بآمال «معقدة» الهلال يواجه النصر في ديربي تاريخي.. والقادسية «يقلق» الأهلي

الخبير فؤاد أنور توقع تفوق الرائد والاتحاد على الاتفاق ونجران في جولة زين الـ23

TT

تتجه أنظار عشاق دوري زين السعودي للمحترفين، مساء اليوم، صوب ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية الرياض بحلول الساعة الـ8:30 مساء؛ حيث يقام ديربي المنطقة الوسطى بين الهلال والنصر الذي يعتبر أحد أهم فصول الإثارة والمتعة في كرة القدم السعودية؛ نظرا للتاريخ الكبير الذي يتميز به الطرفان، بالإضافة إلى الجماهيرية الكبيرة لكل منهما، وستكون المواجهة ضمن لقاءات الجولة الـ23 من الدوري التي تقام ضمنها ثلاث مباريات أيضا، إلى جانب قمة الرياض؛ حيث يلتقي في أولاها القادسية، الساعي للهروب من المراكز المتأخرة، ضيفه الأهلي، الطامح إلى الوصول للقب الدوري، وذلك على ملعب الأمير سعود بن جلوي بالراكة، بينما يستضيف الرائد، بنشوة انتصاراته الأخيرة، الاتفاق، الذي يعاني، مؤخرا، تواضع مستواه الفني، وذلك على ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية في بريدة، أما في اللقاء الأخير فسيخوض الاتحاد مواجهته هذه الجولة أمام نجران على ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة.

الخبير الفني فؤاد أنور بيَّن الأوضاع الفنية للفرق المتبارية اليوم، مؤكدا أن وسط الهلال سيتغلب على نظيره في النصر، موضحا السبل المتاحة أمام الأخير لتجاوز الهلال، كما أشار إلى أن المباراة التي ستجمع القادسية بالأهلي غير متكافئة فنيا، بالإضافة إلى ترشيحه الرائد لكسب الاتفاق، والاتحاد لتخطي نجران، وإليكم التفاصيل..

الهلال × النصر الأوضاع على الورق تميل بشدة للهلال؛ لتفوقه على غريمه في جميع الخطوط، بدءا من حراسة المرمى وانتهاء بالهجوم، لكنني لن أستغرب من أن يفوز النصر في المباراة لعوامل لا علاقة لها بالجوانب الفنية، خاصة وسط الظروف غير الجيدة التي يعيشها الفريق الأزرق الذي ابتعد كثيرا عن المنافسة على لقب الدوري في وقت لم يدلف فيه المسابقة الآسيوية بالقوة المنتظرة التي سيدحر بها منافسيه.

وتابع: على الرغم من أن الهلال يزخر بالعناصر القادرة على كسب جميع اللقاءات لصالحه، فإنه من الواضح أن هناك مشكلة ما تواجه الجهاز الفني للفريق بقيادة التشيكي هاشيك في توظيف اللاعبين، وربما كان الخلل في سوء قراءة إمكانات الفرق المنافسة، وذلك اتضح جليا بعد رحيل المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، وقد يكون تعدد المدربين مسوغا مقنعا لفشل اللاعبين في إدراك نهج المدرب؛ لأن تعاقب أكثر من 4 أجهزة فنية خلال عام ونصف العام يحدث تشتيتا ذهنيا للاعبي أي فريق في العالم، مما يخلف أخطاء دفاعية فادحة تُرتكب في توقيت متزامن للنقص في الفاعلية الهجومية التي افتقدت غزارة الدعم من الكرات الثابتة بعد رحيل الروماني ميريل رادوي، الذي أثر رحيله في قوة التحصين الدفاعي، لكن لخط وسط الأزرق في مباراة اليوم أهمية خاصة في إرباك دفاع المنافس والحد أيضا من هجومهم في الآن ذاته.

في المقابل، فإن النصر يقدم مستويات متفاوتة ومتذبذبة؛ ففي فترة يحضر الفريق بثقله الفني، وفي الأخرى يغيب، وأحيانا يكون ذلك أمام منافسين أقل خبرة منه في الدوري، وأكبر المشاكل الفنية التي تواجه النصر هشاشة عموده الفقري المكون دائما من متوسطي الدفاع، إضافة إلى محوري الارتكاز والهجوم، والخطأ المستمر في الفريق هو عدم ثبات قلبي الدفاع؛ حيث يحتاج الفريق الأصفر، إذا أراد الفوز الليلة، إلى أن يكون في تركيز عال في ما يتعلق بتأمين المناطق الخلفية، وذلك للحيلولة دون الانفراد بمرماهم ولوقف تناقل الكرة في منطقتهم، إلى جانب قوة التعزيز الهجومي وفق أطر متزنة، وذلك كله يجب أن تغلفه روح وحماسة اللاعبين لمجابهة قوة المنافس بالمجهود، مضيفا: من الواضح أن كلا الفريقين يمر بظروف محبطة، لكن العناصر لدى الهلال تخدم فريقها للظفر بنقاط اللقاء وفقا لما يفترض أن يكون، وإن حدث العكس فإننا سنشاهد النصر بهيئة أخرى في مواجهاته الدورية المتبقية، وفي آخر بطولات موسم كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال.

القادسية × الأهلي يعاني المستضيف ضعفا فنيا واضحا، وعلى الرغم من وجود الفريق في المركز الرابع بين الفرق المتنافسة على البقاء، فإنه يعتبر ثاني أقرب الفرق للهبوط إلى جانب الأنصار، وكان القادسية يعتمد، في بداية منافسة الدوري، على التفاني في أداء المجموعة مع ظهور الاعتماد على بعض الأسماء، كالجزائري الحاج بوقاش قبل انتقاله للنصر، إضافة إلى آخرين كفهد السبيعي، بيد أن الفريق لم يعد يظهر بالشكل الذي كان عليه مطلع الدوري؛ لذا فالمباراة اليوم تبدو في متناول الأهلي الذي يسعى إلى عدم التفريط بفرص ملاحقة المتصدر، وللأهلي القدرة على التسجيل بوفرة في مرمى مضيفه لوجود أبرز هدافين في بطولة الدوري، وهما: البرازيلي فيكتور سيموس، والعماني عماد الحوسني، كما يقود خط الوسط بإتقان محترف الفريق كماتشو، هذا فضلا عن أن الوصول إلى مرمى الأهلي سيكون محصنا وإن كان المدافعون سيتعبون من مشاكسات مهاجم القادسية النيجيري أوتشينا أغبا.

الرائد × الاتفاق استطاع مدرب الرائد الجديد، التونسي عمار السويح، إصلاح ما أفسدته التعاقدات غير المقننة؛ فالفريق يسعى إلى ضم اللاعبين بالجملة، وهو ما يفقده الانسجام فيظهر بشكل متواضع للغاية، إلا أن الاعتماد على أسماء بعينها وتطبيق التحصين الدفاعي والارتداد الهجومي حسَّنا من وضع الفريق في سلم الترتيب، لكن مشكلة الفريق بوجهها العام تكمن في غياب التجانس بين العناصر المستقطبة بالجملة، وفي مباراة اليوم فإن الرائد مرشح للكسب، عطفا على التراجع الملموس في أداء الاتفاق الذي وصل لاعبوه للاكتفاء على الرغم من كفاءتهم في مواصلة المشوار برتم البداية ذاته، خصوصا أن الفريق يملك عناصر أجنبية تعتبر من الأفضل في الدوري خدمة لفريقها.

الاتحاد × نجران بدأت العناصر الشابة لدى الاتحاد تتعود على أجواء المباريات الكبيرة، لكن الأبرز في الفريق القدرة الهائلة لدى مدربه الجديد، الإسباني راؤول كانيدا، في تنظيم صفوف الفريق، وذلك اتضح جليا خلال المباريات الـ4 التي أشرف عليها منذ توليه مهمة تدريب الفريق، خصوصا في المباراتين اللتين أشرف عليهما في دوري أبطال آسيا، وهما اللتان أعطتا لمحة إلى قدرات جبارة يملكها كانيدا في ما يتعلق بالتعامل مع اللاعبين، ومع بدء العودة لحالة التوازن في الاتحاد فإنه سيكون الأقرب للانتصار اليوم، لكن إن فاز نجران فلن يكون بالأمر المستغرب لاعتماد مدرب الفريق، المقدوني حاغوفيسكي، على الاستفادة من المجموعة ككتلة واحدة، على الرغم من وجود أسماء لها ثقلها في الفريق كالسوري جهاد الحسين، إلا أن ذلك الأسلوب أفاد نجران أمام الفرق الكبيرة وأحرجها.