مصادر لـ «الشرق الأوسط»: «كرت عشوائي» سيفتح للمرأة السعودية أبواب التاريخ في أولمبياد لندن

رعاية الشباب أعلنت استعدادها للدعم.. وقطر بعد الرماية والجمباز تشارك بـ«سباحة»

TT

كشفت مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة الأولمبية الدولية ستسلم الاتحادات الدولية بألعابها المختلفة كروتا «عشوائية» تمنحها الأخيرة للأبطال الذين لم تسنح لهم فرصة التأهل إلى أولمبياد لندن 2012، وذلك للمشاركة فيها، وستمثل هذه «الكروت العشوائية» فرصة حتى للفارسة السعودية دلما ملحس المرشحة بقوة للمشاركة في الأولمبياد.

وبحسب النظام المتبع الذي تسير عليه اللجنة الأولمبية الدولية فهناك لجنة ثلاثية منبثقة عنها تسمى لجنة «الكروت العشوائية» ويمثلها عضو من اللجنة الأولمبية الدولية وعضو يمثل اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (الاكنو) وعضو يمثل الاتحادات الدولية بجميع ألعابها، وتقوم هذه اللجنة بمنح «الاتحادات» كروتا عشوائية لا تقل عن ثلاثة كروت على أن تقدمها الاتحادات الدولية إلى الاتحادات الوطنية.

وتتجه المرأة السعودية للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في تاريخها مما يجعل نسخة لندن 2012 تشهد حضورا نسائيا لجميع دول العالم، ويبدو أن اللجنة الأولمبية السعودية ستعمل على ترشيح بعض الفارسات السعوديات من بينهن الفارسة دلما ملحس (ابنة الفارسة أروى مطبقاني التي تعمل عضوا في مجلس إدارة اتحاد الفروسية السعودي منذ 4 أعوام) على أن يكون القرار النهائي من قبل هذه اللجنة في قبول الترشيح ومنها «الكرت العشوائي» لمجرد التمثيل الرسمي السعودي.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان صدر عنها الجمعة الماضي «إن إعلان السعودية عن مشاركة امرأة في أولمبياد لندن 2012 للمرة الأولى يعد خطوة إيجابية».

وكانت اللجنة الأولمبية الدولية أصدرت قانونا قبل أعوام يحتم على كل دولة منضوية تحت لوائها إشراك رياضية واحدة على الأقل (كوتا نسائية) في الدورات الأولمبية تماشيا مع الميثاق الأولمبي.

وشاركت الفارسة السعودية دلما ملحس في الأولمبياد الآسيوي للشباب في سنغافورة قبل نحو عامين وتعد من أقوى المرشحات لخوض غمار أولمبياد لندن 2012 بحكم جاهزيتها، وشاركت جميع دول العالم في فئة السيدات، كما كانت ملحس (18 عاما) أول رياضية خليجية تحرز ميدالية نسائية في تلك البطولة بعد أن ظفرت ببرونزية فئة الفردي في تلك الألعاب.

وأعلنت قطر مؤخرا إشراك السباحة ندا وفا عركجي في أولمبياد لندن، كما أنها كثفت في الفترة الأخيرة من النشاطات الرياضية الخاصة بالمرأة وكانت نتائج سيداتها في دورة الألعاب العربية بالدوحة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لافتة، خصوصا في الرماية والجمباز، كما أعلنت بروناي أيضا عن إشراك رياضية أو أكثر في أولمبياد لندن.

وفي اجتماع ثنائي جمع فريقا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب برئاسة الأمير نواف بن فيصل بن فهد الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، وفريقا من مجلس الشورى السعودي كشفت تقارير رسمية صدرت عن الاجتماع أن الدولة أعطت الضوء الأخضر للجنة الأولمبية السعودية لمشاركة المرأة السعودية والإشراف على تجهيزها في حال كانت هناك منافسات، بيد أن القرار الرسمي لم يصدر بعد رغم الأجواء الإيجابية التي خرج بها اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية ونظيرتها السعودية في زيوريخ مؤخرا في هذا الصدد.

أما الحديث السعودي المعلن بشأن مشاركة المرأة فيعود إلى مؤتمر صحافي لرئيس اللجنة الأولمبية الأمير نواف بن فيصل أواخر العام الماضي أكد فيه أن السعودية ستشارك في دورة لندن بمنتخبات الرجال، وأنه لا مانع من مشاركة المرأة بناء على دعوة رسمية.

وأكد الأمير نواف في حينها أن «ما يتردد حول أهمية مشاركة السعودية بمنتخب نسائي في دورة الألعاب الأولمبية الصيف المقبل في لندن أمر يتكرر منذ 20 عاما، وأن السعودية ستشارك بمنتخبات (الرجال)، ولا يوجد أي توجه للمشاركة بمنتخب نسائي لعدم وجود نشاط رياضي نسائي في السعودية».

وأضاف «في حال مشاركة المرأة السعودية في الألعاب الأولمبية، ستكون وفقا لقناعة بهذه المشاركة من الجوانب الإسلامية والنظامية التي تحثنا عليها التعاليم الإسلامية والأنظمة والقوانين السعودية».

وتابع «هناك كثير من بنات الوطن المبتعثات للدراسة خارجيا يمارسن بعض الرياضات المتنوعة، واتصلن بنا وببعض الاتحادات الدولية يرغبن في المشاركة، وبما أنه لا يوجد نشاط رياضي نسوي رسمي محليا فإنه لا يوجد منتخب نسائي، وفي حال تلقت أي طالبة رياضية دعوة للمشاركة في أي دورة فسيتم مناقشة ذلك، خصوصا في جانب الزي اللائق وأن تكون اللعبة المراد المشاركة فيها مناسبة من النواحي كافة للمرأة».

وأكد «لن نعوق مشاركة أي طالبة تلقت دعوة رسمية وفق الطرق اللائقة والمناسبة لها كمسلمة وكسعودية».

وتمارس بعض السعوديات نشاطات رياضية في السعودية على خجل بعيدا عن الأضواء في كرة السلة وكرة القدم أحيانا، وآخرها كان تنظيم بطولة من 20 فريقا في جدة ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة (8 مارس/ آذار)، وذلك في أحد الملاعب الخاصة بحضور تجاوز 300 سيدة سعودية.

وقالت لينا خالد المعينا التي تدير أكاديمية رياضية للسيدات لوكالة الصحافة الفرنسية «نتطلع من خلال هذه البطولات إلى تشجيع الفتيات على اعتماد أسلوب حياة أكثر صحة ونشاطا، نهدف إلى توعية المزيد من النساء السعوديات بأهمية الرياضة من الناحية الصحية والنفسية».

ولفتت إلى الصعوبات التي تواجهها الرياضة النسائية في المملكة بقولها «هناك فئات من المجتمع تحارب الرياضة نهائيا، ولكن فكرتنا أن نشجع الرياضة النسائية المحافظة في إطار ديننا وعالمنا الإسلامي».

وأفصحت عن طموحها المستقبلي بأن «تفعّل الرياضة النسائية محليا في المدارس وغيرها، وأن تكون مقننة وعلى أسس صحيحة طالما أننا في مرحلة التأسيس».