما ألجأ الفريقين للعب شوطين إضافيين. وفي الدقيقة 6 من الشوط الإضافي الأول سجل فوسينيتش هدف التعادل والصعود إلى المباراة النهائية التي سيشهدها الاستاد الأولمبي بالعاصمة روما.

أكد فنان الأهداف المنحدر من مدينة نيكسيتش أنه رجل الخطوط التي تغني، لكن، بدءا من يوم أول من أمس، الويل لمن لا يعترف له بالشخصية والروح وأداء القائد، أجل، لأن اللاعب الذي حضر في الشوطين الإضافيين إلى الملعب كان يمتلك حماسة القلب الشجاع. نظر من حوله، ورأى جنودا قلقين، والجنرال بيرلو ربما مجهد قليلا، والجنرال الآخر بوفون في المقصورة، وبالتالي أدرك أنه قد جاء دوره، وكفى. المباراة التقليدية من دون إياب، بل هي «مباراة قصيرة» بلا إياب، نقصد الوقت الإضافي.

على طريقة إبرا: لقد وضع مهارة وقوة بدنية وتركيزا. وبعد مراوغتين لإخافة أنطونيني سدد كرة صاروخية من حدود منطقة الجزاء بالكاد أبعدها الحارس أميليا وبشكل سيئ، وبالتالي لمسة ساحرة على طريقة بيرلو التي تفتح المرمى أمام جياكيريني الذي أضاعها. لا شيء، لا زال التأخر بهدفين مقابل هدف. يحتاج شيئا آخر أكثر، لكن ماذا؟ إظهار قوة. وهكذا اتجه فوسينيتش للحصول على الكرة على بعد 30 مترا من الحارس أميليا، الذي كان أقرب للجهة اليسرى، نظر للمرمى، وسدد كرة بيمينه سكنت زاوية الشبكة، على يسار أميليا. ارتعد استاد اليوفي، وانفجر كونتي، وانفجر كل شيء. هدف يليق بلاعب فذ، هدف على طريقة إبراهيموفيتش، النجم الغائب في ليلة تخلى عنها اللاعب السويدي بعد 45 دقيقة لتور بسبب إصابة خفيفة تعرض لها.

ويعد الهدف هو الثالث الذي يسجله مهاجم الجبل الأسود في المباريات الأربع الأخيرة، وآخر اثنين مهمان للغاية؛ فقد ساهم هدفه في فلورنسا في إعادة إطلاق طموحات درع الدوري، وهدف أول من أمس دعّمها. هذا لأن المواجهات المباشرة بين اليوفي والميلان قد انتهت لهذا الموسم، وتحدث فيها فريق السيدة العجوز فقط، حيث فاز مرتين وتعادل مثلهما. وواجه اليوفي بعض المشكلات فقط في لقاء الدوري (1-1)، ما خلا ذلك.. دائما ما استحقت كتيبة كونتي النتيجة، والأهداف، والأداء. ويظل فريق اليوفي بلا خسارة (منذ 32 مباراة)، ويبقى بلا خسارة على ملعبه، والآن يستعد لمواجهة إنتر ونابولي، وهما مرحلتان ضروريتان من أجل حجز غرفة مطلة على درع الدوري، خاصة لو «أهدر» الميلان تركيزه ومجهوده في مواجهتي برشلونة في ربع نهائي دوري الأبطال. الخلاصة هي أن هدف فوسينيتش يساوي ذهبا، بكل المعاني، أيضا من أجل تشريف القائد وهدفه الكبير في التقدم 1-0. وفي الواقع، بعد أليساندرو (الذي سيترك الدوري الإيطالي بنهاية الموسم) سيظل توتي في المقدمة وحده، عمره 36 تقريبا.

تفقد إيطاليا فناني الأهداف لاعبا تلو الآخر ولا تجد خلفاء لهم بنفس المستوى، من حيث القيمة الفنية، والشخصية والقيمة. وبالتالي لنستمتع بديل بييرو حتى النهاية، إلى جوار من يتحدث لغته نفسها، ونقصد فوسينيتش. لقد أهدى هذان الاثنان مباراة تليق باليوفي الحقيقي، وأهديا الفرحة إلى رئيس ناديهم أيضا، الذي تفجر بعد الهدف وهبّ واقفا، فهو أول نهائي يخوضه الفريق في ظل رئاسة «الإداري الشاب المدلل».

من جهة أخرى، كان ديل بييرو مستمتعا بالكرة حينما وضعها بعذوبة لتجاوز الحارس أميليا من دون أن يفقد السيطرة عليها، وكانت تبدو الكرة مروضة، كما لو كانت مربوطة بخيط غير مرئي بالقدم السحرية لبطل لا يعرف الزمن. ديل بييرو في حجم آخر، ونرى ذلك في احترام الخصوم في الملعب، وكان الهدف (الثاني هذا الموسم، ورقم 286 له مع اليوفي، ورقم 316 في مسيرته الاحترافية) هو النتيجة الطبيعية لما بناه القائد في الأعوام الماضية، ليس فقط بالموهبة (هذه منحة) وإنما أيضا بالعرق، والعمل، والتطبيق.

الاحتفال: في المقصورة، وفي المنصة المعتادة، كانت زوجته سونيا موجودة مع شقيقه ستيفانو وبعض الأصدقاء، من بينهم مدرب الأحمال الشخصي جيوفاني بونوكوري. الجميع جاهزون للاحتفال، وقد وُلد أداء ديل بييرو، كقائد للفريق، في الأيام الطويلة التي قضاها في فينوفو، حيث العمل من دون التفكير، إن الوقت لا يمنح هدنة والفرص تتضاءل. القوة تكمن في الرأس قبل أن تكون في الأقدام. أليساندرو يعد مثالا لذلك فقد وضع نفسه دائما في اللعب، ولم يتوار أبدا. ومساء أول من أمس أيضا كان هكذا، وعند نقطة بعينها بدا كما لو كان يدور حوار بينه وبين كونتي في منتصف الشوط الثاني: «هل تقدر على المواصلة؟»، «بالتأكيد»، «حسنا، خمس دقائق أخرى». وحينما مرت الخمس دقائق ونزل بورييللو، حيَّا استاد يوفنتوس بطله بأعذب التصفيقات. ورد هو بيده المرفوعة وسبابته نحو السماء. بعدها، حدث كل شيء، لكن بعد الدقيقة 120 بدأ الاحتفال. تبادل أليساندرو القميص مع سيدورف وانطلق أسفل مدرجات جماهير الفريق مع زملائه، لكن لم ينته الأمر عند هذا الحد، فهناك بطولة دوري ينبغي إنهاؤها بشكل جيد، وهناك مباراة نهائية تحتاج للإعداد بنفس الاحترافية الشديدة المعتادة، وينبغي لعبها، والفوز بها.

التصريحات: بالطبع التفكير المسيطر على لاعبي الفريق هو النهائي في 20 مايو (أيار)، في الاستاد الأولمبي بروما، حيث احتفل فيه أليساندرو بأكثر فوز منتظر، كأس أبطال أوروبا لعام 1996، ويقر ديل بييرو مبتسما: «سأكون متأثرا للغاية بالطبع في ليلة النهائي، ونأمل أن ننهي البطولة بشكل جيد، مما يعني الفوز بالنسبة ليوفنتوس. الميلان فاجأنا في الشوط الثاني، وكان بارعا في حملنا إلى الوقت الإضافي، لكن بعدها خرجنا نحن مجددا، إننا فخورون بتجاوز الدور، فمواجهة ميلان - يوفنتوس ستظل دائما مذهلة، ولقاء بين فريقين غير عاديين. ونحن وهم قاتلنا على كلتا الجبهتين طوال الموسم، وسنفعل ذلك حتى النهاية، حينما سنرى من سوف يكون الأفضل». مع ديل بييرو، لا يمكن تجنب الحديث عن المستقبل، لكن الحاضر غاية في الجمال كي تتم تنحيته فقط لبضع لحظات، ويواصل القائد: «أتمنى أن أكون قد أظهرت كل سعادتي، إنني سعيد بالفعل بالهدف، لكن سعيد خاصة بالنهائي. سنتحدث عن المستقبل فيما بعد، أنا متمسك بالحاضر لأنه جميل جدا. أما المواضيع الأخرى فسنتعرض لها في وقت آخر حينما يكون مناسبا. الآن، لنركز على المباريات المقبلة، وفي نهائي روما سنمنح كل ما لدينا وأكثر». ستكون تلك هي آخر مباراة لديل بييرو بقميص اليوفي، وهو أمر محزن، لكن لو فاز الفريق بالكأس فسيكون كل شيء مختلفا، مؤلما لكن مدهش.

إلى ذلك، يتذكر أنطونيو كونتي آخر مباراة له في روما، وكانت في 22 مايو 1996، حيث نهائي كأس الأبطال، وكان في الملعب، وحينها تغلب اليوفي على أياكس بركلات الجزاء وأنهى كونتي الليلة حينها محاطا بالأطباء، بسبب إصابة خطيرة جدا تعرض لها في إحدى فخذيه واضطر ليبي لتغييره في نهاية الشوط الأول. هذه قصة أخرى، ونهائي آخر، وسياق آخر، ويوفنتوس آخر.