سياسة أبراموفيتش تدفع المدربين للابتعاد عن تشيلسي

إقالة فيلاس بواس ومن قبله أنشيلوتي ومورينهو ليست بسبب الفشل ولكن لاختلاف الرؤى

TT

من المفترض أن يكون المدير الفني البرتغالي السابق لنادي تشيلسي الإنجليزي، أندريه فيلاس بواس، غادر العاصمة البريطانية لقضاء إجازة طويلة، عقب الإطاحة به من الجهاز الفني لـ«البلوز» بعد ثمانية أشهر فقط في «ستامفورد بريدج». ويقول الناقد الرياضي بصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية: «سوف نرى ما إذا كان المدير الفني الشاب سيعود للعمل في إنجلترا مجددا أم يكتفي بتلك التجربة المريرة مع تشيلسي، التي ستجعله يخشى من اهتزاز سمعته كمدير فني كبير في عالم الساحرة المستديرة، ومن تردد أصحاب الأندية الأثرياء في التعاقد معه في المستقبل، كما ستجعله يشعر أيضا بأن أسلوبه في عالم التدريب وطريقة اللعب التي يتبعها ربما تكون أفضل في أي بطولة أخرى غير الدوري الإنجليزي الممتاز».

ومع ذلك، يتعين على فيلاس بواس أن يتذكر أيضا أن نادي تشيلسي هو تجربة فريدة من نوعها في كرة القدم الأوروبية، وأن هذا النادي قد أطاح من قبل بمديرين فنيين عظماء، مثل «الاستثنائي» جوزيه مورينهو والمدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وأن هذا النادي يدور في فلك رجل واحد فقط، وهو الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش الذي لا يمكن لأي شخص أن يتنبأ برد فعله. ويتعين على المدير الفني البرتغالي الشاب أن يدرك أيضا، بعد اللحظات العصيبة التي مر بها خلال الأسابيع الأخيرة، أن تشيلسي لم يكن هو النادي الوحيد الذي كان على استعداد لدفع قيمة الشرط الجزائي في عقده مع بورتو، الذي يبلغ 13 مليون جنيه إسترليني. وفي الحقيقة، كان إنتر ميلان ويوفنتوس الإيطاليان وبايرن ميونيخ الألماني على استعداد لدفع هذا المبلغ مقابل التعاقد مع بواس، وربما كانت هذه المنافسة هي التي دفعت أبراموفيتش للتحرك مبكرا ودفع قيمة الشرط الجزائي والتعاقد مع المدير الفني الشاب.

وقد تعاقد أبراموفيتش مع بواس لأنه يستطيع دفع قيمة الشرط الجزائي، ولأنه كان يعلم جيدا أن المدير الفني الشاب هو النجم الساطع في سماء الكرة الأوروبية خلال الفترة المقبلة. وكان نادي ليفربول الإنجليزي أيضا مهتما بالتعاقد مع بواس، قبل أن يجدد كيني دالغليش عقده مع الفريق، كما أعرب نادي روما الإيطالي عن رغبته في التعاقد مع بواس، على الرغم من رفضه دفع قيمة الشرط الجزائي الكبير في عقده مع بورتو البرتغالي.

والآن، هل يعني الإطاحة ببواس من «ستامفورد بريدج» أن كل هذه الأندية كان على خطأ عندما كانت تريد التعاقد معه؟ وهل يعني ذلك أن بواس قد ظهر على حقيقته، وأنه لم يظهر كمدير فني كبير إلا بسبب عمله مع معلمه السابق جوزيه مورينهو؟ الإجابة عن كل هذه الأسئلة هي «لا» بكل تأكيد، ولكن هذا يعني ببساطة أن السياسة التي يتبعها أبراموفيتش في تشيلسي تقول إنه من السهل الإطاحة ببواس، كما كان من السهل التعاقد معه.

صحيح أن بواس لم يحصل على الدعم الكافي، ولم يكن بينه وبين رئيس النادي القدر الكافي من الاتصال والمشاورات، ولكن هذه هي الطريقة التي يتبعها أبراموفيتش، ولو نجح بواس في العمل من خلال هذه الطريقة فلا توجد أي مشكلة، وإذا لم ينجح في التكيف معها فسيجد نفسه خارج النادي. والسؤال الآن هو إلى متى يستمر النادي في اتباع هذه السياسة التي انتقدها المدير الفني لنادي برشلونة الإسباني بيب غوارديولا، والتي قد تجبر مورينهو على عدم العودة لتشيلسي والتجديد للنادي الملكي أو الذهاب لأي ناد آخر؟

هل ستؤدي هذه السياسة، وما حدث مع بواس، إلى نفور المديرين الفنيين البارزين في أوروبا من العمل في تشيلسي؟ ولا أحد يعرف متى سيتم تعيين مدير فني جديد لتشيلسي. وربما يشعر المدير الفني الجديد (مثل من سبقوه) بأن الوضع سيختلف هذه المرة من أجله! وربما يكون خيار تشيلسي غير تقليدي هذه المرة. كل هذه احتمالات وتكهنات، ولكن الشيء المؤكد هو أن هناك مديرا فنيا شابا وموهوبا يقضي فترة نقاهة الآن، ويتعجب مما حدث له خلال الثمانية أشهر التي قضاها في «ستامفورد بريدج».

ربما لم تكن إقالة فيلاس بواس من منصب المدير الفني لتشيلسي أمرا غريبا في ظل النتائج المتذبذبة التي حققها الفريق في الموسم الحالي والعروض غير المرضية للفريق محليا وأوروبا. ولكن المثير للجدل كان التوقيت الذي اختاره الملياردير أبراموفيتش للتخلص من فيلاس بواس. ويصعب على وسائل الإعلام والمحللين والجماهير في إنجلترا دائما قراءة فكر أبراموفيتش أو الطريقة التي يتخذ بها قراراته، خاصة فيما يتعلق بالمدربين.

ولكن اعتقاد الكثيرين ينصب حاليا على أن القرار جاء في هذا التوقيت أملا في تغيير شكل أداء الفريق والحفاظ على فرصته في مسابقة دوري أبطال أوروبا، بإسناد المهمة إلى مدير فني آخر قادر على تعويض خسارة الفريق 1/ 3 أمام نابولي الإيطالي ذهابا في دور الستة عشر للبطولة. وإذا كان ذلك قد حدث بالفعل واستطاع تشيلسي تعويض هزيمته في نابولي والفوز على أرضه في مباراة الإياب بأربعة أهداف مقابل هدف، فإن إسناد المهمة إلى المدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو وعودة نغمة الانتصارات إلى الفريق قبل الهزيمة، أول من أمس، أمام مانشستر سيتي لم تمنع أن تثار موجة من الجدل والشائعات حول هوية المسؤول عن العروض المخيبة للآمال، التي قدمها الفريق بقيادة فيلاس بواس قبل إقالته.

وأكد جون تيري، قائد الفريق، أن اللاعبين الكبار بالفريق لم يتفقوا على الإطاحة بالمدرب البرتغالي. وقال: «في جميع الأندية، عندما لا يشارك بعض اللاعبين يسود الفهم الخاطئ دائما ويشعر المشجعون بالإحباط لعدم مشاركتهم.. أعتقد أن الناس يعتقدون أن اللاعبين الكبار في تشيلسي لهم تأثير كبير، وأؤكد للجميع أن الحال ليس كذلك، ولم يكن هكذا منذ أن وطأت قدمي هذا النادي». وأضاف «جميع اللاعبين يحافظون على نادي تشيلسي ومالك النادي يفكر كذلك بالتأكيد. أندريه (فيلاس بواس) كان مدربا متميزا، ولكننا لم نحقق النتائج المرجوة لسوء الحظ».