تشيلسي وريال مدريد يفوزان خارج أرضيهما ويضعان قدميهما في المربع الذهبي لدوري الأبطال

مدرب بنفيكا يلوم الحظ.. ومورينهو يشيد بأبويل

TT

عاد ريال مدريد الإسباني حامل اللقب تسع مرات وتشيلسي الباحث عن أول لقب في تاريخه بفوزين مقنعين من أرض أبويل نيقوسيا القبرصي 3/صفر وبنفيكا البرتغالي 1/صفر، في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وبفوز ريال مدريد يكون قد وضع حدا لمفاجآت أبويل نيقوسيا الذي حقق الكثير منها في الأدوار السابقة.

أبويل × ريال مدريد اعترف البرتغالي جوزيه مورينهو، المدير الفني لريال مدريد الإسباني، بصعوبة المباراة التي فاز فيها الفريق على مضيفه أبويل نيقوسيا القبرصي 3/صفر في ذهاب دور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وظل التعادل السلبي قائما بين الفريقين طوال 73 دقيقة، ثم حسم ريال مدريد المواجهة لصالحه بثنائية سجلها كريم بنزيمة، وهدف آخر سجله ريكاردو كاكا. وقال مورينهو «انتظرنا وقتا طويلا حتى سجلنا، لكننا اضطررنا لتقديم الكثير كي نحقق ذلك أمام فريق لعب بكل قوته وقدم أداء جيدا». وأضاف «بالطبع لا يمتلك هذا الفريق (أبويل نيقوسيا) المواهب الفردية الهائلة التي تمتلكها الفرق الأخرى في دوري الأبطال، لكنه فريق يتمتع بشخصية رائعة».

وعلى ملعب «جي سي بي»، وأمام نحو 23 ألف متفرج، أكد مورينهو تفوقه في ربع النهائي للمسابقة، حيث لم يفشل في تخطيه في مسيرته التدريبية، فتجاوزه مع بورتو عام 2004 عندما توج باللقب، ومع تشيلسي عامي 2005 و2007، ومع إنتر ميلان الإيطالي عام 2010 عندما توج باللقب، ومع ريال مدريد الموسم الماضي عندما تأهل على حساب توتنهام الإنجليزي، قبل أن يخسر أمام غريمه التقليدي برشلونة الذي توج باللقب لاحقا.

وهذا الفوز هو الثامن لريال مدريد في 9 مباريات في المسابقة هذا الموسم، علما بأنه يخوض ربع النهائي للمرة الـ29 في تاريخه، وفشل في تخطيه في 6 مناسبات فقط.

وفضل مورينهو إشراك مواطنه فابيو كوينتراو أساسيا على حساب البرازيلي مارسيلو، ودفع بالدولي الألماني التركي الأصل مسعود أوزيل مكان البرازيلي ريكاردو كاكا، فيما دخل التركي نوري شاهين مكان تشابي ألونسو الذي غاب عن المباراة بسبب الإيقاف. أما أبويل فأجرى تبديلا واحدا على تشكيلته الأساسية بمشاركة نيكتاريوس ألكسندرو مكان البرازيلي غوستافو مندوزا الموقوف، فيما عاد البرتغالي هيليو بينتو بعد غيابه عن مباراة الإياب أمام ليون في إياب الدور ثمن النهائي بسبب الإيقاف.

وكانت الأفضلية لريال مدريد منذ البداية مستغلا تراجع لاعبي صاحب الأرض إلى الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة التي على قلتها كانت تكسر قبل الوصول إلى الحارس الدولي ايكر كاسياس، بيد أن حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة وجد صعوبة في فك التكتل الدفاعي للنادي القبرصي على الرغم من المحاولات الكثيرة التي سنحت أمام مهاجميه، وأبرزها للدولي الفرنسي كريم بنزيمة والمرمى مشرع أمامه فسددها فوق العارضة.

ودفع مورينهو بكاكا ومارسيلو مكان الأرجنتيني غونزالو هيغوين وكوينتراو لتعزيز خط الوسط حيث يتكتل لاعبو أصحاب الأرض في الدقيقة 62، وكان البديلان وراء افتتاح التسجيل عندما هيأ مارسيلو كرة إلى كاكا في الجهة اليسرى فمررها الأخير عرضية إلى بنزيمة الذي تابعها داخل المرمى، ثم وراء الهدف الثاني الذي سجله كاكا إثر تمريرة من مارسيلو. وكان الجميع يتوقع فوزا كاسحا للنادي الملكي لكن أبويل صمد أغلب فترات المباراة قبل أن ينهار في الدقائق الأخيرة، بيد أنه تفادى هزيمة ثقيلة على غرار ما حصل معه عندما تعرض لأقسى خسارة أمام فريق إسباني صفر/8، أمام ديبورتيفو لاكورونيا في إياب الدور الأول لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي.

وانتظر ريال مدريد الدقيقة 74 لافتتاح التسجيل عبر بنزيمة بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر تمريرة عرضية من كاكا. وأنقذ الحارس القبرصي مرماه من هدف ثان بإبعاده بقدميه تسديدة قوية لرونالدو من نقطة الجزاء، ثم تدخل مرة أخرى لإبعاد تسديدة قوية لأوزيل من داخل المنطقة. وعزز ريال مدريد تقدمه بهدف ثان عندما توغل مارسيلو داخل المنطقة متلاعبا بالدفاع القبرصي ومرر كرة عرضية تابعها كاكا من مسافة قريبة داخل المرمى في الدقيقة 82. وختم بنزيمة المهرجان بهدف ثالث من مسافة قريبة إثر تمريرة من أوزيل في الدقيقة 90.

بنفيكا × تشيلسي أكد خورخي خيسوس، المدير الفني لبنفيكا البرتغالي، أن الحظ عاند فريقه في المباراة التي خسرها على أرضه أمام تشيلسي الإنجليزي صفر/1 في ذهاب دور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وجاء هدف الفوز لتشيلسي قبل 15 دقيقة من نهاية المباراة، وكان من نصيب المهاجم الإيفواري سالمون كالو. وقال خيسوس عقب المباراة «كانت مباراة جيدة مثلما توقعنا. إنه (تشيلسي) فريق قوي ويمتلك خبرة كبيرة على المستوى الأوروبي». وأضاف «سيطرنا على المباراة بأكملها تقريبا، وصنعنا عددا أكبر من الفرص، لكن الحظ عاندنا اليوم».

وقطع تشيلسي خطوة منطقية نحو التأهل إلى نصف النهائي بإسقاطه بنفيكا. وحقق الفريق اللندني وصيف نسخة 2008 الذي يريد فك عقدة المسابقة الأوروبية، نتائج جيدة منذ إقالة البرتغالي أندريه فيلاس بواس وتسيير أمور الفريق من قبل مساعده الإيطالي روبرتو دي ماتيو، حيث قلب تأخره 3/1 أمام نابولي الإيطالي في الدور الثاني إلى فوز كبير 1/4 على ملعبه «ستامفورد بريدج». ومن جهته، خاض بنفيكا بطل 1961 و1962 الدور ربع النهائي لأول مرة منذ عام 2006 ساعيا للتأهل إلى نصف النهائي لأول مرة منذ 22 عاما، وهو تخطى زينيت الروسي 3/4 بمجموع المباراتين في الجولة السابقة.

وكان قرار دي ماتيو مفاجئا قبل بداية المباراة، إذ ترك المهاجم العاجي ديدييه دروغبا ولاعبي الوسط فرانك لامبارد والغاني مايكل إيسيان والجناح دانيال ستوريدج على مقاعد البدلاء، مانحا الفرصة للإسباني فرناندو توريس والظهير البرتغالي باولو فيريرا الذي خاض مباراته السادسة فقط هذا الموسم، والنيجيري جون أوبي ميكيل، في حين غاب عن تشكيلة بنفيكا الأرجنتيني ايزيكييل غاراي ويانيك دغالو من غينيا بيساو بسبب الإصابة.

وعلى ملعب «النور» الذي سيستضيف نهائي نسخة 2014 وأمام نحو 65 ألف متفرج، بقي اللعب متكافئا في أول ربع ساعة، حتى بدأ بنفيكا يشق طريقه نحو المرمى عبر هدافه الباراغواياني أوسكار كاردوزو الذي أهدر فرصة خطيرة أمام الحارس بيتر تشيك، بعد تمريرة ساقطة من البرازيلي إيمرسون مرت من فوق قائد الدفاع جون تيري.

وقدم توريس لمحة فنية جميلة عندما تخطى دفاع بنفيكا على حافة المنطقة، لكنه سدد بيسراه كرة عالية فوق عارضة الحارس البرازيلي آرتور. وتصدى آرتور بعدها بقليل لتسديدة أرضية بعيدة في منتهى القوة من البرتغالي راؤول ميريليس لاعب بورتو وليفربول الإنجليزي سابقا، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. ومع بداية الشوط الثاني، حصل بنفيكا على فرصة خطيرة لافتتاح التسجيل، عندما وصلت الكرة داخل المنطقة المزدحمة إلى كاردوزو صاحب خمسة أهداف هذا الموسم في المسابقة، فأطلقها صاروخية ارتدت من جسم البرتغالي ديفيد لويز نجم بنفيكا السابق إلى ضربة ركنية.

ورد تشيلسي سريعا بعرضية من توريس عكسها كالو برأسه من مسافة قريبة فوق المرمى. وبعد لمسة يد غير محتسبة على جون تيري داخل المنطقة، أرسل تشيك كرة بعيدة خدعت المدافع البرازيلي لويزاو ووصلت إلى الإسباني خوان ماتا الذي تجاوز آرتور وانفرد بالمرمى الخالي لكنه سدد من زاوية ضيقة في القائم الأيمن في أخطر فرص المباراة في الدقيقة 60.

وقبل ربع ساعة من نهاية اللقاء، اخترق توريس الجناح الأيمن متجاوزا غارديل، ومرر كرة عرضية ذكية إلى كالو الذي سددها من مسافة قريبة داخل شباك آرتور. وحصل البديل الإسباني مانويل نوليتو على فرصة المعادلة، لكنه سدد فوق العارضة، ولعب بعدها ماتا كرة ساقطة هبطت فوق مرمى بنفيكا. وحافظ تشيلسي على تقدمه وكاد المتألق آشلي كول يهز شباكه عن طريق الخطأ عندما كان يحاول إبعاد كرة عرضية، ليعود تشيلسي إلى العاصمة اللندنية بتقدم جيد على خصمه البرتغالي. ويقام إياب ربع النهائي في 3 و4 أبريل (نيسان) المقبل. ويلعب الفائز من مواجهة بنفيكا وتشيلسي مع الفائز من مواجهة ميلان الإيطالي وبرشلونة الإسباني حامل اللقب، والفائز من مواجهة أبويل وريال مع الفائز من مواجهة مارسيليا الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني. أما مباريات الذهاب من نصف النهائي فتقام يومي 17 و18 أبريل، والإياب في 24 و25 منه. وسيكون ملعب اليانز أرينا في ميونيخ مسرحا للمباراة النهائية في 19 مايو (أيار) المقبل.