برقت ومضتان في خمسة أيام مضت تعكس رقي الأداء الكروي لديل بييرو، قائد اليوفي، حيث تتمثل الومضة الأولى في اختفاء ديل بييرو من رادار ميكسيس وتياغو سيلفا في دفاع الميلان، ومراوغته بالكرة أمام مرمى خصمه التقليدي ودك حصونه بهدف رائع أدى إلى تأهل السيدة العجوز لخوض نهائي كأس إيطاليا واستبعاد الميلان من بطولة الكأس. وتظهر الومضة الثانية في عودة تألق القائد أمام غريمه القديم الإنتر في إطار الجولة 29 من الدوري الإيطالي يوم الأحد الماضي، بشن القائد غارة كروية احترافية في قلب مملكة صامويل ولوسيو في دفاع الإنتر، ليسجل هدفا مذهلا بدقة عالية يتخطى حارس مرمى الإنتر جوليو سيزار، ليسكن في شباكه، وتنتهي المباراة بحلم انتزاع الدرع. ولكن يأتي الجزء الحزين في الرواية، في لحظة وداع القائد ديل بييرو، الذي يبلغ من العمر 37 عاما، للملاعب الإيطالية بعد شهرين بشكل أقرب لليقين، ليستمتع بموسمين كنجم لكرة القدم في الولايات المتحدة، حيث يمثل أحد ثلاثة أو أربعة لاعبين يتعرف عليهم الأميركيون في الطريق. وقد يكون البديل هو الانتقال إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي مع المدرب أنشيلوتي. ومن الواضح أن الجدل قد بدأ للتو، فهل من الجيد أن يختتم بقميص اليوفي مسيرته الكروية بطريقة رائعة؟ العقل يقول نعم ولكن القلب ربما يرفض ذلك. ولقد تحدث أندريا أنيللي، رئيس نادي السيدة العجوز، في وقت مضى بمناسبة اجتماع الأعضاء المساهمين، قائلا: «الوحيد الذي ضمته منازلنا أجمع هو ديل بييرو الذي رغب في البقاء معنا لموسم آخر غير هذا الذي سيرحل فيه» مع عدم تغيير المسار الإداري.
الاستمتاع: وقد صرح قائد اليوفي في إشارة إلى ما قاله الرئيس، معقبا: «إنه قرار لم يلقَ استحسانا لأنها لم تكن الكلمات الصحيحة. ولقد اتخذت قراري العام الماضي (بالتوقيع على عقد اليوفي، ملحوظة المحرر). وأستمتع الآن بالملعب، ثم سنرى ماذا سيحدث في المستقبل. ولكي نعود إلى الحديث ذاته سيكون هناك الوقت المناسب والظروف المناسبة وليس الآن»، أيضا لأن أليساندرو لديه رغبة كبيرة في «الاستمتاع بكل لحظة في هذه المغامرة بالتركيز الشديد على الحاضر والعمل الجاد، مع عدم ترك أي شيء للظروف، بالإضافة إلى عدم التركيز على الكلمات والتصريحات التي تناولتني بالذكر، لأن مسيرتي الكروية يجب ألا تتلوث بأي شيء. وأرغب في البقاء هادئا وبحالة جيدة، كما أرغب في اللعب».
تحفيز كونتي للقائد: كما أن كونتي سيحتويه لأن الوقائع في الهجوم قد تغيرت كثيرا في الأيام الأخيرة، حيث يحتل ديل بييرو كخامس رأس حربة في صفوف الفريق المركز الأول بين المرشحين للعب في مركز قلب الهجوم، وهو ما أشار إليه كونتي بنفسه عقب الفوز أمام الإنتر، قائلا: «نحن في نهاية الدوري الإيطالي ونحتاج إلى لاعب محترف في كرة القدم، ويتمتع بالحضور في الملعب والقدرة على تسجيل هدف في الوقت المناسب». ومن جهة أخرى ينطلق ماتري وبوريللو أساسيين كل أسبوع، ولكن في وقت الضرورة أثناء المباراة يلجأ المدرب إلى الدفع بالقائد على أن يشمل السلام أيضا كوالياريلا. وبهذا المعنى فإن حركة الأحد الماضي أمام الإنتر تحمل دلالة خاصة بدخول ديل بييرو في محل ماتري حينما كانت النتيجة 0/0 في مباراة مفتوحة تماما. وبهذا الصدد أوضح أليساندرو قائلا: «لا أعلم إن كانت الموازين قد تغيرت بالفعل لصالحي، فهذا سنعرفه من كونتي. وفيما يخصني سأواصل على ما فعلته حتى الآن بالاستعداد دائما كما لو كنت سألعب، ولا أريد تغيير أي شيء في طبيعتي أو في عملي. ولو أتيح لي المزيد من فرص اللعب فسأكون سعيدا جدا على أمل أن أقدم ما قدمته في مباراتي الميلان والإنتر». وبشكل خاص من المفترض أن نعتبر مباراة الإنتر هي مفتاح عودة السيدة العجوز إلى ملاعب دوري الأبطال، ومع تبقي تسع مباريات على نهاية الدوري الإيطالي بفارق ثماني درجات أكثر من لاتسيو في المركز الثالث و11 درجة أكثر من نابولي وأودينيزي في المركز الرابع يمكننا القول إن زيادة دخل النادي باتت وشيكة للغاية، وخوض دور المجموعات يكاد يكون مؤكدا. وعن هذا الأمر تحدث ديل بييرو، قائلا: «أجل.. أتمنى أن يتذكرها الجميع كمفتاح لدوري الأبطال، ولكن علينا الانتباه إلى أننا نبطئ السير في المباريات التي تبدو أكثر بساطة على الورق. إذن فإن الانطلاق المباشر نحو الهدف هو السياسة الناجحة. وإن مهمتنا ينبغي أن تكون كبيرة مثل تطلعنا؛ لأننا نتمنى تحقيق إنجاز كبير». قد يحدث هذا من خلال الانطلاق لمواجهة نابولي الأحد المقبل في إطار الجولة 30 من الدوري الإيطالي في استاد اليوفي، ولم يتبق لدينا شيء لنقوله فيما عدا أن القائد مستعد للتحليق عاليا.
وفي سياق متصل لم تحرك مهارات ديل بييرو الجذابة إدارة اليوفي عن مشروعها الخططي الذي لم يتغير. ومن أجل العودة إلى دوري أبطال أوروبا ينوي أندريا أنيللي استبدال قائد الفريق بمهاجم رفيع المستوى، وبدأت الاتصالات بالفعل منذ وقت مضى. ويظل حلم اليوفي في الحصول على غونزالو هيغواين من صفوف ريال مدريد، فضلا عن أن خيار الحصول على سواريز من ليفربول لا يعتبر أقل قيمة؛ لأن مهاجم أوروغواي من المفترض أن يرحل عن الدوري الإنجليزي الممتاز في نهاية هذا الموسم على ضوء الجدل المؤسف مع إيفرا. وقد تحفز الظروف المحيطة انتقال المهاجم إلى السيدة العجوز بسعر معقول، حيث يسير بيبي ماروتا، مدير عام اليوفي، وفابيو باراتيتشي، المدير الرياضي للسيدة العجوز، في هذا الطريق بحذر وانتباه.
أسامواه: وفي الوقت ذاته، في خط الوسط يحتل اسم الغاني أسامواه مكانا بين المرشحين؛ نظرا لأنه أحد قطعتي أودينيزي الثمينتين. وثمة اتصالات جرت بالفعل مع مسؤولي أودينيزي، ولكن هناك فارقا جوهريا بين الاستعلام عن اللاعب وتقديم العرض، حيث سيتحدثون بالتفصيل في وقت لاحق.