الحرب الكلامية تشتعل بين يونايتد وسيتي

فيرغسون يعرب عن غضبه من تصريحات فييرا حول عودة سكولز.. وينتقد رجوع تيفيز

TT

اعتبر مدرب مانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، أنه يملك ما يكفي من العتاد للدخول في حرب نفسية مع مدرب جاره في المدينة الواحدة مانشستر سيتي، روبرتو مانشيتي، ورجاله. وبدا فيرغسون غاضبا من تصريحات مدير التطوير في مانشستر سيتي، الفرنسي باتريك فييرا، الذي اعتبر أن الاستعانة مجددا بخدمات لاعب الوسط بول سكولز تشير إلى بوادر يأس.

وتزامنت عودة سكولز مع استعادة يونايتد لعروضه الجيدة؛ حيث جمع 27 نقطة من أصل 29 في مبارياته الـ9 الأخيرة لينتزع الصدارة من سيتي. وقال فيرغسون: «يأس؟ عمَّ يتكلم فييرا؟ بول سكولز هو أفضل لاعب خط وسط في إنجلترا في الأعوام الـ20 الأخيرة». وتابع: «اليأس هو عندما يُشرك روبرتو مانشيني لاعبا الأربعاء الماضي لم يخض أي مباراة منذ 5 أشهر، علما بأنه أكد أنه لن يلعب مجددا لمانشستر سيتي».

كان نجم المنتخب الفرنسي السابق، فييرا، قد أكد - في مقابلة مع صحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية - أن عودة بول سكولز من الاعتزال مرة أخرى تظهر مدى الضعف الذي يعانيه مانشستر يونايتد. وعلى الرغم من اعترافه بالاشتياق إلى المشاركة في تلك المنافسة الشرسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، فإن نجم خط وسط مانشستر سيتي السابق لا يفكر في العودة إلى الملاعب مرة أخرى على غرار ما فعله نجم مانشستر يونايتد بول سكولز. وقال نجم المدفعجية السابق إن مانشستر يونايتد ربما يكون بحاجة إلى مساعدة نجومه القدامى، لكن الأمر يختلف بالنسبة لمانشستر سيتي، مضيفا: «لم يخطر ببالي مطلقا أن أعود إلى المستطيل الأخضر مرة أخرى؛ لأنني قد اتخذت القرار السليم».وأضاف اللاعب، الحاصل على كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية مع الديوك الفرنسية: «لا أخفي عشقي وإعجابي ببول سكولز كلاعب؛ فهو واحد من أفضل اللاعبين الإنجليز خلال السنوات الماضية، وأعتقد أن عودته للملاعب مرة أخرى شيء جيد بالنسبة له وبالنسبة لمانشستر يونايتد. ومع ذلك، أعتقد أن عودته تعكس حالة الضعف التي يعانيها مانشستر يونايتد؛ لأنه اضطر إلى إعادة لاعب في السابعة والثلاثين من عمره بعد اعتزاله». وأضاف النجم الفرنسي ذو الأصول السنغالية: «أعتقد أن عودة سكولز تظهر أن مانشستر سيجد صعوبة خلال السنوات القليلة المقبلة في مواجهة الفرق الأخرى؛ لأنني – مع كامل احترامي لسكولز – أعتقد أن عودته تظهر عدم وجود مواهب قادرة على تعويض غيابه. عندما ترى مانشستر يونايتد يفقد لاعبين شبابا مثل رافيل موريسون، وربما بول بوغبا، فيجب أن يشعر النادي بالقلق؛ لأن ذلك لم يكن يحدث في الماضي».

وقد نجح مانشستر سيتي في التغلب على غريمه التقليدي، مانشستر يونايتد، العام الماضي، في سباق الحصول على خدمات النجم الفرنسي سمير نصري من صفوف آرسنال، كما نجح أيضا في إقناع النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز بالرحيل عن «مسرح الأحلام» في يونايتد قبل 3 سنوات؛ لذا يرى فييرا أنه لا يوجد أي نوع من التوتر أو القلق في مانشستر سيتي. واستطرد فييرا: «عندما فقد مانشستر يونايتد اللقب لصالح آرسنال، كان الأمر مختلفا؛ لأن مانشستر يونايتد يوجد في مدينة مانشستر، بعيدا عن آرسنال الموجود في لندن؛ لذا سيكون الأمر أشد قسوة على مانشستر يونايتد عندما يفقد اللقب لصالح مانشستر سيتي؛ لأن الناديين يلعبان في المدينة نفسها. دائما ما يتم التلاعب بالعقول والمشاعر عندما يكون البعض خائفا من المنافسة أو عندما يحاول بعض الناس زعزعة الاستقرار الذي يتمتع به الآخرون. إنهم يقومون بذلك لسبب واحد فقط، هو تصدير مشاعر الخوف والقلق للآخرين».

وأضاف نجم المدفعجية السابق: «عندما كنت في آرسنال، لم تكن مثل هذه الأشياء تؤثر علينا مطلقا؛ لأننا لم نكن نرغب في أن نضيع طاقتنا في ما يقوله الناس أو في أي تعليقات أخرى. وأعتقد أن قوة مانشستر يونايتد تكمن في أنهم لا ينظرون إلى الفرق الأخرى أو ما تقوم به، ويقومون فقط بالتركيز في عملهم ويؤمنون بما يقومون به تماما. وهذا مثال جيد يتعين علينا أن نحتذي به؛ لذا يتعين علينا ألا نشغل بالنا بما يقومون به».

ويملك باتريك فييرا، الذي حصل على 3 بطولات للدوري الإنجليزي مع الجانرز، خبرة كبيرة ما زال يفتقدها معظم لاعبي مانشستر سيتي حتى الآن، وهو ما دعا مسؤولي النادي إلى الاستعانة بخدمات النجم الفرنسي المخضرم عقب اعتزاله في نهاية الموسم الماضي واستحدثوا له وظيفة جديدة في الفريق لكي يستفيدوا من خبراته الهائلة. ويشغل فييرا منصب مدير التطوير في النادي، الذي يقوم من خلاله النجم الفرنسي بتطوير أكاديمية النادي، كما يقوم بالترويج للعلامة التجارية للنادي على نطاق عالمي من خلال مشاريع جديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا والصين.

ومع ذلك، لا يزال فييرا مصرا على دخول عالم التدريب؛ لذا قام بالتسجيل في اتحاد كرة القدم في ويلز، بناء على نصيحة زميله السابق في صفوف مانشستر سيتي، كريغ بيلامي، لكي يكون مؤهلا للتدريب خلال الصيف المقبل. ويمثل فييرا أهمية قصوى بالنسبة لنادي مانشستر سيتي خارج الملعب، بفضل شهرته العالمية – يرى البعض أن السبب في هذه الشهرة هو نادي آرسنال الإنجليزي – لكن المنافسة المشتعلة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الحالي تؤكد أن خبرة فييرا في الفوز بالألقاب سوف تلعب دورا حاسما بالنسبة للمدير الفني لمانشستر سيتي، روبرتو مانشيني، ولاعبيه.

ويقول فييرا: «الدور الذي أقوم به هنا مثير للاهتمام في حقيقة الأمر، إنني أعمل في نادٍ ينمو بسرعة كبيرة، لكني لا أعلم أي المجالات أود العمل فيها بعد ذلك. لقد منحني بريان ماروود (مدير الكرة بالنادي) الفرصة للاطلاع والتعلم وجمع المعلومات، وهو أمر رائع بالنسبة لي. لقد قضيت 9 سنوات في نادي آرسنال خلال أفضل فترات حياتي في عالم الساحرة المستديرة من سن العشرين وحتى التاسعة والعشرين؛ لذا أتفهم الأمر جيدا عندما يسألني البعض عن السبب وراء عدم عودتي لآرسنال مرة أخرى؛ لأن النادي دائما ما سيكون في أعماق قلبي، لكني أعتقد أن الإجابة سهلة للغاية، وهي لأن الفرصة كانت متاحة لي هنا في مانشستر سيتي. لقد كان الأمر مثيرا للغاية، وكنت أرغب في القيام بذلك، وهو ما حدث في نهاية المطاف».

واستطرد فييرا: «مساعدة اللاعبين هنا هي إحدى مسؤولياتي أيضا، لا سيما عندما يمر الفريق بمرحلة حرجة وعندما يقترب الموسم من نهايته. إنني على قدر المسؤولية وأعلم ما يتعين عليَّ القيام به؛ لذا فإنه من واجبي أن أكون قريبا من اللاعبين وأن أتحدث إليهم بشأن ما يحدث وأن أجعلهم يتفهمون أن وصولهم لهذا المركز في جدول الترتيب هو شيء جيد، وأن آرسنال وتشيلسي يتطلعان إلى الوصول إلى ما نحن فيه؛ لذا يتعين علينا أن نستمتع بما حققناه. وعندما يصل قطار الدوري الممتاز إلى آخر 9 مباريات يزداد الضغط بشدة، ويكون الأمر مثيرا للغاية».

وقد وصل فييرا إلى نادي مانشستر سيتي في يناير (كانون الثاني) 2010، بعد شهر واحد من تعيين المدير الفني الإيطالي، روبرتو مانشيني، في الجهاز الفني للفريق خلفا للمدير الفني مارك هيوز، وهو ما يوضح حالة الترابط الموجودة بين فييرا ومانشيني، التي تجلت في فوز الثنائي بالدوري الإيطالي مع إنتر ميلان. وأكد فييرا، الذي لعب تحت قيادة آرسين فينغر وفابيو كابيللو وجوزيه مورينهو، أن مانشيني مثله مثل هؤلاء المديرين الفنيين العظماء يمكنه قيادة الفريق إلى بر الأمان في هذه المرحلة الصعبة من عمر البطولة والوصول به إلى منصة التتويج.

وقال فييرا: «كان إنتر ميلان تحت قيادة مانشيني يفوز بالمباريات، وكان قويا للغاية؛ لأن مانشيني كان مؤمنا بقدراته وبما يقوم به. وأعتقد أن إيماننا، كنادٍ، بقدرتنا على الفوز باللقب هو شيء مهم للغاية، ويعمل روبرتو على ترسيخ هذا الاعتقاد؛ لأن المدير الفني هو الأساس في أي فريق. في الحقيقة، يتمتع روبرتو بالهدوء، ويدرك جيدا أن الهدوء يمكن أن يكون هو عامل الحسم في هذه المرحلة الحرجة».