تيفيز يعود بقوة ويحيي آمال سيتي في المنافسة على اللقب

بعد أن دفع الفريق ثمن غيابه غاليا

TT

عاد النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز إلى صفوف مانشستر سيتي مرة أخرى ونجح في إنعاش حظوظ فريقه في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما ظهر جليا الفراغ الذي تركه «الأباتشي» الأرجنتيني في صفوف الفريق خلال الفترة الماضية. وعندما انتقل تيفيز من مانشستر يونايتد إلى عدوه اللدود مانشستر سيتي استقبله الجمهور باللافتة الشهيرة المكتوب عليها «مرحبا بك في مانشستر»، وها هو جمهور مانشستر سيتي يحتفل بتيفيز من جديد مساء يوم الأربعاء الماضي بعد عودته الرائعة إلى صفوف الفريق ولمسته السحرية التي أهدت النجم الفرنسي سمير نصري تمريرة حريرية سجل من خلالها هدف الفوز على تشيلسي الذي أعاد سيتي إلى المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي مرة أخرى.

لقد عاد النجم الأرجنتيني مجددا، على الرغم من أن المدير الفني للفريق، روبرتو مانشيني، كان قد أعلن أنه لن يرتدي قميص مانشستر سيتي مرة أخرى. وشارك تيفيز في اللقاء لمدة قصيرة لا تتجاوز 30 دقيقة، لكنه كان السبب الرئيسي في الهدفين اللذين أحرزهما الفريق في مرمى تشيلسي. ويمكن تلخيص الأمر ببساطة – وفقا لريتشارد ويليامز في صحيفة «الغارديان» البريطانية - في أن مانشستر سيتي من دون تيفيز كان فريقا عشوائيا ويفتقد الروح المعنوية العالية، وما إن عاد الجوهرة الأرجنتينية إلى الملعب حتى أعاد للفريق هيبته وشعوره بأنه فريق كبير ينافس على بطولة الدوري الإنجليزي.

ومن الصعوبة بمكان أن نتخيل ما يدور في رأس تيفيز، لكن من الممكن أن يكون النجم الأرجنتيني قد فوجئ بحفاوة الاستقبال من جانب عشاق مانشستر سيتي الذين انقلبوا عليه خلال الأشهر الماضية وأطلقوا عليه لقب الخائن بعدما كانوا يتغنون باسمه ويتعاملون معه على أنه البطل الذي دائما ما ينقذ الفريق. وحظي تيفيز بتصفيق حار من قبل عشاق النادي وهتفوا له أكثر من أي لاعب آخر في الفريق، ورد عليهم بابتسامة وإشارة بإصبع الإبهام. وفي نهاية المباراة، كانت أذناه لا تسمعان سوى صوت التصفيق الحار من قبل الجمهور الذي ملأ جنبات الملعب والذي بلغ عدده 40 ألف متفرج.

وكان هناك عدد قليل من صافرات الاستهجان وسط التصفيق الحار داخل الملعب عندما ظهر تيفيز على الشاشات العملاقة التي تعلن تشكيل الفريق للقاء. وجلس تيفيز على مقاعد البدلاء للمرة الأولى منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي عندما اقترف النجم الأرجنتيني ذنبا يراه البعض جريمة كبرى في عالم الساحرة المستديرة، وذلك عندما ضرب بتعليمات المدير الفني للفريق، روبرتو مانشيني، عرض الحائط ورفض المشاركة كبديل في مباراة فريقه أمام العملاق البافاري في دوري أبطال أوروبا.

إن رد الفعل الذي أظهره جمهور وعشاق النادي على عودة تيفيز قبل المباراة يعكس جليا العلاقات المتغيرة في عالم كرة القدم اليوم؛ حيث كانت العناصر المكونة لأي نادي كرة قدم – المديرين الفنيين واللاعبين والجمهور – تشترك في قضية واحدة في الماضي، لكن قدوم أصحاب الأندية المليارديرات قد أحدث حالة من الانقسام بين عشاق وتاريخ النادي من جهة، وملاك النادي ومديريه الفنيين ولاعبيه من جهة أخرى، وأصبح الشيء الوحيد المشترك بينهم هو الرغبة في تحقيق النجاح، في الوقت الذي تختلف فيه أهدافهم الأساسية، وربما يكون لدى كل منهم وجهة نظر مختلفة بشأن كيفية تحقيق هذا النجاح. لقد عاد تيفيز إلى الملاعب بسبب حالة البراغماتية التي تسيطر على العالم الحديث؛ ففي الوقت الذي فقد فيه مانشستر سيتي بريقه، وكان يتعين عليه العمل جاهدا حتى يواصل التحدي المتمثل في الحصول على الدوري الإنجليزي، أصبح التأثير الذي تركه تيفيز على الفريق واضحا وضوح الشمس، بعدما اهتز أداء الفريق بشدة، وتخلى عن الصدارة لصالح منافسه التقليدي وعدوه اللدود، مانشستر يونايتد.

كانت هذه المحنة واضحة للغاية أيضا خلال الساعة الأولى من لقاء الفريق أمام تشيلسي، ودبت حالة من السخط في صفوف الجماهير بعدما فشلت الضربات الركنية في تهديد مرمى تشيلسي، وبعدما أهدر الإيطالي المشاغب ماريو بالوتيلي فرصة محققة للتقدم حين انفرد تماما بمرمى الحارس الكبير بيتر تشيك، لكنه سدد أرضية غير متقنة ضلت طريق الشباك. وفي تلك اللحظة، كان تيفيز يقوم بعملية الإحماء على خط التماس، ونال قسطا آخر من التصفيق من الجمهور الذي كان، على ما يبدو، يرغب في رؤية لاعب قادر على حسم اللقاء.

وبعد مرور 10 دقائق من بداية الشوط الثاني، طلب مانشيني من تيفيز أن يقوم بعملية الإحماء مرة أخرى، في الوقت الذي جاء فيه رد البلوز قاسيا من خلال الهدف الأول عن طريق المدافع غاري كاهيل. وهنا، كان تيفيز مستعدا للنزول إلى المستطيل الأخضر بعد غياب طويل. والسؤال الآن هو: هل أحدث تيفيز الفرق مع مانشستر سيتي؟ وهل كان هو فرس الرهان كما يراه عشاق النادي دائما، أم أنه يتعين علينا الانتظار حتى نهاية الدوري الإنجليزي الممتاز حتى يمكننا الإجابة عن هذا السؤال؟