نابولي يتأهل لمواجهة يوفنتوس في نهائي كأس إيطاليا

ماتزاري يشيد بلاعبيه بعد الفوز على سيينا بهدفين ويؤمن بسحر وقوة جماهير فريقه

TT

لحق نابولي بيوفنتوس إلى المباراة النهائية لكأس إيطاليا لكرة القدم، بفوزه على سيينا 2/صفر في إياب الدور نصف النهائي على ملعب سان باولو.

وقلب نابولي تخلفه ذهابا 2/1، حيث سجل سيموني فيرغاسولا (10، بالخطأ في مرمى فريقه)، والأوروغواياني ادينسون كافاني في الدقيقة 30 الهدفين. وكان يوفنتوس بلغ النهائي على حساب ميلان إثر تعادلهما 2/2 إيابا، بعد فوز فريق السيدة العجوز ذهابا 1/2.

لقد أثبت كافاني أنه ورقة نابولي الرابحة، حيث انتقلت مدرسة الفكر الأوروغوايانية إلى مدينة نابولي منذ عام ونصف العام، لتنتج الأهداف بكميات كبيرة. إنه مصنع تتم إدارته بالتابعة اليقظة من المدرب والتر ماتزاري، الذي يعمل معه كل الأيام، ومع العبقري إزيكيل لافيتزي، ومع ماريك هامسيك الذي عثر عليه مجددا. عاد كافاني المذهل، والملقب بالماتادور، وكان نجما أيضا، فهو البطل الجديد الذي تطلب منه الجماهير إنجازات جديدة دائما وأهدافا جميلة مثل الذي أحرزه في شباك سيينا، وهو الهدف رقم 60 له منذ أن جاء إلى المدينة، حيث اللقطة الأخيرة لجملة متناغمة وغاية في الروعة، من هجمة عكسية، قدّر فيها محترفو الجمال بساطة وروعة كرة القدم. يقول كافاني «إنني سعيد للغاية، لأن هذا النهائي كان أحد أهداف الموسم ووصلنا إليه. لم أعد أفكر في دوري الأبطال، فمن أجل التطور لا بد من النظر إلى الأمام دائما، ونحن أمامنا كأس إيطاليا، وكذلك فترة نهاية بطولة الدوري بعشر مباريات صعبة، لكن لو لعبنا كما يليق بفريق نابولي فإن المركز الثالث سيكون في متناولنا. إننا مؤمنون بذلك، وسنواصل القتال في الدوري، وبعدها نفكر في يوفنتوس والكأس».

إنها كأس مليئة بالأعمال العظيمة التي قدمها المهاجم الأوروغواياني، والذي تحوي قدماه ورأسه سر المهارة والمباغتة، مثلما فعل في استاد فريولي أمام أودينيزي، في أداء قوي آخر مثل الذي عاقب به سيينا، فالإخفاق في استاد ستامفورد بريدغ أمام تشيلسي، وركلة الجزاء التي أهدرها أمام هاندانوفيتش حارس أودينيزي كانا الدافع وراء رد فعله، والذي تجلى بوفرة بثنائيته في التعادل 2/2 أمام فريق فرانشيسكو غويدولين وبهدفه الكبير الذي هز استاد سان باولو أول من أمس. من الصدمة إلى الهدوء، ومن الخوف إلى الاحتفال، هكذا استعاد ادينسون كل شيء وأثار دهشة الجمهور، وهو شيء طبيعي معه.

وربما يضع أحد من جيل الخمسينات من عشاق كرة قدم الثمانينات، في لعبة المباراة الحاسمة، بوتراجوينيو بدلا من لافيتزي، وسانتيللانا بدلا من هامسيك، والنجم هوغو سانشيز في عصره الذهبي بدلا من كافاني، والثلاثة رموز ريال مدريد وقادرون على تقديم لعبات تليق بأبطال، لكن الأرقام هي التي يتذكرها التاريخ، وأرقام الماتادور تصيب بالدوار، فقد سجل إلى الآن 44 هدفا في بطولة الدوري، و12 في أوروبا، و4 هذا العام في الكأس. إنها زهور ربيع تأجل لبعض الأيام، والآن تفتحت في عرض مذهل للألوان، في اللحظة الأهم في الموسم.

وعلى خطا الأداء الأخير المهم في الدوري، أظهر أفضل موهبة أوروغوايانية في السنوات الأخيرة في استاد سان باولو قوته كاملة، والمتماشية مع المستوى الفني العالي لزملائه في الهجوم. سماء كافاني زرقاء، زرقاء ونقية مثل أفق يحمل تطلعات. وقد يؤكده لقاء النهائي أمام اليوفي في 20 مايو (أيار) بالاستاد الأولمبي بروما نجما حقيقيا للكرة الإيطالية والأوروبية. بعد الفوز ببطولة كوبا أميركا مع أوروغواي بقيادة أوسكار تاباريز، يرغب المهاجم في تحقيق أول بطولة مع نابولي، ومستعد من الآن للهجوم والدفاع. وقد تكون أهدافه بمثابة جواز سفره للمجد، والذي يسعى نحوه هو وكل زملائه من دون التردد لحظة.

دخل هدف كافاني المنازل، وملأ أركان ضاحية المدينة. وكان المدرب والتر ماتزاري قد منح فريقه في لندن 8 من 10 درجات، على الرغم من الإقصاء من دوري الأبطال على يد تشيلسي. وعاد ليشيد مرة أخرى بلاعبيه وصرح عقب المباراة «لقد فزنا في مباراة مهمة أمام فريق خطير جدا، وأقدم التهاني للاعبين، فالوصول لنهائي الكأس هو فخر للجميع».

بعد اثنين وعشرين عاما من آخر بطولة، تعد هذه لحظات فرحة عارمة لكل نابولي مثلما رسمها ماتزاري. أشعل لاعبو نابولي كل أضواء استاد سان باولو، وتعين على فريق سيينا الاستسلام للواقع. لقد أبدع عازفو نابولي، خاصة كافاني، في الليلة المنتظرة كثيرا، وقد كان ذلك في النهاية دليل مهارة وإمكانات. وقد عاش المدير الفني هذا الاختبار بتأثر عاطفي شديد، ويقول «إننا سعيدون بذهابنا للنهائي، وسنرى ما يمكننا فعله. أذكر حينما فعلتها مع سمبدوريا، وكان ذلك جميلا جدا. أعود إلى الاستاد الأولمبي حيث خسرت بركلة جزاء خاطئة. والآن مع نابولي، ستأتي نصف المدينة لمساندتنا، ومهما كانت النتيجة فنحن نشعر بالفخر».

في المقابل، لم تشهد رواية سيينا النهاية السعيدة التي أمل فيها المدرب بيبي سانينو. فقد ظهر المدرب المنحدر من مقاطعة أوتافيانو بنابولي لأول مرة كلاعب في استاد سان باولو، إلا أنه لم يجلس على مقعد مدرب نابولي الذي يحلم به منذ أن عمل مدربا. كان واقفا، من البداية للنهاية، وحمّس فريقه بصوت عال، لكن صرخاته كانت قليلة الفائدة. في النهاية صعد نابولي، ويظل لسيينا بعض الحسرة لشوط ثان تم لعبه جيدا لكن غابت فيه الشراسة أمام المرمى، ويقول المدرب «قدمنا مباراة ممتازة، وللأسف لم يكن هذا كافيا، ومنحنا الكثير لنابولي في بداية اللقاء، وربما في استاد جميل كهذا وأمام فريق من الأبطال الكبار، تأثر لاعبو الفريق قليلا. لسنا معتادين على هذا النوع من الاستادات الكبيرة، وكنت على يقين أننا سندفع بعض الثمن في البداية».

اهتزاز الشباك بعد دقائق قليلة كان أول شيء ينبغي تجنبه، لكن تشتيت فيرغاسولا الكرة في مرمى فريقه بطريق الخطأ عقّد خطط سيينا، بعدها جاء الانطلاق المميت لنابولي بمضاعفة كافاني للنتيجة. ويتابع سانينو «سأفكر فيه في كل لحظة خلال عودتنا في الحافلة، وترك الهجمة المرتدة لنابولي كان خطأ ضخما. على أي حال، خرجنا رافعي الرأس بعدما وصلنا لهدف تاريخي بالنسبة إلينا، وبالتالي أشكر اللاعبين الذين قدموا عرضا مشرفا». في نهاية الحسابات، نجد أن ما غاب عن سيينا هو التسجيل فقط، ويؤكد المدير الفني «في إجمالي اللقاءين، سجل نابولي هدفا واحدا أكثر منا، ومن ثم استحق الوصول للنهائي. أهنئ ماتزاري وفريقه، وقد رأيته أيضا أمام تشيلسي، وفي رأيي أنه لعب كرة قدم كبيرة. الآن، علينا التركز في الإفلات من الهبوط الذي هو هدفنا الأول. بل إنني أريد العودة هنا في المرحلة الأخيرة للاحتفال ببقائنا في الدرجة الأولى وبتأهل نابولي لدوري أبطال أوروبا».